π و يظل شوقي ليك في كل المواسم و الفصول (دفع الله ود الأصيل) (22) @ لكن ندرك جيداً، أن هوامش الاحداث، تلك التي تبدو لنا بلا أهمية تُذكرُ، ثم تفاجئنا بقدرتها المذهلة على إيقاظ فتنة الحنين ، هي ليست سوى أعمارنا الحقيقية و المحسوبة لا أقول بالسنين ، و إنما بأنفاسنا التي لو طلعت فلا نضمن لها أن تتدلَّى. و دقات قلب المرء قائلة له نّ الحياة دقائق و ثوانٍ فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها فالذكرٌ للإنسان عمر ثانٍ. إذن، فيا ليتنا نتبه لأعمارنا فكم هي جديرة بأن نعيشها بروحنا و كياننا و بملء جوانحنا و جوارحنا . [}صحيحٌ أن الحنين لأزمنتنا الغابرة الجميلة يختار وجهته تلقائياً و بنفسه نحو رحيق بعض أمكنتنا العتيقة ، فيشدنا شداً لننتشق عبير أنفاس وجــوهٍ قديمةٍ ، ربما غرسناها و أبدن ما دفناها؛ و أنه لا يسمح لكائنٍ من كانَ ليُملي عليه اسماً أو عنواناً..أياً ما يكون سيد الاسم، أو لافتة العنوان. و لكن هنالك أناساً بعينهم يملكون دون سواهم مهاراتٍ استثنائيةٍ خاصةٍ لتمكنهم من لتسلل إلي حنينك،. ٌ(} ألم يحدث أنك فوجئت في لحظة ما، بحنينك الجارف إلي شارع جانبي سبق أن شاققتَ به أو نفَّاجٍ ساقتَ خُطاك به عبر السنين تجريإلي حيث فارقت زميل دراسةٍ أو مهنة ، أو رفيق دربٍ!؟ ألم يحدلك قطُّ أن شعرت ذات يومٍ بالحنين يشدك إلي ذاتك ، ليستْ فقط تلك التي هجرتها في مسقط الرأس و ومنذ مراتع أيام الطفولة و براطع الصبو لكن حتى هذه التي تحملها بين جنبيك ، أو كنت ترجو أن تكونه ذات يوماً ما. و يظل شوقك جارفاً ليها في كل المواسم و الفصول!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
دفع الله ود الأصيل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست