الوالدة / رباب السرَّاج ، مصاب وحزن، الذكرى الأبدية لوفاتها

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 03:01 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
المنبر العام
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-20-2024, 03:51 AM

بدر الدين العتاق
<aبدر الدين العتاق
تاريخ التسجيل: 03-04-2018
مجموع المشاركات: 679

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الوالدة / رباب السرَّاج ، مصاب وحزن، الذكرى الأبدية لوفاتها

    03:51 AM April, 19 2024

    سودانيز اون لاين
    بدر الدين العتاق-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر



    بسم الله الرحمن الرحيم
    الوالدة / رباب السرَّاج ، مصاب وحزن
    الذكرى الأبدية لوفاتها
    القاهرة في : ١٨ / ٤ / ٢٠٢٤
    كتب؛ بدر الدين العتَّاق
    تأخرت هذه الكلمة طيلة عشر سنوات عن كتابتها ، ولم يحن بعد وقت كتابتها ، فهذه نتف مما يوغل في الصدر جيَّاشاً حميَّاً بين كتم الغيظ وبين البوح به ؛ عسى هذه الكلمة أن تفتح باباً من التداعيات في أتون الذكريات لنفر كثير وغفير في دنيا المصائب والأحزان؛ ، ولا راد لقضاء الله بلا ريب ، فأعتذر عن تأخرها لمن يهمَّه الأمر ويعنيه الشأن فلكلِ أجلٍ كتاب .
    الحزن والهم والغم ليس لهم من سبيل إلى النفس السويِّة سوى أن تمس شغاف القلب والروح لأي أحد كان بحكم الغريزة وبحكم المعاشرة والمعايشة؛ رُبَّما البعض لا؛ بحكم ذهاب العقل من حيز الذاكرة مثله مثل الحيوان الذي تمتاز ذاكرته بالوقتية الحالية الآنية فسرعان ما ينسى من مات أمامه سواء كان هذا الميت من جنسه وفصيله أو من ذاته الرحمية؛ لكن للإنسان السوي بالتحديد ذاكرة للأحداث تختزل الزمن بين طياتها بكل مجرياتهما معاً؛ وتختزن وتختزل الذاكرة الكثير من التفاصيل المعاشية إن لم تكن كل التفاصيل بين تكرار واجترار المواقف السالبة والموجبة في آن واحد بحيزي القلب والعقل سرياناً في مسامات الروح؛ هذا إن كان للروح مسامات بالطبع ؛ وبين معايشتها بالتأكيد ، فأنا ذلكم الشخص الموصوف آخراً.
    لا تبك لا يجدي البكاء
    الكل يمضي نحو الفناء
    سُنَّة مكنونة حتماً سواء
    لأهل الأرض نحو البقاء
    أخو المصائب دائماً ما يتلفَّتُ بقلبه نحو المآسي التي خلَّفها وراءه أو التي يترصدها أمامه؛ فالرزء المكنون بين خفايا القدر لا يمنعه القضاء أن يكون فهو حادثٌ لا محالة؛ غير أني رجلٌ مبتلى بالناس فأنا رجل مبتلى بالمصائب والحزون؛ وهدَّك من ذاكرة مليئة بالتفاصيل لكل واقعات الوقائع فليس بد مما ليس منه بد؛ وهذه الذاكرة تؤرقني بقدر استدعائي لها حيث أرادت أن تتذكر يوم تجتمعن المصائب والشجون.
    خذ مثلاً؛ وأجاركم لمثلها في حياتكم كلها لمن يقرأ كتابي هذا؛ اليوم الذي مضت فيه والدتي رباب حسن السرَّاج؛ إلى بارئها بأحسن الصور والخلق حيث يمضي إليها الأولون والآخرون؛ بحيث وافتها المنية بين عشية وضحاها جمعت فيها بين فرح الوصول إلى السودان ورغبة الرجوع إلى مصر؛ أصابها من ازدواج العاطفة الجيَّاشة ما أودي بحياتها عجلى لترضي ربَّها ولكنه قدر الله؛ " وكان أمر الله قدراً مقدوراً "؛ فكانت لحظة ارتداد الروح لمقامها إذ كان بمثابة تكرارها أبد الدهر في كوامن النفس لم تتزحزح قيد أنْمُلَة؛ ولن ينفك بلا شك.
    قيل؛ مات لهشام بن عبد الملك؛ غلاماً يافعاً بلغ معه السعي أم لم يبلغ؛ فقال يصف حاله : ( إنَّ في الحلق جمرة لا تطفئها إلا عبرة )؛ وقال عمر بن الخطاب حينما اشتد عليه الأمر : ( ليت أم عمر لم تلد عمر ( ؛ وقال المعري يندب حظه ويسخط من شأنه :
    هذا جناة أبي علي * وما جنيت على أحد
    وقال أبو بكر بن العلَّاف يبكي هِرَّةً له ماتت :
    يا هر فارقتنا ولم تعد * وكنت فينا بمنزلة الولدِ
    فما بالك بموت إنسان يا علَّاف ؟ ؛ عشت في كنفه وحملك على كتفه ورعاك في خيره وحماك من شر ما خلق ربك ؛ فالبكاء عليه أجدى وأَمَرُّ وأمضى وإن طال الألم ؛ وجاء في الأثر عن خير البشر أنه مرَّ على قبر فبكى؛ قالوا : ما يبكيك يا رسول الله؟ قال : { إنها أُمي } قالوا : فبكى وبكينا؛ قال تعالى : { كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون } سورة العنكبوت.
    هذا! حملت الأنباء وفاة والدتنا رباب السّرَّاج؛ في ليلة الجمعة الثامن عشر من شهر أبريل سنة ألفين وأربعة عشر لميلاد المسيح عليه السلام ، بمدينة أم درمان حي أبي روف العتيق ، فهرعنا زِفافاً نستطلع الأمر وهرعوا إلينا معزين جماعات جماعات؛ زرافاتٍ ووِحداناً وواريناها ثرى أم درمان؛ وصلَّى عليها جمعٌ غفيرٌ ونفرٌ غزيرٌ ؛ وبكت عليها النوائح والصوائح وما تركوا من صفاتها صفاء إلا ذكروه؛ فقالوا : أمُّ اليتامى والمساكين؛ وكانوا ثمانية أنفس والتاسع لمَّا يأت بعد؛ ماتت لها طفلة سبَّلتها لوجه الله تعالى؛ وفيها قال الوالد : ( توفيت ابنتي الصغيرة بدور؛ يوم ٢٦ / ٧ /١٩٧٥؛ وسبَّلناها لوجه الله تعالى ) في بعض مذكراته ؛ عالتهم كَفافاً لم تسأل الناس مالاً ولا عالاً؛ وقالوا : أُمَّ المحسنين؛ الذين قال الله فيهم : { وبشر المحسنين } سورة الحج ، فما زاد عن حاجتها كان عوناً لآخرين؛ وشهد بذلك البعيد قبل القريب؛ والغريب قبل الصديق؛ وقالوا : أُمُّ المؤمنين الصابرين؛ وهم أبناءها وحفدتها وأنسابها وأصهارها؛ إذ صبرت على قسوة الأيام تربيهم وتعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا لفي جهل مريب ، وفازت بالصبر على المكاره واحتمال للأذى على المصائب ؛ وهدَّك من ساق مكسورة وجناح هضيم لأكثر من ثلاث عشر سنة؛ ثم هدَّك من زوج مفقود وأفراخ بذي مرخ زغب الحواصل لا ماء ولا شجر؛ قال الحطيئة :
    ماذا تقول لافراخ بذي مرخ * زغب الحواصل لا ماء ولا شجر
    وقالوا : أُمَّ بدر الدين؛ العبد الدين؛ وعمره سبعة سنين؛ وما بلعب بالطين؛ اليتيم المسكين؛ فكانت أبَرَّ الناس بي ولداً؛ وأرفقهم عليَّ حملاً وأجملهم لدى متكئاً وأحلاهم عندي والدة وأقدرهم بي ذوداً وأشفقهم بنفسي رحمة وعوناً وأثبتهم موقفاً وعطاء فأنا غير إني رجل مبتلى بالناس فأنا رجل مبتلى بالمصائب؛ فما أن تصيبني مصيبة إلَّا وسارعت تصدها وتسدها وكانت لها بالمرصاد حكمة وحنكة وعملاً كيف كانت بلا مبالغة؛ وإن كان أغلب الأمهات يشتركن في هذه الصفات لكن هذا ما يعنيني في هذا الكتاب وبما أشعر به تجاهها وبما يمليه عليَّ الوفاء دَيْنَاً والحق واجباً ولن أنفك ؛ قال الشاعر :
