|
Re: القصة السودانية المعاصرة:الموت ثلاثي الأ (Re: adil amin)
|
Quote: لا تنسى البندقية الحاج اجاويد تعالت الصلصلة وإزداد صخبها وأصبحت تصك الآذان، تمتم خطاب في نفسه: أيكون هذا التنين اللعين مخلوق من حديد؟ وهذه الصلصلة من إحتكاك أعضائه القميئة؟ واصل التنين تقدمه نحو خطاب الذي حاول أن يتحرك من مكانه يفعل أي شيئ ليصد هذا الوحش المخيف لكنه لم يستطع أن يتحرك قيد أنملة وكأنه مسمر بالأرض وأعضائه ميبسه، والتنين لا يزال يتقدم وخطاب قلبه يكاد يثب خارج صدره من هول الموقف، وعلي مقربة توقف التنين وفتح فهمه ونفث النار تجاه خطاب الذي أخيراً إستطاع أن يرفع يديه ويعقدهما ليقي بهما وجهه، خطاب خطاب هنا إنتبه فارسنا علي صوت زميله ياسر قال وهو يهزه برفق: خطاب قم وإستلم نوبتك في الحراسة إنها الواحدة بعد منتصف الليل. هنا إفاق خطاب ووجد نفسه عاقداً يديه أما وجهه، بحلق في وجه أخيه ياسر الكويتي ولم ينطق أعاد ياسر: خطاب ما بك هل عاودتك الكوابيس المزعجة مرة أخرى؟إذا كنت متعباً نم مرة أخرى وأنا سأسد نوبة الحراسة بدلاً عنك. نهض خطاب وهو يردد أذكار الفزع من النوم بصوت خفيض وقال لياسر: لا عليك أخي أنا بخير وسأقوم بحراسة نوبتي جزيت خيرا. أخذ سلاحه وعلقه علي عاتقه وخرج من الخندق لتمشيط المنطقة المكلف بحراستها وهي مدخل السكك الحديدية للعاصمة غروزني ، كان الجو بارداً والثلج بدأ يتساقط المدينة تغرق في ظلام دامس بعد أن دمرت الطائرات الحربية الروسية الغازية محطتي توليد الكهرباء بالصواريخ، لا شيئ سوى الظلام وأصوات ذئاب تتضور جوعاً تتقافز علي الثلوج وعزيف الرياح الباردة تحمل معها رائحة إحتراق الخشب فمعظم الناس عادوا ليشعلوه في المدافئ العتيقة لأنقطاع التيار الكهربائي عنهم وخطاب يزرع المنطقة جيئة وذهابا تارة يقرأ القرآن وتارةً يردد بعض الأناشيد الجهادية وأخرى يحدث نفسه بين الفينة والأخرى يسمع صوتاً فيرسل ضؤ كشافه فلا يكون شيئاً ذي بال، وأخرج خطاب من دوامة أفكاره أخيه جاهان الأوزبكي الذي أقبل يخطو لستلم نوبته في الحراسة فقدإنقضت ساعات نوبة خطاب الثلاثة صافحه خطاب وهمس له أن يركز إنتباهه علي الرصيف الجنبي فهناك مصدر غير مرئي لأصوات مريبة، دخل خطاب للخندق وجد اخيه ياسر يصلي قرر أن يصنع لنفسه كوب من الشاي ليتدفى به أشعل الموقد ووضع عليه الإبريق وجلس سانداً ظهره على جانب الخندق واضعاً بندقيته علي حجره، شعلة الموقد إخذت تتضاءل يبدو أن الغاز أوشك علي النفاد، أغمض خطاب جفنيه وأخذت أنفاسه تنتظم، الصلصلة تعود تعلو ..تعلو إستيقظ خطاب فزعاً لكن الصلصلة لا زالت تزداد ما هذا هل قفز هذا التنين من عالم الأحلام إلي اليقظة وهنا إنتبه خطاب لمصدر الصوت إنه رنين جهاز الفاكس ربما هناك رسالة مهمة من القيادة، قفزمسرعا خطاب وإلتقف الورقة التي لفظها الفاكسوقرأ محتوى الرسالة مكتوبة بالروسية: إلهو مع صغيرتك كما تشاء لكن لاتنس بندقيتك فالمتمردون قد دخلوا المدينة. لم تكن رسالة من القيادة بل من جهة يعرفها خطاب جيدا، داعب خطاب لحيته المسترسلة وتبسم في تهكم إنهم الروس الأوغاد إخترقوا منظومة رسائلنا السرية لا بد من تغيير شفرة التراسل، إذن فهي حرب معنوية جلس خطاب إلي الجهاز وراح يكتب رد الرسالة : سألهو مع صغيرتي حتى الصباح ولن أنسى بندقيتي، فصغيرتي هي بندقيتي.إرسال.
|
قدمو لينا نماذج من القصة القصيرة للجيل الجديد نشوف الثقافة وصلت وين في السودان في زمن ما بعد الكرونة والايدولجيات والمثقف الحقيقي
|
|
|
|
|
|