"تكنولوجيا الخلود"- هل يمكن حقاً "هزيمة الموت"؟! د. إيهاب خليفة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 05:58 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-16-2022, 05:23 PM

زهير ابو الزهراء
<aزهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 8134

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
"تكنولوجيا الخلود"- هل يمكن حقاً "هزيمة الموت"؟! د. إيهاب خليفة

    04:23 PM November, 16 2022

    سودانيز اون لاين
    زهير ابو الزهراء-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    لا يوجد في الحياة البشرية حقيقة مطلقة مثل الموت، ولا توجد "مصيبة" أعظم منه، فهو الكارثة التي يقف أمامها البشر عاجزين، ليس فقط غير قادرين على إرجاع الميت للحياة، بل حتى غير قادرين على فهم ماهية الموت وطريقه نحو العالم الآخر. ومع ذلك استطاعت البشرية خلال العقود القليلة الماضية أن تحتوي "الموت" بصورة أو بأخرى، فتطورت علوم الطب وقضت على الأوبئة التي كانت تسبب الموت لا محالة، مثل الملاريا والطاعون والسل والكوليرا، وحتى الأمراض التي لم يتوفر لها علاج ولم تُقهر حتى الآن مثل السرطان والإيدز والزهايمر، نجح الطب في إبطائها، واستطاع مريض الإيدز أو السرطان أن يتكيف معهما بدرجة ما. كما نجحت السياسات البشرية في احتواء فيروس كوفيد-19 في وقت قياسي، وبدأ بعض العلماء والمفكرين ينظرون إلى الموت على أنه مجرد تحدٍ يمكن التعامل معه وليس كارثة، وغالى البعض في تصوراتهم حتى رأوا أنهم بإمكانهم "هزيمة الموت".

    مشكلة تقنية!

    في كتابه "الإنسان الإله"، يقول الفيلسوف يوفال نوح هراري: "لا يموت البشر في الواقع لأن الإله قضى الأمر، أو لأن الفناء جزء أساسي من خطة كونية عظمى. يموت البشر بسبب خلل تقني ما؛ يتوقف القلب عن ضخ الدم أو ينسد الشريان الرئيسي أو تنتشر الخلايا السرطانية أو تتكاثر الجراثيم في الرئتين.. الأمر برمته مشاكل تقنية، وكل مشكلة تقنية لها حل تقني. لسنا بحاجة لانتظار الظهور الثاني للمسيح للتغلب على الموت، باستطاعة اثنين من المهووسين في مختبر القيام بذلك. وإذا كان الموت فيما مضى تخصصاً لرجال الدين واللاهوتيين، فإن المهندسين هم من يتولى أمره حالياً. يمكننا قتل الخلايا السرطانية بالعلاج الكيميائي أو الروبوتات النانوية، ويمكننا إبادة الجراثيم في الرئتين بالمضادات الحيوية، ويمكننا تنشيط القلب إذا توقف عن الضخ بالأدوية والصدمات الكهربائية، وإذا لم ينجح الأمر، فيمكننا زرع قلب جديد".

    وإذا كان الأمر بهذه البساطة والسهولة في التعامل مع الموت كأنه مشكلة فنية، لماذا لا يعود الميت الذي توقف قلبه للحياة إذا استبدلنا قلبه المتوقف بآخر ينبض؟ لا أجادل هنا جدلاً غيبياً يحتوي قيماً دينية ومعتقدات فكرية، بل بالمنطق المادي نفسه الذي يتبناه بعض العلماء حالياً في تعاملهم مع قضايا الموت باعتبارها خللاً فنياً مادياً يمكن حله بأداة هندسية.

    إكسير الحياة:

    إن الرغبة في الحياة الأبدية ليست جديدة على الفكر الإنساني، فدائماً ما كان يظهر عبر التاريخ ملوك وأباطرة يسعون إلى الخلود في الدنيا، ويبحثون عن ينبوع الحياة الأبدي أو "إكسير الحياة"، ويستعينون بالأطباء والسحرة ورجال الدين لتحقيق الخلود والحفاظ على الشباب الدائم أو على الأقل "تأجيل الموت" لأكبر فترة ممكنة. لا ألوم عليهم رغبتهم في تحقيق الحياة الأبدية لهم، فهم بالفعل امتلكوا من القوة والثروة والنفوذ ما يجعلهم يمتلكون الدنيا بكل ما فيها، وبالطبع لا يرغب إنسان تحكمه قيمه المادية في أن يترك جنته الدنيوية التي يحيا فيها مقابل وعود بدخول جنة لا يراها أو وعيد بدخول نار لا يقدر عليها، فهو متمسك بلحظته الحالية ويرغب في أن تستمر الحياة حولها. ولأن كل من يمتلك مصدراً كبيراً للقوة والمال والنفوذ يسعى للخلود، فإن من يمتلكها في عصرنا هذا هم شركات التكنولوجيا العملاقة التي أصبحت "إمبراطور" هذا العصر، فلم تكن استثناءً من هذه القاعدة؛ تلك الرغبة الملحة في تحقيق الحياة الأبدية، فأخذت على عاتقها مهمة "هزيمة الموت".

    هذا تماماً ما قاله "بيل ماريس"، رئيس "صندوق استثمار جوجل" Google Venture، حيث كشف خلال مقابلة في يناير 2015 أن جوجل تستثمر 36% من صندوقها في المشاريع الناشئة في علوم الحياة، بما في ذلك العديد من المشاريع الطموحة لتمديد الحياة، مضيفاً أنه "في الحرب ضد الموت، نحن لا نحاول كسب بضعة ياردات، بل نحاول الفوز في المباراة".

    قد يكون الهدف نبيلاً إذا استطاعت جوجل بالفعل أن "تؤخر الموت" أو حتى "تهزمه" كما يقول "ماريس"، لكن أليس بالأولى أن تعجل بذلك، وأن تسرع في عملياتها وتحيي الموتى اليوم بدلاً من الغد، خاصة إذا كانت تستطيع ذلك اليوم؟ نعم يمكن ذلك من خلال توجيه جزء من نسبة 36% من "صندوق استثمار جوجل" البالغ ملياري دولار إلى الدول الفقيرة التي يموت فيها الأطفال جوعاً وفقراً قبل سن الخامسة بسبب مشكلات نقص وسوء التغذية، في الوقت الذي يكثر فيه الموت في الدول المتقدمة بسبب السمنة المفرطة، وأن تقدم لهم بهذا المبلغ نفسه الغذاء والدواء. أليس هذا أيضاً "تأجيلاً للموت"؟ أم أن الحق في الحياة الأبدية أصبح ملكاً حصرياً للغرب فقط في استمرار لمعايير الازدواجية التي تحكم النظام العالمي؟

    تكنولوجيا الخلود:

    بات حلم الخلود يراود الكثير من رواد وادي السيلكون مثل "ريموند كرزويل"، مدير الهندسة في جوجل، صاحب نظرية حتمية اندماج الدماغ البشري في التكنولوجيا المتطورة، والذي لُقب بـ "الوريث الشرعي لتوماس إديسون"، و"العبقري الذي لا يهدأ له بال"، و"آلة التفكير المطلقة"؛ نظراً لمسيرته الطويلة والناجحة في مجال التكنولوجيا والمستقبليات.

    فـ "ريموند كرزويل" أو كما يُطلق عليه "راي كرزويل"، ليس مخترعاً عادياً، أو "عبقرياً مجنوناً"، بل يمتلك خطة تنفيذية لتحقيق الخلود عبر التكنولوجيا ونظم الذكاء الاصطناعي؛ فيتم زرع شرائح إلكترونية في الأدمغة البشرية لتطوير "الإنسان الخارق"، أو أخذ نسخ احتياطية من أدمغة البشر ومعالجتها لكي تستمر في التفاعل بعد موت صاحبها عبر زراعتها في روبوتات معدنية، فتستمر الشخصية نفسها ولكن في جسد آخر غير الجسد الفاني، ويصبح الدماغ داخل آلة لا تموت، كما يمكن تعديل الشفرات الوراثية للبشر لتوفير مناعة لا تهزمها الأمراض.

    كل ذلك ممكن بالفعل، وقد تقدم التكنولوجيا فرصاً واعدة أكثر من ذلك، لكن هل هذا حقاً نوع من أنواع الخلود؟ فالشرائح الإلكترونية قد تطور "إنساناً خارقاً" ذا قدرات ذهنية وبدنية عالية، لكن هل تتحمل طاقة الإنسان النفسية هذا الكم الرهيب من الذكريات والأفكار والنظريات والإدراكات المختلفة من دون أن يبدأ في الانهيار؟ وما هي الحدود التي يمكن تحميلها على هذا الدماغ قبل أن يفكر في التمرد أو الانتحار؟ وماذا يحدث إذا استطاعت مجموعة من البشر امتلاك هذه التقنية الثورية، هل سيتركون الباقي يتمتعون بالحق باقتنائها؟ أم سيتم حرمانهم منها بدواعٍ أخلاقية مزعومة كي يستأثروا منفردين بالسلطة؟

    بل قد يكون السؤال، هل هذه هي الحياة الأبدية التي نرغب فيها حقاً؟ أي بعد أن يموت الإنسان وينتهي ويتحلل وتخرج روحه إلى بارئها، تظل ذكرياته المبرمجة عبر جهاز كمبيوتر هي التي تحيا وتتفاعل مع الآخرين؟ بالطبع هذا ليس خلوداً، بل تجربة على ذكريات إنسان قد انتهى ومات، لا يشعر بما تشعر به نسخته الافتراضية ولا يتأثر مثلما تتأثر، لن يحب مثلما تحب ولن يكره مثلما تكره، هذا ليس خلوداً للإنسان بل خلود للذكريات.

    إحياء النفس:

    إذا كُنت أختلف مع بعض هؤلاء المفكرين في فكرة الخلود، إلا أنني اتفق معهم في فكرة "تأجيل الموت"، أو إن أردت فقُل "تأجيل أسباب الموت" أو حتى "إحياء النفس". فالأسباب التي تؤدي إلى تسريع الموت تتمثل في انتشار الأمراض والأوبئة والمجاعات والحروب والصراعات والحوادث بسبب الأخطاء البشرية، وهي جميعها مُسرعات للموت، وبالتالي إذا استطعنا أن نقضي عليها سوف نؤجل كثيراً من "أسباب الموت"، ويزيد متوسط العمر ليتخطى حتى سن الـ 90؛ أي نقضي على هذه المُسرعات من خلال تعظيم الاستثمار في البحث العلمي والطب، وترشيد السلوك البشري، وإنشاء نظام عالمي متضامن قادر على التعامل مع الأوبئة والمجاعات بقدر كبير من الإنسانية، ويستطيع أن يتجنب ويلات الحروب ومصارع الموت.

    قيمة الموت:

    قد يرى الفريق الآخر أن الساعين للخلود مخطؤون في ظنهم، لكن هناك جانباً إيجابياً آخر للقضية يجب على كلا الفريقين، الذي يؤمن بالخلود والذي يؤمن بالفناء، أن يهتم به ويسعى لتحقيقه؛ وهو السعي للحياة، فهو الهدف الأسمى والحق الذي تترتب عليه الحقوق الأخرى كافة، ولكن مع الإيمان بوجود الموت كحقيقة مطلقة يجب الاستعداد لها. فهدف الحياة الإنسانية في الأديان السماوية كافة هو الاستعداد للموت وللحساب ولدخول الجنة أو النار، وهي قيم تشكل ميزان التعامل البشري، وإذا أغفلناها هلكت البشرية كلها وذهبت مسرعة إلى الموت لا محالة. فإذا أدرك القوي أنه لا يوجد رادع له في الدنيا أو الآخرة، وأنه خالد ولن يموت، سوف يستمر في تظلمه وجبروته حتى يُفني الجميع بعضهم. وإذا لم يؤمن الجميع بوجود الموت، سوف يهلكون به.

    وفي النهاية، هناك توازن وسُنن تحكم هذا الكون، ومثلما تغيب الشمس فإنها تشرق من جديد، ومثلما يُولد إنسان يموت آخر، ومثلما يؤثر البشر في الطبيعة فإنها تؤثر فيهم، وكما استطاع البشر بفضل التقدم العلمي والإدارة الجيدة، احتواء انتشار وباء كورونا، هم قادرون أيضاً على إحياء ملايين الأنفس التي تموت يومياً بسبب أمراض تنتشر نتيجة لسوء التغذية أو سوء البنية التحتية أو عدم توافر الرعاية الصحية أو المياه النظيفة، وهي أولى بإحيائها، مثلما أولى بالتقدم العلمي أن يوفر آليات لتحسين صحة البشر ومستوى معيشتهم.






