عادل عبـد العاطى ينعى كمال دقدق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 03:01 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-05-2005, 10:25 PM

أبوالريش

تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عادل عبـد العاطى ينعى كمال دقدق

    ملجوظــة:
    لـم يكلفنى عادل بنشــر هـذا الرثـاء والنعى، وإنما وجدتـه فى صـدوق بريـدى وأحببت أن أشرككـم فيـه تكريمـا للراحل
    ==============


    كمال دُقدُق
    نجمة الحياة في سماء العدم



    قيل رب اخ لك لم تلده اُمك؛ وانا اقول رب صديق لك لم تكتحل بمرآه عيناك.



    جائني خبر رحيل كمال دقدق مفاجئا وحارقا وفاجعا؛ كما طعنة سكين من الخلف؛ كما صفعة لا تتوقعها؛ وكسقوط نجم عظيم. جائني ليفتح الجراح الطرية ويضيف اليها ملحا ونارا وكبريتا ولوعة؛ جائني وفأجاني وكانني نسيت ان الغادر الاول لا يزال يمارس لعبته المهينة مع بني البشر؛ يختطفهم حيث لا يتوقعوه ولا يتوقع من حولهم؛ وينزعهم من دائرة الاحياء ويترك من ورائهم الفلوب ممزقة بالجراح والرؤوس مكللة بالرماد.



    جائني خبر وفاة كمال وكان آخر خبر اتوقعه في الدنيا. صدمت به ورفضته وكانني صدقت ظني ان امثاله لا يموتون. كيف يموت مثل كمال وهو الذي كان نجمة للفرح والحياة في سماء العدم وزمان الحزن والندم؟ كيف يرحل امثاله من الودودين والشرفاء عن حياتنا ونحن لم نفطم بعد من رحيق صداقتهم؛ كيف يتركونا مستوحشين منخذلين ونحناكثر ما نكون حاجة اليهم؛ كيف يسير العالم "عاديا" بدونهم؛ وهل ستكون الدنيا من بعدهم الا مرة الطعم وكابية اللون وحارقة الملمس؛ وكيف يكون الحديث عنهم؛ وما بقي في القدرة إلا صراخا اعمي للقلب تجاه عجز الانسان امام تصاريف القدر الاعمي والاصم؟



    تعرقت علي كمال مثل الكثيرين؛ بمبادرة منه وهو يفتح نفاجا جديدا للصداقة والانسانية؛ يسكب عبره مكامن روحه الطاهرة والشفافة في حيواتنا الغليظة؛ فيضيف اليها من رونقه ولطفه ويرتفع بنا الي مقام الانسان – الانسان. اتصل بي محاورا في قضايا العمل العام ومحور حبه الاصيل:السودان وأهل السودان. تلاقينا علي حب الناس وقضايا الناس وفي هذا اتفقنا واختلفنا وتواددنا. تحاورنا من اليوم الاول وكاننا خلان قد جمعنا العهد منذ الالزل؛ وسري الحديث بيننا سلسا وكانه كان مكتوب في كتابة الصداقة القديم باحرف لا تذوب؛ وكان كل ذلك من فضل كمال ومن اشراق كمال؛ هذا الذي رحل وترك لنا الألم.



    واذا قيل ان الخطاب نصف المشاهدة؛ وان المخاطبة الصوتية هي ثلاثة ارباعها؛ فان الحديث مع كمال دقدق هوالمشاهدة الحقيقية وهو الحضرة الحقة في مقام الانسانية. كان قلب كمال واسعا شمل الناس والعالمين؛ وكان له لسان حلو ينطق بمكانين روحه الجميلة فياسرك من اول لحظة. لم يكن احد قادرا علي عدم حب كمال؛ لانه كان خلاصة المحبة تمشي علي قدمين.



    تعرفت علي كمال من بوابة العمل العام؛ وانتهي بنا الحال- كما الجميع معه- ؛ الي شرفات الصداقة الخاصة. كان ينتمي لليسار وكان اتصاله الاول بي في وقت كنت اكيل الطعنات المؤلمة لبعض منتسبي وممارسات اليسار؛ ويكيل لي البعض منهم طعنات مثلها او اشد. لم يكن ذلك حوار وانما حربا ضروس؛ ديست فيها مشاعهر ومزقت فيها صداقات وتحطمت فيها اقانيم؛ وحينها اتصل بي كمال.



    لم يتصلي بي كمال ليقول لي كف عن هذا وقف؛وانما ليعلن تضامنه معي؛ وليطالبني بالمزيد من الكتابة؛ وليري مشروعية الاختلاف رغما عن الشرر المتطاير؛ وينظر الي الموضوعي رغم الذاتي النازف؛وليتضامن مع الانسان رغم ان الحرب تزهؤر فيك الحيوان؛ وليشدد علي ما رآه اتيجابيا في ذلك النقد وفي ذلك الصراع؛ رغما عن لغتي الحارقة التي لم تغب علي فطنته؛ والتي اوصل لي رايه فيها؛ باكثر ما يكون من الاريحية والنبل.



    كمال دقدق كان واحدا من هؤلاء الناس؛ ممن كنت احتفظ بهم دائما في ذاكرتي؛ وانا اتحدث عمن اسميهم شرفاء اليسار! اقول انه كان من شرفاء اليسار؛ لانه كان من شرفاء الناس؛ ففي مقام الشرف والانسانية الحقة؛ تسقط كل التقسيمات العشوائية والعارضة؛ وتبقي حقيقة الانسان؛ والذي تجلي كافضل ما يكون التجلي؛ وكاجمل ما يكون الجمال؛ ؛ في كمال.



    تحاورنا مع كمال في اول حديث بيننا؛ لنكتشف ان لنا اصدقاء مشتركين؛ ومن بينهم القديس المنسي:عبدالله القطي. تركنا كل ما طرقناه في البدء وابحرنا مع امواج هذا الانسان العظيم. طلب مني كمال ان اكتب بعضا ما قلت؛ فكانت ان اتت كلماتي متعثرة في حروف الامتنان والتوثيق التي كتبتها عن ذلك الصديق؛ والتي اهديتها الي كمال ورقية وراق؛ تلك الصديقة الانسانة الاخري؛ والنجمة الدافئة في سماوات العدم. طلبت منه ان يكتب هوايضا؛ فتحجج ضاحكا بانه من انصار ثقافة المشافهة؛ وحكي لي عن طلبات اخري كثيرة مماثلة؛ كان يتعامل معها ببساطة؛ لانه كان ذلك الانسان الحقيقي والمثقف الحقيقي والصديق الحقيقي.



    تحسر البعض علي كمال؛ انه كان مشروع كاتب لم يكتمل. تحسروا علي ضياع كل تلك الثقافة النادرة والاطلاع الموسوعي والعقل المضاء الذي يطرح دررا ويفتح دروبا جديدا للمعرفة والمثاقفة؛ اثناء بسيط الكلام. اقول لهم ان كمال لم يكن يطمح ان يكون كاتبا؛ ولو ارادها لفعل؛ ولكنه كان يطمح ان يكون صديقا وانسانا وسندا ودعما للآخرين؛ وفي هذا المجال فقد اكتمل مشروعه بافضل ما يكون الاكتمال.



    دعاني كمال لزيارته عدة مرات؛ ودعوته لمثلها؛ لم يسمح رافع القدم بتحقيقها. وعندما تحدثنا عن الكتب؛ دعاني بكل اريحية للاستفادة من حصيلة مكتبته التي اسماها بالمتواضعة؛ والتي علمت من الاصدقاء انها كانت كنزا؛ مبذول للراغبين. لم اندهش اذن عندما قالت لي الصديقة المشتركة عالية عوض الكريم ان كمال يذبح الخرفان احتفاءا بضيوفه؛ فقد كان يحتفي بالانسان فيهم؛عندما يبحث عنهم بالهاتف ويخابرهم بالساعات وعندما يدعوهم لزيارته وعندما يذهب اليهم وعندما يسلفهم الكتاب النادر العزيز الحصول عليه في الغربة وعندما يكرمهم بذبح سمين.



    في اتصالي الاخير به؛ في نهاية نوفمبر من العام الماضي؛ وكنت وقتها في برلين؛ كنت حزبنا وكان كمال سعيدا. كنت حزينا ومبتئسا ومكسورا برحيل امي الذي فتح في قلبي جراحا عميقة الغور؛ وكان كمال سعيدا في متابعة نمو الحياة في طفله الذي كان في طور التكور؛ والذي لم ير النور بعد. مسح كمال عني حزني واشتركت معه في الفرح؛ تحدثنا عن الموت والحياة والهجرة والحرب والسياسة والادب؛ تحدثنا وكاننا راينا بعضنا امس او سنلتقي غدا؛ تحاورنا وكاننا التقينا سرمدا ولن نفترق ابدا؛ وما كنت اعلم انه الحديث الاخير.



    قال لي كمال ضمن ما قال؛ في ذلك الحوار الذي لا يزال وقع صوت كمال الجميل يرن في ذاكرتي؛ ننا كسودانيين اهملنا الكتابة عن ثيمتين من اهم ثيمات حياتنا المعاصرة: الحرب والرحيل. تحدث لي عن الادب الذي خلفته تجارب الحرب وتجارب الهجرة في ذاكرة الشعوب المختلفة؛ تنقل بي عبر مسارات متعددة من قضايا الاجتماعي والنفسي والوجودي؛ في اتصاله بهاتين المأساتين اللتين تعرض لهما شعبنا في نصف قرنه الاخير؛ حربا مدمرة ورحيلا ونزوحا قسريا؛ ينزف الناس تحتهما بصمت؛ دون ان تُخط عنهما الكلمات.



    كان كمال في كل هذا مهموما بالانسان. بمئات الالوف وربما ملايين الناس ممن مروا عبر طريق الجلجلة؛ وكانوا ضحايا للحرب وضحايا للنزوح وضحايا للتهجير القسري وليس الهجرة الواعية الطوعية. كان يتحدث عن نفسه وعني لا محال؛ ولكن ايضا عن ملايين الضحايا ممن لا وجه لهم ولا اسم قد بقي او رُسِم؛ وكان يطالب بان تسجل معاناتهم في كتاب التاريخ وكتاب الوطن؛ حتي نمسح عن ذكراهم – علي الاقل – بعض غبار الغياب؛ وعن ارواحهم بعض العذاب؛ وحتي نجعل لتضحيتهم وموتهم المجاني بعضا من معني؛ في مسيرتنا للتعلم من الكارثة؛ وفي طريق الاياب.



    شاطرني كمال الاحزان في وفاة والدتي؛ وقلت له ان التعويض الوحيد عن الحزن؛ يكمن في التقاطي لملامح امي؛ في وجه طفلتي؛ بين الحين والاخر؛ في ابتسامة او تقطيبة لها. تحدثنا عن جدلية الحياة وكيف نجددها ونمسح احزانها عبر خلقها في صورة اطفالنا الذين نعشقهم اكثر من انفسنا. اشركني كمال في مشاعره الجميلة كاب قادم. تحدثنا طويلا عن معني الامومة والابوة والحياة والموت؛ وكعادته كانت كلماته هي عين الحقيقة وخلاصة الروح وعصارة المنطق؛ لا تملك الا ان تحسد نفسك بعد سماعها؛ علي معرفتك بهذا الانسان.


    اليوم اقول ان كمال اذ رحل وتركنا كاليتامي؛ فان العزاء في بذرة الحياة التي زرعها قبل ان يقول وداعا لنا نحن المشدوهين والمجروحين والمصدومين. لوعتي انا علي زوجته الرقيقة الملتاعة وعلي طفله الذي لن تكتحل عيناه بمرآه؛ وقلبي معهم من هنا والي ابد الابدين: ولكني اقول لهم لم يمت كمال؛ اذ كان نجمة الحياة في سماوات والعدم؛ وواحة الامل في صحاري الهجرة والانهزام والالم؛ وسيبقي هكذا دائما في ذكرانا؛ نحن من عرفناه؛ نستمد من ذكراه الصبر الجميل؛ ونتعلم طريق الانسانية الحقة؛ حتي نلحق به ذات يوم؛ لاكمال ما انقطع من حديث.



    عادل عبدالعاطي

    4فبراير 2005
                  

02-06-2005, 01:53 AM

Abubaker Kameir

تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 420

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادل عبـد العاطى ينعى كمال دقدق (Re: أبوالريش)

    الاخ الفاضل ابو الريش

    تحية طيبة و شكرا علي نقل مقال الاخ عادل المعبر عن الراحل المقيم كمال الطيب دقدق. و التحية لعادل وهو يزين سيرة حبيب الكل كمال بهذا المقال المعبر. التعزية موصولة لكل اصدقاء واحباء و اسرة كمال.

    الاخ الفاضل ابو الريش

    استاذنك و استاذن الاخ عادل عبد العاطي في نقل نسخة من مقال عادل لبوست مجاور قصد منة تجميع كل ما قيل في سيرة حبيب الكل كمال.

    عنوان البوست:

    وداعا كمال دقدق ... هذا ما قيل عن هذا الانسان اللطيف حتي الان?

    ابوبكر كمير
                  

02-06-2005, 01:58 AM

Sidig Rahama Elnour
<aSidig Rahama Elnour
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 3420

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادل عبـد العاطى ينعى كمال دقدق (Re: Abubaker Kameir)

    الأخ ابو الريش
    سلام ومحبة
    تقبل الله الأخ كمال واسكنه فسيح جناته والهم الله أهله وأمعارفه الصبر الجميل
    تلقيت نفس العزاء من الاخ عادل عبد العاطي على الأيميل
    الاخ أبو بكر عفواً ان سبقتك في تنزيل نعي عادل في البوست بتاعك
                  

02-06-2005, 02:17 AM

Abubaker Kameir

تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 420

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادل عبـد العاطى ينعى كمال دقدق (Re: Sidig Rahama Elnour)

    الاخ الحبيب الاديب صديق

    توارد خواطر غريب ... القلوب عند بعضها كما يقول اهلنا المصرين. شكرا علي نقل المقال. باالمناسبة الراحل المقيم كمال ايضا فقيد كسلا فهو ابن خالة صلاح الخليفة و صديقة و زميل دراستة. و هو ايضا صديق للاخ محمد خضر و الشهيد عبد المنعم و لقد زار كسلا. وفوق هذا وزاك الراحل المقيم كمال راجل حبوب و هذا يشع من كلمات اصدقائة الكثر

    ابوبكر كمير
                  

02-06-2005, 01:08 PM

Abubaker Kameir

تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 420

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادل عبـد العاطى ينعى كمال دقدق (Re: Abubaker Kameir)

    شكرا يا استاز عادل

    ... هذا شرف كبير لي ... و كنت اتمني لو راجعت بريدي قبل الان

    مع صادق الود

    ابوبكر كمير
                  

02-10-2005, 07:41 AM

Abdalla Hussain

تاريخ التسجيل: 05-08-2004
مجموع المشاركات: 465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادل عبـد العاطى ينعى كمال دقدق (Re: أبوالريش)

    كمال دقدق في انتباه الظل ومجيء مهيار


    في الحضور وفي الغياب
    جّرد الموت من دهشتنا
    من ساتر الوقت في قلب الحصار
    نام... كي ننام
    استدر إلى الواقفين في أعلى الضباب
    أشهّرهدير الصحو في حُزن الطقوس
    لملم ما تبقى من غزل
    وغني كلما عانق الغيم الحريق
    غني:
    "العزيزة '1'
    العزيزة المابتسأل عن ظروفنا
    العزيزة المابتحاول يوم تزورنا"
    إستلقي قليلاً قبل المساء
    ضع قليلاً من النبيذ في ثُُقب الباب
    أسحب بساط الحياة من الحياة
    كن سعيداً عندما يرن جرس الهاتف
    آلو "مرحبا"
    مرحباً بعناق الورد في انحناء الظل
    أسند ضحكتك الأخيرة إلى جدار الريح
    قبل أن يعلو "ميسرة" فوق القوائم '2'
    كن عادياً كظلنا
    أضف قليلاً من الضوء إلى قهوة الصباح
    كن مُبذراً في الموت
    ومقتصداً في الحياة/ بما يكفي للحياة
    لا تلمني كي لا أحبك أكثر
    الساعة الآن شهقة العابرون إلى السراب
    كن "كبابلو" في رعشة العشاق
    استمع إلى ذكي عبدالكريم في حاجز الدموع '3'
    وبما تحس من دفء في نبض المسام
    ألصق دثار الفجر الملون على لوحة الماء
    ولا تعبأ بالنوارس في شط الجدل
    لا تكني كما أنا العام القادم
    قليلاً من الشجار
    كي تغوص عميقاً في يدي
    وكي أرشق مساءك بالزنابق
    كنت أنيقاً في براويز الماء
    وصخب الحكايات
    كنت ضجيجاً في المنفى العريض
    أنيساً في تفاصيل البنات الجميلات
    ومشدوهاً بين صلاح وصلاح وصلاح وصلاح '4'
    تحب ياسر "سُكّر" وإدوارد '5'
    وتفر من العراك إلى العراك
    تنحاز للطبقة العاملة
    وتعمل مُنظفاً للأواني في مطعم بسيط في النهار
    وتعود في المساء "مُثقفاُ عُضوي"
    تحدثني كثيراً عن هادي العلوي وسيد القمني
    تمنح المفازات ضوءها
    تراوغ الغمام في ضحكة اللقالق
    وبما تبقى من فرح مخاتل
    تعلن احتشادك في قلب غادة
    وتنتظر مجيئ مهيار
    شمساً في ليل بابل الطويل
    وإذ بالحياة تباغت الحياة
    درباً ترجل منك خلسةً
    وغاب في الأزل


    ...........



    ( يا أمــــــــه! '6'
    لا تقلعي الدموعَ من جذورها
    خلّي ببئرِ القلبِ دمعتين!
    فقد يموتُ في غدٍ أبوه..ُ أو أخوهُ
    أو صديقه أنا
    خلّي لنا.. للميتين في غدٍ لو دمعتين.. دمعتين!)



    كما وعد البحر، تماماً، عند اصطفاف الغيوم أعلى الشفق، خفق جناحاك حذاء الغياب،
    وطرت إلى السديم، ما بعد الحكايا ترف " لن نحكيه" ـ أيقونة على صدر فبراير/ شباط ـ
    لن أحبك بعد الآن أكثر، كي أحب الضجر، لن أحبك، كي أغسل دموعي من حير النهاية
    وسرو الماء، لن أحبك أكثر كي يعبر "مهيار" وديعاً تحت الظلال، لن أحبك كي تبقى ا
    لمراجيح قُبالة الضوء......................................................
    ........................................................................
    ........................................................................
    ........................................................................
    ........................................................................
    ........................................................................
    ........................................................................
    ........................................................................
    ........................................................................
    ........................................................................
    ........................................................................
    ........................................................................
    ........................................................................
    ........................................................................
    ..................................................


    ويستمر جدل حياة/ موت رمزية حضور/ غياب


    ويرن الهاتف كلما ضاقت مساءاتي بالنبيذ، يأتي صوتك في الواحدة ما بعد منتصف
    الحُلم راجلاً في الغيوم، مساء الخير...


    إدوارد سعيد!!

    أمازحك قائلاً: كل ما استند إليه سعيد في نقد ماركس في "الاستشراق" هو مخطوطة "نمط
    الإنتاج الآسيوي" منعزلة عن مجمل أعماله، وحتى في ذلك فهو على مدى الصفحات التي تناول
    فيها ماركس كثيراً ما يكرر عبارة " وحتى ماركس" في إيحاء واضح،وحتى.......

    تقاطعني: "موفقاً" بين عشقك لماركس وحبك لسعيد، إدوارد على خُطى سارتر!


    " إعادة بناء الإشتراكية مُهمة صعبة، ولكن ليست مستحيلة" يقول...

    انطلاقا من موضوع "التحسر على الذين غابوا"

    "الفكرة القائلة بأنه إذا كانت كل الأشياء آيلة إلى الزوال، فإننا نحتفظ منها
    بأسماء خالصة"



    لن أدثرك بمزيد من المراثي يا حبيبي، فقط دعني أُثبّت هذه الأيقونة على صدر فبراير


    " لا وجود لأية وردة"


    يا إيكو، كيف بدا المساء هناك؟


    " لقد كان صباحا رائعا في أواخر نوفمبر "


    وأنخرط من جديد في قراءة غرامشي ، كي أحقق رغبتي الكامنة في قتل الكافيار، حتى أفهمك
    أكثر-

    كيف تقرأ يا محمود درويش المثل الهندي

    والحال أن هناك مثلا هنديا يقول :

    " اجلس على ضفة النهر وانتظر فستطفو لا محالة جثة عدوك فوق الماء"


    (هناك التقيت بإدوارد قبل ثلاثين عاما'7'
    وكان الزمان أقلَّ جموحا من الآن
    قال كلانا:
    إذا كان ماضيك تجربة
    فاجعل الغد معنىً ورؤيا
    لنذهب إلى غدنا واثقين بصدق الخيال
    ومعجزة العشب
    لا أتذكر أنّا ذهبنا إلى السينما في المساء
    ولكنْ سمعت هنودا قدامى ينادونني
    لا تثق بالحصان ولا بالحداثة
    لا ضحية تسأل جلادها: هل أنا أنتَ
    لو كان سيفي أكبرَ من وردتي
    هل تسأل إن كنت أفعل مثلك
    سؤال كهذا يثير فضول الروائي)



    لا تهزوا المرايا هكذا يا أصدقاء حتى لا يتوه الباهلي في زحمة العشاق

    فقط

    كنت بحاجة لاختبار قدرتي على رؤية الموت طافياً على صفحة الماء كي أُعزّز ظنوني بالحياة،

    .وبعد!؟


    عفواً حبيبي، دعني أنزع عنك رداء الميثولوجيا لتكن عادياً نحبك، دعني أفتح نافذه على
    احتمال التسكع حتى لا تخنقك القُبل،

    بقليل من اللؤم

    غداً سأنام

    لأواصل موتي !.



    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    في حضور الهامش كانوا:

    '1' من أغاني الراحل المفضلة.
    '2' ميسرة محمد صالح.
    '3' الفنان ذكي عبد الكريم.
    '4' صلاح الخليفة، صلاح سليمان، صلاح حاج سعيد، صلاح بن البادية.
    '5' ياسر محمد خير "سُكّر"، إدوارد سعيد.
    '6' شعر محمود درويش، من قصيدة "وعاد في كفن".
    '7' شعر محمود درويش من قصيدة "طباق".
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de