|
استوداع اخير لباحة الجرح الوطن
|
الآن ..
استودع باحتك النبيلة بالاسف فانا لم يعد لى خاطرة الرجوع وانت قد اغلقتنى مثل جدول جرف قديم ثم حدثت عنى نيل عشبك ان اجف اهواك حين زلازل الدنيا وسلاسل الاصفاد على كل كف منذ انا وانت والغلط البرىء نوصد مزلاج باب من نهارات التعب لنبتدأ الولف كم ارهقتنى انت بالتهاب جرحك الممدود فى حمى السفر كم اتعبتنى وانا ابتاعك خوف واحتراز ومنفى وحين اعود اجد اعتبارك فى كل بيت اسفا" يعلمنى النواح اجد انتباهك فى الشوارع والممرات البسيطة ..
لنفترق ... انا فى زمن القناديل افترقت غادرتنى ايام هجعتى الجميلة على فناء الدار والرمل البسيط حين فناء حزنى فناء دارى وحين ولوج الناس فينا طيبين وخيرين اباشر فى وجوههم وجهك السمح الطلق
انا احترق ...
دخنت فيك حشاشتى وافنيت القوافى جميعها لكى استرد محبتى واستعيضك من جراح ولكنك حين اكتمالك فى مسامى اغتربت علمتنى كيف اكون وحيدا" كيف اسامر ظلى ادفن وجهى عند خطاى قبلتنى وما اشتفقت ودعتنى مليون ميل مربع اودعتنى سر الحقائب والتذاكر والمطارات السفن ثم وعدتنى ان القاك فى باحة الجرح الوطن اين جرحك ياوطن ؟؟ ومن اين لى ان التقيك وانا كم مرة التقيتك فى انتباهى واغتفالى وماوصلت ؟؟ كم مرة رددت اسمك فى دمى فاطل وجهك من مدى تذكرت القوافى والمسافة والمطر والعشب الندى تذكرت الشعر المسيج بالخمور وعينان مثل بساتين الشمال تستديم لحاظها فى الكأس بلمعة البسم الحبور انا كم بكيتك باسما" وغنيتك خلف اصوات النحيب وامتطيت اغترابى صهوة من الجلد الصبور انا حين التقيك فجاءة يرك على قلبى عصفور صغير تصطفق الجداول والمواسم والحقول اعود مشيا"... لست ادرى اعود لاخبىء فى شفتى قبلة عشقك الاستوائى الخجول اضاحك النجوم القافلات مسير عام وان رنت اذنى لحنا يحضرنى وجهك من سقط الشمس نورا" يأبى الأفول احبك لاجدال فيك الصباح ووجه امى تخبز لى دعاءا" فى تلافيف الرغيف لتزيل عنى غبن العساكر والسؤال فيك الحبيبة والمساء ونجمة السعد البعيد عينان من وجع ومنفى وكرنفالات وعيد لجج من الاسرار تفصح ولاتبوح عينان شيدت الحروف جميعها فى مقلتيها بلاصروح واسكنت القوافى الشواطى والسفوح عينان ان هى ابسمت عرفت شرايينى الندى واحقلت دناى بالوعد الصبوح الآن استودع باحتك الجميلة بالاسف استودعها ولا ابوح خذ رمالك من جبينى خذ صباحك ووجه امى خذ مساءك والحبيبة ولتبقى لى كل الجروح
بابكر زيكو /مطار الخرطوم
|
|
|
|
|
|