|
Re: بيت المقدس ... واحة للأرواح (Re: قرشـــو)
|
زيارة المسجد الأقصى: وصلنا المسجد الأقصى بفضل الله وكرمه، فرأيناه حرماً كبيراً متسعاً عظيماً وفيه المسجد، وهو مسجد عظيم لا مثيل له، يعجز الواصف عن وصفه، وفيه محاريب الأنبياء عليهم السلام. ونزلنا أسفله ورأينا بناءه القديم الذي بناه النبي سليمان بن داود عليهما السلام، وهو بالأحجار العظام، والبناء الثاني وضع على أساسه السابق، وكلُّ محراب في محله على أساسه. هكذا أخبرونا والمسجد فيه أبواب كبار وفي وسطه عال مثل البندان على طوله، وآخر البندان قربَ المحراب فيه قبة عظيمة مزخرفة الغاية، وفيه جملة أعمدة بالرخام الملوَّن، وفيه شبَّاكٌ وتخوتٌ ومدارج، ومقطوع منه جانبٌ للنساء، وفي جوفه صهريج ماء، وبعضه مفروش بحجر الرخام، وبعضه بحجر آخر، وهو في جانب من الحرم. وفي وسط الحرم الصخرة، وعليها قبة عظيمة في غاية الحسن، وفي جوف القبَّة شبَّاك في وسط الصخرة ولها درج ينزل تحتها وهي عظيمة وتحتها محرابان أحدهما لسيدنا داود والثاني لابنه سليمان عليهما السلام، وموضع صلى فيه سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام. ويذكرون أنها كانت متعلقة، والآن من حولها بناء وخفيف، إذا ضربته يرتج، والله أعلم. وذكروا سبب ذلك، إذا دخلت النساء الحوامل تحتها يضعن حملهن من الخوف، فبنوا هذا البناء لأجل الاطمئنان. وفي القبة آثار للأنبياء كثيرة، من محاريب لهم ومقامات وغير ذلك، على ما أخبرونا. وبجانب القبَّة قبَّةٌ غيرها صغيرةٌ في غاية الحسن، يذكرون أنها موضع السلسلة التي كانوا يحلفون عليها، وفيها محرابٌ وهو موضع الحكومة الذي كان يقعد فيه نبي الله داود عليه السلام للحكومة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|