|
Re: نسال الله أن يتغمدها بواسع رحمته وعظيم مغفرته ويسكنها فسيح جناته . وأن يصبغ عاجل الشفاء وال (Re: Dia)
|
الأخ هشام
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. الفقد جلل والمصيبة عظيمة والصبر أعظم وإن العين لتدمع وإن القلب لينفطر ولا نقول إلا ما يرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون.
في الأعوام 1956-1960 كنا طلاباً بمدرسة خورطقت الثانوية وتعرفت على الأخ الجيلي شيخ محمد الذي كان يعمل نجاراً بالمدرسة وتوطدت علاقتي به من خلال إبنه الشهيد محمد الجيلي الذي كان يحلو لنا أن نناديه (بودالجيلي). وكنا نلتقي كثيراً في جريدة عكاظ. وتعرفت على زوجته الشهيدة سهير وأسرته وعندما رجعت للسودان عام 1998 ظللنا نتهاتف من وقت لآخر . وقبل مجيئه الأخير هاتفني وعرفني بأنه سيأتي مع أسرته في الإجازة ووعدني أن يزورني وظللت في إنتظاره حتى نقل لي خبر وفاته الأخ الأستاذ محجوب عروة الذي كان يعرف صلتي به. لقد عاش كالنسمة الحانية وكانت تهب علينا نفحات روحه السمحة فنستظل بها من هجير الغربة ونارها. رحمهما الله فقد اختارهما الله الى جواره مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا. اللهم اغفر لهما وترفق بهما وانزلها في الفردوس الأعلى من الجنة. إنك نعم المولى ونعم الجار الرحمن الرحيم. وألهمنا وذويهما الصبر والسلوان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عزاء فى فقد بنت عمتى وطلب دعاء لزوجها وبنتها أثر حادث مروع فى أم روابة (Re: رامي يوسف الصديق)
|
آآآآآه ثم آآآآآه ثم آآآآآه يا محمد
لا اصدق أننى أخط خبر نعيك بيدى ، لا اصدق ذهابك عنا دون رجعة ، لا اصدق أن تترك بناتك وولدك الرضيع من بعدك وأنت الأكثر فينا حرصاً وحبا على أطفاله وأهل بيته ، ولا اصدق أن (قطوف) ترقد فى العناية المركزة بين يدى الله ، ولا اصدق أن الرضيع تتقاذفه أيدى النسوة فى بيت عزاء أمه كما قالت تماضر ، والآن اصبح بيت عزائك يا محمد ،
صحيح أن الموت نقاد ، وهو يختار خيارنا وأفضلنا وأجملنا وأنقانا وأطهرنا، فروحك الطاهرة ليست بكثيرة على ربها الذى برأها وإليه تعود ،
سيفتقدك زملاؤك فى جريدة عكاظ ، سيفتقدك من تعرفت عليهم مؤخراً فى جريدة السودانى ، سيفتقدك من كنت تحسن إليهم منذ أن وطأت رجلك المملكة العربية السعودية والسُنة الجميلة التى إستنيتها لنا فى جدة وهى إفطار رمضان فى عرض الشارع بحى الصفاء طوال نيف وعشرون عاما لم تفطر رمضان داخل بيتك قط ، سيفتقدك آل أبوحراز والجمعية التى أنشأتها لهم فى جدة للم الشمل والتكافل تآزرون بعضكم البعض ، سيفتقدك شباب الأبيض وشيبها ، سيفتقدك أهلك وجيرانك فى حى العمدة بأم درمان ، سيفتقدك أهل الكمبيوتر والتصاميم والفوتوشوب والماكنتوش الذى كنت تعشقه ، سيفتقدك اليتامى الذين كنت تصرف عليهم سراً ، وهاهم بناتك يتأتمون ، سيفتقدك المجتمع الجداوى بأسره ، وسيفتقدك بيت الله الحرام ومسجد الرسول المصطفى ، وكم كم شديت إليهم الرحال ، سيفتقدك الرجال فى مواطن (الحارة) وتبكيك النساء ويبكينك العذارى ويبكيك الشجر والحجر والشمس والقمر يا محمد
محمد الجيلى كان هين ، لين ، باشاً ، هاشاً ، كما كان قوى يصارع الأجيال ، شاب جميل ممتلىء بجمال الشباب وفراسة ورجولة إبن البلد الأصيل ، كان كثير الإبتسام مشغولا مهموماً بشئون اسرته ، أدخل بناته الصغار فى المدارس الخاصة ويقوم بنفسه بتوصيلهم إلى المدارس والذهاب إلى عمله ، وبعد إنتهاء عمله يعيد الصغار إلى المنزل ليعود للدوام الثانى ، وبعد الدوام تجده يخرج لأعماله الخاصة فقد أنشأ مكتباً صغيرا يقوم فيه بعمل التصاميم الإعلانية للشركات والمؤسسات ، وبعد الإنتهاء من كل هذا يعود للمنزل منهكا منهارا ، ولكن دون كلل ولا ملل ولا ضجر ، يخرج ثانية لفسحة البنات والترويح عنهم ويكون قد واعدهم نهارا وعند عودته ليلا يراهم قد إستسلموا بكل براءة الطفولة للنوم العميق ، فيقوم بإيقاظهم رغم إعتراض زوجته ، ويغسل لهم وجوههم بنفسه ويلبسهم الملابس بنفسه ويركبهم العربة ويخرج بهم إيفاء للوعد الذى قطعه ، لم يخلو بيته من الضيوف قط ، وضيوفه لا يطلق عليهم كلمة ضيوف بل يصبحون اهل بيت بمجرد دخولهم بيته ،
جاء خبر نعيك البارحة من هاتف أليم وصلنا عصراً من مستشى ساهرون ، وكان الصوت يجهش بالبكاء ، ليقول لنا أن محمدا قد إنتقل ، ولولا أن محمد بن عبدالله رسول الله قد إنتقل من قبل لكفرنا من بعدك يا محمد ، ولكنها سنة الله فينا ، ولا ندرى كما تقول بنت الأحفاد من التالى ، فكان التالى يا بنتى هو محمد الجيلى شيخ محمد ذاك الفتى الهمام إبن الكرام
إنا لله وإنا إليه راجعون ، فقد رضينا بقضاء الله فينا ، فقد رحل عنا أخ عزيز وصديق حميم ، ونسيب أديب لم يسؤنا يوما ولم نرى منه سوى الأدب والأخلاق الحميدة ، فقد كان رقيقا فى تعامله معنا بشكل لا يمكن تصوره ، وكان شجاعا لا يهاب الموت ولا يخاف سوى ربه الخالق العلى القادر ، كان كثير الصلاة والأبتهال الى الله وكثير الصيام والقيام ، كان انيقا فى ملبسه طويلا فارعا أخدرا سودانيا جميلا فطنا ذكيا حلوا يحبه كل من رآه ،
والله يا محمد وأنا أجلس البارحة لدى أشقائك بكرى وعلى ، رايت كل الرجال المعزين يجهشون بالبكاء ، وسمعت عويل النساء الذين حضرن لعزائك ، ويا ليت الدموع لو كانت تعيدك لنا ، ويا ليت لو يجوز الفداء لفديناك بأرواحنا رخيصة لتبقى جوار بناتك الملائكة الصغار
طاشت الكلمات وبقيت الأحزان من بعدك يا محمد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عزاء فى فقد بنت عمتى وطلب دعاء لزوجها وبنتها أثر حادث مروع فى أم روابة (Re: Sana Khalid)
|
الأخ هشام
أحسن الله عزاكم في مصابكم الجلل ، ونسأل العلي القدير أن يسكنها فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن اؤلئك رفيقا ، اللهم نقها من خطاياها كما ينقى الثوب من الدنس ، اللهم اغسلها من خطاياها بالماء والثلج والبرد ، اللهم باعد بينها وبين خطاياها كما باعت بين المشرق والمغرب ، اللهم أبدلها بدار خير من دارها وأهل خير من أهلها ، اللهم يمن كتابهاوأرحمها برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم أشفي زوجها وإبنتها ، اللهم ألهم الصبر الجميل وكن سنداً لهم في هذه البسيطة ، وعافيهم واكفيهم يا رحمن القلوب.
| |
|
|
|
|
|
|
|