|
Re: الى محمد النعمان (Re: munswor almophtah)
|
سلام يا منصور
أعتذر يا عزيزي عن هذا التأويل الذي لم يكن لي منه بد ، فالسياق واللغة قد دفعا بي دفعاً إليه. وأغبط نفسي الآن على أنني فقط "ارتبكت" أمام البوست ولم أزعم فهماً وثوقياً جازماً له. وبذلك فقد تركت الباب موارباً لإيضاحاتك هذه. صحيح أن مواقع النظر إلى الظواهر والبنيات تختلف وتتباين بل تتصارع وتتنافى ، إلا أن اللغة ( بما أنجزته لغاية الآن من وضوح مفاهيمي) هي الوسط الحيوي الذي لا يقتصر على توفير فضاء للإختلاف وحسب ولكنه يعطي الإختلاف القدرة على إدارة حوار أيضاً. وبما أن الأمر كذلك ، فإن أقرب الطرق ، منطقاً ، إلى ايجاد أرضية مشتركة لمثل ذلك الحوار هو الركون إلى تاريخ اللغة الموضوعي والإستناد عليه وذلك بعيداً عن ذلك الشطح "الجميل" الذي نمارسه انا وأنت داخل لغة تحاول ألا "ترعى بقيدها" أغلب الأحيان ولذلك قد ننتهي أحياناً إلى تأويلات فاسدة. إن كل "كلمة" نكتبها يدعمها ، في واقع الأمر ، تاريخ سياقي سابق لكتابتها. هذا السياق المعرفي المفاهيمي هو الذي يتيح لنا قدرة أن "نفهم" ما يقوله أحدنا للآخر. هذه هي الضرورة التي أوصلتني إلى تلك القراءة "الجانحة." على كلٍّ ، لا عليك ياسيدي. وأرجو صادقاً أن تتوقف عند ما كتبته أنا حين أشرت إلى التشريف الذي منحني أياه هذا البوست ، ففي تلك الإشارة تجد إمتناني وإنفتاحي المسبق على إحتمال حضور معانٍ أخرى لم أتردد في الإحتفاء بها. كما وقد قرأت لك مداخلات متعددة تحتفي كلها بكتاباتي وتقرظها ولم يتسن لي أن أشكرك عليها جميعاً وها أنذا أنتهز السانحة لأعبر لك عن صادق شكري الجزيل. وأرجو - من جهة أخرى - أن تتقبل والأسرة خالص عزائي في فقدكم الكبير. حين زارني عبدالوهاب أحمد هاشم وأحمد الحضري وآخرين من مثقفي المدينة الشباب ، فور وصولي إلى الأبيض ، سألتهم بلهفة واضحة عن المرضي وأرباب موسى وقد صعقني عبد الوهاب حين أعلمني بوفاة مرضي قبل شهر أو نحوه من ذلك التاريخ. أما الأرباب فقد زارني لاحقاً بمعية الزين بانقا وآخرين وقد رأيت أن قلب الرجل ما زال كبيراً كشأنه دائماً. وحتى لا نشغل زوار هذا البوست بخاصّ أمورنا أرجو أن تراسلني على الأيميل[email protected] ولك مني كل الود وفائق الإحترام.
نعمان
|
|
|
|
|
|
|
|
|