|
|
|
 Re: خطبة الجمعة بمسجد ودنوباوي (الهجرة).. إلى معتصم الجبلابي والجميع (Re: إسماعيل وراق)
|
خطبة الجمعة التي ألقاها الحبيب / محمد الحوار ـ أمين أمانة الدعوة والإرشاد ـ بهيئة شئون الأنصار بمسجد الهجرة بود نوباوي الموافق 8 سبتمبر 2006م أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق الإنسان من تراب وفضله على كثير ممن خلق تفضيلاً وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله وخيرته إلى خلقه ختم الرسالة وأدى الأمانة وبلغ الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين صلوات ربي وتسليماته عليه وعلى آله وصحبه الغر الميامين .
أما بعد /
قال تعالى : (( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً )) .
أحبابي في الله :
شاءت إرادة المولى عز وجل أن يخضع الكون بكل مخلوقاته لأمر الله بالفطرة والغريزة والطبيعة ما عدا الإنسان في عالم الشهادة ، والجن في عالم ما وراء الطبيعة المشاهدة .
فالإنسان خلق من طين وفيه قبس من روح الله وهو بحكم تكوينه متضمن لخصائص المخلوقات الأخرى الجمادات ، والنباتات ، والحيوانات ؛ ومتفوق عليها بالحرية والإرادة والوجدان : (( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم )) لقد كرّمه الله بالخلافة في الأرض ، وهيّأه لها بالعقل والعلم الذي تفوّق به على الملائكة وكرّمه الله عز وجل بأن خلقه في أحسن تقويم قال تعالى : (( وصوركم فأحسن صوركم )) وكان صلى الله عليه وسلم يكرر هذا الدعاء في سجوده بقوله : ( سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره فتبارك الله أحسن الخالقين ) وفوق ذلك كرم الله سبحانه وتعالى بالروح العلوي الذي أودعه الله بين جنبيه فهو قبس من نور الله ، ونفخة من روح الله ، استحق به أن تنحني له الملائكة إجلالاً وإكباراً لمقدمه بأمر الله كما قال تعالى للملائكة : (( إني خالق بشراً من طين * فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين )) وهذه النفخة الروحية الإلهية ليست خاصة بآدم أبي البشر كما توهم البعض ، بل إن بنيه ونسله جميعاً قد نالهم هذا الفضل كما قال تعالى بعد ذكر خلق آدم : (( ثم جعل نسله من سلالة من ماءٍ مهين * ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون )) فلم يكن هذا التكريم والإحتفال لشخص آدم عليه السلام ، وإنما كان تكريماً للنوع الإنساني في شخصه ؛ فإن الله ميزهم بما ميزه من مواهب العقل والعلم والروح ، واستخلفهم كما استخلفه في الأرض ولهذا أعلن القرآن الكريم كرامة البشر كافة : (( ولقد كرمنا بني آدم )) .
لقد جاء الإسلام ليقرر جهرة أن الإنسان مخلوق مكرّم وأن له حقوقاً بها تكتمل إنسانيته يجب أن تراعى كما أن عليه واجبات ينبغي أن تؤدى ، وكما أنه يسأل عما عليه ، يجب أن يعطى ما له فكل واجب يقابله حق ؛ كما أن كل حق يقابله واجب . وهذه الحقوق ليست منحة من مخلوق مثله يمن بها عليه إن شاء ويسلبها منه متى شاء ( كلا ) إنها حقوق قررها الله له بمقتضى فطرته الإنسانية فهي حقوق دائمة بحكم الطبيعة والشريعة جميعاً .. ومن هذه الحقوق : حق الحياة ، وحق الكرامة ، وحق التفكير ، وحق التدين والاعتقاد ، وحق التعبير ، وحق التعلم ، وحق الكفاية من العيش ، والأمن من الخوف . لقد غرس الإسلام حق الحياة بالنسبة للإنسان وحماه بالتربية والتوجيه والتشريع واعتبر الحياة هبة من الله لا يجوز لأحد أن يسلبها غيره ، ومن أجل المحافظة على الحياة جاءت آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم تنذر بأشد العذاب لمن اعتدى على نفس بغير حق قال صلى الله عليه وسلم : ( من أشار على قتل مسلم ولو بشطر كلمة لقي الله مكتوباً بين عينيه آيس من رحمة الله ) إنه ليس بمستغرب أن يحمي الإسلام حق الحياة للإنسان .. وقد حمى حياة الحيوان إذا لم يكن منه أذى للناس ففي الحديث الصحيح أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها حتى ماتت فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ؛ وفي حديث آخر لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها ، مشيراً إلى قوله تعالى : (( وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم .. )) فإذا كان هذا أيها الأحباب في شأن القطط والكلاب واحترام حياتها واعتبارها أمماً أمثالنا فكيف تكون منزلة حياة الإنسان المكرّم خليفة الله في الأرض .
لقد أكدّ الإسلام حرمة العرض والكرامة للإنسان مع حرمة الدماء والأموال حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع : ( إن الله حرّم عليكم دماءكم وأعراضكم وأموالكم .. ) لهذا فلا يجوز أن يؤذي الإنسان في حضرته ، ولا أن يهان في غيبته كما أن الإسلام قد حرّم الإيذاء الأدبي للإنسان فحرّم الهمز واللمز والتنابز بالألقاب والسخرية والغيبة وسوء الظن بالناس ، وأنزل في ذلك آيات تتلى قال تعالى : (( يـأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله .. )) وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا تسبوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم فإن من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته كاد أن يفضحه ولو في جوف رحله ) .
إن أبرز مبدأ دعا له الإسلام بعد التوحيد هو الحرية ؛ حرية الإنسان في كل مجالات الحياة ففاقد الحرية يعتبر ناقص الإنسانية ، فلا إنسانية ولا كرامة إذا انعدمت الحرية . لهذا كان السلف الصالح ومنذ زمن الرسول صلى الله عليه وسلم يدفعون الغالي والنفيس من أجل أن يعيش الإنسان حراً ومكرماً ، والشئ بالشئ يذكر ، فقد مرّت علينا قبل أيام ذكرى واقعة كرري فقد دارت تلك المعركة البطولية في الثاني من الشهر الجاري 1889م بين أنصار الله بقيادة خليفة مهدي الله عليه سلام الله ، والغزاة الذين سلبوا إنسان السودان حريته وكرامته ، لقد قدّم أنصار الله آلاف الشهداء والجرحى فداءً للدين والوطن ، ولتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى ، إننا نحيّى أولئك الشهداء الأبطال ونسأل الله أن يجعل مقامهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ونقول إن دعوة مهدي الله مندرجة في دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وزمانه مندرج في زمانه ولذا فلا عجب إن تعرضت هذه الدعوة وابتليت بما ابتليت به دعوته صلى الله عليه وسلم ، لقد مرّت المهدية بعدة مراحل منذ النشأة وحتى ظهور مهدي الله هنا في أرض السودان فكانت المهدية دعوة ودولة ، أما الدولة فقد تكالب عليها الأعداء فأسقطوها على سفح جبل كرري ولكنهم لم يستطيعوا أن ينتزعوا العقيدة من الصدور فقد أصبحت العقيدة راسخة كالطود العظيم تغالب الرياح العواصف التي جاءت بعد زوال دولة المهدية وتمكنت العقيدة في النفوس الأمر الذي جعل هذا الكيان قوياً أمام كل المحاولات التي أرادت القضاء عليه من قبل الطغاة والمستبدين أصحاب السلطة الزمنية ، فقد كان لهذا الكيان الفضل في تحرير السودان ووحدته وتعريف الآخرين به وتحقيق التشريع له .
أحبابي في الله :
إن تاريخ أنصار الله حافل بالتضحيات في سبيل قيم العدل والحق والحرية والمساواة وتحقيق الكرامة الإنسانية . ففي أبا الأولى وشيكان وكرري وأم دبيكرات والشكابة قدموا أرواحهم فداءً للدين والوطن وفي مارس 70 قدّم أنصار الله بقيادة الشهيد الإمام الهادي أرواحهم من أجل الدين والحرية ؛ واليوم فإن عزيمة أنصار الله لم تهن ولم تستكن بل ستظل كما هي حارسة للدين والوطن مستهينة بكل ما يقابلها ويصيبها من الكلام من أجل تحقيق الحرية والكرامة والعدالة شعارهم :
ولست أبالي حين أقتل مسلمـاً على أي جنب كان في الله مصرعي
وزادهم التربية الروحية التي غرستها فيهم تعاليم هذه الدعوة الفريدة ( واجعلنا ممن آثر التقوى والوفاق والصبر على الشدائد والمشاق رغبة في دوام القرب والتلاق ، وقوي نورنا ليهون علينا ذلك ، واجعل لنا قوة منك على تحمل ما يرضيك ) .
أحبابي في الله :
دعوةٌ هذه مقوماتها فإن الشدائد والمشاق والابتلاءات لن تزيدها إلا قوة وصلابة ؛ لذا فإن من أراد أن يحول بينها وتحقيق قيم العدل والحرية والكرامة فليسأل التاريخ أين الذين أرادوا القضاء عليها في كـرري ، وأين قـادة مـايو الذين أرادوا القضـاء عليها في أبا وود نوباوي . والواقع الحاضر أثبت حقيقة واضحة أن نظام الإنقاذ عندما جاء سخّر كل ما لديه للنيل من هذا الكيان وقيادته وتاريخه وتشويه صورته ، ولكن عناية الله في كل زمان ومكان ظلت تدفع عنه مكر الماكرين وكيد الكائدين لأنها دعوة قامت لهدف واحد هو لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى دعوة قامت لجلب الخير للناس أجمعين ودفع الشر عنهم ونصرة المظلومين .
قال صلى الله عليه وسلم : ( سيأتي فىآخر الزمان أناس يستنون بغير سنتي ويتبعون غير هدي تعرفون منهم وتنكرون أولئك شرار الخلق فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل )
أو كما قال
استغفر الله لي ولكم وللمسلمين أجمعين ،،
( الخطبة الثانية )
الحمد لله الوالي الكريم والصلاة على سيدنا محمد وآله مع التسليم .
وبعد /
قال تعالى : (( ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار )) .
أحبابي في الله :
هناك حدثان هامان وقعا هذا الأسبوع في بلادنا ..
الحدث الأول : هو تعامل الحكومة مع المسيرة السلمية التى سيرتها القوى السياسية. إننا نقول إن التدافع سنة من سنن الحياة الاجتماعية ، فالسكون قاتل للروح مفسد للجسد ويؤدي إلى اختلال في الحياة الاجتماعية وانهيار الأمم قال تعالى : (( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرًا .. ))
أحبابي في الله :
لقد خرج الشعب السوداني ممثلاً في أحزابه ومنظماته وقواه الحية الرافضة للظلم والإستكانة والهوان ليعبر عن رفضه للزيادات في الوقود والسكر ، ولكن النظام تعامل مع هذا التحرك السلمي المشروع بوسائل قمعية تمثلت في سد الطرقات ، وإطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع والاعتقالات والمحاكمات ، حيث قامت السلطات يوم الثلاثـاء باعتقال الأحباب : محمد المهدي حسن ، ود. عبد الرحمن الغالي ، والتجاني داود جميل الله ، وصديق يحي ، ونصر محمود ، وجمال على إبراهيم ، والصادق عثمان ، والباش مهندس قاسم حسن إبراهيم ، ود. علي فرح ، ومحمد نور الراوي . وقد تم إطلاق سراحهم يوم أمس الخميس .. وقامت السلطات يوم الأربعاء باعتقال الأحباب والحبيبات وقدمت بعضهم للمحاكمة حيث حوكم الحبيب صديق الإمام الصادق بشهر سجن ، والأنصاري حامد إدريس المشهور " بإنترنت " بشهر ، ود. مريم الإمام الصادق بشهرين ، والحبيب أحمد علي بشهرين ، والأستاذة مروة مأمون بشهر ، وأحمد حسن عبد الله ، والفاضل علي محمد سعيد كلاً منهم بشهر ، وبرّأت المحكمة الأستاذة سارة نقد الله ، ود. مرتضى الغالي ، وأحمد الحاج .. أما الأحباب أحمد عبد الله سعيد ، والحبيب الأنصاري بيلو المرابط بهذا المسجد ، وأحمد عبد الله أحمد ، والمجاهد جندي ، وأحمد المنتصر عبد الله خيار فهم في انتظار المحاكمة .كما اعتقلت السلطات كل من الأحباب زروق العوض نائب أمين الثقافة والاعلام بالهيئة والحبيب عبداللطيف الجميعابى والحبيب عبدالرحمن حنفى وفيصل مقرئ الراتب وآخرين واطلقت سراحهم
إننا أيها الأحباب نقول الآتي إزاء هذا كله :
أولاً : لقد أثبت النظام عملياً أنه لا يعطي اهتماماً للدستور والمواثيق التي تدعو إلى كفالة حقوق الإنسان وحرياته الأساسية فحق التنظيم والتظاهر والتعبير السلمي عن المواقف يكفله الدستور وتنص عليه المواثيق الدولية ؛ فمنع النظام للشعب عن التعبير عن رأيه في سياساته الاقتصادية المرهقة لكاهل المواطن يعتبر خرقاً للدستور .
ثانياً : لقد اتبع النظام أسلوباً أدى إلى خلل في السياسة السودانية ؛ فالذي يحمل السلاح ويقتل المدنيين ويشردهم نزوحاً داخل السودان ولجوءاً إلى دول الجوار ، ويتخذ العنف وسيلة في العمل السياسي يجد الطريق ممهداً أمامه لدخول القصر الجمهوري ، والذي يلتزم بالوسائل المدنية والنهج السلمي يواجه بالعنف ويكون مصيره السجن والمعتقلات أي حكم هذا ؟! نحن في زمان غشوم لو رأيناه في المنام لفزعنا .
ثالثاً : أهل السودان يستغربون من نهج هذا النظام ، فالمراجع العام يعلن عن تزايد في حجم الفساد والتعدي على المال العام ولكنا لـم نجد شخصاً واحداً حوكم فهل السجون بنيت للشرفاء ؟! ..
رابعاً : إننا ندين ونشجب هذا النهج المخالف لتعاليم الإسلام وللدستور وللمواثيق الداعية لكفالة حقوق الإنسان ، ونطالب بإلغاء هذه المحاكمات وإطلاق سراح سجناء الحرية والكرامة اليوم قبل الغد ونقول : إن سجنهم يعتبراعتداءا على جميع أفراد هذا الكيان ، لأن ما قاموا به يعتبر عملا مشروعا وشريفا يستحقون به الأوسمة وأنواط الجدارة والشجاعة في الدفاع عن الحرية والكرامة ونصرة المظلومين ورفع الضيم عنهم ، ونقول إن الحاكم في الإسلام من صميم مسؤولياته الاستماع لشكوى شعبه ؛ فعمر بن الخطاب استوقفته امرأة وسط الطريق فوقف يستمع إلى شكواها ، فلما احتج عليه بعض مرافقيه قال لهم : والله لو بقيت حتى مغيب الشمس لوقفت معها ـ هذه خولة بنت ثعلبة سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات ـ لقد تطور النظام السياسي في العالم فأصبح التعبير عن الرأي يتم بوسائل منظمة عن طريق الأحزاب والتظاهرة والمسيرات السلمية للضغط على الحكومة للتراجع عن سياساتها ومواقفها التي تلحق الضرر بالمواطنين وفي الغالب فإن الدول الحرة والنظم المعبرة عن إرادة شعوبها تستجيب لمطالب الجماهير فأين نظام الإنقاذ من هذه النظم ..
خامساً : إننا نعتبر أن الأهداف السامية لا تتم إلا بالتضحيات وكيان أنصار الله قام على الجهاد والكفاح والنضال من أجل تحقيق الكرامة للجميع ودفع الظلم عنهم وهذا هو نهج الأنبياء والمرسلين فكل من سار على هذا النهج لم يسلم من الإيذاء والابتلاء ولكن المحفز الأول لذلك هو أن الطريق الذي نسير عليه هو ذلكم الطريق الذي ناح فيه نوح وأوّه فيه إبراهيم ومس فيه موسى وعسّ فيه عيسى وحمّ فيه محمد عليهم صلوات الله وسلامه جميعاً واستشهد فيه خليفة مهدي الله والإمام الشهيد الهادي وصحبهم لذا فإن ما يحصل اليوم من محاكمات واعتقالات لأحبابنا وحبيباتنا يعتبر استهدافاً لكياننا ، فالمسيرة السلمية التي خرجت يوم الأربعاء دعت لها كل القوى السياسية فلماذا التركيز على كوادر حزب الأمة وفي حزب الأمة التركيز على أبناء الإمام الصادق ـ إننا نعتبر ذلك استهدافاً مقصوداً به هذا الكيان وقيادته مباشرة ونشتم من ذلك الإجراء رائحة التشفي الشخصي ـ ولكننا نقول : إن هذا الاستهداف سوف يرتد على مدبريه (( ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله )) (( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )) وسوف يظل هذا الكيان حياً ومؤثراً في مجريات الأمور قال مهدي الله عليه السلام : ( ناري هذه أوقدها ربي وأعدائي حولها كالفراش كلما أرادوا أن يطفؤها أحرقوا بها وصار أمري فاشياً ) ؛ فعلى الذين أرادوا لهذه المحاكمات المستهدفة للكيان والمراد بها إسكات الأصوات المنادية بالحرية والكرامة أن يعلموا أن السجن عند أنصار الله خلوة والنفي عندهم سياحة والقتل شهادة ـ وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ـ
إننا وبالرغم مما أصابنا بمحاكمة أحبابنا وحبيباتنا الشرفاء فإننا سوف نسير على النهج السلمي لأنه النهج الأمثل والأنجع لهزيمة الطغيان .. لقد ظل هذا الكيان حامي حمى الوطن وذائداً عن صونه وكرامة إنسانه وظل يتنازل دائماً عن المصلحة الشخصية إلى المصلحة الوطنية ؛ فهذا النهج طبّقه خليفة المهدى حيث قدم مصلحة الدعوة والوطن على البقاء في السلطة بقوله : فلتذهب الدولة ولتبق الدعوة ، وهذا الإمام عبد الرحمن يبذل كل ما لديه ليكون هذا الوطن حراً ومستقلاً ويدفع فاتورة استقلاله بالمال والرجال والتضحيات ، وهذا الإمام الصادق يبذل كل ما لديه ليعيش إنسان السودان في حرية وكرامة ؛ ولا يهمه من يحكم بل يركز على كيف يُحكم الوطن .. لذلك بالرغم مما حصل فإننا نطالب المسئولين بأن يتخذوا خطوات شجاعة نحو حل الأزمات التي تحيط بالوطن داخلياً وخارجياً فهذه الأزمات لا يمكن أن تحل بالوسائل القمعية وإنما بالاتفاق على القضايا الوطنية الكبرى لا سبيل لحل هذه الأزمات إلا بالاستجابة الكاملة لمطالب الشعب المشروعة المتمثلة في الحكم الراشد وكفالة الحريات وإطلاق سراح سجناء الضمير .
أما الحدث الثاني : فهو اغتيال الصحفي محمد طه محمد أحمد رئيس تحرير جريدة الوفاق .. إننا ندين هذا الحدث ونستنكره ونسأل الله الرحمة للفقيد .. ونقول إن هذه الظاهرة غريبة على شعبنا المتسامح وغريبة في بشاعتها وغريبة في شكلها وموضوعها ، وهي نتيجة طبيعية لانتشار ثقافة العنف والتطرف والغلو التي وجدت بيئة مهيأة في ظل هذا النظام الحالي تنموا فيها ، فمن قبل وقعت حادثة مسجد أنصار السنة بالحارة الأولى الثورة ، وحادثة مسجد الجرافة في بداية الألفية الحالية ، واغتيال الفنان خوجلي عثمان ، وحادثة كمبو مدني .. كل هذه الحوادث وقعت في ظل هذا النظـام مما يؤكد أن ثقافة العنف تولد عنفاً .
إننا ندعو إلى التحقيق في هذه الحادثة ومعاقبة الجناة وسد الثغرات التي تغذي ثقافة العنف في بلادنا .
أحبابي في الله :
قال تعالى : (( ولتكن منكم أمة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون )) وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن لربكم في أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها عسى أن تصيبكم منها نفحة فلا تشقوا بعدها أبداً ) لقد درجت أمانة الدعوة والإرشاد بهيئة شئون الأنصار كل عام بالقيام بإرسال مئات الدعاة من حفظة القرآن الكريم والفقهاء للمدن والأرياف السودانية المختلفة لأداء صلاة القيام وعقد الدروس في الفقه والسيرة والحديث النبوي الشريف وتمهيداً لذلك فإن الأمانة ستقيم دورة تأهيلية للدعاة تبدأ يوم غدٍ السبت عند الخامسة مساءً بدار الهيئة وتستمر لمدة سبعة أيام تقدم فيها محاضرات عن فقه الدعوة وفقه العبادات والحديث النبوي ، فعلى جميع الحفظة الدعاة وأمناء الدعوة بمكاتب الهيئة بالمحليات حضور هذه الدورة نأمل من الجميع الحرص على الحضور .
أحبابي في الله :
تدعوكم ندوة الأربعاء بدار حزب الأمة لحضور ندوتها المقامة يوم الأربعاء القادم 13 / 6 بعنوان : " التطورات السياسية الراهنة " يتحدث فيها الحبيب الإمام الصادق المهدي ولفيف من قادة العمل السياسي والدعوة عامة .
أحبابي في الله :
قال تعالى : (( إنك ميت وإنهم ميتون )) تنعى هيئة شئون الأنصار الأحباب الآتية أسمائهم :
الأنصاري علي سعيد تكنة عميد أسرة تكنة ووالد د. عارف تكنة وعم الحبيب د. محمود مصطفى المكي ويقام المأتم بامتداد الدرجة الثالثة غرب مبنى المغتربين ، والنعي موصول في المرحوم عقيل إبراهيم موسى مادبو بالحارة الرابعة شارع الشنقيطي ، كما نترحم على المرحوم عمرهدي عمّ الحاج محمد هدي بأم بدة الراشدين ، والنعي موصول في الأنصاري محمد عبد الفضيل ضو النور خال الحبيب محمد مركز خريف ..
| |
 
|
|
|
|
|
| |
إسماعيل وراق
Yasir Elsharif
A.Razek Althalib
معتصم مصطفي الجبلابي
محمد عادل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست