|
ثيرمومتر محبة (محجوب شريف)
|
كان لى شرف عضوية (نفاج محجوب شريف) بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية ، وعزمنا العقد على العمل بقوة لإنجاح مشروع النفاج ، وكانت فرصة مواتية والثيرمومتر الحقيقى لمعرفة مكانة محجوب شريف وحب الشعب السودانى ، فقد كلفتنى اللجنة بتوزيع عدد معتبر من تذاكر دخول الحفل الخيرى الكبير والمعرض التشكيلى المصاحب ،
لا اريد هنا التحدث عن حفل يوم الخميس ، والنجاح المنقطع النظير الذى قابله الحفل ، ولكنى أرغب فى إيراد (ثيرمومتر) المحبة فى قلوب أحباب شريف ، فتوكلت على الله وأخذت التذاكر وبدأت فى إجراء الإتصالات بالأحباب والأصدقاء الذين أثق فيهم ، وكانت التذكرة بسعر رمزى وقد وضعت فى (كيس) جميل بداخله سيدى يحوى أشعار وأغنيات كتبها الشاعر وشريط كاسيت وبعض النشرات والقصائد زينت جميعها بصور شاعرنا الكبير ، وبدأت فى الإتصال ،
أعجب إتصال كان مع الدكتور صلاح جبريل ، الذى شرحت له فكرة النفاج وأن ريع المبالغ التى تجمع تذهب لدعم النفاج والمساعدة المادية لعلاج شاعرنا الكبير ، فقبل التذكرة مشكوراً ، وأقفل الخط
فوجئت بالدكتور يتصل علىّ مرة أخرى ويطلب منى ورقة وقلم ، وقد أملانى الكلمات التالية التى جادت بها قريحته من فرط حبه للشاعر الكبير ، فكتبت ما يلى:
لما علينا يطل ديكتاتور يقرأ بيانو وبعدو يقول أخدوا شريف للزنزانة تفتكر الحل يجيبو الحارس والمأمور بذل ومهانة لأنو القلم الإنت تشيلو بكشف حالو مهما شرازمو صالو وجالو ببقى سلاح يهز الدنيا تحت أقدامو بشكل مخيف لآنو أكيد بتقصر بيك ايامو يا محجوب وما عارفين إنو مكانتك إنت مكانة فيها أنحنا لا بنقصر لا بنتوانى ولما الحالة علينا تضيق إنت معانا رفيق وصديق بنرجع نقرأ كلامك وناخد القوة الدافعة من إلهامك ومهما يطول عهد القهر بترجع تانى وتلقى الناس فى سودانى خلت شعرك بقى دستورها حافظة حروفك لأنك إنت ضميرها وإنت شريف فى حلكة ليلنا الدامس إنت قمر فى سمانا يلالى مشينا معاك ، معانا حاتمشى ونمشى نرفع صوت الشعب العالى حتى النصر
(صلاح جبريل)
وكانت هذه والحق يقال من أجمل تجاربى فى أثناء عملى مع اللجنة
وبنفس القدر كانت هنالك بعض إحباطات أصابتنى بهم وغم وألم شديدين ، فقد إتصلت بأحدهم ، وكان له مكانة كبيرة فى قلبى ، ولكنه اصابنى بالإحباط من جراء ما قاله لى ، فبعد أن شرحت له الفكرة ، وقبل الدخول فى التفاصيل ، يبدو أنه قد فهم من كلامى أن المسألة (جمع تبرعات سودانية) ليس إلا ، فانتفض مذعوراً وقال لى بغضب (ونهير):
ياخ جننتونا ، كل يوم طالع لينا واحد ، أدفعوا أدفعوا أدفعوا ياخ ما بندفع ما (الجاغريو) مات ، إنتو عملتو ليه شنو؟؟؟
فاسقط فى يدى ، وفار الدم فى عروقى ، وتأكدت من (سخف) موقف الرجل ، فاعتذرت له فى هدوء وأقفلت الخط
هذا موقف سخيف ، أسرده عليكم لتعرفوا تباين البشر ، وإختلاف مذاهبهم ، فعندما ذكر (الجاغريو) قال ذلك لأن الجاغريو يرحمه الله من (منطقته) وهو بالتالى يشعر أن الشعب السودانى لم يتعاطف معه ولم يهب لنجدته وعلاجه عندما كان محتاجاً لذلك ، ولكنه الآن يقف بصلابة وقوة مع محجوب شريف ، وبالتالى عذرت الرجل رغم أن الخطأ لا يصحح بخطأ أفدح منه
وكان هنالك موقف آخر ، وهو أحد الأحباب الذين أعزهم كثيراً ، كنت أحمل (الكيس) الذى يحوى التذاكر والشرايط ، وقبل أن أكمل كلامى وبمجرد سماعه (محجوب شريف) ، خطف الكيس من يدى ، وأدخل يده فى جيبه ليدفع القيمة المحدده وقال لى:
على الطلاق (كيسك) ده كان فاضى باخدو
تصوروا حلاوة المواقف ، وغيرها الكثير الذى كان بالنسبة لى ثيرمومتر المحبة لمحجوب شريف شاعر الشعب السودانى
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
ثيرمومتر محبة (محجوب شريف) | يازولyazoalيازول | 06-17-06, 02:53 AM |
Re: ثيرمومتر محبة (محجوب شريف) | Sidig Rahama Elnour | 06-17-06, 04:51 AM |
Re: ثيرمومتر محبة (محجوب شريف) | يازولyazoalيازول | 06-17-06, 04:57 AM |
Re: ثيرمومتر محبة (محجوب شريف) | يازولyazoalيازول | 06-18-06, 01:52 AM |
Re: ثيرمومتر محبة (محجوب شريف) | Mustafa Mahmoud | 06-18-06, 03:57 AM |
Re: ثيرمومتر محبة (محجوب شريف) | يازولyazoalيازول | 06-18-06, 04:07 AM |
Re: ثيرمومتر محبة (محجوب شريف) | Mustafa Mahmoud | 06-18-06, 04:11 AM |
Re: ثيرمومتر محبة (محجوب شريف) | يازولyazoalيازول | 06-18-06, 04:56 AM |
Re: ثيرمومتر محبة (محجوب شريف) | يازولyazoalيازول | 06-18-06, 06:42 AM |
Re: ثيرمومتر محبة (محجوب شريف) | يازولyazoalيازول | 06-19-06, 04:01 AM |
Re: ثيرمومتر محبة (محجوب شريف) | Mustafa Mahmoud | 06-19-06, 04:27 AM |
Re: ثيرمومتر محبة (محجوب شريف) | ABU QUSAI | 06-19-06, 05:16 AM |
Re: ثيرمومتر محبة (محجوب شريف) | يازولyazoalيازول | 06-19-06, 05:21 AM |
|
|
|