|
Re: بيت المقدس ... واحة للأرواح (Re: قرشـــو)
|
جبل الزيتون: وطلعنا جبل الزيتون، وهو بعد وادي النار، جبل عال سهل المطلع، ورأينا فيه قبة يذكرون أنه الموضع الذي رفع الله منه عيسى عليه السلام، وفيها موضع في الوسط هو علامة محلِّ رفعِه منه، والنصارى ما زلوا يترددون على ذلك الموضع تبرُّكاً به، وفي بعض الأيام يعملون عيداً عظيماً عند القبة، هكذا أخبرونا. وعلى الجبل المذكور آثار قديمة، مزارات، منها مزار السيد محمد العَلَم حامل راية المسلمين، وسيدتنا رابعة العدوية رضي الله عنها، وسيدنا سلمان الفارسي رضي الله عنه، والشهداء الأربعون. وما الجبل والبلاد في ناحية عن وادي النار، من أعلاه، قبر سيدتنا مريم بنت عمران عليها السلام، والآن في أيدي النصارى، طلبوه من الدولة وعملوا عليه كنيسة، وهو نازل في الأرض نحو خمسين درجة في القياس، وعاملين معه من الزينة شيء لا يتوصَّف من أواني الذهب والفضة، من قناديل ومغارز وغير ذلك. والقبر عليه حجر مثل الكهرب ومصورين صورة سيدتنا مريم وسيدنا عيسى عليهما السلام، ما شاء الله تلك الصورة قاصر عليها الرقع وعليهم من اللباس ما شاء الله، والمشاميع والقناديل مسروجة ليلاً ونهاراً، وفي بعض الأيام يعملون عيداً عظيماً عندهم. وقبر سيدنا داود عليه السلام خارج عن السور، من جانب من الحرم موضع فيه على صفة القبر كبيرٌ قولٌ إنه قبر سيدنا سليمان عليه السلام، وقولٌ آخر إنه محل كرسيّه، مختلفين في ذلك، والله سبحانه وتعالى أعلم بصحته، وقولٌ إنه دفن في غار قرب الصخرة، وقول عند أبيه، وحجة من قال عند كرسيه أن الأنبياء يدفنون حيثما كانوا، ودليله الآية.
|
|
|
|
|
|
|
|
|