|
نداء الوحدة مع الرغبة في بناء هيكل لمؤسسة ديمقراطية
|
من المعروف في الساحة السياسية السودانية ان الحزب الاتحادي الديمقراطي هو المرآة الصادقة التي تعكس صورة الوطن وذلك لما يتميز به الحزب من احتوائه على مختلف التيارات والميول والأنواع الثقافية والدينية والعرقية المكونة للطبخة السودانية بنكهتها المتميزة، وذلك لكونه حزب الوسط والطبقة المتوسطة. ولذلك فأنه من الطبيعي جدا أن يصل الحزب لما وصل اليه الآن من انشقاقات وخلافات قد تعصف بمسيرة الحزب في الفترة الأنتقالية القادمةز كل هذا نتيجة لآنعدام وغياب المؤسسية والترهل التنظيمي المزمن تماما كحال الوطن وما يمر به من عدم استقرار سياسي ومستقبل مبهم الملامح في ظل حكم الأنقاذ. ان السبب الرئيسي لما يتعرض له الحزب من أزمات هو الترهل التنظيمي المزمن منذ عام 1985 وغياب المؤسسية مع تحكم فرد واحد بحزب بقامة الحزب الاتحادي الديمقراطي مما أدي إلى إستقالة الشريف زين العابدين الهندي في أوائل التسعينات، وكان قد أوجز في خطابه للسيد محمد عثمان الميرغني أسباب إستقالته في غياب المؤسسية التي كانت واحدة من الأسباب الرئيسية لفشل وسقوط الديمقراطية الثالثة نتيجة لتحول الحزب من مؤسسة ديمقراطية إلى طائفة يفرض فيها فرد واحد على الإتحاديين فيها التسبيح بحمده وتقديسه والإنصياع لأمره دون تردد. استمر الحال كما هو عليه الى أن اجتمعت القيادات التاريخية والحقيقية للحزب وخرجت بفكرة قيام الهيئة العامة والتي هي عبارة عن اجتماع يضم كل فئات وقطاعات وفعاليات الحزب لإختيار قيادة شرعية مؤقتة تسير أمور الحزب وتمهد قيام المؤتمر العام للحزب. هذه القيادات هي كل من: أحمد حسين الرفاعي والشيخ السنهوري (رحمهما الله)، بالإضافة إلى أحمد محمد يس، د.مأمون سنادة، المهندس/ أحمد محمد الطيب بابكر، ومحمد الحسن عبدالله يس (أطال الله في أعمارهم). وقد وجدت الدعوة إلى قيام الهيئة العامة قبولا واستحسانا وتجاوبا كبيرا من الشارع الإتحادي، مما أدى إلى مسارعة الميرغني بإعلان قيام مؤتمر المرجعيات في محاولة يائسة وبائسة لقطع الطريق أمام قيام الهيئة العامة وادعائه زورا وبهتانا اعادة لم شمل الإتحاديين إلى حظيرته المقدسة. وقامت قيادات الحزب بتكوين غرفة عمليات للهيئة العامة من 44 عضوا (تبقى منهم 34 عضوا بعد قيام المرجعيات)، ولكن سرعان ما بدأت بعض الحركات المريبة لتسع من أعضاء غرفة العمليات (من من يطلقون على أنفسهم القوى الحديثة) من تغيبات مستمرة عن إجتماعات غرفة العمليات وقيامهم بإجتماعات سرية مع بعضهم البعض وتقاعس عن المشاركة في الوفود المتجهة إلى الأقاليم وتغييبها للحقائق عن المبتعدين عن ما يدور بداخل أروقة الحزب، بل وصل بهم الأمر الى خداع الحركة الطلابية وإبعادهم أو منعهم عن حتى زيارة منزل الزعيم، ولعل في هذه الخطوة محاولة لإستخدام قطاع الطلاب كسلاح يهددون به بقية أعضاء الحزب وتقوية شوكتهم. ثم أعلنوا يوم 17 ديسمبر موعدا لقيام مؤتمر الهيئة العامة (كما أطلقوا عليه وبصورة منفردة دون الرجوع إلى أو مشاورة غرفة العمليات). وقد كانت هناك مبادرة من مركزية الإتحاديين الديمقراطيين بمباركة من الأستاذ محمد إسماعيل الأزهري والحاج مضوي محمد أحمد والتي تقرر فيها يوم 1 يناير موعدا لقيام إجتماع الهيئة العامة ليكون متزامنا مع الذكرى 49 لإستقلال السودان، فما كان من القوى الحديثة إلا أن رفضت هذه المبادرة وما كان من الحاج مضوي إلا أن شارك معهم في خطوة غريبة منه رغم تصريحاته الرافضة لخطوات تيار القوى الحديثة. (هل يعقل أن يكون الخلاف حول المواقيت المتقاربة شرارة انشقاق وانشطار لمؤسسة ديمقراطية كالحزب الإتحادي الديمقراطي؟!؟) ومضت القوى الحديثة في طريق قيام مؤتمر لها في قاعة الصداقة في 17 ديسمبر 2004 (ألم ترتبط قاعة الصداقة في أذهان السودانيين بالحكم الدكتاتوري والمؤامرات التي تحاك ضد الوطن والواطنون؟!؟)! وإنا في أشد حالت التعجب والذهول اللتان لا تخلوان من حسرة على ما وصل إليه الحزب لقيام مؤتمر لحزب يزعم أنه الحزب الأتحادي الديمقراطي دون إشراك أو حتى دعوة الأشقاء الشرفاء من أمثال د.مأمون سنادة، المهندس/ أحمد محمد الطيب بابكر، محمد إسماعيل الأزهري، اللواء/ عبدالحليم شنان، الحاج/ الطيب الكندو، النائب البرلماني/ عبدالرحمن أبوسوط، د.عبدالجبار علي إبراهيم، وغيرهم من الأشقاء المناضلين والقيادات التاريخية والشابة. كما ونستغرب من وجود بعض الأسماء في مؤتمر 17 ديسمبر التي ارتبطت وعرفت بالعداء التاريخي والكراهية العمياء للحزب الإتحادي الديمقراطي، بل وإدخالهم في المكتب السياسي كذلك. ألم يكن النعمان حسن عضوا في لجنة تطهير وجرد منزل الزعيم الخالد إسماعيل الأزهري التي كونها الشيوعيون في أوائل فترة مايو في محاولة فاشلة وقذرة منهم لإهانة الزعيم والإنتقام من قيادات الحزب لطردهم من البرلمان عام 1966، ألم يكن شاهد محمكمة كذلك ضد السيد المناضل أحمد السيد حمد وأهان كرامته في فترة مايو؟!؟ ألم يكن د.عبدالرحيم عبدالله (الذي تلقى دراسته الجامعية في موسكو بمنحة من الحزب الشيوعي السوداني) أحد الشيوعيين الذين ظهروا في فترة إنشقاق الحزب الشيوعي السوداني الشهير عام 1970 أيام معاوية سورج وتسلق القمم التنظيمية للحزب الشيوعي السوداني فجأة؟!؟
إننا لا نزال نمد أيدينا لكل الإتحاديين في كل مكان وكل تيار ليعودوا الى حزب المؤسسية وحزب الأحرار والشرفاء. ونقول لهم معا نحو مؤتمر إستثنائي نسبة لظروف حزبنا الإستثنائية لإختيار قيادة شرعية وهيكلة مؤسسة ديمقراطية، حتى لو جائت بالسيد الميرغني، ولكن شرط أن يخلع العبائة الطائفية ويلبس بدلة الدمور الوطنية.
|
|
|
|
|
|
|
|
|