حوار مع ماريو فارغاس لوسا : الثقافة هي الملاحة في أحاسيس الناس

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 06:21 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-14-2005, 04:38 AM

عصام عيسى رجب

تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 193

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مع ماريو فارغاس لوسا : الثقافة هي الملاحة في أحاسيس الناس (Re: sympatico)

    الصديق الجميل سمبتيكو،

    مساءاً جميلاً كجمالك، وشكراً صديقاً وأنت تُهديني هذا الحوار الممتع مع "ماريو فارغاس يوسا" .... وتؤمي إلى روايته "في مديح زوجة الأب" كما ترجمها "صلاح صلاح"، التي أهديتني لها حين زورتي لك في فبراير 2004..... أنا أحبذ ترجمة العنوان "امتداح الخالة" كما شاء ذا "صالح علماني"، دون أن ينتقص هذا من ترجمة "صلاح صلاح" لروايةِ "ماريو" الفالتةِ العيارِ بجَمالٍ (لا أظن أن هناك نص جميل ليس فالت العيار، والظنُّ مردودٌ إليّْ ...!!!"

    أمس مساءاً (12 يناير 2005)، لا قبل، دخلت "سودانيز أون لاين"، بعد انقطاع قارب عشرة أيام، ووجدت بوستك الصديق، طبعته صباح اليوم وقرأت الصفحة الأولى منه بعد الظهر بعد عودتي من المكتب، وشغلني عنه شاغل فلم أكمله ....

    بعد المغرب مباشرةً، أخذت ابني "محي الدين" لحلاقة شعره الذي طال واستطال .... أخذت الحوار معي وقلت أقرأه بينما الحلاق يمارس هوايته على شعر "محي الدين" .....

    وقرأت الحوار هناك .... يا صديقي، هذي القراءة شيءُ بديع ...!! وخاصة إن كنت تقرأ شيئاً يلامسُ روحك أو ... هو ما قاله "ماريو" / القراءة هي حجتي الوحيدة للبقاء ... الكلمة هي التي تحميني من ذلك العدم الذي يتربص بي ويأخذ أشكالاً شتى ... أقرأ، أمتلئ، تستعيد قامتي معناها، ذاك هو البحث عن عبقرية المعنى ...
    عادتي ألا أقرأ إلا وفي يدي قلم رصاص، أضع به خطوطاً تحت الجمل التي تستوقفني وأنا أقرأ ما أقرأ وأكتب به تعليقاتي على ما أقرأ .... وبلغ بي الأمر أني لا أستطيع أن أقرأ بدون قلم الرصاص، إطلاقاً ...
    إذاً إليك ما خطًّطت وأنا أقرأ ما باح به "ماريو" /

    الكتابة هي، أو يفترض أن تكون، الرغبة في المستحيل ... أعتقد أن تلك الصفقة القبيحة مع الممكن هي التي جعلت المجتمعات تتفاعل هكذا مع المأزق ...

    أحد أبطالي سأل: يا أمي لماذا لم تتزوجي الهواء ...؟! ... هذا لكي تنجبي هواء آخر ... كان صاحبنا وراء القضبان، وكانت الأيام تختنق، وكان يقول إن قدميه لم تعودا صالحتين للاستعمال .... لم يكن خائفاً من الكرسي المتحرك، بل كان خائفاً من أن تصاب الحرية بلعنة الممكن ...

    المسافة شفافة بين الخبز والحرية، ولكن يفترض أن تكون هناك مسافة كي لا نخلط، كما يحلو لنا، بين بطوننا وأرواحنا ...

