بسم الله الرحمن الرحيم اعتصام القيادة بالسلم الخماسي. اعتصام القيادة العامة لعلها الذكرى الجميلة والاليمة في ذات الوقت، التي ستظل محفورة في وجدان السودانيين إلى الأبد؛ لقيمتها الثورية العظيمة التي رسختها تلك الفترة من تاريخ بلادنا الحديث. وثقت لتلك الفترة الكثير من الكمرات، ولكن كانت كمرة الاستاذ المخرج الطيب مهدي مميزة في تجسيد واقع الاعتصام الذي كان ملحمة ثورية في انهاء نظام حكم عسكري دكتاتوري جسم على صدور السودانيين ل ٣٠ عاما. نجح الاستاذ مهدي عبر كمرته في استنطاق الحدث بجدارة ليوثق للمحات واشراقات الشخصية السودانية على سجيتها الطبيعية؛ العامرة بالخصال الحميدة في التراحم والتوادد والتعاضد عبر فيلمه اعتصام القيادة بالسلم الخماسي. عرض المنتدى الثقافي ببلجيكا، فيلم اعتصام القيادة بالسلم الخماسي فى بروكسل تزامنا مع الذكرى السنوية الثالثة لفض إعتصام القيادة العامة. وثق الفلم لاكثر المشاهد والمواقف المهمة في إعتصام القيادة خلال الفترة من ١١ أبريل الي ٣ يونيو ٢٠١٩. الاعتصام الذي مثل سودانا مصغرا شمل كل مكونات المجتمع السوداني بكل اختلافاته وتنوعها الاثني والقبلي والجهوي والفكري والثقافي، في نموذج عصري حضاري لمفهوم التعايش السلمي والتراضي، انعكست عبره اصالة الانسان السوداني في المروءة والتكافل الاجتماعي؛ حيث كان المعتصمون يتقاسمون قطرات المياه والاكل تحت هجير شمس الخرطوم الحارقة، ويحمون ظهور بعضهم بعضا بحراسة المتاريس بصدور عارية، وسط هتافات ثورية موحدة، الهمت العالم؛ تنادي بالحرية والسلام والعدالة، مع اهازيج وأغاني وطنية، مذاعة وحية مباشرة من الشباب الثائر ومن ايقونات وطنية كالاساتذة ابو عركي البخيت ومحمد الأمين. وثق الفيلم لعديد من المشاهد البارزة، نذكر منها وصول قطار الشوق من مدينة عطبرة محملا بآلاف الثوار في منظر ثوري بهيج، ووثق مشاهد للثوار وهم يصلون في جماعات بخشوع وفي جانب آخر يتناولون إفطار رمضان على المفارش في الأرض...الخ. كلها كانت مشاهد قوية ومؤثرة صوت وصورة وذات مضامين عظيمة. شاهدنا الفيلم مع مجموعة من سوداني وسودانيات بروكسل، وتناقشنا حوله بعد انتهائه. أهم ما يمكنني تلخيصه من المناقشة؛ ان جميع الحضور شاهد الفيلم بكل حواسه، وعاش لحظاته وكأنه كان مشاركا وشاهدا لاعتصام القيادة. وهذا دليل بأن الفيلم نجح بشكل باهر في نقل الحقيقة والفكرة المنشودة من المخرج للمشاهد. واتفق الجميع بأن الاعتصام - كما وثقه لهم الفيلم؛ عبر عن احلام الشباب السوداني ورؤيتهم للمستقبل في تحقيق وطن مدني، حر ديمقراطي تتنزل فيه القيم العدالة السمحة والمساواة، وقبول الاخر، ويستحيل ان يتنازل هؤلاء الشباب عن هذا الحلم مهما كلفهم... هذا هو التعاون الثاني للمنتدى الثقافي مع هذا المخرج المعطون بالفن والإبداع الطيب مهدي؛ حيث عرضنا له من قبل فيلم اطفال المطمورة خلال فعالية المنتدى - أمراء الحرب ووجد استحسانا وتجاوبا كبيرين من الحضور. دائما يفاجئنا الأستاذ الطيب مهدي؛ بالنظرة الاعمق للاشياء، والقدرة الفائقة في خلط الاحداث والالوان بمهنية عالية توصل رسائل قوية بعناية. في فيلم اعتصام القيادة بالسلم الخماسي طربنا جميعا للسلم الخماسي الذي عزف عليه المخرج، وتشكل الفيلم في أصوات خمسة : التاريخ الجغرافيا الوضع الراهن المستقبل المنشود واخيرا حينما بحثنا عن ما عرضة الفيلم فى دواخلنا وفي تراثنا وجدنا ما يستحق الوقوف عنده... وقفة : اذا قام كل منا بما عليه من عمل كما فعل مخرجنا الطيب اسما وفعلا، حتما لن تضيع دماء الشهداء وقطعا ستكتمل لوحة بناء سودان الاعتصام وتتنزل علي كل ارض السودان، وسوف يكون كل السودان ساحة اعتصام للعمل والفن والجمال والقوة.. يتقدم المنتدى الثقافي ببلجيكا بجزيل الشكر والتقدير للمخرج المبدع الطيب مهدي، وسنواصل عرض الفيلم فى المدن الاخري حتي يتثني لاكبر قطاع من الجمهور حتى من غير السودانين لانه مصحوب بترجمة انجليزية، لمشاهدته واستلهام الحقائق منه ... المنتدى الثقافي ببلجيكا
العنوان
الكاتب
Date
عن فيلم اعتصام القيادة بالسلم الخماسي للمخرج الطيب مهدي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة