|
النضال المسلح لمواجهة الإستعمار والخيانة الوطنية
|
النضال المسلح لمواجهة الإستعمار والخيانة الوطنية
تصاعد الإتجاه العنصري في الدولة السودانية في الأونة الآخيرة، مع إعلان الحكومة إتفاقات الإمتيازات المصرية في السودان المعروفة بإسم الحريات الأربع، وإتفاقات السلام مع الحركة الشعبية وإعلان التجمع الوطني ضمن إتفاق القاهرة مع الحكومة (نبذ العنف). وقد تمثل هذا الإتجاه العنصري في تصعيد محاولات تصفية الوجود النوبي في شمال السودان، وفي تصعيد حملات الإبادة وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في دارفور، وحملات الإعتقال الوحشي في المناطق الشمالية لقوى حركة المهجرين، والتصفية الدموية للمسيرة السلمية لمؤتمر البجة.
وكان هذا الإتجاه العنصري قد تجسد نظرياً في الخلاف الشهير بين البطل علي عبداللطيف قائد اللواء الأبيض (1924) وبعض القادة السابقين لجمعية الإتحاد حول الإقرار بـ(عروبة) أو سودانية السودان، مثلما هو متجسد عملياً الآن كحل فاشل للأزمة الإقتصادية السياسية الإجتماعية الثقافية التاريخية والشاملة لنظام الحكم في الدولة الذي تأسس منذ عام 1505 على المركزة الفعلية للسلطات والحقوق الإقتصادية والسياسية، لصالح الطبقة التي تحكمت في السودان، بكل وجوهها العرقية، وعلى تهميش حقوق السودانيين السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية، بعد تدمير مراكز حضاراتهم الأصلية في علوة ،ودارفور، وجبال النوبة، والتاكا، وعلى حصر وتفريغ المنطقة الشمالية من الحياة .
وفي هذا الإطار كان تصعيد النظام لمحاولات تفريغ مناطق النوبة من المقومات الضرورية لإستمرارها الحضاري وتهميش وطرد سكانها بعد الإغراق القديم لمركزهم، فكانت إتفاقية الإمتيازات المصرية في السودان المعروفة بإتفاقية الحريات الأربع شكلاً جديداً لفرض إستعمار إستيطاني مصري في السودان في الوقت الذي يعان فيه السودانيون التهجير والتشريد.
وياتي تصريح السيد عبد الرحيم محمد حسين مدير القسم العسكري في تنظيم الجبهة الإسلامية (القومية) في مركز الداراسات الإستراتيجية لجريدة الأهرام في يناير 2005 بأن الهجرات العربية والأفريقية هي التي شكلت هوية السودان كإقرار رسمي من النظام العنصري الحاكم بان السودان كان قبل ذلك مسخاً بلا وجود ولاهوية ! ثم يواصل بأن غلبة "العنصر الأفريقي" (تهدد) تركيبة التوازن العرقي في السودان، كما تهدد ما اسماه بالمصالح المصرية في السودان ومياه النيل.
وهذا الإتجاه العنصري الذي سخرت من سذاجته بعض الأقلام المصرية، يعتقد ان مشكلة التمازج العرقي والثقافي في السودان يمكن حلها خارج ميزان العلاقات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية بين الحكم والمواطنين داخل السودان! بحصر السلطة والثروة في طبقة معينة من السكان تغلب عليها مفاهيم إستعلائية وإصطفائية معينة!، وبالدعم الإستعماري الإستيطاني المصري لهذه الطبقة الزائلة!
وتلعب مصالح النظام المصري في توريث الحكم لنجل الرئيس المصري والإفادة من قوة التيار الإسلامي الرجعي في مصر والسودان لصالح هذه المسألة، وتوفير الظروف لوضع المنطقة لقمة سائغة للتدخل الإمبريالي. دوراً مهماً في تعجل الحكومة المصرية تمرير هذا المكسب الإستعماري الذي نفذته لها وجوه الإستبداد والخيانة الوطنية العظمى في السودان.
أن حركة تحرير كوش إذ ترصد هذه الإتجاهات الإستعمارية المدمرة للوجود الحضاري لشعب السودان وحركة تقدمه من أحوال الحاجة والتكالب إلى حال التقدم والإشتراكية في موارد الإنتاج ووسائله وأعبائه وجهوده وثمراته وسلطاته، تؤكد على تمسكها بأهدافها الأساسية المتمثلة في:
-1- تحرير الأرض السودانية من سيطرة الاستعمار المصرى فى حلايب والعوينات وسره وأرقين (الحوض النوبى).
-2- قيام السودان الجديد، بإزالة سلطة الجبهة الإسلامية الفاشية، وإجراء تحولات سياسية تمكن القوى المضادة للتهميش والإستغلال من تحرير الموارد العامة من الإستئثار والإستغلال الفردي والإحتكارات العنصرية، وتحقيق سيطرة الشعب على السلطة السياسية باقامة نظام برلمانى ديمقراطى تعددى يمثل المناطق الجغرافية بتكويناتها الحزبية والسياسية المختلفة، والإتحادات النقابية وفق أهميتها وعددية المنتسبين لها، وكذلك القوات النظامية، وصيانة حقوق المواطنين وفقا للمواثيق الدولية لحقوق الانسان.
-3- إقرار تسيير الجماهير الحر لحركتها عبر تنظيماتها الجهوية والفئوية والنقابية والتعاونية والثقافية والسياسية.
والنصر معقود بلواء الشعوب/ ولانامت أعين الجبناء
حركة تحرير كوش 06-05-2005
|
|
|
|
|
|