|
|
 الجبهة الخامسة
|
الجبهة الخامسة
لماذا يتجنب الانسان الحروب؟ و ما هو اسؤا ما تأتي به الحرب؟ انها اسئلة جادة حقاُ و عنما يصل قاري هذا المقال للمقذي سوف ينتابه الضحك.بينما تبكي اسرا سنينا.
فأسؤا ما تأتي به الحرب هو الموت, فما ان نسمع عن جبهة قتال جديدة حتي نسمع او ربما لا نسمع بمن فقدوا ارواحهم النفيسة. ثم نسمع بقيام و جلوس الامم المتحدة و جميع دول العالم اجمعه للوصول لحل الازمة الانسانية. و من ثم تتحول المشكلة للدول الاجنبية من مشكلة الذين فقدوا اروحهم الي مشكلة (الكيال يملي شبكته), و الي مصالح سياسية , ناسيك عن لب الموضوع( الذين يفقدون ارواحهم).فبما اننا نتحدث عن الموت , فهناك جبهة غير دارفور و جبال النوبة و الجنوب و الشرق, قد ماتت فيها اعدادا هائلة من الشعب السوداني, تبكي عليهم الاسر في فقد اباهم الذين هم مصدر رزقهم الوحيد, مات فيها اخوهم الكبير و الصغير. مات فيها العريس و العروس الذين لم تلشي الحناء من ايديهم و ارجلهم , مات فيها الفنان الذي اطرب الشعب بأغاني الحب و السيرة, مات فيها العامل البسيط الذي ذهب لحل مشكلة قوت اهله. ثم الطبيب الذي كان ذاهبا لاهله للاحتقال بتخريجه. و المهندس .
حتي الان لم اري سودانيا من لم يعرف من مات في هذه الجبهة.هي (شارع مدني الخرطوم)الجبهة الخامسة التي مات فيها غالبية موتانا و استمرار فقد الارواح فيها لعشرات السنين.فما ان يأتي اسم هذا الطريق حتي يتبيًن بذهني رخص المواطن السوداني و عدم اهميته. و عدم اكتراث الحكومات السودانية لحفظ ارواح مواطنيها.
عندما كنت في ابتدائيات المدارس , درست وصية الرسول(ص) عن رفع الاذي عن الطريق كنت اظن ان الناس يتعلمون ذلك للتطبع وليس فقط من اجل الحفظ و التسميع فالنسيان. للاسف الشديد نحن اليوم نتعلم فقط مما اتي به الغرب من تقدم و حضاره و لا يعجبنا شي ألا بعد ان نراه تطبقه الدول الاخري , بينما التقدم و الحضارة و حقوق الانسان و قيمته في عقر دارنا. فكم من ضحايا لهذا الطريق يدركهم الحكام و ليس هناك اي جهة تتحمل مسؤلية موتهم. وحتي من يعتبر نفسه مسؤلا فقد يجد حلا لفترة مؤقتة قد تستمر لاسبوعا أو اثنين حتي يموت عشرات اخر من الشعب. فكل السودانيين الموجودين بالخارج يشعرون بالغيرة الشديدة ما أن راؤا نظاما أو اهتمام الدول لمواطنها و حرصهم لحياة المواطن و تسهيل سبل الحياة له. و انا تذداد غيرتي يوما بعد يوما حتي تحوًلت لاحلام كبيرة تنتابني في منامي و يقظتي. و احد احلامي هو ان اسمع لحل دائما للمواطن السوداني من كوارث ذلك الطريق و سلامته في المواصلات العامة. و كما امر الله تعالي لضرب الامثال فأن مثالي هو في استراليا. فمن شاءت به الظروف ووجد باستراليا و قد صادف حادث حركة مهما كان حجمه , حتما سيري خلال الخمس دقائق القادمة بأن الشارع مكتظا بسيارات شرطة النجدة و الاسعاف و سيارات الاطفاء و سيارات السحب و ليس هذا هو المدهش في الامر و لكن ما يدهش حقا هو ما يلي ذلك الحادث والبحث عن الجهة المسئولة في ارتكاب الحادث , و التحريات في ما اذا كان هنالك ما يكفي من اللافتات التنبيهية للسائق و هل هي في مكانها الصحيح.ما هو السبب لهذا الحادث هل هو عدم صلاحية الطريق, وهنالك من هو مسئول عنه.هل هنالك سرعة قانونية لهذا الطريق و هل ان كانت توجد لافتة تنبيه له. هل يوجد كونترول لسرعة الطائشين متل توفير الرادارات للسرعة حتي لا تذهب روح برئ بسبب اهمال سائق اخر. هل توجد اجهزة كشف السائقين المخموريين و القانون الرادع لهم؟ هل اخذ صاحب الرخصة رخصته بعد اثبات مهارته في القيادة؟ .فكم انا اتمني أن اري كل ذلك في بلادنا يوما ما.و للاسف الشديد يعلم كل مسئول في السودان علما تاما بخطورة هذا الطريق علي الشعب السوداني .وحتما ضخامة المشاكل التي تحاصر البلاد تجعل المسئول و القارئ ينظر بقلة في هذا الشأن. و كل طريق سواء أن كان في وسط البلاد,شرقها ,غربها أو جنوبها معرًض للقدم يوما بعد يوم و كل مواطنا معرض للموت فيه. يقول المثل ( الجمرة بتحرق الواطيها) , فلن يحس اي مسئول بنار تلك الجمرة حتي يذوق حرارتها. و حشاءالله الجميع. فالحمد لله انني لم اطوطأها مباشرة و لكن كل من مات في ذلك الطريق قد كان لي ابا و اخا و ووالدة و اختا.و بما انه النحت علي الحجر و قد ازدادت صلابته, الا و انا اوصيكم التوصية لمن اراد سلك ذلك الطريق , خاصة سائق العربة.
اباذر عبدالله
استراليا
[email protected]
|
|
 
|
|
|
|
اباذر عبدالله
Abureesh
معتز تروتسكى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست