في ظل حالة الانسداد السياسي بعد انقلاب 25 اكتوبر، والوضع الهش الذي تعيشه البلاد، وفي ظل الحاجة الى منصة توفر لقوى الثورة فرصة لرسم خارطة طريق لاستعادة المسار الانتقالي ووضع خطط فعالة لإدارة الدولة واستدامة الديمقراطية في السودان، تواصلت مجموعة من ابناء الوطن، بمبادرة سودانية خالصة، مع المركز العربي للدراسات وابحاث السياسات ومركز دراسات النزاع والعمل الانساني التابع له في الدوحة للمساعدة في توفير منصة تتيح منبراً للحوار بين قوى الثورة في ظل حالة اللا اتفاق بين المدنيين السودانيين واهدار كثير من الوقت والجهد في خلافات كثير منها يتغافل عن ايجاد أي رؤية عميقة تتناول تحليلاً منهجياً للواقع الماثل وتستبصر طريقاً نتفق حوله جميعاً للمضي قدماً في مسار التحول الديمقراطي، وذلك من خلال مشاركة الخبراء والمختصين السودانيين من مختلف الاتجاهات والمدارس الفكرية لتقديم رؤى و تصورات لإدارة المرحلة الإنتقالية ووضع خطط عمل بما يحقق آمال وتطلعات ثورة ديسمبر المجيدة.
لقد ثار بعض اللغط حول الندوة واللقاءات التفاكرية التي تعقد في الدوحة، ولاجلاء التفاصيل في هذا الصدد من المهم توضيح النقاط التالية:
أولا: قيام هذه الفعاليات تم بمبادرة سودانية خالصة تداعى لها نفر من السودانيين في دولة قطر وبادروا بالاتصال مع المركز لتوفير منصة حوار لقوى الثورة من المدنيين لدعم الاهداف أعلاه، وقد رحب مسؤولوا المركز بهذا التعاون.
ثانيا: ومن أجل التأكيد على قيام المركز بمساعدتنا كسودانيين وقيامه بدور المسهّل لهذه العملية، للحقيقة والتاريخ، القائمين على المركز أكدوا على رغبتهم في مساعدتنا كسودانيين وايمانهم بفرص نجاح اعادة بناء الدولة الوطنية في السودان وطلبوا منّا تقديم رؤية وخطة عمل حول مجموعة الافكار التي تناقشنا فيها معهم لتحديد خطوات العمل، تجدر الاشارة اننا قمنا بتقديم هذه الخطة في شهر ابريل الماضي، وتم الطلب من قبل المركز لترشيح باحث سوداني يتمتع بالكفاءة ليتولى قيادة تنسيق وتنظيم الندوات والورش/اللقاءات التفاكرية مع باحثي المركز. رشحنا من طرفنا د. بكري الجاك المدني عند تقديمنا للمقترح.
ثالثا: تم تقديم تصور شامل لطبيعة الورش والندوات والقضايا التي سيجري النقاش حولها وهي تشمل:
1/ الدولة الديمقراطية والحكم المدني في السودان .
2/ قضايا الدستور الدائم في السودان
3/ البناء المؤسسي وبيئة الانتخابات في السودان لتكون أساساً للبناء عليه مستقبلاً مما سيوفر جهداً كبيراً على القائمين على أمر الانتقال لاحقاً، ويبشر بتوافر رؤية حول المستقبل تشجع الفاعلين في السودان على المضي قُدُماً في وضع الخطط المناسبة، و يضع إجاباتٍ معقولة لأحد أكثر الملفات تعقيداً وحساسيةً.
4/ تقييم تجربة الفترة الإنتقالية السابقة. هنالك اهتمام كبير لتقييم تجربة الحكومة الانتقالية بفترتيها لاستخلاص العبر التاريخية المُعينة على تفادي الإخفاقات و تتبع النجاحات للاستفادة منها مستقبلاً، مثل التساؤلات حول أولوية القضايا وقابليتها للتأجيل، بشكل أخص الإشكالي منها كالمنهج الاقتصادي والعلاقات الخارجية والتعليم، و العاجل منها في شتى المجالات وضروريته لإنجاح الانتقال المحاط بالتحديات الأمنية و السياسية والاقتصادية الكبيرة، و ما المتوقع منها و ما هي حدود صلاحياتها.
لمن لايعرفون الدكتور بكري الجاك، هو من قيادات العمل الطلابي في جامعة الخرطوم منذ العام ١٩٩١حتى تخرجه في العام ١٩٩٦ . عند تخرجه التحق بالتجمع الوطني الديمقراطي في اريتريا وشارك في عدد من لجان التجمع في ذلك الوقت، درس الماجستير في العلوم السياسية في الجامعة الامريكية بالقاهرة، بعدها توجه للولايات المتحدة الامريكية للحصول على اجازة الدكتوراة في السياسات العامة والادارة، و صقل تجربته السياسية بالتعليم والبحث الذي اوصله ان يكون استاذاً وباحثاً في جامعة مرموقة في نيويورك.
اتمنى من الاخوة والاساتذة الذين ينتقدون مشروع العمل مع المركز، ان يكون لديهم بديل آخر ليقدموه بدلاً عن الطعن والتشكيك في اي مجهود سوداني ينقلنا من مربع العويل واستسهال التخوين الى ايجاد حلول ورؤى علمية وعملية توصلنا لاستعادة مسار الانتقال وتحقيق واستدامة الديمقراطية في السودان.
ارجو من الجميع ان يتخلوا عن الانتصارات الشخصية واثبات انهم الاذكياء العارفين في محيط من البلهاء الآخرين! للتواضع والنظر لمصالح الشعب لسوداني والدولة السودانية المزمع انشاؤها، لازال طريقنا طويل لبناء الدولة واستدامة التحول الديمقراطي ونحتاج مجهود وتفكير الجميع بدلاً عن تضييع الوقت.
وايضا متابعة الندوة بعنوان( ازمة الدولة الوطنية : السودان والطريق الى الدولة المدنية) في تمام الخامسة مساء الاثنين بتوقيت الدوحة الموافق ٣ أكتوبر ٢٠٢٢ وذلك على على منصات المركز على فيسبوك وتويتر .
٢- أكتوبر-٢٠٢٢
10-03-2022, 05:49 AM
wadalzain
wadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4701
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة