الاخ بكرى أبوبكر ....شكرا جميلا...ونبيلا !!!!!!

Quote: ما تزال الأزمة ناشبة في وطن مثل السودان تتنوع تضاريس خارطته السياسية والثقافية والاجتماعية تنوع من الضروري أن يفضي إلى وحدة تكون إثراءً للحياة، غير أن بالسودان أمراً عجباً فالديمقراطية تسلم الحكم إلى سلطة قابضة وديكتاتوريات فظة غليظة القلب لينفض الناس شيعاً وطوائف في تقدير شأن الوطن وشئون الانتماء إليه في دورة خبيثة، والأحزاب السياسية مناط التعبير الأتم عن اتجاهات الجماهير وتطلعاتهم الطامحة إلى استقرار دائم وسلام وأمن اجتماعي هي كذلك –الأحزاب- تزيد من هوة الفتق على الراتق وتظل تخلولق من كيانات جامعة راسخة البنيان إلى خلايا صغيرة ميتة الأداء والحساسية بدلاً عن أن تخلق إبداعاً جديداً يعبئ الطاقات وجهة البناء والنهضة الحضارية.... حالة كهذي من التشظي والتشرذم تنسحب كذلك على مجمل الحياة العامة وأضحت الشخصية السودانية في بلبال مستمر وشرة وشر نار حتى غدونا ضحى مشاكوس ونيفاشا على وعد جديد يبدو هذه المرة وعداً غير مكذوب في واحدة من أعاجيب الإنقاذ العجيبة والتي مرت –أي الإنقاذ- بذات الحالة التي أصابت الوجود والموجودات تحت قبة الوطن بل وقد أتت طوال حكمه بما لم تستطعه الأوائل، وهنا دعوني أعرج إلى جهاز مثل التلفزيون وهو أكثر تعبيراً عن مشروع الإنقاذ الذي أسقط الدكتور حيدر إبراهيم حضاريته في كتاب صدر حديثاً....... التلفزيون في فترة من الفترات اقترب من شفا نار جهنم من خلال مادته حيث أحال كل سلوك السودانيين من آدم ومظاهر تدين قطاعاتهم إلى ضلالات مبينة بل أعلن أحد جهابذة "وجه النار" كفر طائفة من مسلمي السودان في فتوى أثيرية كادت تؤدي بحياة الكثيرين بينما إمام دار الهجرة الذي اتخذه غالب أهل السودان عمدة لفقههم، تكاد تطلع روحه من حلقومه عند الفتيا وكان كثيراً ما تتلجلج ترجيحات النصوص عنده فيقول "الله أعلم ومن قالها فقد أفتى". ومع ذلك ظل أهل السودان في دهشة عظيمة وفي "شيتن يحير" وأنظارهم شاخصة إلى قناتهم تنفذ إلى الفضاء الرحيب تستعدي العالمين ولا تحض على مشروع جاذب يلفت الأنظار إلى ابداعاتنا وثقافاتنا والذات الثرة الخصيبة، وكانت الدراما أمراً يشيب لهول التصور حولها الولدان........... الأستاذ هاشم صديق في حوار أجريته معه أفاض بالحديث الموضوعي حول دراما تلفزيوننا ومقص الرقيب وأكد أن الذي يحدث قد يقود إلى الجنون..... لجان الدراما يمكن أن تلغي عملاً كاملاً بمسوغات ساذجة بأن مشهداً واحداً فيه تهديد للمشروع الحضاري... المشهد قد يكون أن الممثلة قد "تبرجت"، سبيبة من شعرها وهي في مخدع الزوجية أو المطبخ وأن الحجاب لم يكن مثبتاً بصورة شرعية بل والأدهي من ذلك أن واحده من لجان التلفزيون ألغت برنامجاً كاملاً لأن مشهداً تجري فيه النعامة وأن ساقاها برزتا في شكل مثير.... والدراما وعاء وحامل لثقافات أهل السودان بيد أنها غضون الحقبة الماضية تعرضت لمحنة عصيبة ومع ذلك وبكل تشوهاتها وتشويهات اللجان كانت بحسب ورشة عمل أنجزها الأستاذ السر السيد مديرها يومئذ كانت الأغزر انتاجاً ولقد استطاع السر السيد أن يفرض أهميتها في اللجان العليا للتلفزيون وأن يستنقذ في نضالات جمالية بديعة شيئاً من رونقها وأن يصمد ضد غلواء المتطرفين وبعض البيروقراطيين المقهورين بالوظيفة وطاعة المدير... أعود هنا عوداً على بدء.... إلى العنوان الذي أفتتح به مساهماتي في سودانيز أون لاين "مذكرة عشرة جديدة تتهدد وحد الحزب الحاكم" وقد عصفت من قبل مذكرة الإسلاميين العشرة بالسلطة الأبوية والمركزية للدكتور الترابي وقادت إلى تحولات خطيرة في مسيرة حكم الانقاذ على الرغم من أن فئة قليلة ما تزال تعتقد أنها بداية لعمل مسرحي جديد على غرار "قلت له إذهب إلى القصر رئيساً وأنا إلى السجن حبيساً" ولكن عطفاً على ذلك فإن الحزب الحاكم الذي يتقصده المقال أو الافتتاحية هو حزب أخذ يتنامى في أوساط عديدة داخل السودان وجرى التأسيس له على نحو عقدين من الزمان وله تنظيرات وكادر وأرشيف ومكتب معلومات وقيادات في الظل وتحت المخابئ وخلايا مجهرية ومانفستو ونضالات ضد القبح..... الحزب في مسعى قياداته عمل جليل لأجل الوطن سواء بسواء مع التنظيمات السياسية التي أدمنت الفشل وتمادت في نفض العهود والمواثيق مع الجماهير.... الحزب هنا هو الحزب الجمالي والذي برز إلى العلن في الإونة الأخيرة عبر مثقفيه وعبر المنتديات وفي المساءات الشاعرية... الحزب الجمالي يبذل جهده أن يتوحد أهل السودان على كتاب الجمال... جمال الناس والأشياء والوحدة الوطنية والسلام والتنمية المستدامة وكل هذه أمور لن تستقيم لو كانت النفوس بغير جمال.... الحزب الجمالي فكرته المركزية تدور حول الأنثى وهي في معراج الجمال الإنساني في المرتبة الأولى استمدادا من حالة التدين عند العرفانيين والذي ينطلق من جمال المرأة في تجلياته النسبية ويترقى عبرها إلى مطلق الكمالات ذي الجمال الأسنى.... الأستاذ السر السيد وقيادات أخرى معه يستشعرون بوادر أزمة جديدة أخذت تلوح في الأفق وتململ من بعض الأعضاء "قرابة العشرة" حول سطوة القيادات القابضة وضمور فاعليتها وعدم قدرة المنهج في ظل المتغيرات على استيعاب عضوية جديدة... الأستاذ أيمن حسين الخبيرالأقليمي في مجال الحاسوب والتقانة السلليكونية يتلفع بردته وطاقيته، أقرب ما يكون شبهاً بمشايخ شلاتين وحلايب ومسبحتان تطوقان يده اليمنى، يسعى جاهداً لاحتواء الأزمة ومنع تفجرها خصوصاً وأنه بصدد دراسة دور الميتافيزيقيا والتأملات الروحانية في جذب الشباب الأنيق والفتيات الجميلات إلى العضوية، سوى أن الأستاذ "مطر قادم" وهو من الدعاة المؤسسين يبتهل أن ينصلح الحال وعقله مع القيادات الحاكمة وقلبه مع الأستاذ عبد العزيز رجب والأخير "رجب" في هيئته المرحة وروحه الوثابة ربما قاد تمرد الداخل في أقرب وقت..... الأستاذ بكري أبو بكر وأعضاء الموقع،،،، هذه افتتاحية جادة من جهتي أيا ما كان الأمر،،، دعوة إلى الجمال.... حوار حول الإنسان السوداني... سماحته وطيبته وحول "بنات حلتنا" وحدائقهن الوريفة. مع مودتي