بصريح العبارة الأحوال فى السودان تغيرت منذ ان تبدلت العبارات وتلطفت وتهذبت الكلمات التى كانت تقال فى حق (اللصوص) و(الحراميه)، وتحولت الى كلمه مخففه مثل فلان (مختلس)!!! ثم تجد عند كل صباح عناوين بارزه على واجهة الصحف تقول اتهم (فلان الفلان) باختلاس اموال المؤسسه (الفلانيه) ، وبعد عدة أيام تسمع عن حفل زواج اسطورى تم لذلك (الحرامى) الذى ترقى واصبح (مختلس) من أحدى الجميلات التى تنتمى الى اسرة عريقه ذات حسب ونسب!!! حينما كنا صغارا نفهم ونعى بعض الأمور ، كنا نسمع ان (ولد فلان) سجنوهو عشان عرفوا انه حرامى ، سرق مال (الحكومه)!! ثم وضحت تلك العبارات أكثر من خلال (المثقفين) حينما كانوا يقولون ، بل سرق مال الشعب ، حيث لا مال لحكومه. تلك العبارات تلطفت أكثر وتحولت وتبدلت هوية (الحرامى) الذى اكل مال الشعب الى (مختلس)!! وقد تفشت تلك الظاهرة بصورة ملحوظه خلال فترة حكم الطاغية نميرى ، ولماذا لا تتفشأ وتنتشر طالما اصبح (الحرامى) (السراق)، مختلسا؟؟؟ ولقد ذكرتنى هذه العباره النكته التى تحكى ، حينما (عفص) احدهم شخصا آخر داخل (البص) ، فقال (المعفوص) لمن (عفصه) شيل (كراعك) من (رجلى) ، فرد عليه (العافص) ، لن اشيلها حتى أعرف لماذا دى (كراع) و حقتك (رجل)؟؟؟ ثم تحولت تلك العبارات 180 درجه فى هذا العهد المتلفح ثوب الأسلام الناصع الذى شوهه وجعله متسخا، فصرنا نسمع أن فلان ولد (ملحلح) أو (شيطان) أو (أبن كلب) أو شغال ليهو فى (حته) ماهيتها بسيطه لكنه بيعرف يشغل مخو (يعنى بيعرف يضرب)!!! وتجد أحدهم يقول لك (ولد فلان شغال فى الجمارك متل ولدى لكن ما شاء الله عليهو مشغل مخو ومستفيد راكب عربيه ومريح اهلو، ماذى ولدى السجمان)!! بينما يكون ولده (السجمان) خائف ريو، وما دائر يخون وطنو، وداك حرامى عديل بتاع رشاوى !! ومن الأشياء المؤلمه تجد ذلك (الحرامى) كريما وأخو أخوان وعشا بايتات ، هو عارفها جايه من وين؟؟ ليتنا نعيد تلك الكلمات القاسيه المره ونطلقها مباشره على كل من تمتد يده لمال الشعب والوطن ، ليتنا نكرم الشرفاء والمخلصين الذين تمنعهم أنفسهم الأبيه عن الدناءة والصغار و(الهبش) و(الهبر). فى السابق كان المعلمون قدوة المجتمعات يديرون الجمعيات التعاونيه وألأندية الرياضيه والأجتماعيه ، ألان لا تجد معلما شريفا واحدا عضو فى مجلس ادارة أى ناد ، فالمال وحده وجمعه بأى طريقة اصبح هو السيد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة