|
جيش الجبهــة أم قوات الشـعب المسلحــة؟
|
بالرغــم من الفظائـع التى أرتكبت فى الجنـوب عبر عشـرات السنين، إلا أن كل تلك الجـرائـم بيـوء بهـا السيـاسيـون أصحاب القـرار، والدكتاتوريـون من العسكـريين أمثال عبود والنميـرى، ولكن الجيش الســودانى كان قوميـا فعلا، ويمكن القول أنـه كان ينفـذ أوامـر عسكـريـة بحتـة، كانت تصـدر إليـه من قياداتـه بناء على قرار سيــاسـى.. هـذه كانت الحالـة حتى صبيحــة الثلاثين من يونيـو 1989 ولكن اليـوم، وبعـد المجازر التى أرتكبت فى بورتسـودان، وقبلهـا فى دارفـور، يحق لنـا أن نتسـاءل عن حقيقـة هــذا الفصيل من فصـائل الشعب الســودانى، فإن مهمـة الجيش اليوم لم تعـد الدفاع عن الوطن، ولكن، وبكل أسـف، صـارت الهجـوم على الوطن. هــذا قول لا مبالغـة فيـه.. فإن الطائـرات تقصف القرى لتدفن الأبار التى يشـرب منهـا المواطن الســـودانى، هـو وبهائمـه، فى أكثـر مناطق الســودان جفافـا على الإطلاق. هـذه الطائرات التى مفترض فيهـا أن تقوم يوميـا بعمليـة إنزال للميـاه فى أشــد اماكن والجفتاف، أو تركهـم لحالهـم فى أســوأ الظروف. ثم أن جحافل الجيش، يتقدمون الجنجويد، يحرقون القرى والمزارع، حتى يتركهـا أهلهـا من الناجين. فهل من تفسيــر أو وصف لهـذا العمل؟ لا شـك أن هـذا ليس هـو الجيش الســودانى الذى طالمـا تغنينـا ببطولاتـه فيما مضى، الجيش الســودانى الذى دافـع وصـان بالفعل أعراض النســاء فى دول أخرى وليس الســودان إبان الحـرب العالميـة الثانيـة.. هــذا الجيش لا يمكن أن يســاعـد الجنجـويـد والفاسقين من أفراده على إغتصـاب نسـاء من بنى جلـدتـه، وذبح الأطفال والكبار على الســواء، ودفن أبار يشـرب منهـا المواطن الســودانى. لا وألف لا ليس هـذا جيشنـا السـودانى الذى خبرنـاه.. بالرغـم من معرفتنـأ ويقيننـا من وجـود شـرفـاء بين صفوفـه، لا حول لهـم ولا قـوة.. لا يستطيعـون تقرير شئ، وإنما دفعتهـم عوامل شتى للبقـاء فيـه. يحق لنا اليوم أن نتســاءل عن هويـة هـذا الجيش وتوجهـاتـه.. وللحـديث بقيــة.
|
|
|
|
|
|