سيدتي ... سأبدأ رسالتي إليك اليوم بمطلع القصيدة التي ألقيتها في صالونك العامر والتي لم أبح فيها بالإسم في مطلع القصيدة مما أثار في الحضور تساؤلات عمن تكون القصيدة تخاطب ؟! ؛ وسؤالك الملح يوم إلتقينا في بيروت وفي مقهى الروشة في ذيّاك الصباح بالتصريح عن تلك الأنثى ورغم إصرارك إلإ أن ذاك الإصرار لم يزحزحني عن عدم الرغبة في البوح ولأسباب سآتي على ذكرها لآحقاً ... على كل حال دعينا نمر لمجرد التذكر على تلك الأبيات:-
حجــرٌ فــــؤادك يا ..... فإنني ما عدت أحتمل الصـدودا!! كـل القلوب تَعَشّقت آياتها وبها تعـيش مـع الزمان عـهودا!! حـبي إلـيك رسـالة بلغتها أو كـنت في تبليغها محـمودا!!؟ خــطبٌ أصــاب أضالـــعي فأنـاخ عزمي للجـمال سجـودا!! لقد كنت أصعب ما أكون قيادةً ولكني الـيوم في هواك مقودا!!
سيدتي ؛ أدري تماماً أنني فاجأتك في ذاك الصباح بأنني بعد ساعة سأسافر إلى ( بشرّي) لأنني على موعد مع الصديق الشاعر الدكتور وهيب كيروز حافظ متحف جبران خليل جبران وأستاذ الفلسفة في الجامعة اليسوعية والباحث في إرث جبران حيث متحفه ... تلك البلدة الوادعة الجميلة في أعلى جبل لبنان حيث خرير الجداول وهدير الشلال والأزاهر الجميلة الأنيقة والأرز الأخضر الباسق حيث يستغرق الوصول إليها زهاء الساعتين حيث سأقضي الليلة في ضيافته. تعلمين أنني كنت أسكن في البناية المقابلة للمقهى في ( روشة روك ريسيدنس) وقد جهزت كل متطلبات الرحلة وحينها قلت لي : هل من مانع أن أصطحبك في هذه الرحلة ؟! .... فبدا مني لسان حال وتساؤل لك قائلاً : هل كنت ستجدين الجرأة في هكذا طلب لو كنا في الوطن وانت السيدة الأديبة والأكاديمية التي لها سابق تجربة غير ناجحة في الزواج؟! وكان ردك : هل يصادر المجتمع حريتي لأنني مطلقة؟! أم لأن المجتمع أصدر أحكام مسبقة على تحركات الأنثى لأنها مطلقة وحجر عليها ومن أعطاه هذا الحق؟! ولماذا لم يطبق هذا على الذكور؟!
سيدتي ... على رسلك ... تمهلي فأنا لم أصدر ولم أحجر ولا أقبل هكذا تمييز... ففي عرفي الأنثى لها كل الحقوق مثل الرجل ولها حرية أن تمارس حريتها دون قيد أو شرط إنه مجرد لسان حال وحتى الآن لم أتلق منك إجابة ... قالت :- حتى ولو كنت في الوطن لي الحق في أن أتصرف وفق ما أرى إن كان هذا لا يخل بكرامتي وعفتي وليس لي الحق في أن أصادر حقهم في التعبير إن كان هذا الحق لا يمسني بما يسيء ... وعلى العموم متى توقف الناس عن الهمز واللمز والقطيعة والنميمة والبهتان ؟! وهل يتوقف حراك حياتي على ما يقولون؟!
قلت لك دعيني أتصل بالدكتور وهيب كيروز وأعرض عليه أمر مرافقتك لي وذلك حتى لا يفاجأ ... وإتصلت به أمامك ورحب أيما ترحيب ولكنه مازحني قائلاً : بشرط أن تكون مثقفة وجميلة فمازحته قائلاً : مستوفية لجميع الشروط وأكثر مما تتوقع... وداعبتك بما قال وقلت!!... أنت تقيمين في الضاحية الجنوبية من بيروت وأنت لم تستعدي لهذه الرحلة فماذا ستفعلين الآن ؟! وكانت إجابتك حاسمة :- ( مثلما يفعل العسكريون... سأرحل معك على التو)!!
جاء جورج والسيارة وركبنا ومررنا بكل ضيعات الجبل حتى وصلنا (بِشَرِّي) وفي قمة الجبل عند متحف جبران توقفت بنا السيارة ووجدنا في إنتظارنا الدكتور وهيب الذي رحب بنا وأغدق عليك من كل إطراءٍ أرضى غرور أنوثتك وإن أنسى فلن أنسى ما قاله لك : شو طائر السنونو ... ما كنت بعتقد إن هاي جمال موجود في السودان!! فقدمتك له بإسمك وصفتك الأكاديمية ، فسُرّ الرجل .
هنا عرض الدكتور وهيب أن يأخذك في جولة على أرجاء المتحف لتطلعي على مخطوطات شعر وقصص ورسومات جبران وبعد هذه الجولة توقفنا عند قبره متأملين في شخصية جبران وعطاءآته وأيضاً تحدثنا عن جمال الموقع كعنصر إلهام ... الأزاهر على مد البصر ونحن في قمة الجبل وقد كانت ( بشري) في أسفل قاعدته كما الراهبة الساجدة تحت قدمي جبران ... وبعد إنتهاء الجولة صحبنا الدكتور وهيب إلى منزله ولأنني زرت (بشري) عدة مرات فلا خيار لدينا إلا إستضافته لنا في داره لأن المنطقة ليس بها فنادق في الأصل كما أنني بحكم ترددي على الدكتور وهيب أصبحت صديقاً للعائلة ... ففي منزله الأنيق المطل على شلال بشري إستقبلتنا السيدة (كريستيل) زوجته ورحبت بنا ترحيباً حاراً وبدأت تحادثني عن لقاءنا قبل العام المنصرم في باريس وبرغم إتصالاتي الهاتفية بهما إلا أنها سألتني عن (ماليزيا) حيث قضيت العطلة الصيفية العام المنصرم وعن كيف كانت رحلتي لها وهل مكان يستحق عناء السفر وأجبت على كل تساؤلاتها لأنها وزوجها مثلي محبان للترحال والسفر ... ولكن كانت المفاجأة التي فجرتها (كريستيل) حينما قالت لك: البيت صغير وأبوبكر متعود علينا وهو بياخذ غرفة إبنتنا (جوي) فهي غادرتنا منذ أربعة سنوات بعد الزواج إلى الأرجنتين حيث تعيش مع زوجها الآن!! هذا يعني أننا سنحتل الغرفة سوياً ... في الثقافة اللبنانية والإنفتاح الفكري هذا أمرٌ طبيعي !! ... ولكني شعرت وقد خيم عليك الوجوم !!
هنا قلت للدكتور وليد: بأنك لم تكوني مستعدة لهذه الرحلة ورويت له ملابساتها فسألته إن كان بإمكاننا شراء ملابس نوم وفرشاة ومعجون وأدوات مكياج لك؟ فقال : الفرشة والمعجون متاح أما ملابس النوم والمكياج فيمكن لكرستيل تدبيرها من داخل البيت ... أتذكرين فقد جاءت لك كريستيل بقميص نوم وردي اللون وأدوات مكياجها الخاص !! وعندما دخلنا الغرفة المخصصة لنا... حاولت أن أزيل كل الحرج وقلت لك أن هذه الغرفة بها حمام خاص ويمكنك تبديل ملابسك وإستعمال المكياج دون أن أقتحم عليك خصوصيتك التي حددتها الظروف ... كما أنك ستنامين في السرير وسأنام في الكنبة... قلت لها لقد وضعتنا الظروف في هكذا موقف فعلينا أن نتعايش معها هذه الليلة وعلى العموم يحلو الأنس والنقاشات في صحبة مصيفنا وزوجته فدائماً ما يمتد بنا السهر إلى الساعات الأولى من الصباح فالوقت الذي سنقضيه في هذه الحجرة سوياً لن يكون طويلاً... كل هذا سقته لك لأزيل الوجوم والحرج الذي قرأته على وجهك!! ولكنك فاجأتني بأنه لا حرج فالموقف فرضته الظروف !!... ثم دخلت إلى الحمام وأبدلت ملابسك بذاك القميص الوردي الشفاف الذي أبان ما لم يكن مسموح برؤيته في الظروف العادية!! وقد جددت مكياجك فإزددت بهاءً وجمالاً فوق ما تملكين من جمال أخاذ!!( فستانك البمبي داعبه الهوى فإلتفّ حول الخصر يا للماكرِ)!!... يا الله وكأنني أراك لأول مرة ... ملاك في صورة إنسية !! نضوج أنثوي وفكري وثقافي وعلمي يجعلني أحاول أن أتفهم كيف لهذ الأنثى أن تطلق؟! وهذه المنطقة من خصوصيتك لم أحاول قط أن أقتحمها مثلما أنت لم تحاولي أن تسألينني عن أسباب وحدتي!!
قلت لي: أن المشوار كان طويلاً ولا بد أن تستلقي قليلاً ... دخلت أنا الحمام وأبدلت ملابسي وعندما عدت وجدتك وقد إستغرقت في سباتٍ عميق وكأنما قد سافرتِ في رحلة من الأحلام الحميمة الحالمة... تأملتك وأنت في تلك الحال... يا الله كأنما أنتِ ملاك نائم والوجه بين تلك الخصلات من شعرك الناعم الفاحم كأنه القمر بين ليلة حالكة الظلام ... فقد كنت مثل طفلة غريرة تعبت من اللعب فأخذتها سنةُ من نومٍ ... وعلى شفاهك إبتسامة تنم عن سعادة ورضا ... الجسم ينم عن أنوثة طاغية ... والقوام مثل قوام الريم ... وبحركة لا شعورية قمت بأخذ الغطاء وألقيته عليك حتى لا أقتحم تلك الخصوصية التي فرضتها ظروف هذه الرحلة .... وإستلقيت على الكنبة ورحت في إغفاءة كان دواعيها الحرج بالرغم من عدم رغبتي في النوم ... حتى إستيقظت وعندها حاولت أن أبين لك أنني كنت في سباتٍ عميق!! وأنني لم أر من أنوثتك شيئاً حتى لا تُحرجين!! من المؤكد أنني وأنت لسنا ملاكين بل بشرٌ تحركنا غرائز ولكن هناك مشاعر ووشائج إنسانية أكبر وأعمق من الغرائز... فلنصمت الآن عن الكلام المباح وغير المباح وإلى الغد سيدتي نواصل توثيق تلك الذكريات.
العزيزة منى تمني كيف شئت .. تمددي كيف شئت فأنت في حدقات العيون ... كل المدى لك ..مداخلاتك وتعليقاتك تسعدني ... أشكر لك رهافت حسك المجبول برفيف الأنغام الحالمة لك التحية وعذب الأمنيات أبوبكر
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
ابو عثمان
Muna Khugali
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست