|
|
 تنكب مفهوم الوطن عند الطيب مصطفي
|
تنكب مفهوم الوطن عند الطيب مصطفي
في مفتتح مقاله يعترف الطيب مصطفي ب "النموذج العربي
الاسلامي المتحكم"
غير انه لا يري اي بديل لهذا النموذج المتحكم بالتي هي احسن ومن خلال الاعتراف المتبادل بين "اناه" المتحكم و "الآخر" الذي هو موجود وصاحب حق مثله , لا يري اي بديل لانهاء هذا التحكم الا ب: "انتهاء النموذج العربي
الاسلامي المتحكم الآن" و "واعادة بناء السودان ((Restructuring وفق رؤية الحركة
للسودان الجديد " , "عن طريق الاحلال والابدال" .
فالرجل من نظام لا يري الا ذاته وعاش متنقلاً في نعيم وبحبوحة حسبته دائمة , وهو يعلم اكثر من غيره ان الظرف الذي وضعه علي راس الاعلام الذي هو مرآة لشعوب انما ظرفا ظلاميا اقصاعيا دمويا ما يزال تداعياته تعصف لتضع هو نفسه موضعا ضيقا , موضع الاستصراخ والصراخ الاجوف ضد طوفان التغيير الذي اصبح واقعا لا ينكره الا امثاله ممن تعودو علي انكار الحقائق .
لا تري كل الناس كما يري هو الامور بمنظار black or white الناس تبحث ولا تزال عن صيغة تسع الجميع دون هيمنة او تحكم لطرف علي آخر ولكن هذه الصيغة التي تسع الجميع بالتاكيد لا تسع لامثال الطيب مصطفي والا لما كل هذا الصراخ والاستصراخ وكل هذه المقالات التي هي عندي من باب "الروب" وواه معتصماه!! لتوصيف تغير عاصف ستطال الفضاء السياسي السوداني وتحركها الي الاتجاه الموجب المود الي تدشين دولة المؤسسات من خلال تفكيك مفاصل التمركز لآليات الدولة وسلطتها وتعليق في عنق كل انس من انسان الوطن "طائره في عنقه" .
يخلط "خال" الريس , ونستخدم كلمة خال الريس احيانا لقناعتنا بان الموقع الاعلامي الذي كان يتواجد فيه الرجل وما سبقه او اعقبه من مواقع ذو علاقة بهذه المكانة "الخال" اكثر من علاقتها بمؤهل اعلامي او مهني آخر اهلته ووضعته في واجهة الاضواء والافتاء في شئون العباد والبلاد من خلال التنافس الحر الشريف اوتوفر لفرص متكافئة مع غيره من ملايين هذا الوطن المنكوب بامثالهم, ولقناعتنا الشخصية بان هذا الخال انما يلعب دورا مفهوما ومتفهما مع "الابن" والحواريين باعتبارهم "جماعة ضغط" شمالية انفصالية "اي شوفوا احنا برضوا عندنا انفصاليين ذي ما انتوا عندكم يا ناس الجنوب "
تتنكب مفهوم الوطن تنكبا شديدا اذا ما حاولنا تفصيله او تسطيره بناءً علي معتقدات وقراءات وافكار هذا الخال "الطيب مصطفي" الغريبة . فالرجل بعض حريق دارفور وانفجار الشرق وما سبقتهما من انفجارات الازمة الجنوبية الآن فقط وقع الفاس في راس" الوطن" الذي عنده الشمال الذي عنده مصالح اصحاب الهوية العربية الاسلامية بالتحديد اذ حتي اصحاب الهوية الاسلامية غير العربية ما داخلين في وطن الطيب مصطفي "
أختم بالقول إن الأمر جد خطير فهل نستبين النصح أم نظل سادرين فى غينا إلى
أن تحل بنا الطامة الكبرى؟!"
فالوطن في مفهوم هذا الخال ضيق جدا الي درجة الذي لا يتسع حتي لاهل دينه الذي يقول بانه مفضل عنده علي "الوطن" نفسه حينما يسترخص ارواحهم فهو يرفض القرار الاممي الذي يحرم الطيران السوداني من حرق الابرياء المدنيين "المسلمين" الذين باسمهم يستصرخ "فهو كتب :
" فمشروع القرار الأمريكي الجديد ينص على تكوين لجنة للوصاية الكاملة على
السودان من أعضاء مجلس الأمن تجعل أى تحرك للطائرات السودانية فى دارفور
وغير ذلك كثير مشروطاً بموافقة تلك اللجنة!!
ولكن علنا في هذه الحالة حق سواله : اليس الدين الذي فضله علي الوطن اذا كان اسلاما وليس دينا اخر يحرم قتل النفس الذي حرمه الله.
اليس من الاسلام الحفاظ علي ارواح البشر , الا يحرم الاسلام قتل الابرياء وتشريدهم واغتصابهم ام ان اسلام الخال مفصول علي مقاص "الشمال"الذي عناه بعناية ماكرة فضاءاً جغرافيا معينا وعلي مقاص هوية جماعية تريد بناءً علي مفاهيمه (أي الطيب مصطفي) الضيقة تفصيل الدين علي وسعته و جغرافيا الوطن بمليون ميله في ساحة لا تستطيع ان تكون هي الوطن وقد ثبت ذلك عمليا , اذ "ابنه" الذي اتي به الي ضوء القدرة علي الافتاء بامور العباد والبلاد هو الذي وافق علي الاتيان بالجنود الذين يحرسون السلام من امثاله من خارج السودان وهو الذي وافق علي ان يـ" حصل قرنق على كل الجنوب " , ويـ"حصل على ثلث السلطة فى الشمال" ووُضعت قواته فى قلب الخرطوم بكل ما يحمله ذلك من نذر وشر مستطير واحتل موقع النائبالأول لرئيس الجمهورية بسلطات استثنائية تجيز له الإعتراض على قرارات الرئيس وغير ذلك كثير" فقرنق اذاً ليس هابطاً من السماء فجأة وانما جاء بوافقة رئيسك وحوارييه وكل الطاقم المكون للشعب في "وطن" الطيب مصطفي , فلماذا وافقتم اذاً لكي ياتي و
يـ" فرض السودان الجديد على حساب
الهوية العربية الاسلامية لشعب السودان الشمالي"
غريب امر هذا الخال المسلم الشمالي (وطبعا هذه هي هويته الذي تيحدث باسمها) الذي لا مشلكة عنده في ان يقتل الناس وبالجملة في دارفور او في الشرق ولا يرمش له جفن وهو القائل
" الدين اكبر من الوطن فالمسلم يُضحِّى بكل شيئ (بما فى ذلك الوطن) من أجل الدين
إرضاءً لله تعالى كما فعل الرسول (ص) حين خرج من مكة المكرمة وهي أحب البلاد
اليه... "
بينما يهيج ويصرخ ويولول ويهتاج لان قرنق:
" رجل يتهم"
" - القوات الحكومية
وبعض مواطنيه ممن سيكون على قمتهم بأنهم يمارسون التطهير العرقى والإبادة
الجماعية فى دارفور "
فانظروا وتاملوا !
أي خلل والتباس في وعي هذا الرجل وفي بنية مفاهيمه "الوطنية" و"الاسلامية" و"الانسانية ", فاهل غرب السودان حتي بالنزول الي معايير الرجل يشتركون معه في ذات الدين ومع ذلك لم نراه يقدم "الدين" علي "الوطن" ويقف معهم ضد محنة الابادة التي مارستها حكومة "الابن" ولكن هذا الموقف ليس بمستغرب فالرجل علي "دين" ملوكه الفطاحلة الذين تتصدر قوائم جرائمهم الاخبار وتتقدم اخفاقاتهم اجندة المنظمة الاممية من الطبيعي ان يلوّي عنق الحقائق وان يلبّس الحقائق ثوب الكذب ويقدم الاكاذيب في ثوب الحقائق غير ان الرجل علي ما يبدو غير واعي وهو يفعل كل هذا بانه مكشوف ومفضوح او انه يعرف ولكنه يكابر ويعاند الواقع وفي كل الاحوال لا اجد رجلا في حاجة الي " الإشفاق!!" اكثر من هذا "الخال" المدعو الطيب مصطفي الذي سبقته الاحداث وتجاهلت استصراخاته حتي "الابناء" فوقّعوا مع جون قرنق الذي وصفه بكل تلك الاوصاف اتفاقا يجعله زعيما له رغم انفه ! فاي مآل اسوأ من مآله واي وضع عائلي متنكّب تعيشه دولة هذه العائلة الابن "الرئيس" ضد الخال "المروؤس" ! .
ان الشعب الذي يتحدث عنه هذا الخال في كثير من مقالاته لم تتنكب بعد وانما في حالة تنكب مرتقب من الخطر القادم وهم بهذا المعني ليس داخلا فيهم الشعب الجنوبي الذي تنكب فعلا ولا الشعب الدارفوري الذي تعرض الي الابادة والتقتيل والتشريد ولا هوالشعب الشرقي الذي هو متنكب مثل غيره ولا هم المتنكبين من مهمشي الانظمة المتمركزة حول النخب العروبية والاحزاب العائلية والتنظيمات اللاهوتية علي امتداد عمر الدولة السودانية اينما تواجدوا فوق الجغرافيا السودانية.
الشعب عند "خال الريس" هم ازلام النظام وحوارييه والراقصين في اعراس الموت التي اشتهرت النظام في تنظيمها والمنتفعين بها والمعتاشين علي نتاجات الكوارث والمآسي التي صنعتها وعمّقتها هذا النظام .
الشعب عند "الخال" هم الذين لا يزالون بخير ولكن تنتظرهم الكارثة وهؤلاء ليسوا الشعب السوداني الذي ينتظره مستقبلاً باهرا مرهونا برحيل الكابوس الجاثم فوقهم ابناً راقصا كان او خالا متوهما ان هذا الشعب الذي يتحدث عنه هذا الطيب مصطفي مهما ذرف من دموع التماسيح ليس شعبا انما اهل النظام الذين سيختفون من الوجود حينما يتكسر ويتحتت ويتفتق دابر رؤسهم تتوزعهم سجون الجرز في مالديف او واواق , ولكن حتي هذا المآل بالنسبة لهم مآلاً جيّداً اذا ما وضعناه موضع الوزن مع جرائمهم وما نكلوا به ضحاياهم اذ هم في هذه الجزر لا يزال امامهم متسع من الوقت للتمتع بصفاء الماء وخضرة الجزر الهادئة بقلوب لم تعرف الصفاء يوما وعيونا لم تري ولم تعشق الا الحمرة القانية.
المقاطع من مقال الطيب مصطفي بعنوان
فستذكرون ما اقول لكم
من وصلة ادناه
http://www.sudaneseonline.com/aarticle2005/mar20-30384.html[/B]
(عدل بواسطة د. بشار صقر on 03-25-2005, 07:03 AM)
(عدل بواسطة د. بشار صقر on 03-25-2005, 07:04 AM)
(عدل بواسطة د. بشار صقر on 03-25-2005, 07:18 AM)
(عدل بواسطة د. بشار صقر on 03-25-2005, 07:30 AM)
(عدل بواسطة د. بشار صقر on 03-25-2005, 10:49 AM)
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
د. بشار صقر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست