عالم يحي فضل الله القصصي - دراسة في تشكيل الفضاء السردي! - قصة تداخلات نموذجا - معاوية البلال

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 09:11 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-04-2005, 02:44 PM

almohndis
<aalmohndis
تاريخ التسجيل: 05-05-2002
مجموع المشاركات: 2663

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عالم يحي فضل الله القصصي - دراسة في تشكيل الفضاء السردي! - قصة تداخلات نموذجا - معاوية البلال

    تداخلات
    عالم يحي فضل الله القصصي
    دراسة في تشكيل الفضاء السردي!
    قصة تداخلات نموذجا

    معاوية البلال
    • تتناول هذه الدارسة عالم القاص عالم يحي فضل الله القصصي من خلال نص (تدخلات) المنشور في مجلة الخرطوم العدد الثالث نوفمبر 1993م. ولا يغيب عن بالها موقع المبدع يحي فضل الله المتميز في فضاء الساحة الثقافية كمسرحي وشاعر وقاص. وله مجموعة قصصية صدرت عن دار جامعة الخرطوم للنشر 1988م بعنوان (حكايات وأحاديث لم تثمر) وقدم لها احمد طه أمفريب وكتب عنها من مجذوب عيدروس واحمد الطيب عبدالمكرم.
    • مدخل منهجي:
    تعتمد هذه الدارسة علي مفهوم الفضاء السردي لتعالج به النص القصصي ((تدخلات)) انطلاقاً من تفكيك وتحليل مكونات البناء الداخلي للنص ((السرد وأنماطه – المكان- الزمان- الشخصيات-اللغة- الحوار- الزمان وما إلي ذلك))
    ولتقدم معرفة بالوظائف الداخلية للنص التي تمارسها عناصر البنية السردية والتي بحركتها ينبض النص. من ثم تضئ ما أضمره النص وأخفاه وسكت عنه حتى تصل للدلالة الكلية باعتبارها تمظهراً للوعي ورصداً للعلاقات الاجتماعية والتاريخية . وبهذا الخصوص يقول جاك دوبوا (1) ((ترتبط الأشكال بشكل غير مباشر بالوقائع الاجتماعية،أكثر من ارتباط المضامين بها . ومن المنطقي افتراض صيرورة داخلية النمو لهذه الأشكال كما سيعبر عن ذلك ((رولان بارت)) ولذلك ومن البيهي لا تجد مقاربتنا النقدية هذه لنص ((تدخلات)) اى مساحة أو فجوة بين الهاجس الاجتماعي والهاجس الإبداعي ضمن النص. ونظرا لتماهي وتداخل الهاجسين في المحصلة الأخيرة، أصبحا هاجسا واحدا تشف عنه اصغر وحدة في النص،وهي المفردة الى أكبر وحدة في النص وهي البنية. والملاحظ لطبيعة القصة القصيرة السودانية ومنذ بواكير نشوئها فيما بعد الثورة 1924م وتركزت دعائمها في مجلة الفجر بعد ذاك عبر كتابات معاوية محمد نور وسيد الفيل. كانت تعبر عن الهواجس الاجتماعية والسياسية باعتبارها شكل فني دال وحديث . اعتمدته الفئات المثقفة والمستنيرة لتعبر به عن وعيها وفلسفتها تجاه المتغيرات التاريخية والاجتماعية بجانب الحركة الشعرية الثابتة وقتها. ويمكن ان نذهب بعيدا لنقول أن ظاهرة القصة القصيرة السودانية في حد ذاتها وبأشكالها المختلفة تعتبر انصع دليل علي التحول التاريخي الذي اعترى المجرى السيوسيو ثقافي السوداني.وما هشاشة القصة القصيرة السودانية وتفتتها ماهي الا صورة أخري لهشاشة وتفتت بنية الانتلجنسيا السودانية وفقدانها وضياعها.
    ومنذ منتصف الستينات ومروا بالسبعينات وحتى الآن . نلاحظ الخلخلة التي حدثت في البنية القصصية التقليدية بوحداتها الموبسانية الأرسطية ((بداية ذروة- نهاية )) والتي تشف عن احتقان فكري يشف بدوره عن احتقان اجتماعي. وكذلك نشاهد التطور الذي حدث في بنية السرد والراوي الذي يظهر دائما بلا اسم ولا ملامح وغارقا في مأزق وجودي لا تنقذه منه اللغة الإيحائية المترفة في احزانها ومأساويتها (( أعمال علي المك – عيسي الحلو- عثمان الحورى – عبدالقادر محمد ابراهيم - مبارك الصادق- محمد عثمان عبدالنبي- احمد شريف- بشري الفاضل- محمد خلف الله سليمان - يحي فضل الله – احمد الفضل- عادل القصاص)) ويقول الناقد المغربي محمد برادة بهذا الصدد (( ان تحليل حصيلة النتاج القصصي سيكون أكثر عمقا متى ربطناه بإعادة التفكير في التفاصيل المتصلة بأدوات الانجاز والكتابة ووسائل التحليل وقراءة النصوص من الداخل. فمن شأن ذلك أن يتيح لنا التعامل مع الأدب بصفته منظومة مؤسسية تعيش التاريخ وتتفاعل معه انطلاقا من خصوصيتها))

    (عدل بواسطة almohndis on 05-05-2005, 01:11 AM)
    (عدل بواسطة almohndis on 05-05-2005, 01:14 AM)
    (عدل بواسطة almohndis on 05-08-2005, 02:37 PM)
    (عدل بواسطة almohndis on 05-12-2005, 00:25 AM)

                  

05-05-2005, 01:10 AM

almohndis
<aalmohndis
تاريخ التسجيل: 05-05-2002
مجموع المشاركات: 2663

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عالم يحي فضل الله القصصي - دراسة في تشكيل الفضاء السردي! - قصة تداخلات نموذجا - معاوية البل (Re: almohndis)

    فضاء القطار: فضاء السرد:‏
    إن الفضاء القصصي يكتسي من خلال تداخل مكوناته وفي أحيان كثيرة- طابعاً ‏رمزيا- فهنالك الفضاء الخارجي والفضاء الداخلي وهنالك الفضاء المنغلق والفضاء ‏المنفتح. الفضاء ألحميمي والفضاء المعادى.والقطر كفضاء هو ضمن ما أسماه ‏ميخائيل باختين بفضاء العتبة . الذي يتمثل في المداخل والمرات والشوارع ‏والأبواب والقناطر والبواخر والسيارات وفضاء العتبة كما يرى باختين يمثل ‏المواقف والأفكار والأشخاص الذين يعيشون ((بين/ بين)).كما أن الزمن الموجود ‏في فضاء العتبة هو زمن أزمة. مشحون بالتوتر والقلق والتشنج وطرح الأسئلة ‏المصيرية. والقطار هو المركبة التي تسير بنا في طريق محدد ومتوازٍ من موقع ‏نحبه إلى موقع نكرهه أو العكس. أي أنها الطريق أو العتبة التي تبعدنا عن مكان ‏وتقربنا إلى مكان أخر.‏
    وقد وظف القاص فضاء القطار – كفضاء للتوتر والانفعال والتعري وطرح الأسئلة ‏المصيرية- وظفه توظيفاً شاملاً ودقيقاً بحيث جعل بنية الفضاء السردي بأكملها تقوم ‏
    عليه وتبني به.‏
    بما في ذلك مجمل الإشارات والتيمات والتفاصيل المتعلقة بالقطار السوداني اذ جاز ‏التعبير.ولهذا نجد أن كل الأحداث الدرامية التي يحملها النص تدور داخل عربة ‏الدرجة الثانية الممتازة وممرها والبوفيه الملحق بها. كزمكان للتشنج والقلق ‏والصراع النفسي والاجتماعي علي حد سواء. فيما عدا لحظات استرجاع الذاكرة ‏‏((الفلاش باك)) تحث في المحطات التي يتوقف فيها القطار فقط (( الخرطوم- ‏الحصاحيصا – كوستي)) وصار الفضاء السردي بنياته الأساسية كلغة ومخيلة ‏تتطابق بنية القطار وإشاراته كواقع.هذا هو سر اللعبة الفنية والتي يدخل الكاتب بها ‏القارئ في لعبة الإبهام. وهو إحساس القارئ المسترخي في غرفته الحميمة يقرأ ‏وعجلات القطار تحت تقول تك.....تك ... تك.. وتسير به حتى رمال كردفان ‏
    الموحلة بالمطر حيث صبية تحمل خنجراً تاريخياً تسير به نحو مستقبل دامي وأيضا ‏يبتسم !!‏
    ومن الضروري توضيح أن الكتابة نشاط لغوي تتفارق مع تفاصيل الواقع وان ‏استندت الكتابة عليه. باعتبارها صور ذهنية تنتجها المخيلة. حيث تقول يمنى العيد ‏‏((لا مطابقة بين الصورة الذهنية والمرجع الذي تحيل العلامات اللغوية اليه .بل ‏انزياح ومفارقة بين المستوي العبيري ومستوي الموجودات المادية من حيث ‏المرجع ))‏
    وهكذا تنهض الكتابة علي مستواها المستقل وتقيم العلاقات الخاصة بها داخل عالمها. ‏فتخلف عن الواقع وتفارقه ولكن دون ان تنقطع عنه. ‏
    ويمكن القول أن القطار كبنية دالة داخل النص تحلينا إلي الواقع- الناجز خارج ‏النص. لنري ونشاهد مع الراوي قطار المجتمع السوداني وهو ينطلق عبر تاريخه . ‏تسكنه كل الفئات الاجتماعية المقهورة والمفتتة والمشغولة بصراعاتها الهامشية .إلي ‏مستقبل محفوف بالمخاطر. وهنالك العديد من المحطات التي يتوقف فيها هذا القطار ‏الممل ألكوارثي ليتأمل مسافروه الزمن الذي مضي بدمائهم وآمالهم العراض. أنها ‏رحلة القطار التي نحسها قد تحولت إلي معادل موضوعي لرحلة الحياة نفسها.‏
    أن هذا التصور، الذي ستختبره الدراسة يحدد الدلالة الكلية للنص وكيف أنها تحققت ‏من خلال ما اقترحه الشكل السردي للنص نفسه.حيث أن فضاء النص هو الفراغ ‏الورقي الذي تتخذ العناصر المختلفة المكونة للعمل الفني، من خلال شكلاً بعينه-ولا ‏ينفصل عن دلالة هذا النص ذاته إذ أن كيفية التشكيل تتجاوب بنوع من الحتمية ‏الفنية إذا صح التعبير مع المحتوى ((انظروا دراستنا حول الشكل والدلالة في الملاك ‏الجميل يمر من هنا)) . بمعني أن دلالة النص تفرض علي الكاتب المبدع اختيار ‏أنسب طرائق التشكيل التي تكفل احتواء هذه الدلالة وبلورتها. علي نحو يجعل كيفية ‏التشكيل قيمة فنية تلتحم بالقيمة الدلالية الكلية للنص‏
                  

05-07-2005, 02:19 AM

almohndis
<aalmohndis
تاريخ التسجيل: 05-05-2002
مجموع المشاركات: 2663

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عالم يحي فضل الله القصصي - دراسة في تشكيل الفضاء السردي! - قصة تداخلات نموذجا - معاوية البل (Re: almohndis)


    فضاء عربة الدرجة الثانية ممتازة:‏
    ان عربة الدرجة الثانية باعتبارها فضاءً مغلقاً ومزدحما بالناس ومرتبطة في ذات ‏الوقت بفضاء للتوتر والصراع وطرح الأسئلة المصيرية فهي أذا مقلق ومعادي . ‏صالحة لتكون مسرحاً للإحداث الدرامية التي تصل ذروة تصاعدها لتنتهي بالقتل ‏وانسكاب الدماء. لاحظ أيضا (( ولم يقل شيئا لمن داس علي اصابع رجليه بنعلين ‏ثقلين – كان واقعيا- ليس هناك مفر من أن تكون رجلاه جزءا لا يتجزأ من أرضية ‏الدرجة الثانية ممتازة )).‏
    لاحظ أيضا ((اختلطت الأجساد علي الباب – غاب الأسلحة البيضاء –ودخلت السن ‏في اللحم عراك في مساحة ضيقة. هي ممر الدرجة الثانية )).‏
    ويشكل النص كذلك –(( وتدخل حماد بعد أن فهم من عين أخته ما الذي حدث وصفع ‏صاحب اليدين العابثتين واشتبكا. حتي أن المساحة الضيقة في الممر صارت أوسع ‏علي بقية الركاب- عاد هو من أفكاره المتشعبة . ليراقب الموقف الذي حدث الآن. ‏صرخة حادة من المشتبكين وارتطم جسمه بأرضية الممر بينما وقف حماد وفي يده ‏سكين تسيل منها الدماء)).‏
    ‏ لاحظ هذا الزحام .. (( العرق علي جبين –صرخات الباعة- ضجيج المزدحمين ‏
    داخل العربة أقدام تبحث عن موضع بين العفش المتناثر في كل مكان)).‏
    أنظر هذه الشجرة الطريفة .. (( الكل يغوص في انتظار نسمة تهب عند تحرك ‏القطار – سقطت شنطة حديدية علي عجوز كانت تقف بقرب أحد بقرب أحد المقاعد ‏آملة في فعل مروءة . صرخت وانفجرت ثائرة( الله يلعن سفر الزمن ده )).‏
    كل هذه الصراعات والمشاحنات تحدث داخل العربة المزدحمة .عربة الدرجة الثانية ‏باعتبارها تمثل فضاء مغلقاً ومعادياً متصلة أليا بفضاء القطار وهو بدورة مكان ‏للتوتر والقلق والانفعال وطرح الأسئلة المصيرية. ‏
                  

05-08-2005, 01:34 PM

almohndis
<aalmohndis
تاريخ التسجيل: 05-05-2002
مجموع المشاركات: 2663

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عالم يحي فضل الله القصصي - دراسة في تشكيل الفضاء السردي! - قصة تداخلات نموذجا - معاوية البل (Re: almohndis)

    فضاء المحطة :‏
    والمحطة كفضاء خارجي مفتوح للشمس والهواء . وهو كموقع يتميز أساساً ‏بعرضيته. انه يدع كل ما يفد إليه ويطرده من ساحته . لأنها مجرد محطة . ما أن ‏تحط الرحال بها حتى تبارحها من جديد وعرضيتها تشير بوضوح إلي عرضية ‏الوجود ذاته.‏
    ومن داخل نجد أن القاص يحي فضل الله قد سمها وحدد معالمها الواقعية كمحطة ‏الخرطوم ومحطة الحصاحيصا ومحطة كوستي.‏
    وحتى نتعرف علي حقيقة استخدام المبدع يحي فضل الله للمكان وبلور من خلاله هذه ‏التجربة الإبداعية لابد من الاقتراب النقدي الذي يجعلنا نتعرف علي طبيعة هذا ‏الأسلوب الدقيق والتقنية اللغوية العالية الذي تحولت به المحطة كفضاء خارجي ‏مفتوح. وكمكان واقعي الي متاهة تجسد تجربة التيه المعاصر التي يعيشها الإنسان . ‏والي معادل فني متخيل لتجربة الوجود وذلك من خلال الانفصال الذي يحققه الفن، ‏بين الأصل الواقع الذي استلهمه وبين المبدع المتخيل الذي بلوره العمل الفني. وهو ‏عمل دؤوب ودقيق يتسم في المقام الأول بمحاولة أخفاء ما فيه من عمل ودأب ‏‏((السهل الممتنع)) ولذلك تبدو محطات يحي فضل الله لأول وهلة وكأنها محطة ‏حقيقة. فهي بحق محطة حقيقية ولكنها أيضا وهمية- وجدليات الوهم- الحقيقية من ‏العوامل الأساسية الفاعلة في صياغتها.‏
    هكذا نجد المحطة التي جسدها النص- مغايرة لتلك المحطة الواقعية ومفارقة لها. إذ ‏أنها المحطة وقد أخذت من آليات التغاير تميز العمل الفني تؤسس هوية جديدة ‏ودلالات متعددة. وإيحاءات توسع من افقها. وتضفي عليها طاقة أي محطة واقعية ‏أخري أنها المحطة التي تنطوي علي كل المحطات الواقعية والرمزية التي مررنا ‏بها. أنها المحطة وقد تحول فضاءها الواسع إلي فضاء الوجود ذاته.‏
    أن المحطة دائما عرضيا تتوقف الشخصية الرئيسية في النص لفترة وتحاول ‏استرجاع الماضي الغني بذكريات الحب والعشق والعنف أيضا ولكن سرعان ما ‏يتدخل الواقع بآلياته المتعسفة لتقتحم علي البطل سلاسة الماضي وبترها دون رحمة، ‏ونلاحظ سلاسة العبارة وهي تنتقل من الحاضر إلي الماضي.‏
    لاحظ محطة الخرطوم .. (( أنها السابعة- لاشئ سوي الضجة المختلطة ‏بالسكوت الميت – السابعة مساء- كانت هذه اللحظة حتي البارحة القريبة ‏مليئة بالعبق – لحظة لها انسيابها . دون ادني متاعب سوى ذلك العبء الحميم ‏الذي يتسرب بين الأنفاس المخترقة لأضواء النيون الخافتة.‏
    محطة الحصاحيصا.. (( لامست قدماه الارض، رغبة عنيفة ان يطلق ‏ساقيه للريح، تجول‎ ‎في انحناء المحطة، دار حول القطار بالجهتين، احساس ‏بالكأبة يشوبه ارتياح جسماني‎ ‎حيث تحرر الجسم من عقاله و قوقعته داخل ‏الممر، تمـدد علي التراب، حدق في السماء...)) من ثم يبداء في استرجاع ‏الماضي.‏
    محطة كوستي..(( اخذ نفسا عميقا وهو يتابع عربات الكارو‎ ‎واللواري ‏والعربات الصغيرة و عربات التاكسي البيضاء و هي تخرج او تتوغل داخل‎ ‎المدينة، احس بوخز الخنجر علي جنبه، قفزت الي ذهنه الهراوات والدماء التي ‏سالت،‎ ‎عدل من وضع الخنجر، أنها رحاب تلك المتمردة الجميلة‏
    ونلاحظ مرة أخري هذه اللغة وسلالة الانتقال من الحاضر إلي الماضي((فلاش ‏باك))عكس الانتقال من الماضي إلي الحاضر يكون تعسفيا هكذا تكون المحطة داخل ‏النص موقع توقف وتذكر ثم رحيل مباغت.‏
                  