    لا ريب أن هناك آلاما كثيرة تكمن لنا عند كل مفترق، كما لو أن مهمتنا الوحيدة هي القتال السيزيفي ضد الألم، لقد فتنني ''فيكتور هوغو'' كثيرا ... قرأت روايته ''البؤساء'' عندما كنت في الرابعة عشرة من العمر ... ربما كنت آنذاك بحاجة إلى من يعلمني الكآبة كي لا تكون المراهقة حلبة للعشوائية والبلاهة والرغبة فقط ... أخيراً طلب إلي ناشر أسباني أن أضع مقدمة لها ... أعدت قراءتها، ولكن بالفرنسية هذه المرة وليست بالترجمة الاسبانية، كان علي أن أصرخ يا إلهي ...!!
    لم أكن أتصور أبدا أن تطرح رواية ما كل ذلك الصراخ الفلسفي: العلاقة مع الآخر، العلاقة مع السماء، مع الذات ... كان كل شيء يتفجر بين يدي ... كيف يمكن لكاتب أن يضع كل هذا بين دفتي كتاب ... المسألة لا تتعلق أبدا بتقنية الدموع، وإنما بتقنية الخلاص ... كيف يفتح المعذبون، ولو بعيونهم، بوابات الخلاص ...

    أكتب ضد العدم لأنني موظف عند ربة عمل تدعى الحياة ...!!

    ليما هي ليما وباريس هي باريس ... لكل مدينة عظمتها وعذابها ... لا أتردد في القول أن عظمة ليما هي في عذابها، أما عظمة باريس فهي في عظمتها، نكهة مختلفة، رؤية مختلفة، عالم مختلف ... ربما العصافير تشعر بالأمان أكثر على أكتاف الفقراء ... لكن باريس مدينة باهرة، أنها مدينة ''هوغو'' لكنها أيضا مدينة ''اندريه مالرو'' و ''الوضع الإنساني''، هذا الكتاب هزني ... شعرت بأن ثمة كتاباً مقدساً وضع من أجل الإنسان فقط

    أن تكون مثقفا يعني أن تتقن الملاحة في أحاسيس الناس ... هنا عبقرية الأدب في أميركا اللاتينية ... تدخل إلى عظام الآخرين وتسأل، سواء بالأزميل أم بالكلمة ... الأدب هو الذي وضع حداً لجمهوريات الموز ...

    صحيح أن هناك داخل المؤسسة الأميركية من يعمل ضد الوعي، ولكن في أي خانة نضع ''جون شتاينبك'' أو ''توني موريسون'' أو ''بنيامين فرنكلين'' أو ''جيمس بولدوين'' ... وحتى في السينما كيف لا ننحني أمام ''فرنسيس فورد كوبولا''؟ ألا يجسد العولمة في الفن الذي يحرض في اتجاه الإنسان، وضد التداعي في لعبة الشيطان؟ العولمة لا تخيف، بل ذلك النقص في الديمقراطية، وفي العدالة، وفي الحرية، بالطبع هناك جوانب في العولمة تثير الارتياب، إنها ظاهرة وتحمل على ظهرها كل أشيائها ... هنا تتبلور مهمة الوعي: أن يقتل كل ما هو دون الوعي ...
    ياله حوار جميل، أليس كذلك ...؟! ذكرني بحوار آخر أُجريَ مع "إيزابيل الليندي" عقب صدور روايتها قبل الأخيرة "بنت الحظ" ... وجدت الحوار في موقع "بانرز أند نوبل" وترجمته للعربية، ولكن لشقوتي انمسح قبل نحو شهرين هارديسك كومبيوتري نتيجة خطأ أرتكبه فني الكومبيوتر، أو هكذا زعم لي، فانمسح ذلك الحوار وسواه ... ولكني كنت بعثت به لصديق، أرجو أن يكون في حوزته حتى يمدني به، وقتها سأنشره في "سودنيز أون لاين" ....

    ما قولك إن أوردنا هنا مقطعاً من "امتداح الخالة" بترجمة "صالح علماني" /

    "كان الطفل قد نهض ووقف على قدميه فوق السرير ... وكان يبتسم لها وذراعاه مفتوحان ... وبينما دونيا لوكريثيا تتقدم نحوه مبتسمة أيضاُ، فوجئت – أم تراها حدست؟ - في عيني ابن زوجها، بنظرة تتحول من السعادة إلى الاضطراب وتنصبَّ ذاهلة على قدميها، ففكرت: "رباه، إنك شبه عارية ... كيف نسيت ارتداء الروب أيتها الحمقاء ... أي مشهد هذا بالنسبة إلى صغير مسكين ...؟!" أتكون قد شربت كؤوس خمر أكثر مما يجب ...؟!
    ولكن ألفونسيتو عانقها: "عيد ميلاد سعيد يا خالتي!" كان صوته الطازج المنطلق دون قلق يعيد الحيوية إلى الليل ... أحست دونيا لوكريثيا بشبح القامة ذات العظام الهشة يلتصق بجسدها وفكرت بعصفور صغير ... وخطر لها بأنها إذا ما ضمته بقوة أكبر، فإن الطفل سينكسر مثل نبتة كاريثو ... وهكذا، وبينما هو فوق السرير، كانا متساويين في طول القامة ... كان قد طوق عنقها بذراعيه النحيلتين وراح يقبلها بحب من خدها ... وعانقته دونيا لوكريثيا أيضاً، وانزلقت إحدى يديها إلى أسفل قمص البيجاما ذات اللون الأزرق البحري والحواف الحمراء، وداعبت ظهره وربتت عليه، شاعرة في أطراف أصابعها بتدرج عموده الفقري الهش ... "أحبك كثيراً يا خالتي"، همس الصوت النحيل في أذنها، وأحست دونيا لوكريثيا بشفتين نحيلتين تتوقفان عند شحمة أذنها، تدفئانها بأنفاسهما، تقبلانها وتعضانها لاعبتين ... وبد لها أن ألفونسيتو يضحك في الوقت الذي يتودد فيه إليها ... كان صدرها طافحاً بالتأثر والانفعال ... وفكرت كيف أن صديقاتها تنبأن بأن ابن زوجها سيكون العقبة الكبرى، وأنها بسببه لن تكون سعيدة أبداً مع ريغوبيرتو ... وفي خضم تأثرها وانفعالها، قبلته أيضاً من خديه، من جبهته، من شعره المشعث، بينما كان إحساس غامض، كأنه آتٍ من بعيد، دون أن تدركه جيداً، يتسرَّبُ بين فينة وأخرى من جسدها ..."


    .... طبعاً لهذي الرواية تتمة في رواية تالية لـ"ماريو" هي روايته "دفاتر دون ريغوبيرتو"، فاتنة ومجنونة هي الأخرى ... وصدر له بعده رواية "حفلة التيس"، والتي خطر لي وأنا أقرأها، أنه ينبغي علينا، نحن أبناء العوالم الغارقة في الديكتاتوريات، أن نقرأ مثل هذي الرواية لنتعرف كيف يتخلَّق الطغاة من عجزنا من أن نتصدى لهم ونقاومهم وهم لم يستووا على سوقهم بعد، لأن مقاومتهم ستكون جد صعبة حين استوائهم على سوقهم وعلى رقابنا ... كما صدرت له سنة 2003 روايته الأخيرة "الطريق إلى الفردوس"، والتي اقتنيت ترجمتها الإنجليزية "The Way to Paradise" قبل شهور ولم أشرع في قراءتها بعد ...

    بقيت ملاحظة يتيمة تتعلق بما ورد في مقدمة الحوار من أن "ماريو فارغاس يوسا" حاصل على جائزة نوبل للآداب، وهذا ما لم يحدث على حد علمي إلى الآن، مع قناعتي الشخصية باستحقاقه لها، تماماً مثل ما هي قناعتي باستحقاق كاتبة مثل "أليس ووكر" و "إيزابيل الليندي" و آخرين وأخريات، ولكن أنت تعلم أنَّ لجائزة نوبل للآداب مِزَاجُها النوبلي جداً في اختيارِ كُتَّابِها ...

    وعاشرةً لك محبتي وشكري،









                  

العنوان الكاتب Date
حوار مع ماريو فارغاس لوسا : الثقافة هي الملاحة في أحاسيس الناس sympatico01-04-05, 11:54 PM
  Re: حوار مع ماريو فارغاس لوسا : الثقافة هي الملاحة في أحاسيس الناس عصام عيسى رجب01-14-05, 04:38 AM
    Re: حوار مع ماريو فارغاس لوسا : الثقافة هي الملاحة في أحاسيس الناس sympatico01-14-05, 04:59 AM
      Re: حوار مع ماريو فارغاس لوسا : الثقافة هي الملاحة في أحاسيس الناس nassar elhaj02-04-05, 01:21 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de