|
Re: وفيات الحوامل في السودان من أعلى المعدلات في العالم (Re: nada ali)
|
الأخت سلوى صيام و المتداخلين.
من المفارقات حقيقة المؤلمة أن ساسة بلادنا و نخبها لا زالوا يختلفون حول توزيع نسب المشاركة في السلطة. مثل هذه القضية (إرتفاع وفيات النساء الحوامل)هي واحدة من القضايا الحية التي تغض مضاجع أبناء شعبنا و تفزعهم و تقف عندها برامج الأحزاب السياسية صامتة و إن لم تصمت كان كلاما من نوع ذلك الذي يزين البرامج التي لا يحاسب أحد سياسيه على إنجازها أم لا. عندما كنت في السودان خلال الربع الأخير من العام الماضي صدمت بالأرقام المخيفة للوفيات من مرض السرطان، تقابلت و صديق كان أيضا عائدا من الخارج و ذكر لي بإنه خلال غياب له فقط لثلاثة سنوات توفى 19 شخصا من عائلتهم بمرض السرطان. أرقام مخيفة للمرضى و الموتى بالفشل الكلوي. تدني مريع لمفاهيم صحة البيئة و ال(hygiene)، مياه الشرب غير صحية و غير نظيفة و ملوثة الحياة العامة وسخة و قذرة و بيئة خصبة للأمراض. صديقي طبيب كنت أتجول معه في الخرطوم ذكر لي بأن مياه الشرب التي تباع في مواقف المواصلات بالطريقة غير العلمية دي سبب أساسي في إنتشار مرض إلتهاب الكبد الوبائي، لا شك من يبيعها تنعدم لديه فرص العيش الكريم و هو ممنون على إنه لم يختر الإجرام و سيلة لكسب العيش، لكن أيضا هو سبب في نشر هذا الوباء هكذا هي المعادلة و من هنا يبدأ علاجها. أن يقول أحد المتداخلين بأن السلطة الحاكمة تتحمل مسئولية ذلك فذلك تحجيم للمشكلة و بداية خاطئة لمعالجتها، بلا أدنى شك لها سهمها، لكن ماذا فعلت أنت و منظومتك السياسية لقضية هامة كصحة البيئة، الخفاض الفرعوني، و محو الأمية، لتكن نزيها لا بد من أن يكون الحديث علميا و دقيقا.
أنا أتوقع أن يتراص المستنيرين في المنتدى العام هنا لتشكيل الجمعيات الطوعية لمحاربة السرطان، و الفشل الكلوي، و محاربة ختان الإناث، و قبل الذلك كله التنوير بضرورة الحياة العلمية المتمدنة و الصحية. فلربما غقتنع المثقف السوداني بأن هكذا قضايا يمكن أن تخدم دون الحاجة إلى إعتلاء السلطة و من خلال العمل الطوعي المستنير
شكرا جزيلا
مرتضى جعفر
|
|
|
|
|
|
|
|
|