|
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� (Re: wedzayneb)
|
أدناه ما تبقى من أقصوصة " الفريسة "
فرددت دون تفكير: " طبعا، طبعا، إنني أيضا أرغب في تناول القهوة ".
سرت صامتا مذهولا، هي تردد بعض الأغنيات و أنا أشاركها ابتسامتي العريضة الشهيرة. أمسكت بيدي، فسرت معها كطفل ضال يبحث عن أهله.
كنا نسير بين إحدى المقاطعات السكنية المبنية حديثا. تتشابه كلها في التصميم و اللون و الإرتفاع لا يميزها عن بعضها سوى أرقامها المختلفة. فتحت البوابة و صعدنا بالأسانسير حتى الدور السابع، و بالتحديد إلى الشقة رقم 707. دخلت معها و أنا أبحث عن الكلمات فما زلت في واهي و محاولة حفظ الأحداث و الأشياء و الالوان. شقة صغيرة الحجم، لا يتم عن دى إتباعها أربعين مترا مربعا. حواىطها ما زالت حديثة تفوح منها رائحة الدخان. سقفها منخفض جدا كسقف الاتوبيس. فيها سرير صغير في أحد أركانها مرتب بعناية و يتوسطه دب صغير من القماش يستند إلى إلى وسادة مربعة . و في الجانب الآخر جهاز تسجيل و بعض الشرائط و الاسطوانات. بعض البوستر معلق على الحائط لأشخاص لا أعرفهم لراقصي و راقصات باليه؛ و البعض الآخر لإعلانات أفلام. دخلت إلى المطبخ الصغير لتعد القهوة و عادت لتخلع أمامي و دون تحفظ فستانها الأصفر و تلبس شورتا؛ لكني أذكر الحق، أنها سألتني أثناء خلع ملابسها إن كان هذا يضايقها، و بالطبع نفيت.
شربت القهوة معها، و علت أنغام أسطوانة حديثة لصوت شخص لم أميزهان كان رجلا أو إمرأة. جلست إلى جواري و شعرها الأصفر تفوح منه رائحة خطر شديد و نظرتها تبعث خطرا و توترا أشد لنبضات قلبي. ثم همسات في أذني بأنها معجبة بي. و كانت هذه الكلمة كافية لتبدأ الحكاية التي سجلتها في ذاكرتي جيدا و أنا غير مصدق ما يحدث.
قالت لي بعد ذلك في خضوع أنثوي مثير _ بعد أن سبلت عينيها الزرقاوين _ إن كانت معي صورة شخصية لتحتفظ بها في ألبومها الخاص. أربكتني سعادتي و الناس أحاول أن أخفيها كي أبدو أكثر تريثا. وجدت نفسي قافزا أعبث بقميصي أبحث عن بطاقة السفر الشهرية. خلعت عنها الصورة و أ هديتها إياها. قالت لي إن أجمل ما أعجبها في عيناي. و لم أكن قد سمعت ذلك من قبل في حياتي، فزاد ذلك من رقص قلبي و أدركت أن تدريبي و هوايتي لعيني لم يضيعا سدى.
دخلت إلى الحمام تغني أغنية الأسطوانة و وقفت أنا في وسط الحجرة أشوح بيدي و أرقص من الفرحة. كنت عاريا تماما و كانت أمامي مرآة، حين رأيت نفسي فيها خجلت و عطيتها بملاءة طويلة و أكملت رقصة السعادة. ثم انتقلت بعدها إلى رفوف مكتبتنا الصغيرة أتصفحها. كانت هناك بعض الكتيبات عن القطط و الكلاب و سلالاتها، و بعض كتب " كارل ماي " و مجموعة من مجلات " ميكي ماوس " و " ماد " و " أستريكس " وبعض التحف الإفريقية و الآسيوية. من الرف الاول من المكتبة أخرجت ألبوما، فيه صور لها؛ بعضها في ملابس الباليه و الرقص و أخرى على السلطة بملابس البحر، و تبدو في جمال أخاذ و أنوثة مثيرة.
أردت أن أخلع صورة لها، كي تكون حكاياتي مؤيدة بالأدلة و البراهين، لكني فضلت أن أحصل على صورة منها بتوقيعها، لتستوفي المستندات صحتها القانونية أثناء العرض و الحكاية.
قلبت بعض الصفحات، وجدتها مملوءة بصور مختلفة الأحجام تحتها تواريخ و أسماء مختلفة. يبدو عليها أنها لأشخاص من دول و قارات مختلفة؛ فالوانهم و ملامحهم متمايزة؛ بعضها يوجد في شكل رسم كاريكاتير و تحته تاريخ صاحبه و إسمه. و كل صورة أو رسم كاريكاتيري تحمل رقما مسلسلا. تعجبت و اعتقدت في البداية أنها من هواة المراسلة، و لكن الشك و الريبة داخلاني؛ فكل الصور للذكور فقط.
حيرتي زادت بينما كانت الأسطوانة قد أنهت أغنياتها الصاخبة و ظلت تلف حول نفسها بلا صوت و ما زالت هي تغني و صوت الدش يشاركها الضجيج. أعدت الصفحات إلى بداية أول مجموعة من الرجال و الشباب. قرأت عليها بالإنقليزية " أمنيتي أن أجرب كل رجال العالم ".
كان هناك مربع جديد فارغ بعد آخر صورة فيه علامة إستفهام و تحته رقم 113.
إنتهت
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرَّة ! | بدر الدين العتاق | 05-17-22, 07:58 PM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | بدر الدين الأمير | 05-18-22, 03:14 AM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | بدر الدين العتاق | 05-19-22, 01:04 AM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | بدر الدين الأمير | 05-19-22, 05:37 AM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | بدر الدين الأمير | 05-19-22, 07:43 AM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | بدر الدين العتاق | 05-21-22, 00:46 AM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | بدر الدين العتاق | 05-21-22, 00:44 AM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | wedzayneb | 06-01-22, 00:21 AM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | wedzayneb | 06-01-22, 01:35 AM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | wedzayneb | 06-01-22, 04:34 AM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | wedzayneb | 06-01-22, 11:09 AM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | wedzayneb | 06-01-22, 01:12 PM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | wedzayneb | 06-01-22, 03:17 PM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | wedzayneb | 06-02-22, 07:41 PM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | wedzayneb | 06-02-22, 07:50 PM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | wedzayneb | 06-02-22, 10:29 PM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | wedzayneb | 06-03-22, 05:05 AM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | wedzayneb | 06-04-22, 09:11 PM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | wedzayneb | 06-05-22, 04:09 AM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | wedzayneb | 06-08-22, 08:17 AM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | wedzayneb | 06-08-22, 09:44 AM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | wedzayneb | 06-08-22, 10:00 AM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | wedzayneb | 06-09-22, 04:40 AM |
Re: الروائي السوداني / طارق الطيب؛ مداخلة ثرّ� | wedzayneb | 06-10-22, 00:47 AM |
|
|
|