|
|
 الذكرى الثامنة والعشرين للفنان الراحل محجوب عثمان
|
04:22 PM August, 04 2022 سودانيز اون لاين
Emad Ahmed-جدة - السعودية
مكتبتى
رابط مختصر
https://top4top.io/
تمر علينا اليوم الرابع من أغسطس الذكري الثامنة والعشرين لوفاة الفنان الجميل الراحل محجوب عثمان والذي قدم لنا أغنيات في غاية الروعة أسعدت الوجدان السوداني بالحان عذبة ومضامين رفيعة عاطفية ووطنية وتغني أيضا لمناسباتنا الدينية شهر رمضان المعظم والعيد السعيد وللحضارة والطبيعة ولتراثنا الجميل وكلها أعمال خالدة نالت رضاء واستحسان المستمع وكانت إضافة ثرة لمكتبة الغناء السوداني ونتوقف في هذا البوست لإضاءات من مسيرته الفنية.
محجوب عثمان من مواليد ثلاثينيات القرن الماضي، ولد وترعرع بحي “الدباغة” بود مدني, وقد تلقى تعليمه بخلوة والده وكان لهذه الأجواء الصوفية الأثر الطيب في نفس فناننا الجميل محجوب عثمان، وقوّم لسانه دراسته للقرآن الكريم وتجويده والتملي بخير الكلام الذي أنشد وقيل في مدح المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم وكذلك الأناشيد الدينية ساعده في ذلك صوته الجميل.
والده شيخ من شيوخ الطرق الصوفية المعروفين بمدينة ودمدني هو الخليفة عثمان مصطفى ووالدته هي الحاجة “فاطمة إبراهيم محمد عمر وله شقيقين هما المرحوم محمد الحسن ومصطفى الحكم الشهير بود مدني صهر الكوتش المرحوم سيد سليم وله ثلاث شقيقات المرحومة خديجة, المرحومة زينب عثمان ونفيسة.
عمل الفنان محجوب عثمان في صباه بحياكة الملابس وكانت البداية بدكان المرحوم أحمد السنوسي والد الراحل الأستاذ يونس السنوسي المحامي, ثم أنتقل للعمل أمام دكان ” الهلاهوب” مع منصور عبد الباري وسليم أبورونجة.
عند إضراب الفنانين الشهير هاجر للعاصمة، حيث عمل ترزياً بسوق أم درمان، وهناك تعرّف على عدد من الفنانين والشعراء أمثال عبد الرحمن الريح والسر أحمد قدور وعبد اللطيف صبحي وإسماعيل خورشيد وكان للأخير القدح المعلى في كتابة معظم الأغاني التي تغنّى بها محجوب عثمان.
وبجزيرة توتي كانت انطلاقاته الفنية بمساعدة عدد من أصدقائه منهم التجاني عصملي وجابر عبد الرحمن ومن توتي انتقل لأم درمان وبدأت مرحلة جديدة في حياته حين التقى بالمرحوم عثمان النذير وتتلمذ على يديه وكان يجيد العزف على العود وشكلا معاً ثنائياً متميزاً ثم أنضم لهما السر خيري وفي مرحلة لاحقة أنضم لهم العازفين حسن الله جابو وعوض الله جابو وعازف الإيقاع ود فور وبعض كبار الفنانين.
كانت بداياته بتقليد بعض كبار الفنانين ثم ظهر بصورة قوية عند الإضراب الشهير للفنانين الكبار (إبراهيم الكاشف، أحمد المصطفى، حسن عطية، عثمان الشفيع وعثمان حسين وذلك في مطلع الخمسينيات وهؤلاء شكلوا ما يشبه بالنقابة أو الرابطة بزعامة الفنان إبراهيم الكاشف للدفاع عن حقوقهم والمطالبة برفع أجور تسجيل الأغاني للإذاعة السودانية وحفلاتها المذاعة على الهواء مباشرة، وكان رد الفعل عنيفاً من جانب مدير الإذاعة وقتها الأستاذ متولي عيد، إذ أوقف اسطوانات المضربين ومنع إذاعتها، والحق أن هذا الإضراب أتاح فرصة ثمينة لأصوات فنية جديدة شكلت إضافة حقيقية لدنيا الغناء السوداني، فتقدم عدد من الفنانين الشباب للتسجيل بالإذاعة، ووجدها مدير الإذاعة فرصة سانحة ليسدد لأولئك المضربين ضربة مُوجعة أخرى، فسرعان ما أجيزت أصوات المطربين الجدد، وأثبت البعض منهم جدارة واقتداراً ففتحت لهم أبواب الشهرة على مصراعيها، ساعد على ذلك كثيرا كون أن أصواتهم كانت جميلة، نذكر من هؤلاء إلى جانب الفنان محجوب عثمان, رمضان حسن, صلاح محمد عيسى, الخير عثمان وكانت تجمع الفنان محجوب عثمان علاقة متميزة بكل من الفنان الخير عثمان والفنان رمضان حسن فهم أصدقاء وأبناء حي واحد (الدباغة) وجيران تقريباً.
من أغنياته الجميلة ( كتير ياروحي) تغيب عن عيني ايه بان ليك حتى أن تلاميذ المدارس الابتدائية وقتها قد اقتبسوا لحنها الجميل في تلحين نشيد أحب الوردا والزهرا وتقول كلماتها :
كتير ياروحي مشتاق ليك .. تغيب عن عيني ايه بان ليك
تعال يا روحي سيب وأشيك .. تجيب لي السعادة وأجييك
اغنيته عهد الهوى (ليه ليه يا النسيت ايامنا ليه) من أوائل الآغنيات التي أدخلت فيها الصفقة والجوقة النسائية في أدائها واحدثت دويا كبيرا في سهرات المجتمع السوداني مطلع حمسينات القرن الماضي.
أسعفني الحظ بحضور حفل للفنان محجوب عثمان تقريبا في نهاية السبعينات وهو حفل زواج جارنا في حي الدناقلة جنوب ببحري الدرامي الراحل أبو العباس محمد طاهر عليه الرحمة والمغفرة وتغني معه في ذاك اليوم الفنانين الراحل صلاح محمد عيسي وعبد القادر سالم وكان الختام بالفنان محجوب عثمان ورغم تقادم السنين لذاك الحفل الشبيه بالمهرجان الا أنه لازال في مخيلتي حيث طربنا وانتشينا بروائعه الراسخة في وجداننا ماله قلبي الأسروه وكتير ياروحي مشتاق ليك تغيب عني عيني ايه بان ليك وكانت مسك الختام ليه ليه يا النسيت أيامانا ليه.
شعراء أغنياته :
علي محمود التنقاري : القلب المأسور (ماله قلبي الآسروه), ( كتير ياروحي ) تغيب عن عيني ايه بان ليك, تسابيح (عرفت ميزاتك).
إسماعيل خورشيد : عهد الهوي (ليه نسيت أيامنا ليه), أسير قلبي, الفردوس, هجران, جرتق الفرحة.
عبد الطيف صبحي : نجوم الليل.
أسماعيل حسن : ياشادي, العاشق.
الفاتح الطاهر : موعد غرام.
مدثر أحمد عابدين : سحر الشاطئ.
عزمي عبد القادر : دنيا الغرام, يامراكبي.
حسن عزت : قسم وغيره.
عوض فضل الله : عصر الحضارة (إيقاع سيرة)
رحمي سليمان : أحلام الحب.
ومن اغنياته : نسمة الوادي, جزيرة توتي, فرح بكرة, عندي آمال, بلبل الشجر, نظرة, بي العزم, أرض أجدادي, العيون السود, العشق الحزين, هجران, قصة حبي, صدود, فاتو الحبايب, حكمة رمضان, عيد سعيد, فرح بكرة, حبي, عرفت معزتك, دنيا الغرام, حبي الخالد, حبيب الروح, عيد سعيد, متين يا روحي, أنت حبي, حبيبي يوم لقيانا, يا شادي, يا منى عمري, يا غرامي, لحن حبي, هجران, تواصل, المانع واصلك, غاية وأمال, الحبايب ليه صدوا, شوق, فرح بكرة, صدود.
تزوج من فاطمة الزين حسن عمر أغا وهى من أم درمان (حي المسالمة)وأنجب منها عادل وهو يجيد تقليد صوت والده بصورة مُذهلة, وبعد وفاتها تزوج من سعاد محمد فضل المولى وهى من الكاملين وأنجب منها وائل, سارة.
أصيب الفنان الكبير محجوب عثمان بحمى الملاريا ويبدو أنه لم يعرها اهتماماً فحدثت له انتكاسة أعقبها الإصابة بحمى التيفويد فتدهورت صحته بسرعة وما لبث أن فارق هذه الفانية في الرابع من شهر أغسطس من العام 1994م تاركا إرثا فنيا لايزال يردده معجبي فنه إلى يومنا هذا حيث فاضت روحه ولم ينقطع عطاؤه.
اللهم أشمله بعظيم رحمتك ومغفرتك وأسكنه فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء.
المصادر :
منقول بتصرف من توثيق للأستاذ بدر علي من صفحة الراكوبة بتاريخ 31 مايو 2016م + فقرة من كتاب من تاريخ الغناء والموسيقى في السودان الجزء الثاني لمولفه الأستاذ معاوية حسن يس + إضافات شخصية ليظهر بهذه الصورة.
|
|
 
|
|
|
|
Emad Ahmed
أبوبكر عباس
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست