|
Re: طارق الطيب يحصل علي جائزة (Re: Sidig Rahama Elnour)
|
شمال وجنوب على طريق الطيب صالح في غزو الشمال بذكورة الجنوب يمضى الكاتب السوداني طارق الطيب في قصته (الفريسة) .. لكن الغزو هذه المرة يتم في فينيا وليس لندن. عنوان القصة الدال يشير الى مضمونها الذى يتلخص في شاب عربي يقيم بفيينا ولا نعرف له عملا باستثناء انه صائد نساء يمضى معظم وقته في التحرش بهن ـ خصوصا الشقراوات ومحاولة اصطيادهن كفرائس تحل العقد النفسية للجنوبي الملون المضطهد المستلب الحريات، في اجساد بيضاوات من بلدان الشمال التى مارست استعمار وسرقة ونهب الجنوب.
في موسم هجرة الطيب صالح الى الشمال وفريسة طارق الطيب، لا يجد الجنوب اي قناة للتواصل مع الشمال الا هذه الممارسة الغرائزية التي تمنح قدرا من التعويض النفسي للجنوبي مقابل سنوات القهر والاستلاب والاستبعاد .. وبتجريد اكثر، تكتشف شعوب العالم الثالث ان لا وسيلة امامها للتعامل بندية مع الشمال الغني رغم استقلالها الوطني، لان اشكال الاستغلال والسيطرة مستمرة بالاتفاقات المجحفة وهيمنة الكبار على القرارات الدولية .. فلا يجد المستضعفون وسيلة للتنفيس ـ وربما الثأر ـ غير هذه الطريقة.
حتى في هذه لايصادف الجنوبي نجاحا يذكر، فبعد ان ظفر بطل طارق الطيب بفريسة شقراء، يكتشف في النهاية انه هو فريسة رغبتها في (تذوق) رجال من كل انحاء العالم .. والذين يحولون المواجهة بين الجنوب والشمال الى ساحة ليالي حمراء حتى لو كانت مشروعة بالزواج ثم الحصول على جنسية الزوجة، يصادفون الآن شروطا قاسية وضعتها دول اوروبا واميركا لتحجيم ظاهرة زواج الجنوبي بالشمالية .. ووصل التشدد في هذا لدرجة ان مارغريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا السابقة اعلنت منذ وقت مبكر انها لن تمنح الجنسية لازواج (بغايا) بريطانيات.
يضاف الى هذا بعد آخر يقفل المجال امام هذه الطرق الخلفية للحوار .. فربما يكتشف التحالف الاميركي ضد الارهاب ان ممارسات بطل الطيب صالح وكل طيب آخر يسير على نهجه، تعتبر من الاعمال الارهابية التى تقتضى شن حرب لاهوادة فيها، لاستئصال كل ادوات و(أسلحة) الارهاب التي يملكها الجنوبيون !
بقلم الكاتب : شوقي حافظ المصدر :http://www.alwatan.com/graphics/2002/01jan/5.1/#########/ot3.htm
|
|
|
|
|
|
|
|
|