|
|
 والشوش يكتب القصة
|
والشوش يكتب القصة
{ مرض غريب يقتلنا.. فكلما أخذنا الكرب جلسنا نكتب القصص القصيرة.. ونهرد جنونها على الورق..
{ وأمس نكتب..
(كان غضبه حارقاً لأنني لا أضحك
{ ظل يظلمني ويلطمني ويأمرني أن أضحك
{ كان المشهد غريباً إلى درجة انني انفجرت أضحك.. وأضحك)..
{ قصة ترسمنا..
{ لكن كتابة القصة تفقد مفعولها ونحن ننظر إلى ما يحدث الآن.. وإلى ما يغرقنا في »مكايدة« مؤلمة..
{ نجلس في أحد استديوهات السينما صباح الخامس والعشرين نشاهد فيلماً توثيقياً رائعاً عن غردون باشا..
{ والوثائق التي جمعت بعمق صبار تقول كلها برموش مرفوعة ان مهمة غردون باشا لم تكن أكثر من »تقسيم السودان إلى خمس دويلات قبلية تحكمها القبائل«..
{ نفس ما يجري الآن.. بعد مائة عام!!
{ وننحدر من أم درمان صباح الخامس والعشرين نفسه.. والنميري في قاعة الصداقة يحتفل بمايو..
{ وكتاب في أيدينا يحدث عن كيف أن »عبود« انما كانت تطرده المنظمات الكنسية حين يقوم عبود = وبحزم رائع= بطرد المشرين الذين ذهبوا يجعلون من الجنوب دولة مسيحية.. للإنفصال..
{ المنظمات الكنسية مضت تقود الأحزاب السودانية من »خط اللعاب« الذي يسيل من فمها وتجعلها تطرد عبود ووردي يغني اليوم نرفع راية إستقلالنا..
{ والنميري تطرده المنظمات الكنسية ذاتها حين يرفض دخولها لدارفور أيام المجاعة..
{ ثم خطة غردون تنطلق في دارفور الآن
{ والمنظمات هناك تدير الآن كل شىء لفصل دارفور.. دولة مسيحية.. بعد فصل الجنوب دولة مسيحية.. ثم..
{ تفريط.. أم جهل أم..
{ ولاشىء من هذا فالإنقاذ لم تكن أكثر من خالد بن علاثة صاحب أمرء القيس..
{ وامرء القيس لما كان ضيفاً على خالد بن علاثة هذا أغار اللصوص على مضارب خالد.. واستاقوا الخيول والإبل بما فيها إبل امرء القيس..
{ وخالد الزعيم العربي الفقير الشهم لايجد ما يطارد به اللصوص إلا رواحل »خيول ليست للقتال« هي رواحل امرء القيس
{ لكن اللصوص يكاثرونه ويسلبون حتى الرواحل هذه.. والرجل حين يعود ماشياً جريحاً وكسيراً.. ينظر إليه امرء القيس ثم يقول في لؤم :
»ويعجبني مشي الحزقَّة خالد
كمشي أتان حُلئت عن مناهل
ودع عنك ركبا صيح في حجراته
ولكن حديثاً.. ما حديث الرواحل«
{ واللؤم والشعر أحدهما يخلد الآخر حتى اليوم
{ والإنقاذ ما زالت على الأقل تقاتل اللصوص.. ولم تعد تمشي مشي خالد
{ والبشير = بعد المجذوب= يهبط في ليبيا في الأسبوع هذا للفصل النهائى من »لملمة« السودان
{ والسودان الآن هو جيش جنوبي يذبح القبائل الجنوبية..
{ وأركوي يقاتل المنشقين عليه بعد أبوجا
{ ومحمد نور الذي يرفض التوقيع حتى يحصل على منصب مستشار يطارد قادته ممن يهبط اديس ابابا اليوم الإثنين للتوقيع بينما طلابه في جامعات الخرطوم يتظاهرون ضد أبوجا.. بينما فصيله الرئيس يجلس اليوم في خيمة القذافي في طرابلس.. بينما.. بينما..
{ وعمليات دولية لزعزعة أبوجا.. لمرحلة جديدة
{ ومثلها لزعزعة نيفاشا من ثقب أبيي لمرحلة جديدة في تفكيك السودان.. وحرب بين الدينكا والمسيرية.. أو الدولة وحكومة الجنوب.
{ وخالد بن علاثة الإنقاذي الذي يهبط ليبيا اليوم ظلّ يعمل منذ عام كريت لجمع كل شىء حتى لا يتناثر السودان الذي تتناهشه كلاب الدنيا.
{ والإنقاذ ترسل على عثمان إلى أسمرا.. وترسل المجذوب ثم البشير إلى ليبيا وترسل على كرتي إلى أمريكا وترسل فلان إلى لندن للقاء جهة هناك والإنقاذ ظلت ترسل مثلها داخل السودان..
{ وجهة مهمة تضع خطة تحت عيون السيد سلفاكير لغسل الجنوب من جيش الرب.. والسيد سلفاكير يوافق.. كان هذا قبل شهور أربعة
{ لكن الخرطوم لا تصاب بالدهشة وهي تسمع السيد سلفاكير = قبل شهور ثلاثة وبعد زيارة مندوب يوغندي له= يستقبل الخرطوم باتهامات مصطرخة حمراء في مؤتمر رمبيك ويرسل حديثه عن التواء الخرطوم بأموال البترول..
{ والخرطوم تفهم أن السيد موسفيني الذي يهمه ابقاء جيش الرب بعيداً عنه كان يهمس بشىء للسيد سلفاكير..
{ والخرطوم كذلك لا تصاب بالدهشة وهي ترى حديث الوفاق بين الحركة والإنقاذ يفتتحه السيد كير بقصيدة تهديد طويلة تطلب تحقيق مطالب ثمانية.. وإلا..
{ بينما الإنقاذ لا تطلب = وليس مسموحاً لها أن تطلب= شيئاً..
{ وفي جامعة الخرطوم ترسل الحركة إشارة لطلابها للوقوف في صف المعارضة ضد المؤتمر الوطني في ترجمة بكل اللغات لخطابها في مؤتمر الحوار..
{ ثم الحركة تجعل آخرين يقفون باللافتات أمام قاعة الحوار يرفضون صفحات نيفاشا عن أبيي.. الصفحات التي تجعل أبيي تتبع مباشرة للسيد رئيس الجمهورية..
{ ونوشك أن نجلس لنكتب عشرين قصة قصيرة في صباح واحد..
{ لكن دكتور الشوش بصحيفة »الرأى العام« يفاجيء عيوننا بأن هناك من يسمع الصراخ
{ الدكتور نقرأ حديثه وتقفز إلينا جملة قالها »محمد عبده« قبل قرن لما كان غردون في الخرطوم..
{ وأيام الإستعمار في مصر الذي يلتهم كل شىء.. الشيخ محمد عبده ينظر الى ما أمامه ثم يصرخ..
{ (إنا لله.. الشيوخ عندنا ما زالوا يقتتلون حول مسح اليدين والرأس في التيمم حتى إذا ذهبوا يمسحون أيديهم بعد الإتفاق وجدوا أن الإستعمار لم يدع لهم يداً يمسحونها ولا رأس..
{ ثم ماذا فعلوا؟
{ رجعوا يختلفون حول المسح هذا يجوز أم لا يجوز.. بعد ذهاب الأيدي والرأس).
{ والدكتور الشوش يقول للسياسيين.. ولكل من يقاتل الإنقاذ لأنه فقد وزارة أو وظيفة..
{ انه أن تهلك هذه العصابة في يوم بدر هذا فلن يجد أحد منكم كرسياً تحته أو رأساً فوقه..
{ الشوش سوف يجلس غداً ليكتب القصة..
اسحق أحمد فضل الله
|
|
 
|
|
|
|
waleed500
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست