الملاك يصعد من جديد من خلف الغيوم يختفي القمر أرجوك لا تسافر وحيدا ما زال الوقت مبكرا لم يذكر أي من أفراد الأسرة الصغار متى جاءت إلينا..و لا من أين أتت..و منذ أن نشأنا وجدناها بيننا في البيت..
كانت شاهدة على كل الأحداث و المناسبات التي تمر على العائلة.بل كانت هي المحرك الرئيسي..و هي من يقوم بالإعداد و الترتيب لكل المناسبات.
كانت كل تفاصيل حياتنا اليومية هي من يقوم بالإشراف عليها..نظافة غرفتنا و غسيل الملابس و إعداد الطعام..و كل شيء و أي شيء.
كان الوالد يجلها إجلالا كبيرا..بالرغم من أنه أحيانا يعاتبانا بلهجة تحمل من العتاب أكثر مما تبديه من لوم:
-إنتِ الأولاد ديل ما تدلعيهم.. و كانت هي تقبل عبارته تلك بابتسامة عابرة و تذهب في شأنها..
كنا في الحقيقة نعتمد عليها في كل شيء...حتى أشياءنا الصغيرة..
و عندما كبرنا و شببنا عن الطوق كانت بالنسبة لنا كأنها الخالة أو أو الأخت الكبيرة..
في المساء كانت تخلد للنوم في تلك الغرفة الصغيرة قرب المطبخ..كانت لديها بنت تصغرني بحوالي خمسة أعوام.. لم نسأل لماذا
لم تدخل أبنتها المدرسة مثلنا.. احيانا عندما كانت الأم تدندن بصوت جميل و بموسيقى غريبة و لكنها محببة كان خالي يقول إنها أغنية حبشية ...لم تدخل بنتها المدر سة مثلنا.....
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة