|
رشــــوة حميدة ، فاكثروا منها
|
حكومة الإنقاذ والحركة الشعبية توافقان على إشراك كل القوى السياسية في لجنة الدستور . لماذا ؟ هكذا دونما هدف ؟ هل هي رشوة ؟ أم أنها بداية توجه خيّر تنتهجه الحكومة في مستقبل الأيام ؟
في فترات سابقة رفضت الحكومة أن تتنازل عن أي شئ ، ورفضت إشراك الناس في أي شئ . وفي ظلّ هذا الاحتكار قامت مفاهيم جديدة تحدثت عيانا بيانا عن ضرورة تقسيم السلطة والثروة . وعندما جاء التقسيم ، لم يكن عادلا ، فانطلقت جهات ، وأقوام شتّى يطالبون بحقوقهم ، لكنّ الحكومة قابلت ذلك بصلف جرّ عليها ويلات لا قبل لها بها ، فجاءتها عصا المجتمع الدولي ، وارتفعت فوق رأسها ، تهددها بالسقوط فوقه في أي لحظة ،،،، الآن لن تنفع الحكومة قوتها التي ظلت تهدد بها شعبها ، ولن تنفعها شعاراتها ، أو هتافاتها ... المشكلة السياسية في السودان عميقة ، لكنها تكون ممكنة الحلّ فقط : لو أن ّ النظام ركل خلفه مسألة إقصاء الآخر . لو أن النظام أعطى الناس حقوقهم . لو أن النظام أتاح للناس حريتهم التي ينشدون . لو أن النظام ترك للناس أن يختاروا من يحكمهم . لو أن النظام حكم بين الناس بالعدل . ووزع بينهم بالعدل ، أو ظلمهم بالعدل . كثيرون نصحوا حكأمنا بأن يعدلوا ، وأن يهتموا بالشأن القومي ، وأن يبتعدوا عن الأحادية ، وأن لا يلجأوا للحلول الثنائية أو المؤقتة ،،، كثيرون طلبوا من حكّامنا أن لا يستعدوا الناس ، وأن يهتموا بمسألة حقوق الإنسان ، ، وأن يزيحوا عن كاهل الناس أعباء ثقيلة أرهقتهم ، وكبّلتهم ،،، لكنّ الحكومة لا تنتصح ، ولا تستجيب ، ولا تستمع إلا إلى نفسها ... غالبية القوى السياسية سترحب بإشراكها في لجنة الدستور ... وغالبيتها ستنظر إلى الأمر وكأنه انفراج ، وأنه مدخل إلى مرحلة جديدة . ومن المؤكد أنّ هناك من يتشكك ... من وجهة نظري أرى أن في الأمر رشوة ، وهي رشوة أملتها الضغوط الدولية ، ومحاولة الحصول على إجماع وطني في مواجهة ما يمكن أن يحدث ،،، لكنّها رشوة حميدة ، وليت الحكومة تكثر من مثل هذه الرشاوى ، فهي تنازل لمصلحة الوطن ، ولمصلحة شعب السودان ، وكل تنازل من أجل الوطن والشعب سيجد منّا تقديرا كبيرا ... وحقيقة الأمر أنّ الحلّ يكمن في مجموعة تنازلات ، فهلّا نظرت الحكومة في ما احتكرته لنفسها ، وعمدت إلى توزيعه على الآخرين لنبلغ حلّا ينقذ البلاد مما هي مقبلة عليه ؟؟؟
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: رشــــوة حميدة ، فاكثروا منها (Re: ودقاسم)
|
أخى ود قاسم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لك تحياتى وتقديرى وأنت تثابر على طرح هذه المواضيع القيمة والعميقة فى دلالاتها. أخى العزيز أدعوك والإخوة الجادين فى نقاش الشأن السودانى بعقلانية وهدوء بعيدا عن المهاترات لفتح بوست بعنوان ثابت كبوست تواصل خريجى الجامعات الهندية أو بوست الترحيب بعبدالله بولا ويبدأ من له موضوع هادف عن مستقبل السودان طرحه ثم يناقشه من له إسهام مثمر ومن يسر الله لهم فى النقاش, ثم يتوالى طرح المواضيع. كما يمكن أن نطلب من الأخ بكرى أن يفتح مكتبة باسم هذا الموضوع وأنا على إستعداد لدفع تكلفتها. وهذا سوف يوجد للمواضيع الجادة فى الشأن السودانى مكانا يقصده الجادون, وفى نفس الوقت يقى المواضيع الجادة من أن تهوى للصفحات الخلفية بفعل ضخ مواضيع مقصودة أو عفوية.
___________________________________________________________________ أما عن موضوع إشراك المعارضة السودانية والذى جادت به الجبهة الآن فهو طوق نجاة وهذا يحدث كثيرا للمخلوقات فى وقت الزنقة. فقد حدث لفرعون وهو بين فكى الماء وقاب قوسين أو أدنى من الإفتراس الإنتقامى ولم يقبل منه. وحدثنا القرآن كثيرا ن أولئك الذين يطلبون الرجوع الى الدنيا ليعملوا غير الذى كانوا يعملون من شر. أما فى هذه الحالة فيذكرنى هذا بحال الضب فماإن تزنقه حتى يرمى لك بذنبه كرشوة أو شئ يلهيك به عن مطاردته, وفى هذه الحالة فإن ضب الجبهة يرمى ذنبه وهو فى حالة ترقب لمن يلتقطه وهو يعرف أنه مسموم بسم يجلب الإنقسام والتفتت لمن يتعاطاه, فما أراه هو أن تطلب المعارضة منه إلتقاط ذنبه والإصرار على المؤتمر الدستورى كما تراه المعارضة ومن هنا يتم التفاوض مابين ذنب الضب أو لجنة الدستور ورؤية المعارضة وهى المؤتمر الدستورى على أن تقودهم المرونة الى نقطة ترضى الشعب السودانى وتعيد له حريته المسلوبة. لك الشكر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رشــــوة حميدة ، فاكثروا منها (Re: Balla Musa)
|
الأخ بلة موسى لك التحية والشكر لك على اهتمامك ، ونظريتي طوق النجاة وذنب الضب صحيحتين وتنطبقان على حالة الجبهة الإسلامية ،، لكنّ الجبهة لا يكفيها طوق نجاة واحد ،، هي مطالبة بالعديد من أطواق النجاة ، ومطالبة ببتر ذنبها آلاف المرات ، ومطالبة بالتنازل عن كلّ حق صادرته من أهل السودان منذ تاريخ إنقلابها ،، وهي إن لم تفعل فستفقد كلّ شئ ،، وغالبية أهل السودان يسعون إلى حل المسألة السياسية سلميا ، وعلى الجبهة أن تعي أن هذا التوجه العارم من الغالبية العظمى هو طوق النجاة الأكبر ، لكنه ليس طوقا سهلا ، إنما هو طوق له مهره ، وله ثمنه ،، والثمن هو تنازل الجبهة عن كل امتيازات ليست لها ، وعن كل سلطة ليست لها ، وعن كل ثروة ليست لها ،،، وعلى الجبهة أن تعي أن الناس قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ..
أؤيد دعوتك للأخ بكري بأن يثبّت المواضيع التي تتطرق للشأن الوطني ، خاصة إذا كانت مرتبطة بأمر ماثل أمام أعيننا ، كقرارات مجلس الأمن ، واتفاقيات السلام ، والتمهيد ليقام الحكومة القومية ، وغيرها من المواضيع الساخنة ..
| |
|
|
|
|
|
|
|