|
تحليل ومناقشة قرار مجلس الامن الدولي.
|
لقد تابعنا جميعاً صدور قرار مجلس الامن الاخير ضد حكومة الخرطوم, ويشمل القرار تقديم و محاكمة بعض رموز النظام القيادية لمحكمة العدل الدولية. ويقف السودانيين بين مؤيد وبين معارض لقرار مجلس الامن ولكن الاغلبية العظمى من الشعب تقف مع القرار وتؤيده لأنها تريد أن ترى رموز النظام الذي أذل الشعب أن تقدم للمحاكمة ولا يهمها أين وكيف سيتم محاكمتهم وكل الذي ترجوه هو القصاص من هولا المجرمين. لكن دعوني أتسأل هنا, أين كانت المجموعة الاوربية طيلة الفترة السابقة ولماذا تركت الولايات المتحدة تتصدى لنظام الجبهة الاسلامية وحدها طيلة الفترة الماضية؟ وهل تملك دول مجلس الامن الوسائل لتطبيق هذا القرار؟ أم سوف تلجاء للعقوبات التي لم تثبت جدواها وفعاليتها حتى الان؟ أم سوف تلجاء دول مجلس الامن لأستخدام القوة العسكرية لأخضاع النظام الحاكم في الخرطوم لتنفيذ القرار؟ وهذا بالطبع مستبعد جداَ في مثل هذا الظروف الدولية.
أنا شخصياً أجد نفسي في أتفاق تام مع الموقف الامريكي الذي كان يريد أن يحاكم رموز النظام بعد أنقضاء فترة الثلاثة أعوام الاولى من الاتفاقية الموقعة بين الحركة الشعبية لتحرير السودان وحكومة الخرطوم بواسطة الحكومة الوطنية المنتخبة, ولقد كانت الحركة الشعبية تميل لذلك الموقف ايضاً, ولكن الاصرار الاوربي خصوصاً بواسطة فرنسا وبريطانيا حليفة الولايات المتحدة, على قرراهم أجبر الولايات المتحدة للتراجع والامتناع عن التصويت. والولايات المتحدة تعلم جيداً أن هذا القرار يريد المتابعة القوية, وأن حكومة الخرطوم لن تقوم بتسليم قياداتها بهذا الشكل فكان يجب تجنب تلك المواجهة على الاقل في الوقت الحالي, وفي وقت يراد من نظام الخرطوم التعاون التام لتنفيذ أتفاقية نيفاشا. الاتفاقية يهدد أهل نظام الخرطوم بعد الالتزام بها في حالة معاقبتهم. ولقد كان من الاجدر للمجتمع الدولي أن يقوم بأرسال قوة عسكرية دولية سريعة لوقف جرائم الحرب الدائرة بدارفور فوراً ثم بعد ذلك أصدار مثل هذا القرار وذلك لأن الجرائم مازلت مستمرة حتى هذا اللحظة.
Deng
|
|
|
|
|
|
|
|
|