05-08-2005, 01:59 PM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عالم يحي فضل الله القصصي - دراسة في تشكيل الفضاء السردي! - قصة تداخلات نموذجا - معاوية البل (Re: almohndis)

    عثمان
    اتابع واشكرك على توفيرها لنا
                  

05-09-2005, 00:58 AM

almohndis
<aalmohndis
تاريخ التسجيل: 05-05-2002
مجموع المشاركات: 2663

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عالم يحي فضل الله القصصي - دراسة في تشكيل الفضاء السردي! - قصة تداخلات نموذجا - معاوية البل (Re: almohndis)

    الانثي:العنف:‏
    عندما تقرأ مقاربتنا النقدية هذه بنية الانثي في النص ((تدخلات)) نجدها شخصية ‏قوية وواضحة الملامح ولها اسم وصلة ومهيمنة علي الذكور باتجاه صنع الإحداث ‏علي النقيض من الشخوص الذكور التي تظهر بلا أسماء ولا ملامح وتوجد داخل ‏النص كأدوات تحركها الإناث باتجاه الإحداث.‏
    وتتجلي الشخصيات الأنثوية بحضورها العنيف داخل النص وموزعة بين عدد ‏من الصيغ الزمانية ((الماضي –الحاضر-المستقبل)) وهي الشخصيات الأساسية ‏الفاعلة فية وهي تقود الحدث تارة أو تختبئ خلف وتشعل فتيلته تارة أخري أو ‏تبشر بأحداث جسام سوف تحدث.‏
    ‏* رحاب: الطالبة الجامعية. وهي الحبية ويصفها - الراوي البطل- بالمتمردة ‏الجميلة. وقد فارقها البطل –الروي مجبراً (( هي إلي بورسودان وأنا الي الابيض ‏سفر إجباري - وبين هذا وتلك انهزم الزمن العاطفي‎ ‎امام الزمن السياسي))‏
    وتكون رحاب هذه حاضرة في زمن النص من خلال عملية التذكر واسترجاع الزمن ‏الماضي ((الانثي الماضي )) وهي دوما تحرضه علي العنف وتوبخ فيه انحيازه ‏للسلام وميله للحوار. وذات مرة أهدته خنجراً (( لم يكن ميالاً للعنف ولكن رحاب ‏دعته إلي ذلك واشترى خنجرين- أعطته واحداً وعلي عينيها جسارة وتمرد)).‏
    وبشخصيتها القوية والمهيمنة علي البطل الراوي فكرياً وعاطفيا استطاعت إقناعه ‏بضرورة حمل الخنجر علي خصره. والتبست عليه الأمور باعتباره رجلاً نابذأً ‏للعنف ولكن كيف يتأتي ذلك ورحاب تصر علي حمل الخنجر حتى صارت هي ‏والخنجر شيئاً واحد في ذهن الراوي. – البطل لاحظ‎)): ‎‏ قفزت في ذهنه الهروات ‏والدماء التي سالت – عدل من الخنجر – أنها رحاب المتمردة الجميلة . أنها تتجلي ‏لي من خلال هذا الخنجر، ترى هل كانت محقة حينما اشترته لي....؟)) انه العنف ‏حينما يتبدي في الذهن الأيدلوجي جميلاً كأنثى.‏
    وتذهب رحاب بعيداً في ذهن – الروي- البطل – بشخصيتها المسطرة عليه فكريا ‏وعاطفيا لتجعل من العنف أليف. وهو يتراجع عن موقفه المبدئي تجاه العنف وحمل ‏أدواته مؤقتا ويبرر ذلك بأنه الحب الذي يفعل العجائب .‏
    ‏(( لا ادري كيف الخنجر أصبح مألوفا لدي- رحاب لديها القدرة علي جعل كل ‏الأشياء تبدو أليفة ومنسجمة حتي السلاح – أنا مصر علي أنها تستطيع أن تكون ‏مركزا لكل الكون . طبعاً انه الحب . الحب الذي يفعل العجائب)).‏
    ‏* المرأة العجوز: وهي احدي ركاب عربة الدرجة الثانية ممتازة . وكانت تقف بقرب ‏أحد المقاعد آملة في فعل مروءة وهي شخصية حاضرة في زمن القص ذاته حاملة ‏للقيم الأصيلة وتسعي لتكريسها كماضي يتغول علي حاضر ((الأنثى في سياقها ‏التاريخي )) لذلك نجدها متشنجة سريعة الانفعال وساخطة علي معطيات عالم ‏حديث لا يرحم . تقود هذه العجوز مشاجرة مع شاب مهذب يحاول تهدئتها وفي ‏موضع آخر ترفض أن تدفع ثمن تذكرة القطار للكمساري. وهي بالتالي تسافر في ‏الحياة هذه بطريقة عشوائية وغير مشروعة . سيمائيا تشير الدلالة لعدم مشروعية ‏وجود الماضي بهذه الكثافة ويفرض قوته وجبروته علي الحاضر. فللحاضر قول ‏آخر. تناقض الماضي – الحاضر – وملازمة الماضي للحاضر . بشكله الفج يولد ‏العنف ويحرك الإحداث إلي مستقبل محفوف بالمخاطر.‏
    ‏(( تحسست هي أثار سقوط الشنطة علي يدها و انفعلت: ـ احسن‏‎ ‎تمسك شنطتك ‏عليك وتمسك لسانك كمان ، عندك نفس تقول لي حبوبه والله مساخر ، ما تعاين‎ ‎لي والله اقوم عليك الا اخليك تتململ فوق جمرا حي ، عليكم الله شوفوا محن ‏الزمن ده))‏
    مني: الصبية التي بم تتذوق طعم الرجال بعد، مسافرة مع أمها وأخيها حماد ، ‏احد المسافرين الذكور يداعب نهداها ويحاول ملاطفتها. ولكنها ترفض هذا ‏الفعل وتحتج وتصرخ في وجهه((وانفجرت مني : ما تتكلم معاي يا وسخ يا ‏صعلوك )) أنها الأنثى حينما تتأبي وترفض ذكراً بعينه تحرض عليه ذكرا ‏اخر. ليتقاتلا حولها وتصير هي مركزا للكون والعالم يشتعل في محيطها ‏ومن أجل ارضائها.‏
    ومنى هذه تعادل في زمن النص ((الأنثى –الحاضر الذي يتكون )) وهو ‏حاضر عنيف ودامي تختفي الانثي خلف أحداثه وهي التي أشعلت فتيلته منذ ‏البدء. لاحظ ..(( وتدخل حماد بعد ان‎ ‎فهم من عيون اخته ما الذي حدث و ‏صفع صاحب اليدين العابثتين واشتبكا حتي ان المسافة‎ ‎الضيقة في الممر ‏صارت اوسع علي بقية الركاب ،عاد هو من افكاره المتشعبة ليراقب‎ ‎الموقف ‏الذي يحدث الان ، صرخة حادة من احد المشتبكين وارتطم جسمه بارضية ‏الممر‎ ‎بينما وقف حماد و في يده سكين تسيل منها الدماء)).‏
    ‏* الصبية الصغيرة: تجري مع الأطفال يسألون القطار خبزاً يلتقطونه من ‏الركاب، فتصادف أن التقطت خنجر رحاب الذي أخرجه الراوي – البطل من ‏خصره وقذفه. تحسبه رغيفاً. وعندما أخذته جرت به نحو أمها لكي تبلغها ‏البشارة . إنها بشارة العنف الذي يأتي ويستمر تحمل شعلته الصبية الصغيرة ‏‏((الأنثى - المستقبل)) ومن خلفها أمها (( الأنثى – الحاضر الخصب)) باعتبارها ‏امتدادا عنيفا لها عبر الزمن .‏
    هكذا تتضح لنا علاقة الأنثى – بالعنف داخل النص عبر مراحل الزمن والتاريخ ‏‏((الماضي- الحاضر- والمستقبل)). والتداخل الجدلي بينهما يعبر عن استمرارية ‏وديمومة العنف متي ما كانت هناك أنثي. وهكذا تظهر الأنثى داخل حركية ‏النص وفاعليته باعتبارها محرك أحداث النص- محرك أحداث التاريخ. المتخيل- ‏الواقع.‏
    ‏ في حين تظهر شخصية الذكر ضعيفة مستسلمة في غير ما يبدو . وهو أداة ‏الأنثى وخادمها المطيع بل يظهر الذكر في حالة تقديس للأنثى المعبودة. ويجعل ‏أينما كان. وهو من أجلها يموت ومن أجلها يقتل. وهي تحرك أحداث التاريخ به ‏وتجلس في كرسي القداسة تتلقي القرابين منه.‏
    لاحظ (( اخرج من جيبه مجموعة من الصور لفتيات أينع الحسن فيهن واختلف. ‏وكانت هناك صورة بجانبها ختم لشفايف حمراء))‏
    لاحظ أيضا (( أنها تتجلي لي من خلال هذا الخنجر، تتعمق صور داخلي. كلما أحس ‏بالخنجر اشك في أني أصبحت طوطمياً)).‏
    عندما اكتشف الراوي البطل وعرف حقيقة العنف ومن يقف خلفه. أصابه الهذيان ‏والهستريا والغثيان.مرة من أثر الدماء.ومرة من اثر صدمة المعرفة . معرفة أن ‏الأنثى خلف كل هذا العنف ومسئولة وحدها عن تأجيج نيرانه. تذكر ضحكه رحاب ‏الساخرة . فعرف أنه أداة هو الآخر بيد رحاب المتمردة الجميلة مركز الكون كما كان ‏يقول. فقذف بالخنجر الذي اشترته له من نافذة القطار والتقطه أنثي أخري . هي ‏الصبية الصغيرة دون جميع الأطفال الذكور الذين كانوا يجرون معها وتذهب به ‏لامها. فابتسم الراوي – البطل من خلال دموعه. هذه الابتسامة الكئيبة تعبر عن ‏مفارقة حقيقية حيث أن الخنجر تلتقطه أنثي أخري لتحرك به مستقبلاً عنيفاً قادماً . ‏دوماً هناك ذكور علي استعداد لان يكونوا أداة وضحايا للأنثى . يقدسونها ويموتون ‏من أجل عينيها المتمردتين الجميلتين .‏
    ‏* نازك الأنثى: الاحتمال وهي نازك حسين التلميذة في مدرسة كادوقلي الثانوية ‏العامة بنات. وتحضر هذه الشخصية داخل النص في سياق الحديث النهم الذي يتم بين ‏تاجرين متخمين بأموال الضعفاء والسوق السوداء (الفئة الطفيلية).‏
    وعربة البوفيه الملحقة بالقطار هي فضاء اللذة والشبع. فبعد أكل اللحوم والمطايب ‏يحلو الحديث عن الأنثى- الجسد كما يتصورها هؤلاء الطفيليين . وهم كذكور تبدو ‏المرأة عندهم جسداً يشتري بالمال ((بنية الطفيلي الذهنية)) جسداً مستسلماً جاهزاً ‏للاستهلاك والخضوع. رغم ذلك تبدو أن الأمور في بنية اللاوعي الداخلية لهؤلاء ‏الذكور لا تذهب كما يشتهون ، وترتج لفة الحوار. وتهتز معايير الأنثى الضعيفة ‏والذكر القوي ، وتكشف لغة الحوار هذه الزعزعة بحيث يصير النقاش والشك في ‏البنية اللاواعية لدي المتحاورين:‏
    ‏ (( تغير صوت مصطفي الي همس مشحون : نازك بت حسين –يا دوبك في ‏كادقلي الثانوية العامة.‏
    ‏-((في الثانوية العامة بنات...!!!؟))‏
    ‏-((يعني حتكون في العامة بنين))‏
    ويبقي السؤال – هل نازك في الثانوية بنين أم في الثانوية بنات...؟! إنها الأنثى التي ‏يعرفون ولا يعرفون مدي عنفها ومركزيتها. بل ورجولتها أن جاز التعبير. فقط إنها ‏أشارة واحتمال مفتوح كحد الخنجر في وجهه الطفيليين وغيرهم. ‏
    وبالرغم من أن الخطاب القصصي ليحي فضل الله داخل النص قلب المعايير السائدة ‏‏((الرجل القوي- الأنثى الضعيفة)) . وجعلنا نري أن كيف الأنثى عندما تقود حركة ‏التاريخ يبدو فيها هذا الأخير دامياً وعنيفا . حيث جعل المعايير داخل النص كما ‏اتضح في عمليتي التفكيك والبناء النقدي ((الأنثي القوية الذكر الضعيف))وجب علينا ‏أن نتساءل سؤالا منهجيا حول لماذا اختار الراوي –الذكر، الأنثى لتقبع خلف العنف ‏والإحداث عبر الزمن ((ماضي-حاضر- مستقبل)) داخل النص الكتابة؟ أم يريد أن ‏يقول لنا ابحثوا عن الأنثى تجدونها خلف كل هذا التاريخ الدامي...؟
    ومزيدا من الأسئلة تتناسل . ويبقي في البال متسع من الحديث حول مجمل العلاقات ‏التي تتشابك حول الكتابة والأنثى والسلطة والجسد.‏
                  

05-09-2005, 04:45 AM

عادل ابراهيم عبدالله

تاريخ التسجيل: 04-28-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عالم يحي فضل الله القصصي - دراسة في تشكيل الفضاء السردي! - قصة تداخلات نموذجا - معاوية البل (Re: almohndis)

    ياهندسة
    محتاجون لمثل هذا
    اكمل بالتوفبق
                  

05-09-2005, 11:05 PM

Hadia Mohamed

تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 1463

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عالم يحي فضل الله القصصي - دراسة في تشكيل الفضاء السردي! - قصة تداخلات نموذجا - معاوية البل (Re: عادل ابراهيم عبدالله)

    ـــــ
    تداخلات
    ــــــــ
    يحيي فضل الله
    ـــــــــــــــــــ
    في عينيه ركضت هواجس ، معالم لا تحد ، خربشات عميقة بين الذاكرة والرؤية ، حدق في كل الناس ، التف بهم ، تداخل مع نبضاتهم ، امتص معهم لحظات الانتظار ، اختنق مثلهم بضوضاء المحطة و لم يقل شيئا لمن داس علي اصابع رجليه بنعلين ثقيلين ، كان واقعيا ، ليس هناك مفر من ان تكون رجلاه جزء لايتجزء من ارضية ممر الدرجة الثانية الممتازة ، حاول ان يجلس انها الممتازة ، عدل عن الفكرة لان تكوينه الجسماني لا يسمح له بالجلوس ، حاول ان يمتص انفعالاته بان يقرأ شيئا من الشعر ، رن جرس المحطة .
    ـ انت يا خي القطر ده حقك ـ
    ـ ما قلنا مافي طريقة ، الله ـ
    ـ الطريقة بعرفا براي ، بس انت اتحرك من الباب ـ
    ـ والله ما في طريقة ، شوف العربية التانية ـ
    ـ ما في زمن ، انت ما سامع الجرس ؟ ـ
    ـ ....................... ـ
    ـ احسن تتحرك من الباب بالحسنة ـ
    ـ ......................... ـ
    ـ خلي عندك دم في وشك ـ
    ـ يعني داير تعمل شنو ؟ ـ
    اختلطت الاجساد علي الباب ، غابت الاسلحة البيضاء ودخلت السن في اللحم ، عراك في مساحة ضيقة ، تدخل المطيباتية وانتصر القادم الجديد بينما الآخر يصدر انينا ويصرخ ـ راجل كبير تعضي بي سنونك ـ
    رن الجرس للمرة الثانية .
    ـ ـ ـ ـ
    الدرجة الثانية
    ...............
    العرق علي كل جبين ، صرخات الباعة ، ضجيج المزدحمين داخل العربة ، اقدام تبحث عن موضع بين العفش المتناثر في كل مكان.
    ـ يا اخوانا الناس القاعدين في الشباك ما يرحمونا شوية ـ
    ـ هبوبك يا الله ـ
    والكل في انتظار نسمة تهب عند تحرك القطار .
    سقطت شنطة حديدية ثقيلة علي عجوز كانت تقف بقرب احد المقاعد آملة في فعل المروءة ، صرخت وانفجرت ثائرة ـ الله يلعن سفر الزمن ده ويلعن ناس الزمن ده ، ناس ما فيها رحمة ، لا يعاينو لي صغير ولا لي كبير ، غير الكترة ما عندهم شئ ، ناس مسافرة ، ناس راجعه ، ناس مسافرة ـ و تنفست الصعداء وقالت ـ الله يهون القواسي ـ
    ـ معليش يا حبوبه ـ
    قالها شاب كان يجلس وعلي فخذيه جهاز تسجيل ، تحسست هي أثار سقوط الشنطة علي يدها و انفعلت ـ احسن تمسك شنطتك عليك وتمسك لسانك كمان ، عندك نفس تقول لي حبوبه والله مساخر ، ما تعاين لي والله اقوم عليك الا اخليك تتململ فوق جمرا حي ، عليكم الله شوفوا محن الزمن ده ـ
    آثر الشاب السلامة بعد ان رأي في عينيها عنفا يرغب ان يضع لنفسه موضعا .
    ـ ما تتكلم تاني ، افتح خشمك تاني عشان احشي ليك تراب ، يا خايب الرجال يا ما مربي ـ
    التفت الشاب الي الناحية الاخري و تحدث الي جاره .
    ــ ــ ــ ــ
    رن الجرس للمرة الثانية
    انها السابعة ، لاشئ سوي الضجةالمختلطة بالسكون المميت ، السابعة مساء ، كانت هذه اللحظة حتي البارحة القريبة مليئة بالعبق ، لحظة لها انسيابها دون ادني متاعب سوي ذلك العبء الحميم الذي يتسرب بين الانفاس المخترقة لاضواء النيون الخافتة ،حركة الكافتيريا تنبض بالحياة ، يكون هو قد فرغ من احتساء الشاي بتمهل مفتعل رغبة منه في سجن الزمن داخل نشوته و داخل تلك التفاصيل التي تعامل بها ـ رحاب ـ اناملها ، لابد ان الانامل لهاالقدرة علي الحديث ، بل حتي علي الصراخ من خلال اللون الذي طليت به الاظافر
    ـ ،، ايديك ما محتاجة لي منكير
    ايديك محتاجة لي ايديا ،،
    ـ ,, انت ليه مصر علي القصيدة دي بالذات ؟ ،،
    ـ ,, بس اللون الاحمر ، اسمعي البيت ده بس ، بس ، لاحظي بس دي اعتراضية كيف ، بس اللون الاحمر ، لون حارتنا وكل بيوتا ،،
    ـ ,, انا افتكر ده اعتراض علي الزينة عند المرأة ،،
    ـ ,, لا ، ده اصرار علي الزينة ، لكن ياتو زينة ، اسمحي لي اسميهاالزينة التلقائية مش الارتفشيل ،،
    ـ ,, يعني هسه انت معترض علي المنكير العاملة انا ؟ ,,
    ـ ,, معترض شنو ؟ انا منحاز لي اللون ده بالذات ,,
    ـ ,, انا بفتكر انو صارخ ,,
    ـ ,, ميزتو انو صارخ ، درجات البنفسجي كلها جميلة ,,
    ـ ,, هيي ، الساعة سبعة و ربع ، انا ماشة الداخلية ,,
    ـ ماشة تنومي يعني ؟ ، ما نقعد شوية ,,
    ـ انت ناسي ولاشنو ؟ ، مفروض احضر لي سمنار بكره و ما عملت حاجة غير جمع المعلومات ,,
    ـ ,, لا ،كده معليش ,,
    ـ ,, عندك حق الفول ,,
    ـ ,, لا ، ماخلاص حاتعشي في الداخلية ,,
    ـ ,, خلاص ، هاك اشتري سيجاير ,,
    ـ,, ياخوانا ، التوليت ما بختوا فيهو عفش ,,
    ارتدت خيالاته ، اختناق ، عدل وضع رجليه ، اليسري تنملت ، احس بانه مجبر علي سفر لم يحن اوانه بعد ، يرغب في التدخين ، تحسس السيجارة التي قبعت داخل جيبه ، تلفت حوله ، لكز احدهم في رجله ، نظر الاخر اليه من فوق ،
    ـ,, سفه ، ممكن سفه ؟ ,,
    ـ ,, ابدا ما بستعمل يا ظريف ,,
    ...........
    دوت صفارة القطار
    صليل الحديد حين يحتك بالحديد ، الحركة لها فعلها في الناس فالارتياح دب في النفوس ، بدأ اهتزاز القطار يتزايد بينما اختلطت اصوات الناس و افكارهم بايقاع منسجم مع سيمفونية المعادن الناتجة من حركة القطار ، التقت عينان لاحت فيهما معالم مدينة يتناثر فيها الخلق من احياء يصطخبون واموات يمشون عليها من زمن يأتي و لا يأتي ، مدينة تغلغلت فيها مدارات الانتباه المزمن وارتحالات القلق المميت و جرثومة النزلات المعوية ،التقت هذه العينان بعينين جنح فيهما الهدوء و لونت الرغبة فيهما الدفءوالخصوبة ، اصلحت هي ثوبها ، لاحظ هو تنفسها حين نظر الي صدرها الناهد ، ابتسم ، شكل عينيه بحديث مذاب ، حرك فمه بحركة تقول بدون صوت ـ ،، نازلين وين يا سكره ،،
    احس بكف ثقيلة علي كتفه ، رجل ناهز العقد الرابع ، نظر اليه بخبث و قال ـ ،، ذوقك جميل ،، ـ ، دهش ،ماتت علي لسانه الكلمات ، احس بالخوف ـ ،، الحلوين نازلين كوستي ،، ـ ، ضحك الرجل امتد الحديث بينها ، كان الرجل ثرثارا لايخلو من ظرافة و طرافة ، حكي عن مغامراته ، دون كيشوت في عقلية دون جوان ، اخرج الرجل من جيبه مجموعة من الصور لفتيات اينع الحسن فيهن واختلف و كانت هناك صورة عليها ختم لشفائف حمراء .
    ............
    تك .. تك .. تك
    ضربات حادة و متقطعة
    ـ ،، التذاكر يا جماعة ،، ـ
    تململ الركاب ، حاول بعضهم الهروب فنجح و فشل البعض فتكاثرت علي جيب الكمساري النقود و قلت علي ايدي الركاب الايصالات الصفراء ـ ايصالات الغرامة ـ
    ـ ،، انتي يا حاجه تذكرتك ،، ـ
    ـ ،، تذكرة شنو ؟ ،، ـ
    ـ ،، الله يا حاجه ، انتـي مش راكبه في القطر ده ؟ ،،
    ـ ،، آجي يا اخواتي ، هسه انت شايفني قاعده في مقعد ؟،، ـ
    ـ ،، في مقعد ، في الواطه ، طايره ،ياحاجه المهم تذكرتك ، تذكرتك ،، ـ
    ـ ،، هـي ، كدي ،، ـ
    ـ، ماشه وين حاجه ؟ ،،
    ـ،، ودعشانا ،، ـ
    ـ ،، طيب ودعشانا ، تدفعي حكاية ...... ،، ـ
    ـ ،، لا بتدفع و ما عندي ،، ـ
    ـ ،، ده كلام شنو يا حاجه ؟،، ـ
    ـ ،، ياهو كلامي و ما بزح من هنا شبر ،، ـ
    صمت الكمساري هنيهة ، نظر اليها بيأس ثم تحرك للأخرين متخطيا غابة السيقان علي الممر .
    ..........
    الحصاحيصا
    أرق لا تمتصه الا الحركة ، عاد الاختناق بتوقف القطار ، تبدو الوقفة ابدية ، احتراس ،هكذا يقولون ، فكر في الخروج واستخدم الشباك كباب رغم ضخامة جسمه ، لامست قدماه الارض ، رغبة عنيفة ان يطلق ساقيه للريح ، تجول في انحناءالمحطة ، دار حول القطار بالجهتين ، احساس بالكأبة يشوبه ارتياح جسماني حيث تحرر الجسم من عقاله و قوقعته داخل الممر ، تمـدد علي التراب ، حدق في السماء ، تململ علي جنبه الايمن ، وخزة حادة ، انه الخنجر ، لازال في مكانه مثبتا علي حزام البنطال ، لابدمن التسلح داخل فناء الجامعة ، احداث العنف الاخيرة تبعها هوس التسلح ، يتذكر الان ،كان يقلب في كتاب ـ تقويم السودان للعام 1945 م ـ ، كان ممتنا للجهد الذي بذله ـ الريح العيدروس ـ في تقديمه لمعلومات اراد ان يستعين بهافي بحثه عن العلاقات المصرية السودانية آنذاك ، كان يقرأ بالتحديد عن اتفاقية 1899م ـ ،، ولما كان السودان جزءا لا ينفصل عن مصر فان وجود الجنود البريطانيين في السودان يقوم علي نفس الاساس الذي يقوم عليه وجود جنود بريطانيين في مصر نفسها و علي ذلك فان الحكم علي وجود الجنود البريطانيين في السودان كحكم وجود الجنود البريطانيين في مصر ، هذا والخلاف بين الطرفين المصري والبريطاني بشأن السودان قد وصل الي عقدة يقدر كل المراقبين السياسيين بانها لا تحل بالمفاوضات والرأي المصري ..... ،،ـ
    خبط علي الباب ، ترك الكتابة ، فتح الباب ، ادفع ـ قدوره ـ يلهث متعبا ـ ،، جاطت ، خبط تقيل ، النور و عبيد في المستشفي ،،ـ
    ـ ،،المستشفي ؟؟ ،،ـ
    ـ ،، النور مطعون ، حالتو خطره ، عبيد مفلوق ،نزف شديد ،،ـ
    ـ ،، وين الكلام ده ؟ ،، ـ
    ـ ،، قدام صناديق الاقتراع ، كدي هسه قوم ،، ـ
    ـ ،، مؤسف ،نمشي وين ؟ ،، ـ
    ـ ،، اجتماع لازم نستعد ،، ـ
    ـ ،، حتكون حرابه يعني ؟ ،، ـ
    ـ ،، ما معروف ، لازم كلو زول يحمي نفسو ،،ـ
    اتفق الاجتماع علي ضرورة التسلح الفردي ، لم يقتنع بالفكرة تماما ، لم يكن ميالا الي العنف ،لكن ـ رحاب ـ اجبرته علي التسلح و اشترت خنجرين ، اعطته واحدا و علي عينيها جسارة و تمرد .
    ـ ،، انتي ما محتاجة لي خنجر يا رحاب ،، ـ
    ـ ،، برضو ؟ ، زي المنكير ،، ـ
    ـ ،، عندك سلاح اقوي من كده ،، ـ
    ـ ،، لا عليك الله اقنعني لامن اروح في شربة مويه ،، ـ
    ـ ،، عيونك يا رحاب ، عيونك اخطر من القاذفات ،، ـ
    ـ ،، اولا ، دي رده ، لانو ناس الحقيبة قالوها قبلك ،،
    ـ ،، عارف ،جوز عيونو مدافع السواحل ،، ـ
    ـ ،، ثانيا ، دي رومانسية ثورية ساكت ،، ـ
    لا زال الخنجر في مكانه ، ربما لانه من رحاب ، البحث عن طوطم متعلق بها ، سفر اجباري ، هي الي بورتسودان وانا الي الابيض وبين شرق و غرب انهزم الزمن العاطفي امام الزمن السياسي ، لم يبق الا التفلسف ، الجامعة تقفل ابوابها ولاجل غير مسمي ، اخذ نفسا عميقا ، جلس ، تفحص ارجاء المحطة بنظرة لا مبالية ،هب واقفا ، دوت صفارة القطار ، هرول الركاب ، حصل علي ـ سفه ـ من احدهم ، كورها علي راحة كفه ، وضعها علي لثة شفته العليا وبصق مفكرا في امكانية الصعود الي مكانه .
    ..........
    السطوح
    .........
    كان مكتظا بالركاب ،منهم من تعود علي معانقة النسمات علي السطح و منهم من ضاقت به ذات اليد فلاذ بالسطح هربا من عيون الكمساري وبديلا عن مطاردات الشرطة و منهم من جعل التسطيح هواية له هربا من الزحمة في الداخل فاذا السطح يضيق و تتلاصق عليه الاجساد.
    انتفض احدهم هاربا لانه حظي بنظرة قاسية من الشرطي الذي كان يهم الصعود ، ركض مسرعا ليتخطي العربة التي داهمها البوليس ، تجمد فجأة بعد ان قابل شرطيا آخر علي جانب العربة العربة الثاني ، حوصر سطح العربة شرطيين ، اخرج احدهم مسدسه و ضخم صوته ـ ،، يا سلام ، يا سلام علي النسيم العليل ، يا الله اتحركوا انزلوا علي الحراسة وبدون فوضي ،، .
    اقترب احد الركاب من الشرطي وبعد ممانعات وصلت حد الدلال والغنج ، همس له الشرطي واتحه الراكب الي بقية الركاب الذين صاروا حجارة صامتة الا ان دواخلهم كانت تفكر في المصير ، قابل لسان الراكب اذن بقية الركاب
    ـ ،، شوفوا ليهم حاجة ياجماعة وارتاحوا ،،
    دأت النقود تتوافد علي يد الراكب ، جمعها ، ناولها للشرطي الذي جال بنظره علي الركاب ، حولهم سريعا الي ارقام ونظر الي النقود قائلا ـ ،، خلصت منهم كلهم ؟ ،،
    ـ ،، كلهم ، كلهم يا جنابو ،،
    ـ،، بس دي بسيطة ،،
    ـ ،، معليش ، قدر الحال ،،
    ـ ،، وانت متأكد انو كلهم دفعوا ،،
    ـ ،، طبعا ، متأكدة ،،
    ـ ،، لا ، معليش ، نسيت ،،
    و ادخل الراكب يدا مرتجفة في جيبه و ناول الشرطي ورقة من فئة الخمسة جنيهات وارتاح الركاب علي السطح و تعالي شخير بعضهم طاغيا علي احاديث البعض .
    ..........
    سنار ـ التقاطع
    .................
    صراخ حاد ، ولولة مكثفة ، هرول بعدها الناس الي عربةمن عربات النوم ، استطاع احد الاذكياء ان يسرق شنطتين عادت بهما ـ ست النفر ـ من القاهرة انها ـ شيلة ابنها حسن الذي اهتدي اخيرا الي الزواج بعد ان اقترب من الاربعين ، تفرق الناس مع صفارة القطار ، الكل يجري الي مكانه خوفا من ان يضيع .
    ...........
    عربة البوفيه
    ..............
    انزل عمامته علي فخذه وخلع نظارته و مسح علي رأسه ثم نظر الي عبدالقيوم قائلا ـ ،، شوف يا عبدالقيوم هي المسألة هي المسألة كلها ما محتاجة غير انك تكون متابع ، لانو المتابعة للامور البتحصل في السوق بتخليك تضبط استخدام السلعة التجارية ، يعني ياتو السلعة ممكن تفكها هسه وياتو صنف ممكن تخزن دلوكت وبعدين تفهم حاجة مهمة انو ما كل سلعة قابلة للتخزين ، يعني في سلع ما ممكن تتخزن اكثر من شهرين وسلعة تانية تستحمل تتخزن لمدة سنة يعني لابد من فهم قوانين التخزين الخاصة بالسلع ، انا هسه المخزن بتاعي تقريبا شوالات العيش حوالي عشرة الاف ،،
    ـ ،، فتريتة ،،
    ـ ،، لا ، ابدا ، مايو و حانتظر انتاج هبيلا باذن الله ،،
    ـ ،، والله هسه انا مفكر في الزيت ،،
    ـ ،، ما انا متكل علي كوتات التموين ،ده طبعا بمساعدة عباس ,,
    ـ ،،عباس الرسمي ، باللاهي ، ده راجل مفيد،،
    واحضر الساعي عشاء فاخر ، وضع عبدالقيوم مسبحته الصغيرة ذات الحبيبات المزركشة اللامعة في جيبه و شمر كم جلابيته السكروتة بعد ان وضع مرفق اليد اليسري علي التربيزة ، مصطفي يعلو نفسه حين يأكل مصدرا اصواتا نهمة ، قال و فمه ملئ بثلاثة لحمات و خمشة من الجرير
    ـ ،، بعد ما اشوف ارباح السنة دي، بعد الجرد طوالي حاكون عريس ،،
    ـ ،، يا راجل ، بعد ده انت عندك نية عرس ؟ ،،
    ـ ،، هو البعرس غيرنا منو ؟ ، نحن بس الممكن نعرس و بعدين القروش اصلها ضايعة فاحسن الواحد فينا يستمتع بزينة الحياة الدنيا ، ولاشنو ؟ ،،
    ـ ،، والعروس ؟ ، نقيتا ؟ ،،
    وتغير صوت مصطفي الي همس مشحون ـ ،، نازك ، نازك بت حسنين ، يا دوبك كده في كادوقلي العامة ،،
    ـ ،، في الثانوية العامة بنات ؟ ،،
    ـ،، يعني حتكون في العامة بنين ؟ ،،
    وانتشر في عربة البوفيه ضحك متخم و صفيق .

    ــــــــ
    كوستي
    .........
    اختلط ضجيج الباعة و المسافرين ، كوستي تلك المدينة ذات الحيوية العالية ، كان قد تمدد علي الارض مدة ارتاحت فيه عضلاته من التقلص ، بعدها اخذ يتجول بين ارجاء المحطة ، احس بانتعاش بعد ان شرب كوبين من الشاي علي التوالي ، الرغبة في المشي ازدادت ،تابع خطواته دون هدف ، اصوات البوابير من الورشة تختلط برائحة الزيوت القديمة التي تمتزج برائحة السمك ، هربت خطواته من الضجة والرائحة بحثا عن نسمة عليلة ، ادخل يده في جيبه ، اخرج سيجارة من العلبة التي اشتراها في المحطة ، اتجه صوب شجرة نيم ظليلة تقابل شارع الاسفلت المجاور للمحطة ، جلس تحتها واشعل سيجارته ، اخذ نفسا عميقا وهو يتابع عربات الكارو واللواري والعربات الصغيرة و عربات التاكسي البيضاء و هي تخرج او تتوغل داخل المدينة ، احس بوخز الخنجر علي جنبه ، قفزت الي ذهنه الهراوات والدماء التي سالت ، عدل من وضع الخنجر ، انها رحاب تلك المتمردة الجميلة ، انها تتجلي لي ن خلال هذا الخنجر ، تتعمق صورا في داخلي ، كلما احس بالخنجر اشك في انني اصبحت طوطميا ، تري هل كانت محقة حين اشترته لي ؟
    ـ ،، الخنجر معاك ؟ ،،
    ـ ،، خليتو في الداخلية ،،
    ـ ،، ليه يعني ؟ ، تقيل ؟ ، ما بتقدر تشيلو معاك ؟ ،،
    ـ ،، رحاب ،ما ضروري كل يوم الواحد يشيل معاهو خنجر ، يعني بس .... ،،
    ـ ،، بطل التنظير الكثير و حقو ترجع لداخلية تجيبو ،،
    ـ،، رحاب ، ما ضروري ،،
    ـ ،، شنو الماضروري ، ممكن تحصل اي كعة ،،
    ـ ،، نحن وين؟ ، في تكساس ؟ ،،
    ـ ،، في تكساس ، في الفسطاط ، المهم لازم تكون مسلح ،،
    ـ ، رحاب ، انتي ايفة علي ؟ ،،
    ـ ،، عليك الله بطل الرومانسية بتاعتك دي وارجع الداخلية ،،
    ـ ،، انت مدياني فرصة اكون رومانسي ؟ ،،
    ـ ،، يا ود خليك قدر الموقف ،،
    ـ ،، طيب ، القاك وين ؟ ،،
    ـ ،، في الكافتيريا ، طبعا ،،
    لا ادري كيف اصبح الخنجر مألوفا لدي ؟ ، رحاب لديها القدرة علي جعل كل الاشياء تبدو اليفة و منسجمة ، حتي السلاح ، قدرة متميزة في التعامل مع الاشياء ، كل الاشياء ، انا مصر علي انها تستطيع ان تكون مركزا لكل الكون ، يبدو انني اعطيها مميزات خارقة ، طبعا انه الحب ، الحب يفعل العجائب .
    صفارة طويلة ، ركض مسرعا نحو القطار .
    ..........
    الغبشه
    .........
    تناثر الركاب علي الارض ، رمال ناعمة و مغرية للنوم خاصة ان كثرة الامطار في المحطات القادمة اوقفت القطار.
    ـ ،، اطعن بي هنا ،،
    تجمع بعضهم يلعبون ـ الضالة ـ
    ،، خلي يطعن هنا وانت اطعن هناك ،،
    ـ ،،انت راجل راك ، هنا ،،
    و جاءت صرخة جميلة
    ـ ،، ايــوه الشاي
    الشاي السخن يا ،،
    وتحول الصوت الي غناء مبحوح
    ـ،، الشاي جميل
    هبهانو تقيل
    و مويتو من النيل ،،
    و دوت صفارة القطار فاهتزت جوانب بائع الشاي و بصق ـ السفه ـ بعد ان وضع براده علي الارض
    ـ،، الله يلعنك يا الشؤم ،،
    داعبه احد الركاب و هو يركض ـ ،، معليش يا عمو المره الجايه ،،
    ..........
    الدرجة الثانية الممتازة
    .........................
    كانت هناك علي الممر الذي هو فيه يدان تعبثان بنهدين لم يتذوقا اللمس بعد ، وتضايقت الصبية و قالت بصوت احتواه الأنين ـ ،، يمه ، يمه ، القاعد معاك فوق الكرتونه منو ؟ ،،
    ـ ،، يا مني مالك ؟ ،، ، ردت الوالدة التي كانت قرب التوليت
    ـ ،، الحته دي ضيقة يمه ،، ـ قالت مني و الأنين لا زال في صوتها ، قام صاحب اليدين العابثتين من شنطته التي شاركته فيها الصبية الجلوس و قال بصوت مرتبك ـ ،، طيب ، ارتاحي كويس ،،
    ـ ،، لا ، لا ،، قالت مني بغضب .
    و من بعد بعيد قالت والدة مني ـ ،، يامني مالك يابت ، يا حماد ، شوف اختك مالا ،،
    ـ ،، اقعدي خلاص ،، قال صاحب اليدين العابثتين وانفجرت مني ـ ،، ما تتكلم معاي يا وسخ يا صعلوك ،،
    وتدخل حماد بعد ان فهم من عيون اخته ما الذي حدث و صفع صاحب اليدين العابثتين واشتبكا حتي ان المسافة الضيقة في الممر صارت اوسع علي بقية الركاب ،عاد هو من افكاره المتشعبة ليراقب الموقف الذي يحدث الان ، صرخة حادة من احد المشتبكين وارتطم جسمه بارضية الممر بينما وقف حماد و في يده سكين تسيل منها الدماء ، تلتخطت ارضية الممر بالدماء وتجمهر الركاب واحس هو بالغثيان والدوار ،انتابته رغبة عنيفة للانفلات من هذا المكان ، تجمدت افكاره علي شئ واحد هو الخنجر ، تحسسه جيدا ، اخرجه من مكانه ، الاشتباكات امام صناديق الاقتراع ، السكين في يد حماد ، عصي من السيخ ، عيون رحاب المتمردة ،الخنجر في يده ، شعارات انتخابات الجامعة ، الدماء علي الممر ، القطار يبطئ السرعة ، الخنجر في يده ، اخرج رأسه من الشباك ، بدأت ملامح المحطة تبدو ، الغثيان ، الدوار ، ضجة الركاب ، الدماء علي الممر ، القطار يبطئ السرعة ، شعارات الانتخابات ، ضحكة رحاب الساخرة ، الخنجر في يده ، رأسه يطل من الشباك ، الرمال بدأت تنمو عليها الخضرة ، صبية و اطفال يركضون ، يسألون القطار خبزا ، غثيان ، دوار ، قذف بالخنجر ، انغرز علي الرمال التي بدأت الخضرة تنمو عليها ، تسابق الاطفال نحو الخنجر يحسبونه خبزا واستطاعت صبية ان تفوز به لكبر سنها ولخفتها ، اخذت الخنجر واتجهت نحو القرية و هي تصرخ ـ
    ,, يـمه ، يـمه
    البشاره
    البشاره
    يـمه
    البشاره ،،
    وابتسم هو من خلال دموعه .





                  

05-09-2005, 11:31 PM

almohndis
<aalmohndis
تاريخ التسجيل: 05-05-2002
مجموع المشاركات: 2663

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عالم يحي فضل الله القصصي - دراسة في تشكيل الفضاء السردي! - قصة تداخلات نموذجا - معاوية البل (Re: almohndis)

    البنية السطحية المتجلية – البنية العميقة المضمرة:‏وطبعا لا يغيب عن بال هذه المقاربة النقدية التي تعتمد علي حركة التفكيك وإعادة ‏بناء النص، لا يغيب الفهم السطحي والقريب لذهن القارئ المسربل بالأيدلوجي ‏الجاهز. اعتماده علي فهم البنية السطحية الظاهرة للنص وهي التي تؤشر الي الفهم ‏الذي يضع الرجل والمرأة في تناقض واضح.‏
    والبنية الظاهرة لهذه الدلالة السطحية يمكن الإمساك بها في بساطة حيث أن كل ‏الإناث معتدي عليهن من قبل قوي أخري . ذكور في الغالب وذلك واضح وجلي ‏ومعطي:‏
    ‏* العجوز معتدي عليها بسقوط الشنطة الحديدية علي رأسها.‏
    ‏* رحاب معتدي عليها من قبل قوي سياسية مناوئة لجماعتها.‏
    ‏* ومني معتدي علي جسدها البكر الطرئ.‏
    ‏* وتظل الصبية التي التقطت الخنجر دلالة علي أنها سوف تدافع عن نفسها عندما ‏يعتدي عليها.‏
    أنها الكتابة الإبداعية عندما تتفجر بعد احتقان. تكون ذات مستويين . مستوي سطحي ‏وغالبا ما ينطق بما تريده الأفكار والأطروحات الجاهزة. ومستوي عميق وخفي ‏ومسكوت عنه تجعله القراءة التفكيكية مضاءاً وتخرجه من كهوفه السرية. وينطق ‏النص برؤيا الكاتب للعالم. باعتباره تعبيرا عن الوعي الجمعي في حالة انهزام وتفتت ‏وخوف من الدمار مستقبلاً . وهذا ما يجعل تلك الابتسامة التي جاءت بين الدموع ‏ليست تفاؤلا ساذجاً أو استبشاراً للخير والمعاني السامية الأخرى كما في البنية ‏المتجلية والظاهرة. بل أنها ابتسامة خبيثة وتشي بعبثية وجود الإنسان في عالم يقترح ‏العنف بديلاً للسلام والحوار والتقدم. وهذا ما نطقت به البنية المضمرة بعد إضاءتها . ‏وما الأنثى إلا معادل آخر لحركة الحياة والتاريخ التي تحاصر الإنسان المهزوم ‏والمستلب. لاحظ الإشارة التي وردت في النص علي لسان البطل الراوي وهو ‏يطالع اتفاقية 1899 م كما جاءت في كتاب ((تقويم السودان لعام 1945م)) للريح ‏عيدروس.‏
                  

05-10-2005, 11:04 PM

mutwakil toum

تاريخ التسجيل: 09-08-2003
مجموع المشاركات: 2327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عالم يحي فضل الله القصصي - دراسة في تشكيل الفضاء السردي! - قصة تداخلات نموذجا - معاوية البل (Re: almohndis)

    up
                  

05-11-2005, 03:35 AM

almohndis
<aalmohndis
تاريخ التسجيل: 05-05-2002
مجموع المشاركات: 2663

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عالم يحي فضل الله القصصي - دراسة في تشكيل الفضاء السردي! - قصة تداخلات نموذجا - معاوية البل (Re: almohndis)

    ‏* الراوي – البطل – الكاتب:
    ‏ أن نص ((تداخلات)) من النصوص التي تعتمد علي تقنية سردية تقوم علي ‏أساس التطابق بين الراوي والبطل. والذي هو الشخصية الرئيسية في النص. ويكون ‏هذا التطابق خفيا في أغلب الأحيان بحيث لا يمكنك أن تفصل أحدهما من الآخر. ‏وهذا التطابق الخفي يمكن الكاتب من بناء عالم تخيلي غني ومعقد وغزير بالتفاصيل ‏والحوافز اللغوية. حيث تأتي الكتابة بصيغة الغائب ((هو)) في حالة الراوي الذي ‏يروي في زمن النص الحاضر. ويلتقط البطل ضبط الحكي عندما يسترجع الماضي ‏وتأتي الكتابة هنا بصيغة((الأنا)) ويتم التداخل بينهما بسلاسة ودقة مما يجعل القصة ‏بمجملها بنية متماسكة. تقول قولها ظاهريا وتخبئ وعيا خفيا آخر.‏
    لاحظ الصياغة الأسلوبية ‏‎))‎‏ لا زال الخنجر في مكانه ، ربما لانه من رحاب ، ‏البحث عن طوطم متعلق بها ، سفر‎ ‎اجباري ، هي الي بورتسودان وانا الي ‏الابيض وبين شرق و غرب انهزم الزمن العاطفي‎ ‎امام الزمن السياسي ، لم يبق ‏الا التفلسف ، الجامعة تقفل أبوابها ولأجل غير مسمي ،‏‎ ‎اخذ نفسا عميقا ، جلس ، ‏تفحص إرجاء المحطة‏‎((‎‏.‏
    لاحظ التطابق الخفي الذي يولده التركيب اللغوي : ((،‎ ‎عدل من وضع الخنجر، انها ‏رحاب تلك المتمردة الجميلة، انها تتجلي لي ن خلال هذا‎ ‎الخنجر ، تتعمق صورا ‏في داخلي.. الخ)).‏
    إن الراوي – البصل في نص((تداخلات)) ومن خلفه الكاتب .برغم من سيطرته ‏الشاملة لكل فضاء النص السردي. إلا أنه. ديمقراطي لحد بعيد. حيث يترك لكل ‏الشخصيات القصصية حرية أن تقول قولها وبلغتها وأن تفعل فعلها من دون تدخل ‏فتنمو الشخصيات وتتكثف بناء علي نمطها وضع ملامحها الاجتماعية التي تنتمي ‏إليها. وهكذا تتمايز الشخوص في بنية السرد وتطور معها الأحداث كل من موقعه. ‏وقد استفاد الكاتب يحي فضل الله من تجربته المسرحية إلي أقصي حد ممكن في بناء ‏شخوص هذه القصة.‏
    ويظل الراوي – البطل ومن خلفه الكاتب وكأنه شاهد محايد علي كل الأحداث ‏ومراقب لها. وفي هذا النمط من القص يتوسل السرد تقنيات تهدف قتل مفهوم البطل. ‏الذي ينزاح من موقعه لتركه للشخصيات الأخرى . حيث أنه ليس محوراً للأفعال ‏وبؤرة للأحداث والدلالات. أو هذا ما يحاول أن يوهمنا به النص.‏
    وضمن كل ما سبق جعلنا نؤكد أن هذا النص تتأسس دلالته الكلية علي التساؤل ‏والكشف وخارجه عن المفاهيم الجاهزة . وعندما نأتي لنتتبع سيرة البطل- الراوي. ‏نجد طالبا جامعيا يقرا الشعر ويقرضه طبعا ومنحاز للسلام والتعدد ونابذا للعنف. ‏وعاشق متيم وباحث في علم التاريخ . وهو رقيق الطبع ورومانسي ثوري كما ‏وصفته رحاب التي لها عليه تأثير عاطفي وفكري كبير. وحرضته علي العنف ‏فاستسلم لتحرضها وهو خانع. وبقي مستسلماً ومتفرجا علي الأحداث والصراعات ‏والمشاجرات التي حدثت داخل العربة والتي وصلت ذروتها حد القتل وانسكاب ‏الدماء، وكان رد فعله هو الغثيان وكان يبرر سلبيته وضعفه تجاه العالم الخارجي ‏المتعسف بكثير من المقولات والمفاهيم المجردة، كالواقعية مرة والحب مرة أخري.‏
    ‏((اختنق مثلهم بضوضاء المحطة و لم يقل شيئا لمن داس علي اصابع رجليه‎ ‎بنعلين ثقيلين ، كان واقعيا ، ليس هناك مفر من ان تكون رجلاه جزء لا يتجزء ‏من ارضية‎ ‎ممر الدرجة الثانية الممتازة...))‏
    هكذا تتجلي بنية الراوي – البطل حيث انه يظهر كشاهد ممزق ومأساوي حد العبث ‏والعدمية. غائب في بلبلة الرؤية وانقسامها في هذا العالم الذي فقد توازنه بعنف. ‏
                  

05-12-2005, 00:21 AM

almohndis
<aalmohndis
تاريخ التسجيل: 05-05-2002
مجموع المشاركات: 2663

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عالم يحي فضل الله القصصي - دراسة في تشكيل الفضاء السردي! - قصة تداخلات نموذجا - معاوية البل (Re: almohndis)

    فضاء اللغة:‏
    ‏ لغة القصة ليست خارجها وأنها ليست أداة توصيل، انما أنتاج، أنها النسيج الداخلي ‏الذي يتحدد بجميع العناصر الأخرى ويحددها في آن . ولغة النص ((تداخلات)) هي ‏البنية الأكثر إلحاحاً في البناء القصصي بأسره حيث أنها نسجت العلاقة بين السرد ‏والحوار والعلاقة بين التداعي الذاتي والتعدد الحكائي. ‏
    حيث لجأ الكاتب المبدع إلي اللغة الفصحى استخدمها علي مستوي اللغة التقريرية ‏ووظفت للسرد والوصف . ومستوي الغة الشعرية التي استخدمت لتكثيف المواقف ‏الوجدانية داخل النص:‏
    نموذج((التقت عينان لاحت فيهما معالم مدينة يتناثر فيها‎ ‎الخلق من احياء ‏يصطخبون واموات يمشون عليها من زمن يأتي و لا يأتي، مدينة تغلغلت‎ ‎فيها ‏مدارات الانتباه المزمن وارتحالات القلق المميت)).‏
    كذلك استخدام اللغة العامية المغربلة بعناية . في الحوار وقد تعددت مستويات اللغة ‏العامية نفسها بحيث أن فئة اجتماعية ثقافية معينة لها عاميتها ومحكيها داخل النص ‏وقد استفاد القاص يحي فضل الله غاية الاستفادة من تجربته المسرحية في انتاج ‏الشخوص بلغاتها المتميزة كل وحسب نمطه الاجتماعي والثقافي ، حيث أنتجها بحب ‏وود كبيرين حتي الطفيليين . نماذج:‏
    لغة المرأة العجوز‎:‎‏(( ‏‎ ‎الله يلعن سفر الزمن ده ويلعن ناس الزمن ده- احسن‎ ‎تمسك ‏شنطتك عليك وتمسك لسانك كمان ، عندك نفس تقول لي حبوبه والله مساخر))‏
    لغة طلاب الجامعة مثال رحاب والبطل – الروي:‏
    ‏((,, انا افتكر ده اعتراض علي الزينة عند المرأة ،،‎
    ـ‎ ,, ‎لا ، ده اصرار علي الزينة ، لكن ياتو زينة ، اسمحي لي اسميها الزينة ‏التلقائية مش‎ ‎الارتفشيل ،،‎
    ـ ,, يعني هسه انت معترض علي المنكير العاملة انا ؟‎ ,,
    ـ‎ ,, ‎معترض شنو ؟ انا منحاز لي اللون ده بالذات‎ (‎‏)‏
    ‏* خاتمة:‏
    أن القصة القصيرة تتميز أساساً بأنها لا تستطيع إلا أن تختار لحظة أساسية في حياة ‏إنسان يتحول ((داخليا وخارجيا)) تحولا عميقا عمق الإنسان المتوتر. عنيف الصراع ‏كما هو الحال في إنسان عصرنا ويستطيع الفنان المبدع أن يصل إلي هذا اللحظة ‏عندما يمتلك المعرفة العميقة بالقوانين التي تحرك الصراع – الوجدانية والفكرية – ‏وهذه اللحظة عندما يمتلك المعرفة العميقة بالقوانين التي تحرك الصراع – الوجدانية ‏والفكرية – وهذه اللحظة الحاسمة هي الغنية التي تنتج القصة القصيرة وتميزها عن ‏الشعر بقدراتها علي الوصول الي الموضوعي مباشرة دون الوقوف داخل دائرة ‏الروية الذاتية . وهذا ما جعل الدكتور شكري عياد يقول في معرض حديثه عن أدباء ‏فرنسا واروبا (( قد وجدوا القصة القصيرة أصدق تعبيرا عن العزلة الاجتماعية ‏والشعور بالأزمة . وهكذا كانت القصة القصيرة تعبيرا عن البرجوازية المأزومة . ‏بقدر ما كانت الرواية تعبيرا عن البرجوازية الصاعدة))‏4
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de