|
17 ألف و500 جرحى المحتلين الأمريكان بالعراق بين الموت والحياة
|
جرحى الجيش الأمريكي بالعراق بين الموت والحياة 1909 (GMT+04:00) - 10/05/06
جنازة أحد قتلى الجيش الأمريكي بالعراق
بغداد، العراق (CNN) -- تؤكد تقارير للجيش الأمريكي أن حصيلة الجنود الذين أصيبوا في العمليات العسكرية حوالي 17 ألف و500، بينما وصل عدد القتلى إلى ما يقترب من ألفين و500 جندي، الأمر الذي يشير إلى إنقاذ عدد كبير من الجرحى من بين براثن الموت.
"أرجوكم لا تتركوني أموت، لا تتركوني أموت"، دائماً ما تأتي هذه الكلمات على ألسنة الجنود الأمريكيين، أثناء نقلهم لمراكز العلاج، لإنقاذهم أثر إصابتهم خلال العمليات العسكرية التي يقودها الجيش الأمريكي في العراق.
وهي نفس الكلمات التي كان يصرخ بها أحد الجنود بعد أن أصاب لغم أرضي مركبته التي كان يستقلها عل أحد الطرق الجانبية قرب بغداد، مما أدى إلى إصابته ببعض الشظايا المتطايرة جراء الانفجار، والتي استقرت في أنحاء متفرقة من جسده.
وانتابت الجندي الأمريكي، الذي تحتفظ CNN باسمه لاعتبارات خاصة، حالة من الهلع عندما لمحت عيناه - من بين كتل الدماء التي تراكمت فوقهما- أحد القساوسة المنضمين للجيش وهو يركع بجواره، حيث ظن أنه يتلو عليه صلاته الأخيرة.
ولن يكون هذا الجندي هو الأخير الذي تلحق به الإصابة في العراق، بل مثله كمثل مئات بل آلاف الجنود الأمريكيين الذين أصيبوا بإصابات مختلفة خلال مشاركتهم في الحرب على العراق.
وعلى الفور قام فريق من رجال الإنقاذ بنقل الجندي إلى المستشفى الميداني رقم 10 التابع للجيش الأمريكي ببغداد، حيث أن الدقائق أو الثواني قد تعني الحياة وأحياناً أخرى قد تعني الموت.
وسأل الجندي مرافقيه بصوت مكتوم مملوء بالرجاء "هل سأعيش؟"، وبعد فترة تلقى إجابة قصيرة "نعم ستعيش" جاءت على لسان العقيد ديفيد شتاينبرنر، أحد الأطباء بالمستشفى.
وقبل قليل طلب الجندي المصاب من مرافقيه أن يمسكوا بقدمه حتى لا تسقط على الأرض خلال نقله للمستشفى، حيث أدى الانفجار إلى بترها بشكل شبه كامل، كما أن ذراعه الأيسر لم يكن بأفضل حال، حسب قول أحد الأطباء.
وعلى بعد لا يزيد على مترين في نفس موقع الانفجار، استقرت جثتان أخريان لاثنين من طاقم المركبة الأمريكية، بعد تغطيتهما بأكياس بلاستيكية سوداء.
وقال طبيب آخر بالمستشفى، العقيد بوب ماذور، لمراسل CNN في بغداد "إنها معركة بين الحياة والموت نعيشها كل يوم."
ومعظم العاملين بالمستشفى، سواء كانوا أطباء أو فرق إنقاذ أو أطقم التمريض، من صغار السن حيث تتراوح أعمارهم بين 20 و21 عاماً، ولكنهم قاموا بإنقاذ حياة عدد كبير من الجنود، أكثر من أي حرب أخرى سابقة، ومنعوا إعادة كثير من هؤلاء الجنود إلى أسرهم ملفوفين بأكفان من أعلام وطنهم.
وقال كبير الجراحين بالمستشفى، العقيد جون هولكومب "إذا نظرت إلى نسبة القتلى بشكل عام، تجد أنها تمثل تقريباً نصف الذين قتلوا منذ الحرب مع فيتنام حتى الآن، وأعتقد أن ذلك يرجع أساساً للتدريب والتخطيط المتبع في نظام عمل المستشفيات الميدانية."
|
|
|
|
|
|
|
|
|