                  

11-16-2022, 06:17 PM

مصطفى نور
<aمصطفى نور
تاريخ التسجيل: 05-13-2022
مجموع المشاركات: 4975

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: andquot;تكنولوجيا الخلودandquot;- هل يمكن حقاً andquot;ه (Re: زهير ابو الزهراء)

    الإعجاز في الطب
    حقيقة الموت: بين العلم والإيمان
    من رحمة الله تعالى بنا أنه خلق الموت وجعله النهاية الطبيعية لكل شيء: (كل شيء هالك إلا وجهه) ولكن ماذا يقول العلم الحديث؟ يصرح علماء الأحياء اليوم أن الموت لا يقل أهمية عن الحياة،………
    إنها آية عظيمة من آيات الله تمسّ كل إنسان منا، إنه الموت، هذا الموت خلقه الله ليكون اختباراً وابتلاءً لنا وليكون نهاية لهذه الحياة ثم يبعثنا الله تبارك وتعالى إلى يومٍ لا ريب فيه (ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون).
    فالموت طالما خاف منه الإنسان، وطالما حلم الإنسان بالخلود على هذه الأرض ومنذ أول مخلوق بشري وهو سيدنا آدم عليه السلام، كانت مسألة الموت والخلود مسألة مهمة في تفكير كل الناس، فعندما سكن سيدنا آدم في الجنة وجاء إبليس ليغويه بعد أن رفض السجود له كما أمره الله تبارك وتعالى: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) [البقرة: 34].
    فحاول إبليس مع سيدنا آدم أن يغويه بكل الوسائل ولكن الوسائل فشلت، فلم يجد إلا وسيلة واحدة وهي: أن يعده بالخلود، فالله تبارك وتعالى نهى سيدنا آدم أن يأكل من شجرة من أشجار الجنة، وأخبره بأنه يمكنه أن يأكل رغداً من الجنة ما يشاء باستثناء هذه الشجرة، فجاء إبليس وقال لآدم: إن هذه الشجرة هي شجرة الخلد، فإذا أكلت منها سوف تكون خالداً ولن تموت! يقول تعالى: (قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى، فَأَكَلَا مِنْهَا) هو وزوجه حواء (فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى) [طـه: 120-121].
    كان الناس دائماً يحلمون بالخلود، واستمرت هذه الأحلام حتى نهاية القرن العشرين، ففي أواخر القرن العشرين حدثت ثورة كبيرة في رحلة البحث عن سر الخلود وصرف العلماء بلايين الدولارات على مشاريع تهدف لإطالة عمر الإنسان وعلاج الهرم، والشيخوخة أو محاولة الخلود. ولكن أخيراً كل هذه التجارب باءت بالفشل، لم تنجح أي تجربة، حتى يئس العلماء من هذه التجارب وصرحوا أنه لا علاج للموت أبداً.
    كيف خرجوا بهذه النتيجة؟
    بعد تجارب كثيرة وأبحاث كثيرة تبين لهم أن داخل كل خلية هنالك برنامج يشبه برنامج الكمبيوتر (برنامج دقيق جداً) يختص بالموت، فكل واحد منا في جسده تريليونات الخلايا (ملايين ملايين الخلايا) وقد أودع الله تعالى فيها نظاماً يتحكم بتطور هذه الخلية منذ خلقها وحتى لحظة موتها. وقد كشف العلماء أخيراً أن داخل كل خلية من خلايا الإنسان يوجد ساعة بيولوجية خاصة بهذه الخلية، فتأملوا مخلوقاً مثل الإنسان يعمل بمئة تريليون ساعة! مَن الذي ينظم عمل هذه الساعات ومَن الذي يحفظها من أي خلل قد يصيبها، مَن الذي يشرف على صيانتها، مَن الذي يزودها بالطاقة اللازمة لعملها… هل يستطيع أحد أن يدعي ذلك من المخلوقات؟ إنه الله تعالى القائل: (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ * ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ) [الأنعام: 61-62].
    وجد العلماء أن خلايا الإنسان والنبات والحيوان، جميع الخلايا الحية، تنطبق عليها هذه الظاهرة، كل خلية من الخلايا الحية، فيها مواد داخل الشريط الوراثي DNA مورثات خاصة ومواد خاصة تختص بموت هذه الخلية. ولدى محاولة العلماء إطالة عمر بعض خلايا الحيوانات مثل الذباب، بعد فترة كانت هذه الخلايا تتحول إلى خلايا سرطانية، هذه الخلية إما أن تموت أو تتحول إلى خلايا سرطانية، فكانت المشكلة أكبر وتنتهي بالموت أيضاً.
    وهذا ما حدث مع الإنسان أيضاً، إذ أنهم حاولوا إطالة عمر مجموعة من خلايا الإنسان، خلايا أيّ جزء من أجزاء جسده فإن هذه الخلايا ستتحول إلى خلايا سرطانية قاتلة، تذهب بصاحبها. وهنا نستطيع أن نقول: إن العلماء قرروا أخيراً أن هذا الموت لا يقل أهمية عن الحياة، وقال أحد العلماء الباحثين في هذا المجال: إن الموت ضروري للكائنات الحية ولا يقل أهمية عن الحياة وأن هذا الموت هو مخلوق داخل كل خلية.
    في الشريط الوراثي DNA خلق الله مورثات خاصة بالإشراف على نظام عمل الخلية وتطورها وانقسامها ومن ثم موتها، فالموت إذاً مخلوق مثله مثل الحياة، ولذلك قال تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا).
    وهنا نتذكر الإشارة القرآنية الرائعة في بداية سورة الملك، يقول تبارك وتعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) [الملك: 1-2]. انظروا ماذا قال: (خَلَقَ الْمَوْتَ) أي أن الموت مخلوق، هذا ما يقوله العلماء، وهذا ما قاله القرآن قبل أربعة عشر قرناً، وأن الهدف من الموت (لِيَبْلُوَكُمْ) أي ليختبركم (أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) لم يقل أيكم أكثر عملاً، بل قال: (أحسن) لأن الله تبارك وتعالى لا يحصي الأعمال بعددها، إنما بكمية الإخلاص وحجم التوجه إلى الله تبارك وتعالى بهذه الأعمال، أن تكون بنيَّة خالصة لله تبارك وتعالى.
    والآية الثانية التي تشير إشارة رائعة إلى أن الموت يخلق ويقدر بنظام محكم في النطفة الأولى التي خلق منها كل إنسان منا، يقول تبارك وتعالى: (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ * أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ) ثم قال: (نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ * عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ) [الواقعة: 58-61]. ونلاحظ أن هنالك ربطاً قرآنياً مهماً بين الحديث عن الموت، والحديث عن بداية خلق الإنسان من نطفة.
    يؤكد العلماء أن الموت يُخلق في داخل النطفة، ويتطور داخل الخلايا منذ أن يكون الإنسان في بطن أمه، وهذا ما فعله القرآن حيث تحدث عن خلق الإنسان من نطفة وتحدث بعدها عن تقدير الموت عليه، يقول تبارك وتعالى: (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ، أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ، نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ).
    ويقول العلماء إن في داخل كل خلية يخلق مع هذه الخلية عناصر مثل صمامات الأمان تتحكم بحياة الخلية، فبعد كل انقسام يتغير حجم هذه العناصر، وكلما قصر طولها تقترب من الموت، وعند حجم معين تتوقف الخلية عن التكاثر وتموت، وهذا ما حدثنا عنه القرآن: (نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ) ما معنى قدرنا؟ التقدير في اللغة: هو أن يبلغ الشيء مبلغه أو قدره، أي أن الله تبارك وتعالى وضع نظاماً للموت، نظاماً مبرمجاً لعملية الموت، هذا ما تدل عليه الآية في قوله تعالى (نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ) لذلك فالعلماء أطلقوا مصطلحاً علمياً جديداً على موت الخلية ماذا أسموه، لم يسموه موت الخلية أسموه (الموت المبرمج للخلية) الموت المبرمج يعني أن هنالك نظاماً دقيقاً، ولذلك فإن الله تبارك وتعالى لم يقل (نحن أنزلنا الموت) بل قال: (قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ) هناك نظام مقدر وموَزَّع بدقة فائقة.
    الأفعال التنكسية في الخلايا
    يحدث في كل خلايا الجسد أفعالٌ يسميها العلماء: الأفعال التنكسية، تحدث بعد فترة معينة من حياة خلية. فالخلية تنمو وتكبر وتبدأ بممارسة نشاطاتها، ولكن بعد عمر معين لدى الإنسان، بعدما يتجاوز الأربعين والخمسين والستين والسبعين … تبدأ هذه الانهيارات وهذه الأفعال التنكسية داخل خلايا جسده، ولذلك يقول العلماء إن هذه العملية لا يمكن أبداً إيقافها، وإن إيقاف هذه العملية يعني الموت، لأن الموت مبرمج، فهذه الخلية مثلاً سوف تموت بعد (عشرة أيام)، فمهما حاولنا إيقاف هذا التنكُّس ستموت الخلية، وهنا يتجلى قول الحق تبارك وتعالى في سورة يس عندما قال: (وَمَنْ نُعَمِّرْهُ) أي: يعني نزيده في العمر (وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ) [يس: 68].
    وهذا يعني أن الإنسان الذي أعطيناه القدرة على السمع والبصر وأعطيناه هذه النعم، كلما تقدم في العمر زاد أمله في الدنيا، ونحن نقول له انظر إن نهايتك قريبة: (وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ) انظر إلى هذا التنكيس في خلايا الدماغ في خلايا الكبد، في خلايا القلب، في كل خلايا الإنسان هنالك أفعال تنكسية دائماً تنتهي بالموت.
    هناك برنامج أودعه الله في كل خلية من خلايا الجسد، وهذا البرنامج مسؤول عن تطور الخلية وانقسامها وتفاعلاتها مع بقية الخلايا، وعندما حاول العلماء إطالة عمر الخلية تحولت إلى خلية سرطانية وانفجرت… وأيقن العلماء أن الموت هو النهاية الطبيعية للمخلوقات،و إن أي محاولة لإطالة العمر تسير بعكس الطبيعة! أليس هذا ما أكده القرآن عندما قال: (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ) [النساء: 78].
    انظر أيها الإنسان البعيد عن ذكر الله! هذه إشارات، هذه رسائل خفية لك ينبغي عليك أن تدركها وترجع إلى خالقك تبارك وتعالى (أَفَلَا يَعْقِلُونَ) أليس لك عقل تفكر به وتستنج أن الله تبارك وتعالى الذي حدثك عن هذه الأمور الخفية التي تحدث في خلايا جسدك (وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ) هذه الأفعال التنكسية التي ستنتهي بالموت في أي لحظة، ينبغي عليك أن تعود إلى هذا الخالق العظيم، ينبغي عليك أن تعود إلى نور القرآن، أن تكون من الذين قال الله تبارك وتعالى فيهم: (وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [الأنفال: 2]. فهذه الآيات هي إنذار لكل منا لكي يتأمل هذه الظاهرة التي حدثنا عنها القرآن بكلمات رائعة (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا).
    الموت المفاجئ
    والشيء الخطير في هذه المسألة أن هنالك ظاهرة لم تحدث إلا حديثاً، هذه الظاهرة يسميها الأطباء الموت المفاجئ، وتقول الإحصائيات إنه في الولايات المتحدة الأمريكية هنالك كل عام هنالك ثلاثمائة ألف شخص يموتون موتاً مفاجئاً!! ويعرّف العلماء هذه الظاهرة بأنها عبارة عن موت للإنسان يحدث خلال أقل من ساعة. مثلاً تأتيه جلطة دماغية أو جلطة قلبية ولا يمكن إسعافه أبداً مهما حاولنا فهذا خلال أقل من ساعة يحدث الموت ولا يمكن علاجه أبداً، وهذه الظاهرة في تزايد مستمر، وقديماً لم تكن معروفة أبداً، لم يكن أحد يتحدث عن هذه الظاهرة، ولكن النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام حدثنا عن هذه الظاهرة، وقال: (إن من أمارات الساعة أن يظهر موت الفجأة) وتأملوا معي المصطلح العلمي، النبي صلى الله عليه وسلم يسميه (موت الفجأة) والعلماء يسمونه (موتاً مفاجئاً) Sudden Death وهذا إن دل على شيء، إنما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً أطلق لنا تحذيراً في هذا الزمن.
    إحصائيات
    فعندما نتأمل هذه الإحصائيات ونتأمل هذه الأعداد الكبيرة من الناس الذين يموتون موتاً مفاجئاً وعلى الرغم من أن الحكومات تبذل البلايين (ليس الملايين بل البلايين) من أجل علاج هذه الظاهرة ولكن الأطباء يقفون عاجزين أمام هذه الظاهرة (ظاهرة الموت المفاجئ)، وعندما ننظر إلى إحصائيات الأمم المتحدة عن الموت كل عام لابد أن نأخذ العبرة ونستعيذ بالله من شر هذه الظاهرة..
    هنالك أكثر من مليون شخص ينتحرون كل عام في العالم، أكثر من مليون يموتون منتحرين، هنالك مئات الآلاف يموتون في حوادث احتراق، حوادث سير، حوادث قتل،… هناك عدد محدد يموتون في أمراض القلب في الولايات المتحدة بحدود سبعمائة ألف، ثلاثمائة ألف يموتون موتاً مفاجئاً، هنالك عدد معين يموتون بسرطان الجلد، وعدد محدد يموتون بسبب سرطان مثلاً الثدي وعدد محدد يموتون بسرطان الرئة.. كأن هنالك نظاماً للموت، إذا تأملنا هذه الإحصائيات عاماً بعد عام، نلاحظ أن هنالك نسب متقاربة، عندما نضع الإحصائيات مثلاً لعشر سنوات أو لعشرين عاماً نلاحظ أن هذه النسب متقاربة وفي ازدياد كلما تقدم الزمن تزداد. وهذا دليل مادي على أن الموت مقدَّر بنسب محددة، ولذلك قال تعالى: (نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ).
    وتجدر الإشارة إلى أن الذي يموت بسبب حادث سيارة مثلاً فإن الله تعالى قدَّر عليه الموت، وساقه إلى أسباب الموت، ومهما حاول الإنسان أن ينجو من الموت فلن يستطيع، ولذلك قال تعالى عن أولئك الذين كرهوا الجهاد في سبيل الله تعالى، وظنوا أن هروبهم هذا سينجيهم من الموت، فقال لهم: (قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) [آل عمران: 168].
    قصة وعبرة
    هنالك أحد الصالحين الذين كان من الذين يحرصون على العلم وهو على فراش الموت قال لابنه: يا بني ناولني هذا الكتاب لأنني نسيت مسألة أريد أن أتذكرها، قال: يا أبي انتبه لنفسك! ماذا ستستفيد منها وأنت على فراش الموت؟ قال الرجل الصالح: لأن ألقى الله وأنا عالمٌ بهذه المسألة أحب إليّ من أن ألقاه وأنا جاهل بها. انظروا إلى حرص هذا الرجل على العلم! كانت كل حياتهم هي إعداد واستعداد لهذا اللقاء، لقاء الله تبارك وتعالى.
    وسؤالي: أليست هذه إنذارات لنا لكي نتعظ ونعتبر ونعود إلى الله تبارك وتعالى ونعمل شيئاً ولو قليلاً لذلك اليوم، اليوم الذي سنقف فيه أمام الله تبارك وتعالى؟ اللهم اجعلنا من الفائزين بجنتك ورضاك يوم القيامة: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) [آل عمران: 185]. نسأل الله تبارك وتعالى أن يختم أعمالنا على خير وأن يتوفانا ويلحقنا بالصالحين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
                  

11-16-2022, 07:13 PM

Arif Nashed
<aArif Nashed
تاريخ التسجيل: 05-12-2014
مجموع المشاركات: 12692

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: andquot;تكنولوجيا الخلودandquot;- هل يمكن حقاً andq (Re: مصطفى نور)

    Quote:
    يحدث في كل خلايا الجسد أفعالٌ يسميها العلماء: الأفعال التنكسية، تحدث بعد فترة معينة من حياة خلية. فالخلية تنمو وتكبر وتبدأ بممارسة نشاطاتها، ولكن بعد عمر معين لدى الإنسان، بعدما يتجاوز الأربعين والخمسين والستين والسبعين … تبدأ هذه الانهيارات وهذه الأفعال التنكسية داخل خلايا جسده، ولذلك يقول العلماء إن هذه العملية لا يمكن أبداً إيقافها، وإن إيقاف هذه العملية يعني الموت، لأن الموت مبرمج، فهذه الخلية مثلاً سوف تموت بعد (عشرة أيام)، فمهما حاولنا إيقاف هذا التنكُّس ستموت الخلية، وهنا يتجلى قول الحق تبارك وتعالى في سورة يس عندما قال: (وَمَنْ نُعَمِّرْهُ) أي: يعني نزيده في العمر (وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ) [يس: 68].
    وهذا يعني أن الإنسان الذي أعطيناه القدرة على السمع والبصر وأعطيناه هذه النعم، كلما تقدم في العمر زاد أمله في الدنيا، ونحن نقول له انظر إن نهايتك قريبة: (وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ) انظر إلى هذا التنكيس في خلايا الدماغ في خلايا الكبد، في خلايا القلب، في كل خلايا الإنسان هنالك أفعال تنكسية دائماً تنتهي بالموت.
    هناك برنامج أودعه الله في كل خلية من خلايا الجسد، وهذا البرنامج مسؤول عن تطور الخلية وانقسامها وتفاعلاتها مع بقية الخلايا، وعندما حاول العلماء إطالة عمر الخلية تحولت إلى خلية سرطانية وانفجرت… وأيقن العلماء أن الموت هو النهاية الطبيعية للمخلوقات،و إن أي محاولة لإطالة العمر تسير بعكس الطبيعة! أليس هذا ما أكده القرآن عندما قال: (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ) [النساء: 78].
    انظر أيها الإنسان البعيد عن ذكر الله! هذه إشارات، هذه رسائل خفية لك ينبغي عليك أن تدركها وترجع إلى خالقك تبارك وتعالى (أَفَلَا يَعْقِلُونَ) أليس لك عقل تفكر به وتستنج أن الله تبارك وتعالى الذي حدثك عن هذه الأمور الخفية التي تحدث في خلايا جسدك (وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ) هذه الأفعال التنكسية التي ستنتهي بالموت في أي لحظة، ينبغي عليك أن تعود إلى هذا الخالق العظيم، ينبغي عليك أن تعود إلى نور القرآن، أن تكون من الذين قال الله تبارك وتعالى فيهم: (وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [الأنفال: 2]. فهذه الآيات هي إنذار لكل منا لكي يتأمل هذه الظاهرة التي حدثنا عنها القرآن بكلمات رائعة (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا).
    الموت المفاجئ
    والشيء الخطير في هذه المسألة أن هنالك ظاهرة لم تحدث إلا حديثاً، هذه الظاهرة يسميها الأطباء الموت المفاجئ، وتقول الإحصائيات إنه في الولايات المتحدة الأمريكية هنالك كل عام هنالك ثلاثمائة ألف شخص يموتون موتاً مفاجئاً!! ويعرّف العلماء هذه الظاهرة بأنها عبارة عن موت للإنسان يحدث خلال أقل من ساعة. مثلاً تأتيه جلطة دماغية أو جلطة قلبية ولا يمكن إسعافه أبداً مهما حاولنا فهذا خلال أقل من ساعة يحدث الموت ولا يمكن علاجه أبداً، وهذه الظاهرة في تزايد مستمر، وقديماً لم تكن معروفة أبداً، لم يكن أحد يتحدث عن هذه الظاهرة، ولكن النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام حدثنا عن هذه الظاهرة، وقال: (إن من أمارات الساعة أن يظهر موت الفجأة) وتأملوا معي المصطلح العلمي، النبي صلى الله عليه وسلم يسميه (موت الفجأة) والعلماء يسمونه (موتاً مفاجئاً) Sudden Death وهذا إن دل على شيء، إنما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً أطلق لنا تحذيراً في هذا الزمن.
    إحصائيات
    فعندما نتأمل هذه الإحصائيات ونتأمل هذه الأعداد الكبيرة من الناس الذين يموتون موتاً مفاجئاً وعلى الرغم من أن الحكومات تبذل البلايين (ليس الملايين بل البلايين) من أجل علاج هذه الظاهرة ولكن الأطباء يقفون عاجزين أمام هذه الظاهرة (ظاهرة الموت المفاجئ)، وعندما ننظر إلى إحصائيات الأمم المتحدة عن الموت كل عام لابد أن نأخذ العبرة ونستعيذ بالله من شر هذه الظاهرة..
    هنالك أكثر من مليون شخص ينتحرون كل عام في العالم، أكثر من مليون يموتون منتحرين، هنالك مئات الآلاف يموتون في حوادث احتراق، حوادث سير، حوادث قتل،… هناك عدد محدد يموتون في أمراض القلب في الولايات المتحدة بحدود سبعمائة ألف، ثلاثمائة ألف يموتون موتاً مفاجئاً، هنالك عدد معين يموتون بسرطان الجلد، وعدد محدد يموتون بسبب سرطان مثلاً الثدي وعدد محدد يموتون بسرطان الرئة.. كأن هنالك نظاماً للموت، إذا تأملنا هذه الإحصائيات عاماً بعد عام، نلاحظ أن هنالك نسب متقاربة، عندما نضع الإحصائيات مثلاً لعشر سنوات أو لعشرين عاماً نلاحظ أن هذه النسب متقاربة وفي ازدياد كلما تقدم الزمن تزداد. وهذا دليل مادي على أن الموت مقدَّر بنسب محددة، ولذلك قال تعالى: (نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ).
    وتجدر الإشارة إلى أن الذي يموت بسبب حادث سيارة مثلاً فإن الله تعالى قدَّر عليه الموت، وساقه إلى أسباب الموت، ومهما حاول الإنسان أن ينجو من الموت فلن يستطيع، ولذلك قال تعالى عن أولئك الذين كرهوا الجهاد في سبيل الله تعالى، وظنوا أن هروبهم هذا سينجيهم من الموت، فقال لهم: (قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) [آل عمران: 168].
    قصة وعبرة
    هنالك أحد الصالحين الذين كان من الذين يحرصون على العلم وهو على فراش الموت قال لابنه: يا بني ناولني هذا الكتاب لأنني نسيت مسألة أريد أن أتذكرها، قال: يا أبي انتبه لنفسك! ماذا ستستفيد منها وأنت على فراش الموت؟ قال الرجل الصالح: لأن ألقى الله وأنا عالمٌ بهذه المسألة أحب إليّ من أن ألقاه وأنا جاهل بها. انظروا إلى حرص هذا الرجل على العلم! كانت كل حياتهم هي إعداد واستعداد لهذا اللقاء، لقاء الله تبارك وتعالى.
    وسؤالي: أليست هذه إنذارات لنا لكي نتعظ ونعتبر ونعود إلى الله تبارك وتعالى ونعمل شيئاً ولو قليلاً لذلك اليوم، اليوم الذي سنقف فيه أمام الله تبارك وتعالى؟ اللهم اجعلنا من الفائزين بجنتك ورضاك يوم القيامة: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) [آل عمران: 185]. نسأل الله تبارك وتعالى أن يختم أعمالنا على خير وأن يتوفانا ويلحقنا بالصالحين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


    مصطفي تحياتي.
    مقالك هذا في قمة الروعة
    ارجوا ان تتحفنا بمثل هذه الكتابات دائما
    مع الشكر.
                  

11-16-2022, 10:10 PM

د.عماد يوسف
<aد.عماد يوسف
تاريخ التسجيل: 06-12-2021
مجموع المشاركات: 102

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: andquot;تكنولوجيا الخلودandquot;- هل يمكن حقاً andq (Re: مصطفى نور)

    الاخ الفاضل مصطفى جزاءك الله عنا كل خير ياخى قد شدنى ما سردته من اول كلمه حتى اخر سطر و جررت جرا لمحاسبة النفس و لقد تعرت ذاتى امامى و انهمرت بالبكاء خوفا و فزعا و لم اجد امامى غير الاستغفار و الدعاء و التوبه الصادقه فلك الفضل فى اشعال نور فى داخلى اطفاءته مشاغل الدنيا فنسالك بالله ان لا تبخل علينا بما ينور بصائرنا و يدفعنا برحمة الله نحو الصلاة المستقيم بارك الله فى صحتك و عمرك
                  

11-16-2022, 10:29 PM

مصطفى نور
<aمصطفى نور
تاريخ التسجيل: 05-13-2022
مجموع المشاركات: 4975

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: andquot;تكنولوجيا الخلودandquot;- هل يمكن حقاً andq (Re: د.عماد يوسف)

    Arif Nashed
    خى تحيه طيبه
    وبعد الخلود الابدى فى الجنه
                  

11-16-2022, 10:38 PM

مصطفى نور
<aمصطفى نور
تاريخ التسجيل: 05-13-2022
مجموع المشاركات: 4975

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: andquot;تكنولوجيا الخلودandquot;- هل يمكن حقاً andq (Re: مصطفى نور)

    د.عماد يوسف
    اخى الغالى تحيه طيبه
    وجعلنا الله واياكم من الخلدين فى الجنه لان الدنيا دار عبور
    رحلة الخلود
    ألقى مايكل التحية على صديقيه فور دخوله غرفة المحادثة، فرد راجيف التحية، بينما رد راشد قائلًا:

    الموت حقيقة يتفق عليها الجميع
    انتظراني قليلًا.. أُجَهِّز لكما مشهدًا مثيرًا.. هل رأيتما مشهد وقوع موريسني لاعب فريق ليفورنو في مباراته مع نادي بيسكارا بالدوري الإيطالي.. لقد مات بسكتة قلبية بعد أن سقط على أرضية الملعب.. كانت صدمة للمشاهدين وهم يرونه يحتضر ويتوقف قلبه بعد أن كان يتقد نشاطًا.

    مايكل: ولكن أعجب من هذه الواقعة: سقوط لاعب فريق بولتون موامبا خلال مباراته مع توتنهام في كأس الاتحاد الإنجليزي، لقد سقط اللاعب مغشيًا عليه مصابًا بسكتة قلبية، وجزم الجميع بموته، إلا أنه في حالة نادرة عاد قلبه إلى العمل بعد توقف لمدة 78 دقيقة، وهذا ما عده الأطباء وفاة لمدة 78 دقيقة، مما دعا طبيب الفريق توبين إلى التصريح متعجبًا: «إنه أمر لا يصدق، لم نكن نتوقع أن يتعافى موامبا بهذا الشكل»، لقد مات موامبا وعاد إلى الحياة مرة أخرى!

    راشد: الموت هو الحقيقة الوحيدة التي يعترف بها ويتفق عليها كل البشر.. ولكن، ماذا بعد الموت؟ هل هي النهاية، أم بعدها بداية أخرى في (اليوم الآخر) كما يعتقد كثير من الناس؟

    ماذا بعد الموت؟!
    راجيف: الإيمان باليوم الآخر عقيدة أصيلة حملها الإنسان منذ نشأته وسكناه الأرض، فقد دلت الآثار وشواهد التاريخ على أن هذه العقيدة كانت موجودة في الحضارات القديمة، وعرفها قدماء المصريين وقبائل المايا والرومان وفي وادي الرافدين.. وغيرهم.. وفضلًا عن أنها عقيدة لم يَخْلُ منها دين سماوي فقد عرفتها الأديان الوضعية كالبرهمية والبوذية والكونشيوسية والزرادشتية والصابئة..

    الإسلام نادى بالإيمان باليوم الآخر
    راشد: صحيح ما قلته، وهذه العقيدة نادى بالإيمان بها رسول الإسلام، كما عرضها سائر الأنبياء والرسل على الناس، وما زال الإيمان بها شرطًا من شروط الإسلام في جميع الأزمان، فإنه لا معنى للإيمان بالله وكتبه ورسله بدون هذه العقيدة.

    مايكل: ولكني ألاحظ أن أثر هذه العقيدة في حياة الناس متفاوت، كما أن قليلًا منهم من يستحضرها في وعيه وسلوكه.

    راشد: هذا صحيح؛ فالناس جميعًا يعترفون بذلك على مستوى العقيدة النظرية، ولكن قليلًا منهم من يستحضر تلك العقيدة حية في الواقع.. وشاهد ذلك: أننا إذا تخيلنا انطلاق صفارة الإنذار معلنة عن غارة جوية خلال أيام الحرب.. فإن المتوقع والطبيعي أن تصبح الشوارع خالية من المارة والحركة، حتى أنه من لا يفعل ذلك يقال عنه أبله أو مجنون.. فإذا كان ذلك في شأن صغير في الدنيا، فما بالنا بخطر أكبر وأهم من هذا الخطر.. خطر يعتقد الناس أنه سيحدث حتمًا، وأنذَر به خالق هذا الكون تبارك وتعالى، وأعلنه على لسان جميع رسله، لقد كان المنطقي أن تكون استجابتهم لهذا الإنذار الإلهي أكبر وأشد.

    مايكل: أظن أن السبب في ذلك أن الناس يرون ويسمعون الخطر الذي تنذر عنه صفارة الإنذار، حتى وإن لم يجربوه فقد شاهدوه في حالات أخرى أو في مواطن أخرى وقد يكونوا عاينوا آثاره، أما في اليوم الآخر فإنه يحول بيننا وبينه جدار الموت، وهو لا يتراءى لأعيننا اليوم.. وهذا ما أنشأ فرق اليقين بين الحالتين.

    بالعقل يصل الإنسان إلى كثير من الحقائق
    راشد: كلامك صحيح، ولكن يُفترَض أن الإنسان يصل إلى الحقائق ويتيقنها بعقله وليس فقط بحواسه. إن سبب ضعف اليقين عند هؤلاء الناس هو أنهم لا يستخدمون عين عقلهم، فهم لو نظروا في الأمر بإمعان وأعملوا الفكر فيه لأدركوا أن ما يرونه بأعينهم ليس أكثر يقينًا من الغائب عن نظرهم. ثم إن هناك أمورًا يكون انتظار رؤيتها أو تجربتها هلاكًا على صاحبها؛ لأنها لا تحتمل إلا المرور بها مرة واحدة؛ فلو أن شخصًا تحدى آخر قائلًا إنه يستطيع إلقاء نفسه من فوق بناية شاهقة دون أن يصاب بأذى، وقال له الآخر فلنجرب! فإنها ستكون التجربة الأولى والأخيرة وتكون نهاية هذا المجرِّب، فليس بهذه التجربة نثبت صحة هذا الزعم أو خطئه، ولكن بإعمال العقل وبالنظر في السوابق والمتشابهات يمكننا الوصول إلى النتيجة المتوقعة للتجربة بدون خوضها.

    راجيف: إذن، علينا لكي نصل إلى هذا اليقين أن نبرهن على هذه العقيدة بالأدلة العقلية وبالنظائر العلمية.

    أدلة عقلية على حقيقة اليوم الآخر
    راشد: لا مانع من ذلك، ولكني أقول إن الدليل الأكبر في ذلك هو الثقة في صدق مَن أخبرنا بذلك، وهو الله تعالى على لسان رسله، وهذا هو مقتضى الإيمان به سبحانه، فهو أعلم منا وأحرص منا على ما ينفعنا ويصلحنا. أما ما طلبته من أدلة عقلية ونظائر علمية، فإنه كثير.. أذكر منها الآتي:

    من خلقنا من عدم قادر على إحيائنا ثانية
    الحجة الأولى: الاحتجاج بالإبداء على الإعادة، ومفادها: أننا إذا كنا مقرين بأن الله تعالى خلقنا أول مرة، فإن الذي خلقنا في المرة الأولى من العدم بقادر على إحيائنا مرة أخرى بعد الموت؛ بل إن إمكان حدوث الحياة الأخرى أقوى (نظريًّا) من إمكان الحياة الأولى..

    من يخرج الشيء من ضده يمكنه إحيائنا ثانية
    الحجة الثانية: استحالة المواد والأشياء من حالة إلى أخرى ومن طبيعة إلى أخرى، وقد ضرب القرآن لذلك مثالًا يمكن تجربته من كل الناس، وهو إخراج النار من الشجر الأخضر، فالذي يخرج الشيء من ضده، وتنقاد له مواد المخلوقات ولا تستعصي عليه، يمكنه أن يحيي العظام وهي رميم. الحجة الثالثة: تقليب المخلوقات، موت فحياة ثم موت فحياة، فمن الحبة الجامدة الصماء تخرج نبتة غضة خضراء تزهر وتثمر، ثم تعطي هذه النبتة الحية حبوبًا جامدة لا تنمو، ومن الطيور الحية النامية يخرج البيض الميت، ومن هذا البيض تخرج الطيور الحية المتحركة مرة أخرى، فالحياة كامنة فيما نظنه جامدًا ميتًا.. وهكذا الإنسان وجميع الحيوانات. الحجة الرابعة: مشاهدة ظاهرة البعث في حياة الإنسان والحيوان والنبات، فجسم الإنسان العادي يتألف من 260.000.000.000.000.000 خلية، تتغير في كل ثانية، فهي تنقص بسرعة، وهذا النقص يعوضه الغذاء؛ إذن فالجسم الإنساني يغير نفسه بنفسه باستمرار كالنهر الجاري، وهكذا جسمنا يخضع لعملية تغيير مستمرة، حتى إنه يأتي وقت لا تبقى فيه أي خلية قديمة في الجسم.. تتكرر هذه العملية في الشباب والطفولة بسرعة، بينما تستمر بهدوء في الكهولة.. وهذا التغيير يحدث بمعدل مرة كل عشر سنوات. من هذا نستنتج أن تغير الجسم المادي الظاهري مستمر، ولكن الإنسان في الداخل لا يتغير: علمه، عاداته، حافظته، أمانيه، أفكاره.. تبقى كلها كما كانت. ولو كان الإنسان يفنى بفناء الجسم لكان لزامًا أن يتأثر على الأقل بفناء الخلايا وتغيرها الكامل.. وهذا يؤكد أن الحياة الإنسانية شيء آخر غير الجسم، وهي باقية رغم تغير الجسم وفنائه بفناء الخلايا بصفة مستمرة. الحجة الخامسة: يشير العلم الحديث إلى أن أجهزة الكون تقوم بتسجيل كامل لكل أعمال الإنسان، فمن أهم أهداف الآخرة: المجازاة على أعمال الدنيا خيرًا كانت أو شرًّا، وفق ما سُجِّل على الإنسان، وهو يشمل: النية، والقول، والعمل.. والشواهد العلمية تثبت أن هذه الأبعاد لا تذهب سدًى؛ بل يمكن استدعاؤها واسترجاعها بعد انتهائها: فالأفكار أو النوايا التي تخطر على بالنا وننساها.. نراها خلال النوم أو نتكلم عنها في حالات الهيستريا أو الجنون دون أن ندري، وهذا يثبت قطعيًّا أن العقل أو الحافظة ليست تلك التي نشعر ونحس بها فحسب، وإنما هناك أطراف أخرى من هذه الحافظة لا نشعر بها، وهي ذات وجود مستقل، وأثبت العلم أننا غير قادرين على محوها. أما القول: فإن العلم الحديث يثبت أن الأصوات التي نسمعها عبارة عن موجات في الهواء، وقد ثبت قطعًا أن هذه الموجات تبقى في الأثير بعد حدوثها أول مرة، ومن الممكن سماعها مرة أخرى حتى بعد مرور قرون عليها، وإن لم يتمكن العلماء من تطبيق ذلك عمليًّا حتى الآن، وهذا يثبت أن كل ما ينطق به الإنسان فهو مسجل عليه. أما مسألة العمل، فتصدق بصورة مدهشة إمكان حدوث الآخرة؛ فالعلم الحديث يثبت أن جميع حركاتنا وأعمالنا في الضوء أو الظلام موجودة في الفضاء في حالة الصور، ومن الممكن في أي لحظة تجميع هذه الصور؛ فالأجسام جامدة كانت أو متحركة تصدر عنها حرارة بصفة دائمة، وهي بدورها تعكس أشكال الأجسام وأبعادها، وقد اختُرِعت آلة دقيقة لتصوير الموجات الحرارية التي تخرج عن أي كائن، لكن هذه الآلات لا تستطيع تصوير الموجات الحرارية إلا خلال ساعات قليلة من وقوع الحدث.

    مايكل: إذا سلمنا بحتمية وقوع اليوم الآخر، وعرفنا مكانته في الإسلام، فما أهم معالم هذه العقيدة فيه؟

    تفاصيل عقيدة وقوع اليوم الآخر في الإسلام
    راشد: تفاصيل هذه العقيدة في الإسلام تختلف كثيرًا عما جاء في معظم الديانات الأخرى، ولكن عمومًا يمكن إجمال هذه العقيدة في: 1) أن الله سيمحو هذا العالم، وكل ما فيه من الخلائق، في يوم يعرف بيوم القيامة. 2) ثم يحييهم – سبحانه وتعالى – مرة أخرى، ويجمعهم بين يديه، وذلك هو الحشر أو البعث. 3) ثم يقدم إلى محكمة إلاهية كل ما يكون الناس قد كسبوه من خير أو شر في حياتهم الدنيا، بدون نقص ولا زيادة. 4) والله تعالى يزن لكل واحد من البشر أعماله الصالحة والسيئة، فمن رجحت كفة أعماله الصالحة غفر له، ومن رجحت كفة أعماله السيئة عاقبه. 5) والذين يغفر لهم يدخلون الجنة، والذين يعاقبهم يدخلون النار.

    راجيف: حقيقة، الأمر جد خطير.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de