|
العزيز /رحمة الله محمد عثمان سفيرنا بالبرازيل يرثى د. حافظ فضل
|
كأن الذين يمشون خفافا فوق أديم الأرض ليسوا من طينة الآدميين. كأنهم تلك " الخفة اللامتناهية للكائن البشرى ". كأنهم جوهر ما تعبره الخلائق نكوصا الى بداياتها وبراءاتها الأولى. كأنهم أول قطرة فى نبع يصير نهرآ فبحرآ فسيلا يغمر ما تبقى من اليابسة. وكأنهم حافظ فضل بلحمه ودمه وروحه وما وسعت من البهاء الذى لا يضاهى ولا يزايد عليه. أقول كأنهم أنت يا حافظ فضل فهل تسمعنى؟ ها أنا ذا أقف خاشعا على أول عتبات هذا الغياب الذى سيصبح بعض حسرتنا وكل طعم أيامنا الفاترة لأناديك بأجمل أسمائك وصفاتك . يا دكتور حافظ ثمة مرضى فى الردهات المعتمة الباردة متلفعين بيقين أنك ستهدر عمرك لتزيد فى أعمارهم كلما شاء العزيز المقتدر. يا حافظ ثمة قصائد لم تقرأ وورود لم يغازلها العابرون ونساء لم يجبر خاطرهن الزمان وكثير من الخبز المعلق باحتمالات ما سيفضى اليه جدل المثقفين العضويين. ترى لماذا استعجلك الرحيل قبل أن نغادر برارى الآخرين ونجمع دمنا الذى تقاسمته المنافى؟ يا حافظ لماذا أورثتنا عبء أن نباهى بأننا عشنا بعض زمانك الجميل ونحن لا نعرف كيف نتصف ببعض صفاتك الحسنى يا ذاك البهى الكريم الصدوق يا تلك النفس الزكية؟ لعلك الآن فى شغل شاغل عن بؤس مشاغل الأحياء المفترضين ولكنى سأظل أناديك على امتداد هذا الهلام الذى يباعد بيننا. ياحافظ فضل. يا حافظ فضل. يا دكتور حافظ وداعا والى لقاء قريب خارج هذا العدم المطلق الذى اسمه الحياة.
|
|
|
|
|
|