حوار ممتع وشيق مع الفنانة الراحلة عائشة الفلاتية عمره أكثر من 45 عاما.

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 00:17 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-16-2022, 07:34 AM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حوار ممتع وشيق مع الفنانة الراحلة عائشة الفلاتية عمره أكثر من 45 عاما.

    06:34 AM September, 16 2022

    سودانيز اون لاين
    Emad Ahmed-جدة - السعودية
    مكتبتى
    رابط مختصر



    https://top4top.io/

    من الإرشيف : جمال وبساطة وتلقانية وخفة دم

    حوار مع الفنانة الراحلة (الملاك السامي) عائشة الفلاتية.. عمره أكثر من خمسة واربعين عاما !!

    أجرى الحوار الصحفي الراحل رحمي م. سليمان- منقول بتصرف.

    شقيت وتعبت ووهبت عمري كله لوطني.

    أول سودانية تتمرد على تقاليد الحجاب وتقتحم الحياة العامة في شجاعة وجرأة قبل أكثر من نصف قرن من الزمان لتصبح مطربة مبدعة تردد الآفاق شهرتها وذلك في مجتمع متخلف ومتزمت.. ثم تنجح نجاحاً منقطع النظير رغم منافسة أساطين الفن من الرجال الذين عاصرتهم.. عائشة الفلاتية.. سيدة ظلت الى آخر رمق من حياتها تحتفظ في حرص بالغ على بعض معالم الربيع في قسمات وجهها الوضيئة.. وهي بعد خفيفة الدم.. حلوة الحديث.. رقيقة الأحاسيس.. لا تغيب الابتسامة الودودة من شفتيها الا لماماً .. ولا تتعثر في اطلاق الدعابة الطلية المرحة في سرعة بديهة حاضرة دائماً..
    قلت لها وأنا أتأمل الـ «تي» الأخضر الموسوم على خدها:
    { ايه اللي رماك في حكاية الفن دي.. ياعائشة؟
    } واسرعت تقول بصوت تشوبه رنة أسف: تقول شنو؟!
    وصمتت وكأنها أرادت أن تتجنب الحديث في هذا الصدد.. فمضيت أقول: ما هو لابد أن تكون في عوامل وظروف دفعتك في الطريق ده.. وانتي أساساً عندك المؤهلات والموهبة اللي بتجعل منك مطربة؟.. وسرحت عائشة بنظراتها بعيداً من خلال النافذة.. ثم قالت فجأة: أصله يا سيدي.. لما كان عمري زي سبعة سنين وكده كنت بندمج مع البنات في بيوت الأعراس واللعبات.. وعشان صوتي كان جميل وانا كنت معتزه بيهو جداً.. كنت دائماً بسيطر على الموقف واقوم بالهلولة كلها..
    { وكنتو بتغنو شنو؟
    } غنا النسوان الكبار.. ما ياهو.. أغاني السيرة والدلوكة.. ومرات غنا سرور وكرومه.. واوعى بالك.. في بيوت الأعراس ما بقعد في السباته عشان أرقص.. كنت مهتمة بس بأني اسمع واسرق الغنا..
    { وبعدين؟
    } بعدين شنو؟! ما اهلي زوجوني وانا صغيرة.. عمري 11 سنة.. واقول ليك الحق.. الحياة الزوجية ما عجبتني كله كله.. لاني بحب امرق اروح الأفراح.. والزوج من الزمن داك ما بدور زوجته تمرق من البيت.. قول الراجل زهج وطلقني!
    { جننتيهو يعني؟
    } واطلقت عائشة ضحكة مزغردة ومضت تقول: بعدين يا سيدي.. قعدت فوق البيت.. مع أهلي يعني.
    { طيب .. برضه ما عرفنا.. الفن ده .. دخل في حياتك كيف؟
    } اصلو ياود امي.. في واحد راجل صعيدي مولد هنا اسمه محمد زقالي بيعرفونا.. يقوم يجي من مصر واحد خواجه اسمه ميشيان .. ميشيان بتاع الاسطوانات.. ميشيان ده كان جاي يسوق غنايين يسجل ليهم اسطوانات في مصر.. طلب من زقالي يفتش ليهو عن واحدة بتعرف تغني.. قامو جوني فوق البيت وطلبو مني أغني.. وغنيت ليهم غنا الزمن داك البعرفو.. الخواجة انبسط جداً وكنت بتمنى يقول لي قومي تسافري معانا كنت عاوزة ابقى مشهورة..
    قول ياسيدي.. الخواجة قال البنت صوتها جميل جداً وتقوم معانا.. أبويا حلف بي جدودو انه ما ممكن.. قال ياجماعة مصر دي انا ماشفتها.. كيف بتي الصغيرة دي تمشيها؟.. وبكيت وزعلت.. والخواجه قعد يترجى أبوي وقال انه مسئول عن أي حاجة تحصل لي.. وما أطول عليك ياود أمي.. في النهاية الخواجة عمل معانا كنتراتو بعشرين غنوة بي ستين جنيه..
    { مش معقول؟
    } ما الجنيه الزمن داك كان جنيه.. والدنيا مازي حسه..!
    { الكلام ده كان زي سنة كم؟
    } سنة 1936م.. قول يازول سافرت مصر.. وسقت معاي الشيال بتاعي «أبوحراز» والخواجه في مصر سكنت معاهو في بيته مع زوجته واخته ووليداتو..
    { وسجلتي شنو؟
    } أغاني كثيرة ما بتذكرها كلها.. لاكين أول غنوة سجلتها اسطوانة يا حنوني عليك بزيد في جنوني ومن زمن بنادي لاكين لطشا عبدالعزيز داؤود وحسع قاعد يغنيها !! وكانت أغانيا ناجحة جداً.. وكان الزمن داك الفوتوغرافات راقدة.. واللي ماعنده فوتوغراف اشترى ليهو واحد عشان يسمع عائشة الفلاتية وكان بيوزع الاسطوانات «البازار السوداني» الخواجه كاتيفانيدس وولده ديمتري ومحلهم في المحطة الوسطى.. ولما كنت في مصر كان بيزوروني ناس عظيمين جداً.. الاستاذ بشير عبدالرحمن وهو سوداني بيشتغل في وزارة الزراعة في مصر.. والف لي غنوه بتقول «البنيه ست العربية».
    { ومنو مؤلفين أغنياتك التانيه؟
    } أغلبهم عبدالرحمن الريح..
    { وكنتي مرتاحة في مصر؟
    } الزمن داك لبس التوب ما كان عند المصريين.. فكانوا الاولاد بيزفوني ويقولوا .. تعالوا شوفو الوليه الله لابسه كفن.. زهجت وغيرت ملابسي..
    { طيب .. وبعدين؟
    } بعدين جات سنة 1940 وكانت الحرابه العالمية قايمة الوكت داك.. حرب دوليه كبيره خالص .. عندك مصر لما مشيت ليها لقيتا ضلمه.. يعني الواحد في بيته ما يولع نور بالليل الا لمبه بسيطه..
    { الله !! انتي رجعتي مصر تاني؟
    } الكنترات ما عشرين غنيه.. سجلت منهم شويه وجيت السودان ورجعت تاني مصر عشان اسجل الباقي.. ولو ما سافرت كانو أهلي بيدفعو تعويض.. والزمن داك الناس مع القروش في تلتله.. واوعى بالك السفر لمصر كان بالقطر لغاية حلفا وبعدين بالباخرة لغاية الشلال واسوان.. وتاني بالقطر لحد القاهرة..
    وصممت عائشة للحظات وارسلت نظرات ساهمة عبر النافذة ثم تمتمت قائلة:
    الفن ده.. يا ما شفنا منه الويل وسهر الليل!..
    ثم استرسلت تقول: غايتو لما جيت من مصر الحكومة جندتني للترفيه عن الجنود كنت بغني طوالي كل يوم.. في معسكرات كيلو خمسة.. وكيلو سته.. وخشم القربة.. وفي معسكرات الامريكان في وادي سيدنا.. ووصلت لغاية كرن في اثيوبيا.. لاكين بعد ده.. خفت .. تاني ما مشيت لي قدام قامو قالو لي تقومي طرابلس عشان الترفيه عن جنودنا هناك وفي كفرة وطبرق وكدي.. ما قدرت ما عندي مروه لي ده كله.. قلت ليهم انا بنتظر العساكر لما يجو من الميدان ولما يرجعو هنا قبلي.. وبالفعل كنت بغني للجنود العائدين والمسافرين حتى الجرحى في مستشفى النهر الحسه بقي وزارة الصحة.. لاكين لليبيا سافرو ناس أحمد المصطفى وحسن عطيه ومحمد احمد سرور..
    { وكنتي بتغني شنو للجنود؟
    } كنت بغني الأغاني الوطنية والحماسية والشجاعة..
    { زي شنو كده؟
    } عندي غنوتين الفتهم براي.. واحدة بتقول «يجو عايدين» والتانية «الليمون سلامته بريه»..
    { والليمون تقصدي بيهو شنو؟
    } الليمون.. ما نحن لونا أسمر ..
    { يعني ليموني.. والا شنو؟
    } وزغردت عائشة في ضحكة مرحة من الأعماق ثم استرسلت قائلة: وفيها كوبليه بقول:
    جاهل صغير وحمامه
    يوم لبسو الكمامه
    ودوهو خشم القربة
    ياربي عوده سلامه
    { ماعندك حاجة تانية عن الحرب؟
    } وعقدت عائشة ما بين حاجبيها وقالت في نبرات جادة:
    كيفن؟ غنيت أيام غارت الطيارات التليانية على الخرطوم وام درمان.. فيها كوبليهات بقول فوقا:
    خطريه برطانيا دوله قوية
    بحري وسما
    ياهتلر الألماني وموسليني الطلياني
    لو تضرب السوداني تصبح ريال براني
    مابسير هنا
    طيارة جاتنا تحوم
    شايلة القنابل كوم
    جات تضرب الخرطوم
    ضربت حمار كلتوم ست اللبن
    طيارة جات من بدري
    شايلة القنابل تجري
    المدفع الجبلي
    خلى البحر يغلي والجو هنا
    { كدي اتذكري .. عندك حاجة تاني؟
    } وتطلعت بنظراتها لسقف الغرفة ومضت تقول:
    عندي غنوة طويلة نسيتا لاكين فيها كوبليه ظريف بقول:
    يا طلعت سيب الكورة
    وشوف واجب الدبورة
    الانجليزي بي اسطولا
    تهجم تعود منصورة
    { والاشعار دي تأليف منو؟
    } تأليفي أنا براي.. مالو؟! انا ما بألف؟ الكاشف ما قاعد يألف!!
    { طيب .. نرجع لمرجوعنا .. أقصد بعد ما انتهت الحرب..
    } غايتو.. قول يازول.. الحرب انتهت سنة 1948.
    { تقصدي 1945م اياهو .. انا خابراه.. وكانت الاذاعة عملوها سنة 1942م.. ومحلها كان مكتب بوسته امدرمان القديم في ميدان سوق المويه.. وكان مسئول عنها في أم درمان حسين طه زكي وعمك الشاعر صالح عبدالقادر والرئاسة في الخرطوم من مكتب الاتصال العام وكان فوقه متولي عيد وخانجي وحلمي إبراهيم..
    وتريثت عائشة لبضع ثوان كأنها كانت تستجمع ذكرياتها ثم اردفت تقول:
    قول يا سيدي.. عمك المرحوم صالح عبدالقادر بعت لي مراسله فوق البيت.. المراسله حسه مات الله يرحمه.. اسمه محمد الحسن .. قال لي عايزنك في الاذاعة بعتني ليك صالح أفندي عبدالقادر..
    { وغنيتي طبعا في الاذاعة؟
    } طبعاً.. لاكين بقيت مشغولة طوالي.. أغني في الاذاعة وعربية الجيش دايما واقفة لي قادم البيت عشان يسوقوني امش اشتغل في الترفيه عن الجنود..
    { وبعدين؟
    } بعدين الاذاعة نقلوها من البسوتة لبيت الزين حسن في أم درمان اظنه حسه فوقه مدرسة بيت الأمانة..
    { الاذاعة خلقت ليك شهرة طبعاً؟
    } ابداً.. كنت مشهورة باسطواناتي..
    { لكن الاذاعة ضروري تكون اظطرتك تطوري أغانيك.. مش كده؟
    } أيوه ده صحي.. غنيت لعبيد عبدالنور.. «احب عيونك وبص هنا» وأغنية وطنية بتقول: «يافتاة النيل انتي قصدك ايه.. انا قصدي الحياة العصرية.. في بلده سودانية.. رقه وادب فونون واحشتام ياحنون» وكتير كتير ما حافظاهو..
    { ورحتي مصر تاني؟
    } رحت كتير جداً.. خمسة ولا ستة مرات.. والمصريين كانو بيسموني أم كلثوم السودان..
    { وقابلتي هناك فنانين مصريين واتعرفتي بيهم؟
    } قابلت مرة فريد الاطرش في الاذاعة المصرية وكنت بسجل فيها وتكلمنا عن الفن في مصر والسودان.. ورياض السنباطي قال لي انه مستعد يلحن لي غنوة .. شكرته واعتذرت ليهو بان لهجتي سودانية.. ولاشنو؟!! واطلقت عائشة احدى ضحكاتها المرحة المزغردة..!
    { وخلاف مصر سافرتي بلاد بره؟
    } سافرت لنيجيريا بمناسبة اعلان استقلالها..
    { واتعرفتي بفنانين نيجيريين هناك؟
    } اتعرفت بفنان عظيم اسمه شاتا .. ده عبدالوهاب بتاع نيجيريا مطرب الامراء والعظماء..
    { وحسه اسرتك وين يا عائشة؟
    } أبوي الحاج موسى أحمد .. وامي حسع في القضارف.. لاكين جدي اتوفى.. ومرقد رأسه في الفاشر..
    { -الله يرحمه ويغفر ليه- أخيراً عاوز أعرف.. بتشتكي من حاجة؟ اي حاجة في عملك كفنانة؟
    } واكتسى وجه عائشة بمسحة حزينة وترددت للحظات ثم اندفعت تقول في حدة منفعلة: كيفن ما بشتكي.. بشتكي يا زول من عدم التقدير.. عشان العمل الكبير خالص الـ قمت بيهو وكل التضحيات اللي ما قصرت فيها.. كافية جداً انه كفايه كده وما اشتغل وآخذ معاش او مكافأة .. انا ما قصرت في حق وطني الناس ما عملوا لاكين انا عملت.. شقيت وتعبت ووهبت عمري كله لوطني..
    واطرقت عائشة لتخفي تأثرها ومضت تقول في نبرات مفعمه بالحزن: «انا ما مبسوطة ابدا.. وطني ما كافأني.. لاكين عندي أمل كبير في انصاف المسئولين وتقديرهم .. ولا شنو يا استاذ؟»!!..
    ومع ذلك.. فقد اطلقت عائشة ضحكة مزغردة نابعة من طيبتها الفطرية وصفاء نفسها وسجاياها الحميدة... ولكن ضحكتها هذه المرة لم تخل من رنة أسف شفيفه ومرارة طافحة بالشجن!..


    الرحمة والمغفرة للملاك السامي عائشة الفلاتية وللصحفي الراحل رحمي سليمان.






                  

09-16-2022, 07:37 AM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار ممتع وشيق مع الفنانة الراحلة عائشة ا� (Re: Emad Ahmed)


    أغنية عائشة الفلاتية شوفتك غالية (الملاك السامي) بصوت منار صديق.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de