|
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد (Re: عاصم الحزين)
|
الرسالة الرابعة اهلاً و اعضّك في الانف حين بهرولة التائه في رئة السؤال اهتف .. يا هذي اللغه ، هي ضدنا هي ضدنا ، آباؤنا قالوا المحنّة .. غير أنّا قد نسينا .. بدّل الاسم تفاصيل العلاقة بالجنون .. فانكسرنا . حسناً لا تسأليني عن الذي اندفق ساعة روحي المحبوبة سئلت بأي ذنبٍ أرهقت .. لأن انكساراً في ضوء عيني أصاب لوحتي باليتم .. كان لونك باهتاً .. و صوتي ينسال بلطف .. ثم بكسل . تعرفي أشتاقك بندم طاعم .. و كثير من الطيبة قلق أنا علي الزعل ؟ و لا اعرف هل يدك باردة .. ام تنامين مبكراً ؟ كذلك اود ان اسألك عن اغنياتنا .. أهي بخير .. ام يلبسها الاحتفال لغيابي ؟ لا عليك لا عليك افهم أن البن لا يحب الثرثرة .. و الهبّهان معطل في تعازيم حرارة الجهجهة . تعرفي الزوايا في المثلث علّمتنا وحدة الاضدّاد ، ينقص شوق إحداها و لا تبدو لسوأتنا المرايا عارية .. و هكذا أظنّك تفهمين حديث يدي إذ أن الدونكي الذي حفرته لك بالقلب ظل صامداً ، رغم هبوب الاسي ، و لم يجف مسطرين هواي من طينه ، طيلة فترة بناء الغرف الجانبية به ، التي جعلتها ملاذات آمنة لترتاح الونسة فيها ، و أنت تهبطين بجرادل أغنياتك القاع الآمن لبئر حناني .. و من ثم تحتفلي بجقمة ماء جوّاني .. تسندي بها مرق العطش الذي كلّما مال ، ارهقنا لاختلال توازن راكوبة الحنين .. و معني الايد في الايد بتجدع بعيد . تعرفي أود أن احدثك بشئ من الحمّي عن تفاصل ما وراء الكتابة .. إذ أنني تعمّدت ذات ( كبكبه ) أن اجدع جوّاك اوتار كمان .. و اقصد هنا الحوار .. ذاك الحوار الذي أبكي يدي حين نهرتها للهديل في غصن ورقةٍ تخصّك . حسناً حرّشتني عيناك بهما تومضان بحب ، فأنجب الوقت خيالاً قادني حتي مساء قعدتنا معاً في اللامكان .. أنت سألتني بهدوء الواثق بقلبه .. و أنا أجبت بقلق العارف بانسحاب الغيم من جهةٍ يخصه النشيد بها . تعرفي هي فقط تفاسير للمعاني قبل تنقيط مفرداتها . قلت أنت : اسألك عن الليل ؟ قلت أنا : يقظة نيات العين عل ما تشتهي . (( و لأن توهان اللذة في ظهيرة اللقاءات العادية كان يركض باتجاه المغيب .. درّبتك علي المستحيل .. و أسمعتك شيئاً من حديث الشجر للدرب الأخضر .. و راهنت بأن انتظاري علي ساحل جفنيك سينتهي بعين تبتسم قبل صحيانك من النوم بقليل )) قلت أنت : و النهار ؟ قلت أنا : طفولة الحواس تحندك الوقت بالركض باتجاه الحياة . (( ذات يتم سمعت محمود درويش يغنّي لي : يا أيها الموت انتظر / حتّي أعيد قراءة طرفة بن العبد / لتكون صيّاداً شريفاً / لا يصيد الظبي قرب النبع .. فهمت عندها أنك امرأة حبّبتني للحياة .. فكلما قرأت دفاتر روحك اكتشف جديداً يقودني لابدأك من جديد ... و احتفل )) قلت أنت : و الوقت ؟ قلت أنا : صدف يفتح بابه علينا .. و حناً ينغلق باتجاه الذكري . (( موسومةٌ النهارات بالذي فيك من دسامة , فكل اندهاشة هي ارتعاشة الفصول تقرأني " ميرود" بوردة و كم شبّال لانسان ما بعد الحداثة ، يعيد انتاج العشق بعذوبة قلب قيس/ كثير/جميل .. و لكن بسنبلةٍ للقلب تقترح وعياً يناسب تطوّر العشراقة التي تحتك بسقف غرفة القلب و تصيب الرجل بشئ أجده في أغنية ابو عركي " زول بكّاي " .. لكن بشكل مناسب )) قلت أنت : و النوم ؟ قلت أنا : سيولة المعني في ظهيرة الحلم و غياب الجسد . (( في عودة الابن الضال ليوسف شاهين ، و عندما هيأت ماجده الرومي أوقات هشام سليم بغناء يناسب سؤال الثورة عن معاني النضال و حرية الحلم في فلاحة أرض الروح ، بدأ في عينيه شئ يشبه الانبياء ، و فاجأنا المخرج بلقطات ذكية سريعة و عذبة ، ذكّرتني ببشري الفاضل حين كتب : مافي غير تلكع تسافر / شيل حقايبك و امشي بينات الشعوب ... فثمة غفوة هي الفرق بين مراقبة حلم يتفتّح كذهرة في حقل ملئ بالشوق و واقع نستسلم له )) قلت أنت : و البحر ؟ قلت أنا : هو الماء يخشي اندفاعه في جوف الصمت ، فصار مالحاً حتي تخشاه الاودية في لسان الحب . (( في العام 1904 ولد المغامر الاعذب و الرحّالة الانسان احمد حسن مطر بامدرمان من نطف محلاة بعذوبة طين المليون ميل مربع تخص أبوه الحاج ابراهيم علي عبده و امه الحاجه آمنه بت محمد من قرية عوج الدرب قرب المسيد جنوب الخرطوم ، منذ صباه كان مشدوداً كقوس حنين للحياة ، يقول عن نفسه بأن نشأته لم تتميّز بمال وفير و لا جاه و لم ترشقه الطبيعة بشئ من حصي الذكاء الخارق ، فشل في رتق سراويل دراسته ، و رسب كما نحن جميعاً في احدي سنين كرّاسة العلم ، حتي أنه حاول الانتحار حين ارتمي في اليم ليلتهمه النيل لبلادته ، أكمل تعليمه المتوسط واشتغل بالحكومة بمصلحة البريد و البرق ، تعلم الايطالية ابان عمله مع اسكندر رينو الذي تولي بناء خزان سنار بجانب اجادته للانجليزية و الفرنسية و التركية و اليونانية ، أودع نفسه في ريشة طائر و انتمي لقبائل المتسكعين في الكوكب الذي يخصّنا من مجرة درب التبّانة ، خرج للعالم فاكتشف الحياة ، و ضاق لذاذة مناخات الانسان المتعددة ، طاف القارات الخمس ، اوربا بأسرها ، بما في ذلك امريكا الشمالية و الجنوبية ، من القطب الشمالي الي القطب الجنوبي ، افريقيا كلها ، شبه الجزيرة العربية ، آسيا .. الهند .. ايران .. افغانستان .. الصين .. استراليا .. اليابان .. و جزر الاطلانطي .. الملايو .. فيتنام .. هونج كونج .. شنغهاي ، تعرّف علي شعوب العالم أشكالاً و ألواناً .. آداباً و فنوناً بما فيهم الاسكيمو في الاسكا ، استعمل كل وسائل النقل ، توسّد الغبار و صعد أعلي عائلة السحابة ، صادف الناس سمان الروح و التقي بالاشرار ، صار غنيّاً ذات ليلة و عندما استيقظ وجد بخاراً يتصاعد و فقراً يلوح ، نجح و انهزم .. جرّب السجون و تشرّد .. اشترك في مؤامرات عالمية .. كاد ينتهي .. و تشرنق .. ثم تفتّح كشمس علي حقل ملئ بالضجر و المفاجأة .. كادت له النساء .. و كاد لهن .. عرف الحب .. و عرفه الحب .. و خاصمه .. صادقه .. و ذات مرة بينما كان يجالس ابن الجنرال لدوندروف و الميجور ماكس و الكابتن فايس بألمانيا مرّ عليهم رجل في زي بافاري و علي رأسه قبعة عليها ريشة ، يمشي بخطوة عسكرية رافعاً رأسه الي أعلي و لا يلتفت يمنة او يسره ، فسأل عمن يكون ، قيل له .. انه احد المجانين و يدعي ادولف هتلر ، يعيش في خيال لتحقيق احلام النهار ، فما كان منه الا و ان ذهب اليه و حياه و اتونس معاه و حكي له هتلر بأنه سيكون علي رأس رمح ألمانيا و ستكون النازية ..و كانت . أحمد حسن مطر ، عرفه العالم و التقي بعظمائه و رؤسائه و ملوكه و جلاديه و مناضليه ، عمل صحفياً مهتاج السؤال و كشّاف لمكامن الصدف ، التقط الاخبار من مختبر نواتها ، و عرف دائماً كيف يحكي بفرح ، كان سائحاً ، و اوّل من ابرق رامزي ماكدونالد رئيس الوزارة البريطانية سنة 1924 يطالب باستقلال السودان و مصر ، ثم نفي علي طعامة ما ألحّ عليه و ناضل من اجله ، كان اوّل من أسس جمعية لمكافحة الاستعمار و كذلك كان اول سوداني ينظّم مسابقة جمال اوربية امريكية ، مات ذات يوم عادي بالسودان عن اثنين و ثمانين عام من الاحتفال بالحياة ، وحده كتب مذكّراته و مضي ، لم يتحدّث عنه أحد ، لا يعرفه الكثيرين ، و يحتاجه العالم لأنه كان بحراً و علي سطح زرقة روحه تسير سفن المغامرة .. لكن .. بصارية الحب المعطلة اعلامها .. الي حين انتباه الاقلام لمعني أنسنة التاريخ بالممكن من الاغنيات )) قلت أنت : و الحب ؟ قلت أنا : الألف فيه .. جرس يرن .. و لا نخرج الينا فنتوه ، و اللام ظل الصوت نحرس ألوان قزح فيها و ندور معها و ندور حتي ختلط الحابل بنابل القلق و تصير بيضاء فتبتلعنا و نغرق ، و الحاء سلّم نصعد به حتي بلاد الحلم و حينما توشك الغيمة بهطولها .. نبتلع الدمعات الطيبات و نكف عن الاسئلة و ننسي الاسم و تختفي الصورة و نتوحد في صيغة جمع الاثنين في الواحد السالم الصحيح ، و الباء هي لمعان الابتسامة ف صحراء الاسي و هي كبريت القلب نشدّ حزامها و نشدّد نقطتها و يشتدّ البرد فيها و هي الانسان يغنّي بلا معادن الالم .. و هي القهوة . (( صرخ الأب : يا بني اركب معنا !!؟ صدح الابن : سآوي الي جبل يعصمني من الماء . سافرت السفينة . لتهب الحياة العالم . امّا هو .... مات . هكذا قال التاريخ . و صديقي عثمان بشري سادر في حنينه يقول : يا ريتك كنت معاي / يا ريتك / كان دوّبت اعصاب الناي / في كاس / و سقيتك )) تعرفي لن ألومك علي انصياع دموعي لشئ اسمه الفقد ، يشتعل في يدي و هي تكتب من اجلك ، فإن المشهد ما زال صاخباً و كأنه الآن ، حين نهرت علي الخيل في بالك و اشتعلت الامكنة التي تخصنا بالركض بعيداً .. كنت واقفة تمشطين ضفائر الحمّي .. و تعبّين يدي بالقيود .. كلماتك الأخيرة أصابتني بجرح جعلني أفكر في أن تعلّم الغضب سيفيدني في الاوقات الحرجة .. سيجعل منّي و غداً يستريح عنده الشجن . تعرفي فقط يومها و بأناقة الذي خسر ضوء قبلة في منتصف الطريق للحب قلت لك .. احب نعناعك و سأنتهي كمقهي تحج اليه القصائد . و اليوم ايضاً اتمني لو احببتني قليلاً .
( الوردة لم ينطفئ عطرها إنما خيّل اليهم )
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | عاصم الحزين | 05-19-06, 02:56 PM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | Muna Khugali | 05-19-06, 06:03 PM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | بارعة | 05-19-06, 06:36 PM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | bamseka | 05-19-06, 07:26 PM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | Noon3 | 05-20-06, 02:00 AM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | عادل ابراهيم عبدالله | 05-21-06, 05:40 AM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | عاصم الحزين | 05-21-06, 10:51 AM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | عاصم الحزين | 05-21-06, 10:58 AM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | bamseka | 05-21-06, 06:04 PM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | عاصم الحزين | 05-22-06, 02:38 PM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | Amin Mahmoud Zorba | 05-23-06, 01:06 AM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | Asma Ali | 05-23-06, 01:50 AM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | عاصم الحزين | 05-23-06, 01:46 PM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | عاصم الحزين | 05-23-06, 01:51 PM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | فيصل عباس | 05-23-06, 02:47 PM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | عاصم الحزين | 05-25-06, 07:34 AM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | Omayma Alfargony | 05-27-06, 10:50 AM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | عاصم الحزين | 05-28-06, 09:08 AM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | عاصم الحزين | 05-28-06, 09:13 AM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | Tabaldina | 05-28-06, 11:18 AM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | سفيان بشير نابرى | 05-30-06, 08:26 AM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | عاصم الحزين | 06-01-06, 06:03 AM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | عاصم الحزين | 06-01-06, 06:07 AM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | Ibrahim Algrefwi | 06-01-06, 09:32 AM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | عاصم الحزين | 06-01-06, 03:58 PM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | جورج بنيوتي | 06-02-06, 00:54 AM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | عاصم الحزين | 06-04-06, 10:44 AM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | عاصم الحزين | 06-04-06, 10:50 AM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | nassar elhaj | 06-04-06, 11:01 AM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | عاصم الحزين | 06-05-06, 05:05 AM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | احمد العربي | 06-05-06, 05:26 AM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | عاصم الحزين | 06-05-06, 08:14 AM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | احمد العربي | 06-06-06, 00:55 AM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | عاصم الحزين | 06-08-06, 06:40 AM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | احمد ضحية | 06-08-06, 07:36 AM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | عاصم الحزين | 06-10-06, 03:01 PM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | احمد ضحية | 06-10-06, 03:30 PM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | عاصم الحزين | 06-11-06, 03:27 PM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | عاصم الحزين | 06-12-06, 05:59 AM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | احمد العربي | 06-12-06, 11:36 PM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | عاصم الحزين | 06-26-06, 12:56 PM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | Amin Mahmoud Zorba | 07-02-06, 10:54 PM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | malamih | 07-02-06, 11:49 PM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | عاصم الحزين | 10-01-06, 08:44 AM |
Re: رسائل لامرأةٍ لا تمل العناد | ناصر محمد خليل | 10-01-06, 12:40 PM |
|
|
|