مقالات متنوعة و مفيدة للأسرة و المجتمع.......

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 06:58 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-09-2022, 02:39 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة و مفيدة للأسرة و المجتمع...... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    نريد أن نتحدث اليوم عن ذكاء ملكة سبأ التي يقال ان اسمها بلقيس، لطالما نوه القرآن الكريم بنساء عديدات، يذكر من مواقفهن البطولية وثباتهن في الشدائد، وسعيهن في الخير واعترافهن بالحق ما لا يسع الوقت لذكره، ويكفي أن نعلم: أن موسى عليه السلام نجا من القتل بتدخل امرأة فرعون {وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك لا تقتلوه}.
    وعيسى عليه السلام كان كرامة من الله سبحانه لأمه مريم لقاء عفتها وتحنثها وقنوتها كما يفيده القرآن {ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلماته ربها وكتابه وكانت من القانتين}.
    وخديجة بنت خويلد هي من ثبتت النبي صلى الله عليه وسلم أولَ ما نبئ بالوحي وقالت له: والله لا يخزيك الله أبدا .
    ونريد أن نتحدث اليوم عن ذكاء ملكة سبأ التي يقال ان اسمها بلقيس، فهذه المرأة حكى الله من شأنها مع سليمان عليه السلام ما تعلمون، وفي تلك القصة مواقف عديدة تدل على ذكاء هذه المرأة ونبوغها وكونها أهلا لتولي إمارة سبأ !
    1- حكم هذه المرأة لليمنيين دليل قاطع على أنها كانت في العقل والحكمة والرزانة بمكان، ولولا ذلك ما ولوها أبدا، فهذا أمر مشين عند العرب منذ الأزل، أما وقد كسرت هذه المرأة تلك القاعدة فذلك دليل على سبب وجيه للكسر وهو ما قلناه.

    2- لما قرأت كتاب سليمان لم يستفزها أمره بالاستسلام، بل أعجبت به إلى الغاية وراقها تعبيره ومضمونه، ولذلك وصفته بالكريم {إني ألقي إلي كتاب كريم} أي نفيس وذو شأن، وهذا دليل على أنها بعيدة عن الكبرياء والعجرفة والغرور.

    3- لما تلت كتاب سليمان على وزرائها وأعوانها لم تغرهم بالحرب والقتال بل وقع في كلامها ما يحثهم على الطاعة والاستسلام؛ وذلك حين وصفت الكتاب بأنه {كريم} وحين سمت مرسلها باسمه المجرد (سليمان) دون نعته بالعدو وما شابه، ففهم قومها ذلك، وهم أهل حكمة وفطنة.
    4- لم يكن استسسلام بلقيس عن جبن وخوف وهلع من نبي الله سليمان عليه السلام، بل لما وقر في قلبها من صدق هذا النبي ومن نصحه ولما كان في قلبها بعض الشك اختبرته لتزيل الشك باليقين كما سيأتي.

    5- ضربت بلقيس أروع المثل في الشورى وعدم الاستبداد بالرأي، فلم تصدر أمرها فورا بالاستسلام أو بالحرب، وإنما جمعت قومها واستشارتهم، وفي ذلك ضمان لنفسها من مغبة عاقبة الإقدام أو الإحجام، ولكم أن تتخيلوا لو كان ملك اليمن في ذلك الوقت رجلا كيف كان سيكون رأيه وكيف كانت العاقبة ستكون ؟!

    6- لما رأت من قومها تفويض الأمر لها {نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين} بررت الإحجام عن قتال سليمان عليه السلام، ولم تختره بصريح العبارة، وذلك غاية ما يكون من الذكاء والفطنة، {قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة}.

    7- وهذا التعليل منها يدل على كمال عقلها وكمال شفقتها وكمال غيرتها على الحرمات ويدل أيضا على واقعيتها، فهي واثقة من تغلب سليمان عليه السلام لو خاضت معه حربا.

    8- في قول قومها لها: {نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين} دليل على أن هذه المرأة كانت تفوق الرجل في القدرات العقلية، فهاهم الوزراء والاعوان يصرحون لها بأنهم أهل قوة وبأس شديد ولكن الأمر مردود إليك فاختاري ما ترينه أنسب وأليق بالعاقبة.

    9- لقد أيقنت ملكة سبأ أن سليمان ليس مجرد ملك بل لا بد أن يكون نبيا مسددا بوحي من السماء، غير أنه خالجها بعض الشك في ذلك، فاختبرته بما قص الله من شأنها إذا قالت لقومها: {وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون}
    قال القرطبي: "هذا من حسن نظرها وتدبيرها، أي إني أجرب هذا الرجل بهدية، وأعطيه فيها نفائس من الأموال، وأغرب عليه بأمور المملكة، فإن كان ملكا دنياويا أرضاه المال وعملنا معه بحسب ذلك، وإن كان نبيا لم يرضه المال ولازمنا في أمر الدين، فينبغي لنا أن نؤمن به ونتبعه على دينه، فبعثت إليه بهدية عظيمة"

    10- أخيرا حين قدمت هذه الملكة طواعية على سليمان عليه السلام بعدما وثقت من نبوته أقرت عنده بظلمها وظلم قومها إذ عبدوا مخلوقا لا ينفع ولا يضر {قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين} ولا نرى في العقول كمالا أعظم من هذا وأوفر.
    - وهكذا قادت هذه المرأة الحكيمة أمتها إلى الفلاح والنجاح، بكل حنكة واقتدار، وهذا يدل على رجحان عقلها، وجمعها لخصال الخير، فخلد الله بذلك تاريخها وهدى بها قومها.
    ===========
    أبداً لا أنسى تلك الساعة الرهيبة العصيبة التي ألقيت فيه أول درس في أول فصل، كان ذلك منذ سبعة عشر عاماً، والسن حديثَة، والنفس غريرة، والنظر قصير، وكانت المدرسةُ ثانويةً أجنبيةً، تجمع أخلاطاً من الأجناس والأديان، وأنماطاً من الأخلاق والتربية، وكنت قد أدركت قسطاً من العلم النظري على الطريقة الأزهرية، وشدوت طرَفاً من التعليم الفني على الطريقة اللاتينية، إلا أن ما حصَّلت منهما كان لا يزال طافياً في ذهني، متحيراً في فكري، لا يطمئن إلى ثقة، ولا يستقر على تجربة، أضف ذلك إلى طبع حيي، ولسان من الخجل عيي، ووجهٍ للقاء الناس هيوب.
    قضيت موهناً من الليل في إعداد الدرس، أراجع مادته، وأرسم خطته، وأسدد خطاه، ثم احتفلت لكلام أقابل به التلاميذ قبل التمهيد للدرس؛ وغدوت إلى المدرسة أقرَعُ باب الأمل المرجو، وأستطلع ضمير الغيب المحجَّب.
    دق الجرس؛ فجاوبه قلبي بدقات عنيفة كادت تقطع نياطه، وتشق لفائفه، وقمت أجر رجلي وبجانبي مفتش الكلية جاء يُقَدِّمني إلى الطلبة، دخلنا الفصل؛ فحيانا التلاميذ بالوقوف، وقال المفتش، فأطال القول، وأجزل الثناء، ثم خَرَج وبقيتُ!!
    أقسم لك أني أقول الحق،وإن كنت أجد بشاعة طعمه، ومرارة مذاقه على لساني؛ لقد نظرت إلى التلاميذ نظرةً حائرةً، ثم رجعت إلى نفسي أحاول إخراج ما فيها من الكلام المُهَيأ المحفوظ، فكأن ذاكرتي صحيفة بيضاء، وكأن لساني مُضْغَةٌ جامدة لا تحس.

    سكون ومواجهة:
    السكون شاملٌ رهيبٌ، والأبصار شاخصة ما تكاد تَطْرُف، ووجوهُ الشباب ترتسم عليها ألوان مختلفة متعاقبة من خطرات النفوس، ونزوات الرؤوس، وأنا واقف منهم موقف المحكوم عليه، أعالج في نفسي الخَوَرَ والحَصَر، وأجهد في لم ما تَشَعَّثَ من ذهني، وتبدد من قواي، حتى هداني الله إلى طريق الدرس، فاعتسفته اعتسافاً دون مقدمةٍ ولا تمهيدٍ ولا عَرْض!!
    أتريد أن تُعْفيَني يا صديقي من وصف هذا الدرس؛ إبقاءً عليَّ وصوناً لسر المهنة؟ ولكن لماذا نتدافن الأسرار، ونتكاتم العيوب، ما دامت هذه المجلة خاصةً بنا، مكتوبةً منّا ولنا؟ إن في الدلالة على أوعار الطريق ومضايقها ومزالقها تحذيراً للسالك البادئ، وتبصرة للناشئ الغَرِير.
    بدأت الدرس بصوت خافض، وطرف خاشع، ولسان مبلبل، وسرت فيه وأنا واقف لا أدنو من السبورة؛ مخافة أن أحرك سكون الفصل، ولا ألمس الطباشير، خَشَاةَ أن أسيء الكتابة!!
    كان من المعقول أن يعاودني الهدوء، ويراجعني الثبات بعد زوال دهشة الدخول ورَبْكة البَدْء، لو كنت واثقاً من نفسي، متمكناً من درسي.
    ولكنَّ نظامَ الموضوع كان قد انقطع؛ فتبعثرت حَبَّاته، وتعثَّرت خطواتُه، ورُحْتُ أسرُد ما تذكرته منه، وأنا أشعر بكلماتي تُحْتَضَرُ على شفتي، وبِرِيقي يجمد في فمي، وبِعَرَقي يتصبَّب على جبيني، حتى فَرَغْتُ، ثم جلست أبلع ما بقي من ريقي، ونظرت فإذا الساعة لم يَمْضِ نصفُها، وإذا التلاميذ يتلاحظون ويتهامسون، وعلى كل شفة بسمة خبيثة لولا تَعَوُّدُ النظامِ، وقوةُ التهذيب لعادت قهقةً صاخبة!!.

    أسئلة وأسئلة:
    ماذا أقول بعد أن نفد القول؟ وبماذا أملأ الفراغ الباقي من الوقت؟ وكيف أؤخر انفجار هذه الضحكات المكظومة؟ أسئلة كانت تضطرب في خاطري القَلِقِ؛ فلا أجد لها جواباً غير الحيرة!! حتى تطوع تلميذ جريء؛ لإنقاذ الموقف فقال: إحك لنا حكاية يا أفندي ...
    ولم تكد شفتاي تنفرجان عن مشروع الرد حتى ابتدرني آخر: لأَّ يا أفندي، اتكلم لنا شَوَيَّة إنشا شفهي.
    وآخر : اسم حضرتك إيه يا أفندي، والله إنت راجل طيب !!.
    فقطعت سيل هذه الأسئلة المتجنية الساخرة بهذه الجملة الحيية المتواضعة: على كل حال كاد الوقت ينتهي؛ فلا يتسع لشيء من هذا.
    ولكن صوتاً انبعث من أقصى الحجرة يقول: أوه ! دا لسه ساعة وربع! حصة العربي ساعتين كل يوم !! ساعة وربع؟؟ نعم ساعة وربع! أقضيها على هذه الحال الأليمة كما شاء نظام (الفرير) أو كما قضى الجدُّ العاثر، وإذن لا مناص من انفجار البركان ووقوع الكارثة.

    كأنك تريدني أن أسوق إليك بقيةَ القصة!! حنانيك، ولا تكلفني هذه الخُطة، واعتمد على نفسك وحَدْسِك في التخبر والاستنتاج! لقد انحل النظام؛ فتشعَّث الأمر وانتشر؛ وأذكر أني حاولت الكلام مراراً، فلم أسمع صوتي من اللغط؛ فجعلت قيادي في يد أولادي، ثم سَكَتُّ حتى نطق الجرس.
    خرجت من الفصل أَمِيدُ من الهمِّ، وأجرُّ ذيلَ الفشلِ السابغ الضافي، وفي نفسي أن أتركَ التعليمَ وهو حديثُ صباي، ومنتجع هواي إلى عمل آخر يصلح لي وأصلح له.. !
    ولكني عُدْتُ إلى الفصل، ومضيت في التعليم، وكنت بعد شهرين اثنين مدرسَ الفصلِ الأخير, وأستاذ الكلية الأول!! فما الذي جعل من اليأس أملاً، ومن الفشل فوزاً، ومن الضعف قوة؟
    اسمح لي أن أكون صريحاً فيما كان لي، كما كنت صريحاً فيما كان عليَّ.

    أسباب الوصول إلى النجاح:
    لقد التمست الوِصْلَةَ إلى النجاح في أسباب خمسةٍ كلها معلوم بالضرورة مؤيدٌ بالطبع، ولكن العلمَ غيرُ العمل، والرأي خلاف العزيمة، والتجربةَ وجودُ الفكرة وواقعُ الحقيقة:
    - مواصلة الدرس وإدمان النظر :فلم أترك كتاباً في المواد التي أدرِّسها حتى تقصَّيْتُه، أو أَلْمَمْتُ به، واستفدت منه، وكان جدوى ذلك عليَّ وثوقَ الطلبة بما أقول، وظهورَ التجديد فيما أعمل، وتصريفَ الدرس وتنويعه على ما أحب، ولن تجد أشفعَ للمدرس من سعة اطلاعه، وغزارة مادته.

    - إعداد الدرس وأداؤه: وكان يعنيني على الأخص ربطُه بالدروس السابقة، والسيرُ فيه مع الطلاب خطوةً خطوةً على الطريقة الاستنتاجية ، ثم تلخيصه بطريق الأسئلة؛ فكان من حسن إعداده أن مَلأْتُ الوقت كله به، فلم يعد فيه فراغ لِعَبَثِ عابثٍ، ولا تَجَنِّي سفيهٍ، وجَرَرْتُ إليه أذهانَ الطلاب بالتشويق، والتطبيق، والسؤال؛ فلم يصبهم سأمٌ ولا ضِيْقٌ، وشغلتهم به عن أنفسهم وعني؛ فلم يفرغوا لاصطياد نكتةٍ؛ ولا لالتماس غَمِيزَة، وليس أعون على حفظ نظام الفصل مِنْ مَلءِ الوقت بالمفيد الممتع، ولا أضمنُ لجودة شرح المعلم وحسن استماع التلميذ من فهم الموضوع.

    - مسايرة الترقي: فلم أتشَبَّث بالقديم، ولم أتعصَّب للكتاب، ولم أُعْنَ إلا بما له قيمةٌ عملية؛ فالموضوعات منتزعة من حياة التلميذ وحال المجتمع، والأمثلةُ مستنبطة من أساليب العصر ومواضعات أهله، والبحث حُرٌّ في حدود المنطق، يقوم على أساس التحليل والنقد والموازنة، وفي تشابه الفكرةِ والنزعةِ، والغايةُ توثيقُ الصلةِ بين المعلم والمتعلم.
    - حسن الخلق: ولعمري ما يؤتى المُعَلِّم إلا من إغفاله هذه الجهة؛ فالادعاءُ، والتظاهرُ، والكبرياءُ، والتفاخرُ، والبذاءُ، والتنادرُ، والكذبُ، والتحيزُ، والكسلُ، والتدليسُ آفاتُ العلم، وبلايا المُعَلّم.
    وما أسر النفسَ الشابةَ الحرةَ كالخلق الكريم، ولا يَسَّر تعليمَها وتقويمَها كالقدوة الحسنة، ناهيك بما يتبع ذلك من جمال الأُحْدُوثة، واستفاضة الذكر، وهما يزيدان في قَدْر المعلم واعتباره، ويغنيان التلاميذ الجُدُد عن اختباره.
    - قوة الحزم: فكنت ألين في غير ضعف، وأشتد في غير عَسْف، وأسير بالطالبِ إلى الواجب عن طريق ضميره وحسه، لا عن طريق تأنيبه وحبسه، وأجعل رضاي عنه غايةَ ثوابِه، وسخطي عليه غايةَ عقابِه، وأَعِدُه الوَعْدَ فلا أَذْهَل عن تنجيزه، وأحكم عليه الحكم فلا أَنْكُل عن تنفيذه، وأستعين على فهم عقليته ودرس نفسيته بإنشائه، فأعامله بما يوائمه، وأعالجه بالدواء الذي يلائمه.
    كل ذلك يسعده طبع غالب، ورغبة حافزة، ومِرَانَةٌ طويلة، وقدَر من الله جعلني أجد سعادتي وراحتي في الفصل وبين الطلاب أكثر مما أجدها في البيت وبين الأصحاب
    ==================
    لو كانت شكوى المصلحين مقصورة على قلة ما لدينا من وسائط التعليم والتهذيب، ووسائل تنوير القلوب والعقول بهما لهان الأمر كثيراً؛ لأن ما نراه من قلة هذه الوسائل والوسائط سيتبدل يوماً بعد يوم بحال أرقى من التي نحن فيها، إلا أن هنالك مصيبة أدعى إلى الشكوى، وأجدر بالعناية والاهتمام، وهي تباين أثر هذه الوسائط في العقول؛ فإذا ألقى بعض الأفاضل محاضرة أخلاقية في بعض الأندية، أو إذا كتب أديب مقالة إصلاحية في إحدى الصحف تجد سامعي المحاضرة وقارئي المقالة متفاوتين في الانتباه إلى مراميها، وفهم المعاني الواردة فيهما، وربما تلقاها بعضهم بوجه، وتلقاها آخرون بضده.

    وليس هذا المرض منحصراً في الأمور العلمية، كالمحاضرات والمقالات، بل إن الرجل يسمع بأذنه الخبر البسيط، أو يرى بعينه الحادث التافه، ثم يذهب في تأويلهما وروايتهما مذاهب بعيدة عن الحقيقة؛ حتى أصبح هذا الأمر من مشوهات الرأي العام الذي بدأ يتكون عندنا بشكل صريح.
    قد يظن بعض القراء أن صحة التفكير والحكم، وجودة التصور والتصديق، منوطان بموهبة الذكاء. وليس الأمر كذلك، بل هما منوطان بتربية النفس من الصغر على حب الخير والحق، والتجرد عن الشرور والأهواء، والاهتمام بإدراك الأمور من كل وجوهها، وافتداء الصلاح بكل منفعة ذاتية، وربح غير مشروع.

    التصور والتصديق:
    ليس خطأ الناس في التصور والتصديق ناشئاً في كل الأحوال عن أسباب طبيعية كالنقص في المدارك، بل إنهم إذا صوبوا أنظارهم إلى حادثة من الحوادث يحاذرون تمثيلها في أذهانهم بشكلها الحقيقي، ويريدون أن يروها بالصورة التي توافق هوىً في نفوسهم دعت إلى وجوده المنافع الزائلة، أو العقائد الباطلة، أو اللوامع الآفلة.
    يا لهذه التربية ما أشد تأثيرها على كل شيء فينا: بها نكون رجالاً صالحين في المجتمع، أو لصوصاً وقَتَلة ومتشردين، وبها نكون كرام النفوس محبين للإحسان، أو لئاماً وبخلاء ومفسدين، وبها نكون صحيحي الأجسام نشيطين مرنين،أو ضعافاً وكسولين ومتقاعسين.

    حتى أفكارنا وأحكامنا أيضاً قد رفعا للتربية راية الخضوع والتسليم، فإذا تربى الفكر من الصغر على صحة التفكير نشأ صاحبه جيد التصور، سديد الحكم، محبَّاً للحق سواء كان له أوعليه، وإذا كانت الثانية بات الرجل وليس فيه من الرجولية غير اسمها.
    ولا غَرْوَ؛ فإن التصور والتصديق شطرا المنطق، ولا يزال الإنسان حيواناً حتى يتمكن من إزالة سلطان الهوى عن نفسه الناطقة الممتازة بحسن التصور، وصحة التصديق.

    إن أقدس عمل يصنعه الإنسان في حياته الدنيا هو أن يدرك الحق إدراكاً صحيحاً، وأن يصرح به بلا مواربة ولا خوف، وإن الرجل الذي يستطيع أن يتغلب على كل ما يعترض صحة التفكير من أهواء وخرافات ومنافع ومؤثرات، وأن يكون بعد ذلك مدركاً للحق لا تأخذه في التصريح به لومة لائم ولا مقاومة مقاوم، ثم يضيف إلى هذه المنزلة العالية منزلة تربية هذا الخلق نفوس الناشئة؛ فلا شك أن مثل هذا الرجل الشجاع مكتوب في عداد أولياء الحق الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

    صحة التفكير لازمة للموظف، والطبيب، والصانع، والسياسي، والتاجر، وحارث الأرض، وإن طريقة تفكير الإنسان دليل على أخلاق الإنسان، وأخلاق الإنسان هي الإنسان نفسه؛ فهل لأساتذة مدارسنا أن يسهروا لياليهم في التنقيب عن الوسائل التي تزيد رجال مستقبلنا تقدماً في مواطن الرجولية، وارتفاعاً في مراقي الإنسانية؟
    ===================
    مر بالكاتب والأديب ظروف وتجارب لم تكن في حسبانه؛ ولم يكن ليختار أكثرها بإرادته !!
    والسجن ـ بحق أو بغير حق ـ من هذه التجارب ، إذ يتوقف الزمن، وتطول الساعات، وفي كل دهر لا يسرك طول ـ كما قال الشاعر العربي في سجنه .
    وللناس في قضاء هذه الأيام والسنين مذاهب ؟! فإن كان السجين أديباً أو عالماً أو مفكراً، وجد سلوته في الورق والقلم، وقد عرف عصرنا وما قبله كثيراً من المؤلفات التي كُتبت في السجون !!
    وكان من أقصى العقوبات على هذا الصنف من الناس أن يُحرموا القراءة والكتابة، ويُمنعوا الورق والقلم .!
    وهذا مما زاد في محنة الإمام ابن تيمية في سجنه؛ يقول الأستاذ محمد كردي علي في كتابه (كنوز الأجداد) : كان إخراج الكتب من عنده من أعظم النقم، وبقي أشهراً على ذلك، وأقبل على التلاوة والعبادة حتى أتاه اليقين .

    وما يزال تاريخ التصنيف يذكر الإمام السرخسي في القرن الخامس الهجري، وكتابه (المبسوط) الذي طبع في ثلاثين مجلداً، واستوعب جميع أبواب الفقه الحنفي، فقد ألفه كله أو جلّه من ذاكرته وهو سجين بفرغانه، وكان يمليه على طلابه من قعر الجب، وهم حول البئر يكتبون.
    وتطول قائمة العلماء، وتآليفهم في السجون، وكثير منا يقرؤون الكتاب، وينتفعون به، وقد لا يدرون أين أُلِّف ؟ وكيف ؟ وكم عانى مؤلفه ؟
    من ذلك كتاب (ترجمان القرآن) للإمام أبي الأعلى المودودي وكثير من أجزاء (في ظلال القرآن) لسيد قطب و (شهيد المحراب : عمر بن الخطاب) لعمر التلمساني، و(فصول في علم السجنولوجيا) لشريف الراس، و ديوان (في غيابة الجب) لمحمد الحسناوي .!

    وعدد من كتب الروائي نجيب الكيلاني كانت من ثمرات السجن، يقول عن روايته (الطريق الطويل) : كتبتها في سجن أسيوط ، ثم نشرت وأنا في سجن القاهرة وكذلك روايته (طلائع الفجر).
    ويقول ـ رحمه الله ـ في كتابه (رحلتي مع الأدب الإسلامي) : أخرجت و أنا في سجن أسيوط كتاب : إقبال الشاعر الثائر ووضعت مجموعة من القصائد التي تعبر عن فكري السياسي والعقائدي أصدق التعبير، وصدرت فيما بعد تحت عنوان (أغاني الغرباء) كما كتبت مسرحية تاريخية عن الإمام ابن تيمية تحت عنوان (على أسوار دمشق) ثم يتحدث بأسى عن مسرحيته (حسناء بابل) التي اختفت في الصراع مع السجانين!!! فقد كنا نتعرض لكثير من الحملات التي تمزق الأوراق، وتحرمنا من الكتب والأقلام ..

    ولنا أن نقول : يمضي السجن والسجين والسجان، وتبقى التآليف التي ترى النور خارج أسوار السجن، فما بال تلك التي ضاعت أو ضُيّعت، والتي خُطّت بأقلام أسيرة وأجنحة كسيرة !؟
    ============
    إن فطر الله – جل وعلا – لبني الإنسان على التساؤل وحب الاستكشاف أتاح لهم أن ينمّوا كينوناتهم المعرفية، وأن يندفعوا دائماً نحو معرفة المزيد دون أن يجدوا أي حدود للتشبع أو الارتواء.
    كان العلم في القديم، يقوم على (النقل)، فكان التعلم والتعليم عبارة عن أفعال مقترنة بالزمان، حيث يتمّان وفق تتابع زمني، وحين يموت العالم، فمن الممكن أن يذهب معه أفضل ما يعرف، وحين صار للغات أبجديات، وتمتع الإنسان بنعمة الكتابة، انتقلت المعرفة من حيز الزمان إلى حيز المكان، وصار الحفظ والتوثيق والاسترجاع والنشر مما هو متاح على أوسع نطاق، وبذلك أمكن للناس أن يطوروا معارفهم على نحو مدهش، وصار للبشرية بذلك تاريخ جديد.

    إن هناك دواعي كثيرة ، تفرض على الواحد منا أن يتعلم، ويقرأ، ويكتسب الخبرات مدى الحياة، منها:
    1- إن الذي يدعو الإنسان إلى مزيد من التعلم، هو العلم نفسه، إذ إنه كلما زادت المعرفة، اتسعت منطقة المجهول، والتقدم نفسه يعمل على زيادة حاجة الإنسان الشديدة إلى المعرفة، حيث إن التوغل في حقول المعرفة، يتيح إمكانات ومجالات جديدة، ويولَّد دوافع جديدة للتقدم الأوسع نطاقاً.
    والمثقف الذي يرغب في الحفاظ على قيمة ثقافته وكرامتها، مطالب بأن يعيد تكوين ثقافته على نحو مستمر ومتجدد، وعندما يشعر بالاكتفاء بما لديه من معلومات، سيضع نفسه على شفا الانحطاط .
    وإذا كان متخصصاً فإن أمواج القفزات العلمية في تخصصه، ستقذف به نحو الشاطئ، ليجد نفسه في النهاية خارج التخصص.
    الوضع الذهني للرجل متوسط الثقافة – فضلاً عن الضعيف – يسف وينحط بسبب ما يحتشد من النظريات والأفكار والمذاهب التي لم يعد بإمكانه المساهمة فيها، حتى لو أبدى اهتماماً بها.
    إن جهلنا ينبسط مع تقدم المعرفة، كما ينبسط سطح التماس الكرة ما مع العالم الخارجي عندما يكبر قطرها، وهذا يشكل تحدياً متزايداً لكل قارئ.

    2- لم يكن لدى الناس قديماً إحساس قوي بارتباط كسب الرزق بمدى ما يحصلَّونه من علم، لكن الوضع قد تغير اليوم؛ حيث تتضاءل على نحو متصاعد المهن والوظائف التي يمكن للأميين ومحدودي الثقافة الاضطلاع بها.
    وسوف تجد الأمة التي لا يحسَّن أبناؤها مستوى معارفهم – على نحو مستمر- نفسها مؤهلة لأن تكون تابعة للأمم الأخرى، ومستغلة لها على كل المستويات!

    3- إن ما نمتلكه اليوم من معارف وخبرات، لا يتمتع بقيمة مطلقة؛ فسكان الأرض يشكلون عالماً واحداً، وأهمية كل جزء من أجزاء هذا العالم، تنبع دائماً من قدرته على الصمود والمنافسة وحل المشكلات، وما يمتلكه من وزن في الساحات العالمية.
    وشيوع الأمية الأبجدية والحضارية، قد جلب على أمة الإسلام مشكلات هي أكبر مما نظن؛ وليس ذلك على صعيد المعيشة والإنتاج فحسب؛ وإنما على صعيد فهم الإسلام أيضاً؛ فالإسلام بما أنه بنية حضارية راقية، لا يتجلى على نحو كامل إلا عبر تجربة معرفية وحضارية رائدة؛ مما يعني أن التخلف الذي نعاني منه قد حال بيننا وبين رؤية المنهج الرباني على النحو المطلوب.

    4- إن العقل البشري ، يميل دائما إلى تكوين عادات ورسم أطر لعمله، وهي مع مرور الوقت ، تشكل نوعاً من البرمجة له؛ والبيئة – بكل أنواعها – هي التي توفر مادة تلك البرمجة.
    وكلما كانت ثقافة الإنسان ضحلة، وكانت مصادر معرفته محدودة، ضاقت مساحة تصوراته، وأصبح شديد المحلية في نماذجه ورؤاه، عاجزاً عن تجاوز المعطيات الخاطئة التي تشربها من مجتمعه.
    والقراءة الواسعة، والاطلاع المتنوع هو الذي يعظم الوعي لديه من خلال المقارنة وامتداد مساحات الرؤية، وقد كان علماء السلف ، لا يثقون بعلم العالم الذي لم يرحل، ولم يغبِّر قدميه في طلب العلم، إدراكاً منهم لمخاطر البرمجة الثقافية القائمة على معطيات محلية محدودة.

    5- التدفق الهائل للمعلومات، وتراكم منتجات البحث العلمي في اتساع مستمر؛ والنتيجة المباشرة لذلك هي تقادم ما بحوزتنا من معارف ومعلومات. وتفيد بعض التقديرات أن نحواً من 90 % من جميع (المعارف العلمية) قد تم استحداثه في العقود الثلاثة الأخيرة. وسوف تتضاعف هذه المعارف خلال نحو من 12 سنة.
    ويقول أحد الباحثين: إن على المتخصص المعاصر أن يضع في حسبانه أن نحواً من 10 – 20 % من معلوماته قد شاخ، وعليه أن يجدده.
    ويرى أحد الباحثين أن أعراض الشيخوخة تعتري المعلومات بنسبة 10 % في اليوم بالنسبة إلى الجرائد، و10 % في السنة بالنسبة إلى المجلات ، و10 % في السنة بالنسبة إلى الكتب.

    6-إن تقادم المعلومات يتجلى في صور شتى، فتارة في ظهور زيفها أو عدم دقتها، وتارة يتجلى في عدم ملاءمتها للخطط الجديدة، وأحياناً بتحوّل الاهتمام عنها، لأنها لم تعد ذات قيمة في البناء المعرفي، وأحياناً بقراءتها قراءة جديدة، أي :إنتاجها مرة أخرى على نحو يبعدها عن مضامينها الأولى.
    والعلاج لذلك كله دوام الاطلاع والمتابعة، حتى لا يتدهور ما لدينا من معرفة، وحتى لا نغرق في الضلالات والأوهام التي تنتشر باعتبارها مفرزات جانبية للتقدم العلمي.

    القراءة ومصادر المعلومات الأخرى:
    عصرنا عصر انفجار المعرفة، فالأعداد الهائلة من العلماء الذين يشتغلون بالبحث العلمي، والوسائل المتطورة في حفظ المعلومات ونقلها وبثها، والتواصل الكوني الفريد والمتزايد، كل ذلك جعل الناس مغمورين بالأخبار والمعلومات والمفاهيم التي ترد إليهم كل لحظة من شتى أصقاع الأرض.
    هذه الوضعية حملت الناس على طرح سؤال حول ما تبقى من وظيفة للقراءة والكتاب، كما حملت كثيراً من المثقفين على الجهر بمر الشكوى من هجر الكتاب، والافتتان بما تعرضه وسائل الإعلام المختلفة من برامج ومواد ثقافية متنوعة.
    والحقيقة أن لتلك الشكوى ما يسوغها، إذ إن هناك مؤشرات واضحة إلى إعراض الناس عن القراءة واقتناء الكتاب، والى إقبالهم على قضاء أوقات طويلة أمام الوسائل الإعلامية المختلفة.
    ويكفي أن نعلم أن متوسط ما يطبع من معظم الكتب في البلاد العربية لا يتجاوز ثلاثة آلاف نسخة للكتاب الواحد.

    وهذا العدد المحدود لا ينفد في الغالب في أقل من ثلاث سنوات عادة، على حين تتجاوز أرقام التوزيع في الدول المتقدمة ذلك بكثير، بما لا يدع أي مجال للمقارنة!
    إن وسائل الإعلام تقدم برامج على درجة عالية من الزخرفة والإتقان؛ مما يعطيها جاذبية عالية. فاذا أضفنا إلى ذلك انعدام البواعث على القراءة وانعدام التقاليد الثقافية المحبذة لاقتناء الكتاب واصطحابه – أدركنا وضعية القراءة في عالمنا الإسلامي!

    إن وسائل الإعلام تقدم معلومات متشظية، قلما تتصل بالحاجة المعرفية الحقيقية للمتابع لها، كما أن المعروف أن المعلومات الكثيفة حول أي شيء قد تقف حائلاً دون فهمه على الوجه الصحيح، تماماً مثل الحقائق والمعلومات القليلة عنه ؟ فللعقل طاقة محدودة على التحليل والتصنيف والغربلة لما يرد عليه، وحين يزيد على طاقته، فإنه يربكه ويشتته.

    من وجه آخر فإن وسائل الإعلام الحديثة، قد سببت أضراراً بالغة للشعور بالحاجة إلى التفكير، فكتَّابها ومعدُّو برامجها قاموا بذلك نيابة عن المتلقين.
    إن مشاهد (التلفاز) ومستمع الإذاعة وقارئ المجلة أو الجريدة .. يتلقى مركَّباً كاملاً من البيانات والإحصاءات المنتقاة بعناية، والمصوغة بأسلوب بلاغي بارع، مما يدهش القارئ، ويدفعه إلى نوع من الاستسلام لها، والانقياد إلى توجهاتها دون القيام ببذل أي جهد شخصي؛ وهذا كله مغاير لمتطلبات التطور العلمي والاجتماعي الحديث، والذي يتطلب منا القدرة على الإبداع، وترشيد المحاكمة العقلية أكثر من الانشغال باستيعاب بعض مفردات المعرفة واستظهارها.

    هذا كله لا يجعلنا ننكر أن الدفق الإعلامي والمعلوماتي الهائل، قد أوجد نوعاً من الاستنارة العامة، ورفع درجة الوعي لدى الناس، كما أنه ملكهم الكثير من المعلومات العامة.
    إن الهامش الذي يفصل بين التسلية وبين التثقيف الحق هامش ضيِّق، ومن السهل أن يكون ما نستمع إليه ونشاهده ضرباً من ضروب التسلية، وتزجية الوقت، ونحن نظن أننا نتعلم.
    واعتقد أن الكتاب ما زال هو الوسيلة الأساسية للتثقيف الجيد، حيث نستطيع أن نمارس حريتنا كاملة في اختيار ما نحتاج إليه، وهو لا يحتاج إلى آلات مساعدة للاطلاع عليه، كما أنه رخيص الثمن إذا ما قورن بغيره.
    ولست مع هذا أميل إلى التقليل من شأن مصادر المعلومات الأخرى؛ فالمهم دائماً أن تكون أهدافنا في التثقيف والارتقاء المعرفي واضحة، ثم نبحث عن الأدوات والوسائل التي تبلغنا إياها .
    والله ولي التوفيق .
    copied






                  

العنوان الكاتب Date
مقالات متنوعة و مفيدة للأسرة و المجتمع....... سيف اليزل برعي البدوي07-16-22, 04:05 PM
  Re: مقالات متنوعة و مفيدة للأسرة و المجتمع...... سيف اليزل برعي البدوي07-17-22, 12:53 PM
    Re: مقالات متنوعة و مفيدة للأسرة و المجتمع...... سيف اليزل برعي البدوي07-18-22, 12:28 PM
      Re: مقالات متنوعة و مفيدة للأسرة و المجتمع...... سيف اليزل برعي البدوي07-19-22, 05:14 PM
        Re: مقالات متنوعة و مفيدة للأسرة و المجتمع...... سيف اليزل برعي البدوي07-20-22, 11:36 AM
          Re: مقالات متنوعة و مفيدة للأسرة و المجتمع...... جمال الباقر07-20-22, 01:20 PM
            Re: مقالات متنوعة و مفيدة للأسرة و المجتمع...... سيف اليزل برعي البدوي07-21-22, 06:13 PM
              Re: مقالات متنوعة و مفيدة للأسرة و المجتمع...... سيف اليزل برعي البدوي07-22-22, 11:17 AM
                Re: مقالات متنوعة و مفيدة للأسرة و المجتمع...... سيف اليزل برعي البدوي07-23-22, 02:33 PM
                  Re: مقالات متنوعة و مفيدة للأسرة و المجتمع...... سيف اليزل برعي البدوي07-24-22, 01:21 PM
                    Re: مقالات متنوعة و مفيدة للأسرة و المجتمع...... سيف اليزل برعي البدوي07-26-22, 03:16 PM
                      Re: مقالات متنوعة و مفيدة للأسرة و المجتمع...... سيف اليزل برعي البدوي07-28-22, 03:16 AM
                        Re: مقالات متنوعة و مفيدة للأسرة و المجتمع...... سيف اليزل برعي البدوي07-29-22, 01:05 AM
                          Re: مقالات متنوعة و مفيدة للأسرة و المجتمع...... سيف اليزل برعي البدوي07-30-22, 02:37 PM
                            Re: مقالات متنوعة و مفيدة للأسرة و المجتمع...... سيف اليزل برعي البدوي07-31-22, 03:57 PM
                              Re: مقالات متنوعة و مفيدة للأسرة و المجتمع...... سيف اليزل برعي البدوي08-01-22, 12:42 PM
                                Re: مقالات متنوعة و مفيدة للأسرة و المجتمع...... سيف اليزل برعي البدوي08-02-22, 06:48 PM
                                  Re: مقالات متنوعة و مفيدة للأسرة و المجتمع...... سيف اليزل برعي البدوي08-04-22, 11:29 PM
                                    Re: مقالات متنوعة و مفيدة للأسرة و المجتمع...... سيف اليزل برعي البدوي08-07-22, 00:19 AM
                                      Re: مقالات متنوعة و مفيدة للأسرة و المجتمع...... سيف اليزل برعي البدوي08-09-22, 02:39 AM
                                        Re: مقالات متنوعة و مفيدة للأسرة و المجتمع...... سيف اليزل برعي البدوي08-27-22, 11:25 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de