|
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� (Re: wedzayneb)
|
أواصل النقل لأقصوصة " الفريسة ":
.......... كانت هنالك ثلاثة فتيات يجلسن و يشربون مثلجات إحداهما شقراء و الأخريان يميزهما سعرهما الأسود الفاحم. جلسنا بعد تعارف سريع.، و كانت جلستي إلى جوار الفتاة الشقراء.دخل كارلوس في حديث جاد بالأسبانية مع الفتاتين عن طريقة الدراسة، و عن بيت الطالبات و التكاليف و الكتب و..و..بينما انتحرت بالشقراء بعيدا عن موصوعاتهم . كلمتني بالإنقليزية قالت لي أن إسمها " قابي " و تبلغ من العمر تسعة عشر عاما و تدرس الباليه و الرقص، ثم سالتني من أين أنا و ماذا أفعل في فيينا. و حين أدركت أنني أحسن شيئا من الألمانية، إنطلقت في بساطة تحكي معي و تسالني عن أفريقيا و أحوالها. كانت تعرف الكثير عنها عن أسماء العواصم التي لا أميز بينها و بين إسم الدولة. ثم تحولت إلى الحديث عن الفقر في إفريقيا. و لما رأيت أن هذا الموضوع يقرب عواطفها مني، تعمدت المبالغة و التمسكن. و فعلا خال عليها الأمر، و تابعت تحكي عن جمال إفريقيا و طبيعتها الساحرة. ثم تحولت إلى ذكاىي و إجادتي اللغة في وقت فصير، فحدثتها عحن الزراعة و الاقتصاد الزراعي، و هما مجال تخصصي الدراسي. و بدأت أريها خططي و أهدافي و أبالغ بعض الشئ سعيا للقرب منها. تحمست لي و لأفكاري، ففركت أنفي من السعادة. كانت معجبة بي و بأفكاري إلى أقصى حد، حتى أنني حركت مقعدي بقربها عشرات المرات. فإحساسي أن شيئا ما سيحدث، و أنني حصلت على فريستي الضالة جعل جلستي طول الوقت قلقة غير مستقرة.
بعد ساعتين تقريبا قررت الفتاتين و كارلوس مغادرة المقهى و ذكرت قابي أنها ستبقى قليلا، فودعت كارلوس و الفتاتين. أراد أن يدفع الحساب عني، فأخذني الحماس و الكرم و قلت له: " الحساب عندي، فهم ضيوفي اليوم ".
انصرفوا و بقيت معها نكمل حديثنا. لا أعرف كم طلب، هي طلبت ثلاثة أرباع من النبيذ الأحمر، و كنت أطلب دائما شايا أو قهوة حتى لا أفقد وعيي و تضيع مني تفاصيل الحكاية المثيرة إذا ثملنا معا. كانت الساعة تقترب من الحادية عشرة ليلا حين أرادت أحسن تتمشى قليلا. جاءت الجريمة فدفعت الحساب في كرم ملحوظ و تصميم أكيد أنبني عليهما ضميري و ديوني المرهقة. لكن الفريسة في يدي و كل شيئ يسير أفضل مما توقعت. بل حتى اللحظة يمكن رواية الكثير للزملاء
سرت معها في الشارع السياحي. كانت تمزح و تضحك معي نشوانة، بينما أنا أبحث بعيني عن صديق أو زميل أو أي شخص أعرفه لأحييه حتى يراني و يصير شاهدا على إمتلاكي هذا الجمال وحدي أو ليكون مؤيدا لحكاياتي المقبلة. عرضت عليها أن نذهب إلى ديسكو للرقص. رفضت لأنها كانت تشعر بشيئ من الصداع و ترغب في العودة إلى المنزل.
زاد طمعي كلما سارت الأمور خطوة إلى الأمام، و إن كنت مقتنعا تماما أن الأمر إلى هذا الحد يكفي لخلق قصة رائعة حتى أحكيها تفصيلا و تطويلا فيما بعد. ذكرت لي أنها تسكن في الحي الثاني و العشرين، فقلت إنني أسكن بالقرب منها في الحي الواحد و العشرين، رغم أني أسكن في الحي الرابع عشر البعيد جدا عن حبها.
إلى أقرب موقف تاكسيات، استقللنا معا تاكسيا. ذكرت هي إسم الشارع و الحي، و فضلت أنا الصمت كي أنزل معها وفعلا هذا ما حدث. دفعت حساب التاكسي، رغم إصرارها على الدفع. كنت أسرع منها في كرمي الأحمق الشهير.
سارت تتمايل أمامي و تقفز خلفي كالغزالة البريئة و كانت الخمرة قد لعبت برأسها، بينما أنا هادئ أحفظ كل لحظة و كل حركة كي أحكيها غدا، و بعد غد، و العام المقبل و أحيي الذكرى أمام الزملاء و الاصدقاء في كل سهرة و لقاء.
- " ما رأيك في تناول فنجان من القهوة معي في البيت؟ " قالتها دون أن تنظر إلي. إرتبكت. لم أكن أتوقع أن يختصر الطريق هكذا، فرددت دون تفكير: " طبعا، إنني أرغب في تناول القهوة ".
أواصل...... .
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرَّة ! | بدر الدين العتاق | 05-17-22, 07:58 PM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | بدر الدين الأمير | 05-18-22, 03:14 AM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | بدر الدين العتاق | 05-19-22, 01:04 AM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | بدر الدين الأمير | 05-19-22, 05:37 AM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | بدر الدين الأمير | 05-19-22, 07:43 AM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | بدر الدين العتاق | 05-21-22, 00:46 AM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | بدر الدين العتاق | 05-21-22, 00:44 AM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | wedzayneb | 06-01-22, 00:21 AM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | wedzayneb | 06-01-22, 01:35 AM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | wedzayneb | 06-01-22, 04:34 AM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | wedzayneb | 06-01-22, 11:09 AM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | wedzayneb | 06-01-22, 01:12 PM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | wedzayneb | 06-01-22, 03:17 PM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | wedzayneb | 06-02-22, 07:41 PM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | wedzayneb | 06-02-22, 07:50 PM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | wedzayneb | 06-02-22, 10:29 PM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | wedzayneb | 06-03-22, 05:05 AM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | wedzayneb | 06-04-22, 09:11 PM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | wedzayneb | 06-05-22, 04:09 AM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | wedzayneb | 06-08-22, 08:17 AM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | wedzayneb | 06-08-22, 09:44 AM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | wedzayneb | 06-08-22, 10:00 AM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | wedzayneb | 06-09-22, 04:40 AM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | wedzayneb | 06-10-22, 00:47 AM |
|
|
|