|
لماذا التباكى على إتفاق السلام أيها العرب؟؟؟؟
|
ح لماذا يزرفون دموع التماسيح على إتفاق السلام السودانى؟؟؟؟
تابعت منبر الجزيرة الإسبوعى الذى تبثه قناة الجزيرة و الذى تم تخصيصه بالكامل للنقاش حول إتفاق السودان الموقع بين الحكومة السودانية و الحركة الشعبية لتحرير السودان و الذى مثل بذره للأمل و مخرج لحل الأزمة السودانية الكبرى و كتب النهاية لأكبر حروب القارة الأكثر فقراً و تخلفاً فى العالم . تابعت و بكل أسف مداخلات العديد من إخواننا العرب و التى جاءت كلها على إتفاق بما أسموه بالمؤامرة الكبرى و الجريمة النكراء و غيرها من المفردات التى كثر تداولها عند العرب فى مواضعها و فى غير مواضعها ، تحدثوا على أن إتفاق السلام الأخير و إعتبروه ما هو إلا مؤامرة كبرى تستهدف الأمة العربية و تحدث عدد من المصريين بأن ذلك ما هو إلا تهديد لأمنهم القومى و الإستراتيجى و نسوا أو تناسوا عمدا الملايين من أهل السودان الذين حصدت أرواحهم الحرب اللعينة و إصطلوا بنيرانها لأكثر من خمسون عاماَ ، دفعوا ثمنها تخلفا و تراجعا فى معدلات النمو و تدهورا فى الخدمات العامة و ضنكا فى الحياة.
أين كانت هذه الشعوب و هى تزرف دموع التماسيح على إتفاق السلام السودانى ، و الحرب فى السودان تصل لكل بيت سودانى ؟ و اين كانت هذه الشعوب حين فقد شعب السودان الكثير من مفكريه و مثقفيه و رجاله و أبناءه ؟ و كيف كان موقفها من الملايين من أبناء السودان الذين أجبرتهم إفرازات الحرب و تداعايتها و هاجرت طلباً للرزق فى دولهم كيف جاء التعامل معهم ؟ لا ،،، عفوا إخوتنا الأعزاء ،،، فالأخوة الصادقة تدفعها حسن النوايا و يدفعها الإحساس الصادق بالإنتماء للقضية و ليس إطلاق العنان للأحاديث غير المسئولة التى لا تعبر إلا عن جهل واضح و عدم إدراك لأصول و تداعيات القضايا التى نتحدث عنها.
فأهل السودان وحدهم الأدرى بحقيقة تداعيات الحرب اللعينة و لذلك جاءت فرحتهم العارمة تعبيراَ عن رضاءهم التام بما توصل إليه المفاوضون ، و إكتملت الفرحة بالإتفاق مع التجمع الوطنى و القوى السياسية التى أجمعت كلها على ضرورة وقف الحرب و المحافظة على ذلك و من ثم تأتى المفاصلة ديمقراطيا و حينها يكون للشعب السودانى كامل الحرية فى إختيار قياداته التى يراها مناسبة دون مؤثرات خارجية أو ضغوط أجنبية.
أما الحديث عن تقسيم السودان و فصل الجنوب عن الشمال ، و تهديد الأمن الإستراتيجى لعدد من الدول فتلك هى النغمة التى يعزف على أوتارها إخواننا العرب ، فهو حديث سابق لأوانه حيث لم تأتى الإتفاقية بفصل واضح و صريح لجنوب السودان عن شماله و إنما أتت بفترة إنتقالية تتاح من خلالها الفرصة للمحافظة على السودان موحدا عبر مشروعات التنمية ، و التى تظهر فيها حقيقة النوايا العربية و الدولية فى بقاء السودان واحدا متحداً ، و حينها تظهر جديتهم و صدقهم فى دعم الوحدة السودانية عبر الدعم المباشر لهذه المشاريع و محاربة كل المسببات التى يمكن أن تعوق هذه المشروعات و تؤدى إلى فشلها و من ثم تهديد الوحدة السودانية و حينها يبقى الفصل لا محاله و التهديد الذى يهدد أمنهم حقيقة واقعة .
و لكن دعونا نتفائل خيراً بأن يبقى السودان موحدا و تبقى وحدته تحدياً لأمته العظيمة و يقينى بأن شعب السودان لن يفرط فى الوحدة التى دفع ثمناً لها شلالات من الدماء هنا و هناك،،،
و الله أكبر و عاش السودان قويا موحداً،،،،
الطيب إسماعيل أبو الباشا – الدمام
|
|
|
|
|
|
|
|
|