    وإن أمحل القوم الجياع من الثرى * هطلت بلا رعدٍ وزرت بلا صخبٍ
    وقال تعالى : { وقضى ربك أن لا تعبدوا إلَّا إيَّاه؛ وبالوالدين إحساناً ؛ إمَّا يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا * ربكم اعلم بما في نفوسكم ، إن تكونوا صالحين فإنَّه كان للأوَّابين غفورا } سورة الإسراء.
    رزئتْ بوفاة أخيها علي أول الأمر ، ثم ماتت عنها ابنتها بدور وهي لم تزل في شهرها الرابع ، ثم مات عنها زوجها إبراهيم العتَّاق وهي رود الشباب حسينة المظهر ، ثم والدتها الحاجة نفيسه أحمد حسن التاكاوي ووالدها حسن السرَّاج في شهر واحد بعد أخيها الأكبر بعُدَّة سنوات ، ولقد رأيتها تلطم وجهها وتهيل التراب عليه وهي تصرخ تنادي أمها وأبيها ، ثم أخيها صديق حسن السرَّاج بعدهم بأربعة سنين ولقد رأيتها تبكي حتى أُغمي عليها ، ثم عبد الحميد ثم عبد العزيز إخوتها من أبيها فأظلمت الدنيا في وجهها ولم تسفر ، وأعز ابن أخت لديها الأخ الحبيب الدكتور مختار حسن عبد الكريم الذي كان لها بمثابة الإبن بلا شك ، وتوفي لها ابن أختها بتول الأخ المرحوم عمر محمد الغزالي السرَّاج ، الذي كان بارَّاً بها وحملت جثمانه الطاهر على كتفي لمثواه الأخير بمقابر أحمد شرفي بأم درمان ، وتسألني كلما مات لها أحد نتن أهلها بكل أسف الدنيا وأساها : ( دفنته يا بدر ؟ ) فتكون الإجابة : ( نعم ! دفنته وسترته ) ، وكانوا بها بررة كلهم بلا استثناء ، ثم شقيقتها الكبرى سعاد ، وذهبت إليها معزيَّاً في مصر وقالت لي بالحرف الواحد والأسى يملأها ويكسوها وتدمع دمعاً حارَّاً : ( دفنت سعاد أختي يا بدر ؟ ) فقلت مجاوباً : ( أيوة دفنتها وسترتها ) فقالت وهي تذرف دمعاً سخيناً وغصة في الحلق لم تطفئها عبرة هشام بن عبد الملك : ( كُررررر عليّْ يا بدر على سعاد أختي ، ما بلقاها تاني ) وسكتت لحظة وقالت بكل حزن الدنيا وما فيها : ( يا بدر ، أنا لو مت انت بتدفني ؟ ) فقلت لها مداعباً محاولاً إخراجها من حزنها : ( طبعاً ! ماشي أخليك ) وقد كان ، ودفنتها بيديَّ هاتين اللتين أكتب لكم بهما ، ثم جواد الذي فزعت إليه فزعاً وكان سبباً في مجيئها للسودان فقط لتعزي شقيقها الهادي فقالت لي ونحن في بوَّابة المطار تمشي على أربع بكرسي متحرك حين تعرَّضت لحادث سير أودى بعلة في ساقها حتى وفاتها : ( أنا جايا أعزي الهادي في جواد أخوي ، أنا موجوووعة على جواد أخوي ، بس نادوا لي الهادي ) ولم تلق الهادي ولم تره إذ عاجلها الموت وحال دون ذلك ، وكذلك المرحوم فيما بعد معاذ وبتول ومجتبى ، أمي يا جماعة ماتت حسرة ، رحمهم الله أجمعين .
    الساعة الآن بتوقيت الرحيل؛ وقد أَزِفَت على الوداع وحانت لحظة الحسرة لتستمر أبداً أبيداً ويعتصر القلب المجروح في البدن مرَّتين؛ مرةً برحيل الوالد إبراهيم العتاق؛ ومرة ثانية بوداع الوالدة رباب السرَّاج؛ ألماً أليماً؛ قال القائل :
    وما كان فقدها فقد واحد * إنما بنيان قوم قد تهَّدما
    لاحظت في نفسي ألم فقد كل واحدٍ منهما منفرداً؛ بينما تظل روح والدي العزيز بداخلي تدفعني نحو الوجود؛ بحيث تكوين شخصيتي تقاربه ولا تماثله؛ ذلك لأني يتيم الأب؛ فقد فقدته وأنا في الخامسة من العمر لم أظفر منه بمعاشرة ولا مباشرة إلا نذَرَاً نذيراً؛ أمَّا فقد والدتي؛ رغم صدعه المصدوع بداخلي إلَّا أنه مستمر في حياتي اليومية إذ لم تفارقني منذ رحيلها البدني؛ فما زلت أراها صباح مساء وألقاها في سبحات الملكوت وفي خفايا الوجود وفي مراقي الصالحين وفي جنبات الأيام وذكرى الذاكرين وأنفاس الصبح إذا أسفر والليل إذا أدبر؛ فكان فقد كل واحد منهما يملأ فراغاً عريضاً عندي بحيث أنا معهما وبهما وإليهما ومنهما للأبد وهما معي في كل حين وآن ولم ولن يتح لأي أحد كان أن يشغل مكانهما البتةَّ ولن يكون فليس في النفس متسع لغيرهما بلا شك.
    الوجوم الذي ينتاب المرء لحظة الصدمة الأولى لهو كفيل بأن يُذْهِبَ العقل؛ لكنَّ الله سلَّم؛ كان هذا لحظة وقع الخبر بالوفاة على قلبي ؛ فحمدت الله وأثنيت على رسوله القائل : { إنما الصبر عند الصدمة الأولى } ولكني بشر؛ فبعدها بكثير ذهب العقل ولم يذهب الإيمان بقضاء الله وقدره؛ والمعزُّون كذلك؛ حتى واريتها الثرى؛ ومن يواري أمه الثرى فقد أوفى ومن يبك عشر سنين فقد بالغ في الألم وقد اعتذر ؛ دعني أقول :
    همى قبر الرباب ديمة أترعا * بغيثٍ همول الرحمات فأرفعا
    وجاد تربتك التي وسدتها كلفاً * بسيل من الواديين فأترعا
    ودونك صبرٌ جميلٌ محسنٌ * فإنَّ الرباب شجوك أمتعا
    وقامت بالنُّواح فطين وسِرَّها * سرى مسرى اللُجين فأدمعا
    ولاقت بالوفاء منى فتصرَّمت * لفظُ السِمْتِرِي صاح فأوجعا
    كذاك عهد السمية إذ سما * بها المقام بالمشافي وأضرعا
    خليلُ صدقٍ والنائبات تؤزُّها * عميق المحبة فالوفاء فأبرعا
    ولا تنس النجيبة نعمة ريثما * وافتها المصيبة فالقلب تصدَّعا
    وَلْوَلَتْ فما تنفك عبرتها * مالت وقلبها يهتز وأصرعا
    فتقبضني همَّ آلامهنَّ صبراً * فبكيت وهذا دمعي مودِّعا
    هتون سخينٌ وعبرة تترقرق * وعين تذرافها الحزن فترفعا
    وهذا فؤادي أما تراه ممزق * بين الضلوع لهيب فأضلعا
    فما زال الحزن يقتات يلهمني * فما بكيت معذرة ولا أعا
    فهذا دأبي منذ ودعت بشاشة * تهديني حياة وروحاً ومصرعا
    فعاينت وعانيت ما قلَّني أحد * إلَّا الرباب ومحيَّاها مضوَّعا
    فذقت السجن مرارة حاسر * وألواناً من اليتم والذل وأربعا
    ما غربة للنفس طال اغترابها * وغض شباب مضى وأزمعا
    والظلم وإطلاق العداوة بيننا * وهدَّك من ظلوم يفتنُّ ويشرعا
    فحالي كيوسف في الدجى * وصروف الدهر لا تنفك فتوجعا
    ذق أيُّها الناسي مذاقَ حفيظةٍ * صدَّعتها قوافي متمم ضلفعا
    حين بكى أخاه مالكاً وقبره * غداة وافته المنيةَ أشجعا
    ألا أيُّها الباكي فِرَاقَ أحِبَّةٍ * لا تبخل بماء العين فتسرعا
    ومرِّغ الخد والجبين كليهما * على قبر بأم درمان مودَّعا
    ضمَّ بين جنبيه رفاة والدةٍ * لم ألقها يوم عاقني أتجرعَّا
    ونادِي في الخفاء إلاهك راجياً * فإنَّه بخوافي القلوب وأضرعا
    عليمٌ كذا بالنفوس رهينها * حنانيك إنَّ القلوب تحن وترجعا
    وقبِّل قبراً ثوى الرباب كرامةً * وابكِ فالبكاء يشفِ ويشفعا
    فليس أسعد مما رأيت بخافقي * من برِّها حين تجود وتصنعا
    يا سُعد قبرها لما طوى طيَّه * ليتني اللحد ضم وأصفعا
    هبَّتِ الريحُ من تلقاء مظلمةٍ * وأومضَ البرقُ مثنى وأفرَعَا
    بديمةٍ شؤبوب ورحمة فيضها* يلاقي سِمْتِك فيَّ وأضلُعا
    فيا رحمات الله خُصِّي قبرها * بغادقٍ هطَّال بكَّاء وأجزعا
    إنَّ الرباب لسيرة نستنير بها * ما توالي الجديدان طُرَّ ومرتعا
    ماذا لو عاد الزمان القهقرى * ورجعت الذكرى طيفاً ومرجعا
    فصلاة الله تغشاك دائمةً * ما أشرقتْ شمسٌ أو تنَفَّس مترعا
    لمَّا اكتفِ بعدُ من الكتابة في ذكراها العاشرة ولا أظن؛ لكن يضيق الصدر عند التطويل في الكتابة وتمل النفس من الحزن والهم والغم إذا ذكرت لهم الأموات؛ فسرعان ما تعتمل النفس كوامن الشجو الشجون فيها فتبكي بلا حس وتصرخ بلا صوت؛ ولعلني أكتفي بهذا القدر الهائل من عصارة الألم وفقدان المحبوب إذا طاب للقارئ أن يكتفي؛ أمَّا أنا فعهدي بها وعهدي بالذكرى يطول أبد الدهر كالنجم والصخر الصلاد إن شاء الله.
    أمي رباب.. ها ، أنا موجووووع بالحييييل ، ياااااااا حليلك ياااا أمي .
    لا تبك لا يجدي البكاء
    الكل يمضي نحو الفناء
    سُنَّة مكنونة حتماً سواء
    لأهل الأرض نحو البقاء
    رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ، فرَّج الله الكروب ومنع منا الحزون فهو ولي ذلك والقادر عليه، آمين.






                  

العنوان الكاتب Date
الوالدة / رباب السرَّاج ، مصاب وحزن، الذكرى الأبدية لوفاتها بدر الدين العتاق04-20-24, 03:51 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de