|
|
 العلاج والجمرة الخبيثثة .. مستشفى مدني
|
عن جريدة الايام
الدفع المقدم هاجس يؤرق المواطنين
1/2 مليار جنيه مديونية الكهرباء على مستشفى مدنى !!
مدنى : سليمان سلمان حمد
المبلغ المذكور اعلاه حقيقة وليس ضرباً من ضروب الخيال وليس في الامر مبالغة او تهويل وما تعودت ان اكتب للتسلية او تقليب المواجع .. ارجو ان لا تذهب بك عزيزى القارئ الهواجس والظنون بعيداً فالمبلغ فعلاً نصف مليار جنيه هى مديونية الكهرباء المتراكمة لسنوات على ام المستشفيات مستشفى مدنى التعليمى (الجلدية، العيون، العصبية، النساء والتوليد) هذه الاقسام الان اصبحت مستشفيات وكان هذا المبلغ والمديونية لهم نصيب ومنصرف فيه.
المالية ظلت تدفع عشرة مليون جنيه شهرياً .. تخيلوا لو لم تدفع المالية هذه المبلغ سيكون الرقم ؟ وكم ستكون المطالبة ! شئ لا يصدق ولا يعقل رغم كل شئ فاننا لا نشكك في ان للكهرباء مديونية كبيرة وهى تعمل بكل الوسائل والسبل لارجاعها لكن كيف ومتى وبأى طريقة ووسيلة تسدد هذه المبالغ الخرافية الطائلة التى هى فوق الطاقة والاحتمال وماهو البديل .. هل هو عداد الدفع المقدم فهذا يستحق الاجابة.
والان فاننا نرى ما آل اليه الوضع المتردى بادخال عدادات الدفع المقدم واكتب عن مستشفى مدنى ومستشفى النساء والتوليد وهى ليست بمستشفيات عادية، فغرف الولادة والعمليات تحتاج الى امداد كهربائي دائم ومستقر، والعمليات بمستشفى مدنى والاشعة تحتاج الى كهرباء رهيبة ومساء امس الاول زرتها وكان الوضع في غاية السوء المستشفى يعيش في ظلام دامس يلفها من كل جانب .. أهذا هو مستشفى ودمدنى التعليمى وقد كان الوضع افضل حالاً والانارة لا بأس بها في سابق الايام.
لقد وقر في نفسى ان المستشفيات عامة، والاقسام الحساسة بها من غرف عمليات وبنوك دم ومعامل التحاليل وغرف الازمة والعناية المكثفة وقاعات الاشعة والموجات فوق الصوتية والاشعة المقطعية (التى تتباهى بها المستشفيات الاخرى) التى ادخلت حديثاً لمدنى لا يمكن ان نقيد امدادها الكهربائي بعدادات الدفع المقدم الذى يعنى توقفها عن العمل بتاتاً في أي لحظة وفي اخطر المواقف وهى التى تتوقف عليها حياة المريض.
ومن المذهل حقاً ان تكون الشوارع والميادين العامة مضيئة بدون عدادات الدفع المقدم ومستشفى ودمدنى غارق في الظلام ولا تستطيع الجهة التى يهمها تجميل المدينة واضاءتها ان تضيف الى مسئولياتها امر دور العلاج ويهمها اكثر جانب المناظر وتجميل المدينة.
كان المؤمل ان يتم اعفاء المستشفيات ودور العيادة من رسوم الكهرباء وان لم نفعل فلا اقل من عدم ملاحقتها وفرض عدادات الدفع المقدم عليها، وذلك حتى يحصل المواطن على الصحة التامة والتى في غيابها فانه لن يقوى على اداء شعائره الدينية وعبادة الله على الوجه الاكمل المطلوب.
ان تطبيق عدادات الدفع المقدم بمؤسسات العلاج بالولاية او المدينة يهزم سياسة توطين العلاج بالداخل ويخلق بلبلة بين المواطنين وهاجساً مؤرقاً لخطورة عداد الدفع المقدم وتوقف امداد التيار الكهربائي فجأة لعدم السداد وربما ادى ذلك الانقطاع لتعريض حياة المرضى للخطر والموت المحقق.
هذا الموضوع الخطير قد يحفز المرضى من المواطنين للبحث عن العلاج خارج الولاية كالخرطوم مثلاً فنكون نحن لا جينا ولا رحنا ـ وكمن يحرث في البحر ونكون قد هدمنا وهزمنا بانفسنا وزعزعنا استقرار المواطنين بهذه العدادات القاتلة وافشلنا نهائياً سياسية توطين العلاج بالداخل.
ومن هذا المنبر نحن ندعو مدير الهيئة القومية للكهرباء للنظر بموضوعية في سياسة عدادات الدفع المقدم للمستشفيات لخطورتها على حياة البشر ونعلم انهم يستهدفون تحصيل المديونية الكبيرة وان هذه سياسة دولة نعلم ونعى كل ذلك والامر اكثر من جلل وخطير ويمكن جدولة المديونية او اسقاط جزء منها او اعفائها كلياً او جزئياً وان يتم سداد الاستهلاك شهرياً من وزارة المالية .. المهم ان تنزع عدادات الدفع المقدم وينتهى هذا الهاجس المزعج والكابوس المخيف.
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست