|
|
 اللهم اجعل كلامنا خفيف عليهم
|
منذ شهور كتب أحدهم مقالاً في جريدة عربية دولية عن قذارة القاهرة بمبانيها وشوارعها ، ولعله لم يذكر البشر تأدباً، وثارت عليه زوبعة تدافع عن "شرف" و"كرامة" الشقيقة الكبرى، وضمن تلك الكتابات لن أنسي العبارة التي ختمت بها الكاتبة اللاذعة صافي ناز كاظم عمودها حينذاك حين قالت : وبالمناسبة ... القاهرة فعلاً قذرة حالياً، واللي مش عاجبه ... ينزل ينظفها... بلا فلقة !!!
وكثيرون فى هذا المنبر صاروا يرون فيه ما راى اولئك الاخوة فى القاهرة بل واكثر من ذلك ان البعض صار يرى فى بعض البوستات ملحوظات واشياء وعبارات منكره الى حد انهم قالوا مثلما قالت صافى ناز كاظم ... بلا فلقة !
وفى ظنى – واللهم اجعل كلامنا خفيف على اهل وملاك وكتاب ومناصرى بعض البوستات – ان انعدام الوازع الداخلي و الضمير أو التقوي او خشية إغضاب الله أو الحرص علي احترام النفس قبل الاخرين من الاسباب الرئيسه لان المعني بالأسماء والتعريفات المختلفة هذه يتربي وسط أسرته، وفي مدرسته، ووسط أقرانه علي السلوك الحسن لفظا ومعنى ولغة وبالتالى فانه يكون اكثر حذرا فى ضرب سياج الذوق العام بلفظ قبيح صراحة او ايماءة . كذلك كان لانفصال الاديان عن سلوك البعض شق مهم فى تشكيل بعض الانفس المريضة وانا لا اتحدث هنا عن الاسلام تخصصيا وتحديدا لكن اعنى اطلاق معنى الدين – من ايما ديانة – لجهه كونه يشذب السلوك والممارسة ويقومها وعندما انفصل الدين عن تهذيب سلوكيات الناس في معاملاتهم مع بعضهم البعض، و أصبح غالباً مجرد طقوس تعبدية تقال باللسان أو تمارس بأعضاء الجسم خالية من الهدف الأصلي (جاطت الحكاية ) ويمتد الامر كذلك الى التربية التى اصبحت مجرد تسمين وترفيه ومحاسبة علي الدرجات والشهادات الدراسية، ونسيت في غمرة الزحام أن الهدف الأول لها هو تنمية الأخلاق.مما كرس لانهيار الذوق، وغياب المروءة والإحساس.
ورغم ذلك – بفرضية الضبط الدينى والتربوى -لا يمكن أن يظن أحد أو يتوقع أن كل الناس ستنشأ علي الأخلاق الحميدة، أو سيكون ضميرها حياً أو ذوقها راقياً نتيجة للإختيار الحر أو مجرد التربية السليمة، وهنا قد يطرح نقاش ضرورة وضع ضوابط فى المنبر وفى ذلك تجارب ومناقشات عديدة سبقت وستتصل فان مثل ذلك القانون والضبط المنبرى بضوابطه وحدوده، وعقابه لمن يخالف أو يعتدي علي حرية الآخرين أو حرمة حياتهم أو يجرح مشاعرهم بصورة خارجة الا انه سيبقى مشلولاً عاجزاً عن التدخل في مسألة الذوق هذه لأنه لا يعتقد أن تقويم السلوك وملاحقة "قلة الذوق" مهمة من مهامه والمنبر وادارته ستكون محقه فى ذلك اذ سيكون مضحكا ومحبطا فى الوقت ذاته ان يضطر المنبر لتعيين (ظهير قشاش ) ومدافع ينظف البورد من كتابات البعض وهم هم علما وكسبا فكريا واكاديميا !!!
والنتيجة أن من يصدر عنه قول أو فعل "في الممنوع" لا يجد الرادع الكافي، وغالباً لا يجد أي رادع فيتمادى في قلة الذوق مجرماً الاخرين ولاعنهم بالفاظ بذيئة وساقطة ولهذا فان بكرى ابوبكر وكل الشاجبون لبوستات البول والعهر سيكونون مثل
يوسف أدريس حين قال باهمية أن يثقف الناس وتهذب اذواقهم فلم يسمع له أحد، ومات بحسرته، و هو يحارب العشوائية والفساد في الذوق والذمم.
وبهذا تضيع فرصة ذهبية لترقية ذوق الناس، وليصبح البني آدم إنساناً بمعني الكلمة عنده شعور وإحساس يتأثر ويحب ويتذوق، ويري الآخرين ويراعيهم .
... مشكلة ........ يا جماعة ....
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
محمد حامد جمعه
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست