القوى الحديثة.. ترف فكري أم ضرورة حتمية ؟!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 01:24 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-03-2005, 04:49 PM

Hamid Ali
<aHamid Ali
تاريخ التسجيل: 10-06-2003
مجموع المشاركات: 140

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
القوى الحديثة.. ترف فكري أم ضرورة حتمية ؟!

    1
    كنت في إجازة صغيرة في عطلة عيد الأضحى المبارك، وبينما أنا أستمع إلى نشرة الثالثة من مذياع إحدى المركبات العامة، كان الخبر يتحدث عن انضمام مجموعة من قيادات دار فور إلى الحزب الحاكم، ومن بين هذه الأسماء كان أسم موسى هلال، كنت مندهشاً للخبر، ولم أكن وحدي بالحافلة الذي تملكته الدهشة، فقد انبرى جاري الشاب المتحمس خريج القانون وصاح بأعلى صوته "مجرم حرب ... لماذا"؟ بدأ أن سؤاله فرصة للتحاور عن قضايا الوطن وتسلط النظام وانتهازية الوصوليين التي أصبحت وللأسف سمة واضحة لكثير من السودانيين.
    ذلك الشاب يمثل واحد من الطاقات الكامنة في بلادنا، والمتحفزة للعطاء بكل جد واجتهاد، ولكن الإحباط واليأس الذي تملكه من قوى سياسية تقليدية قادت البلاد لمهالك وأضاعت الكثير من سنوات الاستقلال، وأضاعت معها ثروة قومية من شباب فتي كان يمكن أن يكون عماد التنمية والتقدم.
    الحسرة بدت عليه وهو يسرد قصة طالما سمعتها من الكثيرين من أمثاله، وطالما سردناها نحن وآمنا بضرورة العمل على تغييرها، قصة أحزاب بلا برامج، ودون مؤسسات ديمقراطية تربي أعضاءها أولا على معنى الديمقراطية قبل أن تتشدق بها في المنابر، قصة قيادات تاريخية جسمت على صدر الأمة، وعندما يدركها التعب، أو ينتابها الحسد لا تتورع في اللجوء إلى عسكرة الحكم، لتبقى فيه أو لتمنع غيرها من الوصول إليه، وقصة قوى سياسية فشلت حتى أن ترسم ملامح المستقبل للأجيال القادمة.
    ملامح الغضب التي بدت عليه وهو يصف التجربة السياسية السودانية، كانت كفيلة بتوضيح الحيرة والاضطراب الذي تملك هذا الجيل، القوى المتواجدة في الساحة لا تلبي طموحه، تمثلوها مجموعة من التاريخ السلبي، وقوى مسئولة عن كل ما لحق بالبلاد من تدهور وضياع.

    هذه الصورة الحقيقية التي نقلتها لكم، أعتقد أن الكثيرين منا عاشوها وتلمسوا حقائقها، القاعدة الصامتة التي تنظر بكل حسرة لما يجري من تمزيق للوطن وتلاعب بثوابت وطنية راسخة، ومحاولة جر البلاد للصراعات الدولية دون وعي أو عن قصد من قوى تحاول أن تحافظ على سلطتها أو تلك التي تطمع في سلطة حتى وإن مشت إليها على أحشاء الوطن.
    هذه القوى الصامتة لا تنتظر المنقذ أو الفارس الذي يأتي إليها على جواد أبيض، بل تنتظر القيادة الواعية التي تستوعب طاقاتها وتسخرها لخدمة الوطن ومصالحه، القيادة المؤسسية التي تتيح لها المشاركة في القرار فعلياً دون وصاية، تريد أن تشتم الديمقراطية الحقيقية وليس ديمقراطية وصاية أو نخبة، لهذا كان الطريق ممهداً للقوى الحديثة إذا أرادت فعلاً أن تكون البديل وأن تطرح البرامج النابعة من ضمير الشعب والأمة .
    عندما سالت الشاب: لماذا لا ينضم للقوى الحديثة ويناضل من خلالها لتغير هذا الواقع الأليم، أجابني بكل دهشة: وأين هي هذه القوى ؟!
    الساحة الشعبية لا تعرف عن هذه القوى شي، لا تراها تعيش معها معاناتها اليومية، ولا تسمع بها إلا على شاشات الإنترنت أو صفحات الجرائد، أو من القادمين من الخارج أمثالي، والذي أتاحت لهم ظروف الحياة أن يلتقوا ببعض صفوة هذه القوى في دول الشتات .
    إذاً هل القوى الحديثة قوى صفوة ومثقفين وصالونات المجالس ومنتديات الإنترنت فقط ؟
    أم قوى تسعى للتغيير الفعلي داخل السودان ؟
    حتى نلتزم الوضوح والدقة في مناقشة أثر القوى الحديثة على الوضع الراهن في السودان، علينا في البدء أن نعرف ما هي القوى الحديثة، هل هي القوى السياسية الجديدة في شكل أحزاب وتنظيمات سياسية، أم هي الكيانات المهنية والثقافية والاجتماعية التي تجمعت من اجل إنفاذ مبادئ محددة، أم هي الحركات المسلحة التي تسعى لتغير واقع الأقاليم التي تعتبرها مهمشة ؟!
    في اعتقادي أن كل كيان جديد يقدم رؤى جديدة اجتماعية أو ثقافية أو اقتصادية أو سياسية، يعتبر داخل ضمن تعريف القوى الحديثة، ومسألة ربط القوى الحديثة بمسألة العمل السياسي فقط قد تحجم من دور هذه القوى لعدة أسباب ترتبط بمسالة الحريات العامة في البلاد والتحجيم المستمر لها في فترات الحكم الوطني بعد الاستقلال، إضافة إلى عدم الاستمرارية في العمل الناتجة عن ضعف التمويل وشح الإمكانيات للقوى الحديثة.
    البلاد الآن في حاجة ماسة لتكاتف هذه القوى وتوحدها على الحد الأدنى والقواسم المشتركة بينها وذلك لتحقيق الأهداف القومية، ولضمان وجود تأثير فعال لهذه القوى على الساحة المحلية يؤهلها للعب الدور المناط بها، أو ستظل هكذا منابر صفوه لا تلتحم مع الشعب وقضاياه الفعلية .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de