وعلى مشارف النهاية جلوسا على قارعة الزمن الراحل.. متكئا على احزان تضخمت... بين الحسرة على عام ولى واشتهاءا لاحلام ذبلت.. وانا بداخلى زحمة من افكار تتسابق للانتشار عبر ازقة ضاقت وكأن طرقى اغلقت للصيانة... اشعر بمرارة العاجز عن التعبير.. حين احتل الالم مكان العبرة والالهام... وكنت ارعى بداخلى بوادر مشاريع للفرح احملها لكى استقبل العام الجديد ببيارق ترفرف.. اهزم الياس الذى طغى ولكن لولا الاسى لقلت تفدينى الليالى الطوال.. وفى سباق حميم مع آخر اللحظات فى هذا العام الطويل الذى امتد فى كل ساحات الحزن ليضفى علىّ لون الكلام مركز حزن خرافى.. الى عام سلب منى احساسى بلحظة السرور بقطف الحصاد والهناء والارتحال الى عالم الوجدان الحقيقى.. والحس الذى طغى وانتشر فى ازقة المدينة الخراب... بين نادملعام رحل ومتفائل بعام اكثر عطاءا وعشقا... يا ليت لى مقدرة استرجاع لحظات ضاعت هباءا منثورا لانسانة لا تعرف العشق ويساورنى حزن من نوع آخر حين اقارن بين امنياتى التى هزمت وبين تطلعاتى التى فاقت حد التصور.. ولكن حين نضب معين الكلام كان بداخلى تتفتح عيون للعشق تنساب عكس خطوط الكنتور وتصعد للاعالى..ضد الجاذبية وتزرع فى الصخر وردة تتفتح خارج المواسم.. تمنيت بروح انانية لو استرجعت زمنى الذى اهدر فى المحطات وجميل القول الذى تلاشى بين نفاق وصلد الفؤاد... ومالى الذى لم احس بتزيره بل لزمنى الذى كنت احلم فيه بك... ياليت تعود بنا الايام لكى اعيد صياغة الحروف وارتب توزيع النغم.. واحرث مساحة العشق وابذر فيها امل آخر... ولكن حتى فى اخر اللحظات ارى الحزن والحسرة تحاول ان تستلب الفناء الممتد لتضفى على حسرتى عمق آخر.. ولكن احساسى بعام جديد اكثر نضجا واعمق احساسا هو ديدنى.. وتمنيت ان ازرع ربيع هذا العام فى قريتى زهرة ارعاها وسط اهلى .. واحملى طنبورى وسط غابات النخيل بين جروف النيل لاغنى لوطنى الذى استظل به يوم لاظل... وكل عام وانتم اكثر عطاءا وانتماءا واكثر صدقا فى مستوى العلاقات الخاصة والعامة
(عدل بواسطة sharnobi on 12-31-2002, 02:21 PM) (عدل بواسطة sharnobi on 12-31-2002, 03:02 PM)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة