كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: وأصوات صبية تدعونا ( انزلوا هووي يا ناس و� (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
الشكر والتقدير لك أخي محمد عبدالله الحسين.. واعتذر عن الانقطاع.. المقال أعلاه ليس بقلمي بل منقول وقد أعجبني فشاركت به دون الإذن من صاحبه الذي لم نتعرف عليه.. لكن مر عليننا موقف مشابه أيام كنا نعمل في مشاريع الزراعة الآلية نشر من قبل وأعيده مرة آخري ... خور كجار وهو أحد أكبر روافد نهر أبوحبل الموسمي (خور أبو حبل) أتينا مرة عابرين له ونحن في طريقنا من الأبيض إلى كرتالا وكان ذلك في بداية موسم الحصاد في منتصف ديسمبر، في ذلك الوقت يكون محصول الذرة قد استوى على سوقه وعلينا أن نبدأ الحصاد والذي يتم بعمالة يدوية كثيفة، إذ نجلب للمشروع المئات من الاسر الكردفانية تلك التي أكملت حصاد زرعها في القوز و تفرغت لعمل إضافي آخر هو حصاد الذرة في مشاريع الزراعة الآلية.. كانت تلك الأسر في الماضي تتجه إلى مشروع الجزيرة للقيط القطن لكنها آثرت فيما بعد العمل في هبيلا.. في الأبيض إستأجرنا لوريا و شحناه بكل ما نحتاج إليه من مواد تموينية لقضاء فترة الحصاد والتي تمتد من أوائل ديسمبر وحتى منتصف مارس.. و بتوفيق من الله عثرنا عن مجموعة طيبة من العمالة كانت قد وفدت من نواحي دار حامد واستقرت في مواقف معينة من الأبيض في انتظار التعاقد مع أي من أصحاب المشاريع. بفضل الله شحنا بضع براميل من الوقود وبراميل من المياه وجوالات من طحين الذرة ثم العديد من جوالات البصل وباقات الزيت ثم جوالات الصلصة والويكة واللوبيا والشرموط والملح والشطة واشترينا ما يكفينا وعمالنا لأربعة أشهر من السكر والشاي والبن وحتى التمباك والسجاير إشتريناهما.. ثم العديد من لوازم الإسعافات الأولية من حبوب الأسبرين وعلاجات الملاريا والإسهالات وغيرها وغيرها.. حيث أننا وعمالنا سنظل في منطقة معزولة لفترة من الزمان ليست بالقصيرة. بالطبع شحنا معنا في تلك الرحلة أحد أهم عناصر الإنتاج وهو بالات الخيش القادمة من بنغلاديش حيث أخذنا معنا ما نعتقد أنه يكفي لإنتاجنا المتوقع.. هكذا تحركنا من الأبيض بلوري مثقل بحمولته القصوى وقصدنا كرتالا بالطريق المختصر والذي عادة ما يكون مغلقا إبان الخريف والذي أيضا تضيع معالمه و تتحول بعض دروبه إلى مجار مائية عميقة يتعذر معها المضي بيسر.. مضينا نكابد مشقات الطريق حتى دلفنا وادي خور أبوحبل.. و أقبلنا في وجل على خور كجار لنجده قد تغيرت معالمه وإذا بالمياه العنيفة في تدفقها قد جرفته و جعلت جانبي الوادي والتي كانت ذات إنحدار معقول يمكن اللواري من الهبوط بيسر إلى قاع الخور ومن ثم الصعود أيضا إلى قمته .. إذا بنا نجد أن قطاع الخور الرأسي قد تحول من انحدار معقول إلى آخر حاد جدا وكان علينا أن نهبط إلى القاع و نحن نخشى أن ينقلب اللوري أمامنا.. ثم صعدنا أيضا في زاوية شبه رأسية واللوري يزأر أحيانا ويئن حينا و يكابد... والقمة ما تزال عصية المنال.. أدركت إطارات اللوري الأمامية قمة الخور.. غير أنه عجز عن إكمال صعوده فتراجع في سرعة رهيبة نحو الخلف.. وتدحرج إلى أسفل إلى أن استقر في القاع.. كادت العربية في إنحدارها العنيف نحو القاع أن تنقلب و حمدنا الله أن ظلت مستوية فيما تعالت صيحات النساء وهن يندهن جميع الأولياء والصالحين. لم نصدق أعيننا .. ترى كيف كان يكون الحال لو انقلب اللوري وعلى متنه هذه الجموع من البشر وتلك الحمولة الثقيلة من الأشياء.. يا ربنا لك الحمد، الحمد لله والشكر لله.. سبب إنحدار اللوري للخلف كان بسبب إنقطاع مسامير "عمود الطوالي" ذلك الذي ينقل الحركة من " الكرونة " إلى الإطارات الخلفية و يدفع العربة إلى الأمام.. وحينما يحدث مثل هذا العطب في اللواري فالأمر يتطلب عده أيام لمعالجته.. وفي مثل هذا الحال ليس من حل سوى إستئجار شاحنة أخرى لتكلمة المشوار.. ظللنا قابعين في قعر أو قاع الخور ونحن في قمة الحيرة.. أستقر الرأي أن يمضي أحد المساعدين راجلا في طريق كرتالا غير أن المشوار بعيد وقد يحتاج لأكثر من إثني عشر ساعة للوصول.. ما زلنا في مكاننا في انتظار الفرج، و إن فوضت أمرك لله فسيأتيك الفرج لا شك .. بعد ساعتين .. اقبلت عربة فارغة وقف السائق بجانبنا وبعد الإستفسار طلبنا منه أن نكمل معه المشوار.. و أخذنا نتفاوض على التكلفة.. غير ان الرجل وجدنا في حاجة ماسة له واغتنمها فرصة فطالب بأجر عالٍ جدا.. فاستنكرنا ذلك منه ووافقنا أن نعطيه أكبر قدر ممكن من الأجر.. لكنه أصر على أن ندفع له ضعف ما نستطيع.. وفي دقائق كانت جموعنا كلها تفاوض في الرجل وترجوه وتستعطفه.. لكن الرجل يصر على مطلبه والذي كنا عاجزين عن تلبيته.. و في خاتمة المطاف.. أدار الرجل محرك سيارته وتحرك من دوننا وتركنا وعلامات إستفهام كبيرة تدور في خلدنا عن بعض أولئك الناس الذين فقدوا المروءة والشهامة .. ... ثم بعد ساعات ثلاث وبعد أن أرخي الليل سدوله ونحن في قعر الوادي.. جاءت شاحنة أخرى.. و إنتظرنا قدومها وتفقدنا جميع ما نملك من مال حتى نتمكن أن نصل إلى إتفاق مع هذا القادم الجديد.. ما أن وقف الرجل أيضا بجانبنا حتى حيانا و كفر لنا... فاقبلنا عليه نساله أن كان ذاهبا لكرتالا وهل يمكنه توصيلنا إلى هناك.. كنا متوجسين ألا يطالبنا هذا القادم بمبلغ كبير مثل الذي سبقه.. لذا بادرناه بالسؤال كم يطلب منا لتوصيلنا؟؟ ابتسم الرجل في بشاشة وقال لنا كدي يا أخوانا أول أركبوا موضوع القروش ده خلوه لبعدين .. الحمد لله هذه بداية طيبة، لكن لابد من الإطمئنان.. أصررنا أن نعرف فلنا تجربة سابقة.. يا خي كدي ورينا بتوصلنا بكم؟؟ ثم كان رده الذي ما توقعناه .." يا أخوانا ولله أنا بيكم وبراكم ماشي كرتالا، يا أخوانا أركبوا أنا ولله ما داير منكم لا قرش لا تعريفه.. كفاية علي بس أوصلكم.. بارك الله فيك، الله يكرمك، ألله يحفظك ، جزاك الله خير... وتتالت و تعالت الدعوات و انهمرت عليه.. فرج الرجل عنا كربة .. و ضمن فرجا من كربة من كرب يوم القيامة..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وأصوات صبية تدعونا ( انزلوا هووي يا ناس و� (Re: Yasir Elsharif)
|
Quote: #السودان_الجميل روي الاستاذ /ابراهيم زمزم وهو عندي من الثقات فحدثوا عنه ولا تبالوا - - -
قال مرة مسافرين في رمضان زمن بصات النيسان الفيها مقعد العظمة الما بتنسي داك وأكثر من في البص صايم، في الطريق مر البص بجوار شجرة تسببت في خرم القربة بتاعت الموية فافرغتها ولم يبقى فيها الا القليل عندها أعلن الكمساري بعد أن شد رباط القربة انه ممنوع شراب الفاطرين للاحتفاظ بما تبقى من ماء لإفطار الصائمين وتواصلت الرحلة والبص يصارع الرمال حتى إذا حان مغرب الشمس وجدنا أنفسنا في قهوة ليس فيها غير كنتين صغير وما به الا بعض صناديق البسكويت تقاسمها الصائمون بينهم ومعها كباية موية لكل(مقاس كباية شاي) وهي كل مابقى من الماء بعدها صلينا المغرب وتوكلنا على الله و الكل يشكو الجوع والعطش الصائم والفاطر وتواصلت الرحلة حتى حوالي الثانية ص حيث وصلنا إلى الحضر وكانت اول محطات النازلين من الركاب هي تنقاسي ودخل بنا البص الي داخل تنقاسي ونزلت منه احد النساء والكل داخل البص يتململ من طول السفر ومن الجوع والعطش وبعد أن أنزلت عفشها اتجهت نحو السائق وخاطبته بلغة الام الحنون وبلهجة اهلنا الشوايقة قائلة:-(ياوليدي الناس دي جعاني وعطشاني سألتك بالله تقيف لي دقائق اجيب لهم تميرات وميهيي) وطبعا" وجد حديثها استحسان الركاب خاصة من كان صائم وماهي الي دقائق حتى جاء التمر والماء البارد وتعال شوف لك جنس كركيع للموية وقرش للتمر ولما انتهينا من هذا البرنامج فؤجنا بأن السواق قد أدار البص ووضعه في مكان عالي وابطل الماكينة فثأر القوم معترضين ومتسألين عن السبب والسواق مشغول مع بصه فلما انتهى من إجراءات توقيف البص التفت إلينا قائلا"(والله ياجماعة الحاجي دي جاتني بيهني وقالت لي- وحات الله الملاح مويته فارت والدقيق انضرب واصلكم بعد دة ما حتصلوا اهلكم قبل الامساك، دحين خلنا النعشي الجماعة ديل عشان يصبحوا صايمين-وياناس كلامها وقع لي، دحين انزلوا علي بركة الله) ونزلنا لقينا الحاجي جابت لها بروش وشوالات وقالت اتفضلوا، وهي داخلي على البيت تنادي على جارها يافلان يافلان قوم تعال عندنا ضيفان، يقول استاذ ابراهيم كانت المفاجئة عندما جاء الجار وجدته زميل عمل(استاذ) وجلسنا نتوانس ولم يمضي زمن طويل والقراصة جات وملاح ويكي بيضاء يقول الاستاذ ابراهيم مايزال طعمه في فمي، واستمر الحراك الحاجي والأستاذ يجيبوا الملاح يلقونا كملنا القراصة يجيبوا القراصة يلقوا الملاح لحق أمات طه، ما اكل ناس صايمين من فجر الأمس لقريب فجر اليوم والحمد لله شبع الجميع وبعد داك الشاي والقهوة وبقي ماهمينا كان البص دور أو بطل.
وبعد خلاص بقينا مشي جات الحاجي وقالت(ياجماعة المسلمين الإمساك باقي له ساعة دحين اخير تاخدولكم مدة في البروش دي ما بنقول لكم ادخلوا جوة وبعد شوية اشربولكم موية وصلوا صبحكم واتوكلوا فاستجبنا واتمدينا لحدي ما اذن الأول قمنا تسحرنا وتجهزنا للصلاة وبعد صلاة الفجر ودعنا الحاجي والأستاذ وتوكلنا على أهلنا شبعانين ورويانين وصايمين ومنجمّين.
يقول الاستاذ ابراهيم بعد فترة قابلت الاستاذ في كريمي وسألته(دي مني المرأةال.....) فقال لي اقول قولة (البيت النزلتكم فيه واكرمتكم فيه دة ما بيتها دة بيت اختها هي بيتها بعيد من شارع العربات)
🖋مع تحيات استاذ ابراهيم الكجوري
منقول بحب |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وأصوات صبية تدعونا ( انزلوا هووي يا ناس و� (Re: Yasir Elsharif)
|
الاخ العزيز وزميل الدراسة من الأبيض الثانوية وجامعة الخرطوم دكتور ياسر الشريف المليح وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، يسعدني مروركم وتحياكم ودمتم والأخ عبدالله عثمان في خير وعز.. الحكاية التالية رغم أنها نشرت من قبل من خلال ذكرياتي إبان فترة عملي في الزراعة الآلية بهبيلا في جنوب كردفان، غير أنها تستحق العودة إليها كي لا ننسى أناس يستحقون أن يذكرهم المرء طوال حيانه بالخير ويدعو الله سبحانه أن يجزيهم خير الجزاء.. ... الطريق من هبيلا لفيو ليس كبقية الطرق الداخلية في مشاريع الزراعة الآلية التي تشبه في شكلها كراسة الحساب المربعات الكبيرة فهي عبارة عن طرق مستقيمة تمتد من الغرب إلى الشرق، طرق عديدة متوازية بينها مسافات ثابتة تبلغ في عرضها 2 كيلومتر، وهذه الطرق العرضية تتقاطعها طرق طولية شمالية جنوبية أيضا متوازية وعلى أبعاد ثابتة بينها هي 2 كيلومتر، فتكون تلك الطرق مساحات مربعة ضلع كل منها إثنين كيلومتر، تكون المشروع الزراعي الآلي الذي مساحته ألف فدان ( 2 كيلومتر × 2 كيلومتر) وتلك كانت تسمى مشاريع هبيلا القديمة، أما المشاريع الموجهة فكانت مساحتها 1500 فدان وكان شكلها كالمستطيل طولها 3 كيلومترات وعرضها 2 كيلومتر. لكن الطريق من هبيلا إلى فيو لم يكن مستقيما كالطرق آنفة الذكر بل كان يخترق غابة من أشجار السافنا الغنية يكتظ بأشجار الطلح تلك الحمراء السوق وأشجار الصهب السامقة بيضاء السوق، واشجار الهبيل و الأبنوس وبالطبع أشجار الهجليج و بقية العقد الفريد من أشجار الأكاسيا الهشاب والكداد وإم سنينة والكتر و غيرها.. كان الطريق يمر خلالها متعرجا لا يستقيم على إتجاه يتلف حول هذه ويتفادى تلك. كان قدرنا ذلك اليوم أن أكون مسافرا ضمن مجموعة كبيرة تستقل مقطورة بدائية الصنع يجرها جرار متهالك ننشد الوصول لفيو التي لا تبعد عن هبيلا بأكثر من ساعتين من السفر. الزمان أوائل الثمانيات منتصف الخريف، الأمطار عنيفة والأرض مبتلة ومروية بالماء والجرار يخترق تلك الأرض الوعرة في صعوبة ومشقة. كنت في طريقي لمشروعنا الزراعي في وطا وهي إلى جنوب غرب فيو. المسافرون الذين كنت برفقتهم مواطنون من قرية فيو المركز الثاني الأهم في تلك النواحي بعد هبيلا ، فيهم رجال ونساء. كنا نتوسط كمية من الجوالات واللوازم التجارية مشحونة في تلك الترلة ( المقطورة ) وكانت رحلة غير مأمونة، إذ لا يستطيع الجرار وحده الوصول في سلام فكيف حينما يكون ساحبا حملا ثقيلا كالذي كنا نشكله. تحركنا في السابعة صباحا متجهين إلى الجنوب، بالأمس هطلت أمطار غزيرة، العارفون نصحونا ألا نتحرك إذ سيكون الأمر محفوفا بالمخاطر لكننا تجاهلنا النصح وانطلقنا على أمل الوصول إن لم يكن بعد ساعتين فربما ثلاث أو أربع ساعات. غير أن تقديراتنا كانت خاطئة و أمضينا نهارنا بحاله وجزءا من الليل نعاني من الوحل في ذلك الطريق.. ملابسنا صارت بلون الطين و هيئته وبدلا عن أن نستقل مقطورة توصلنا سالمين لديارنا فإذا بنا نمضي نهارنا كله في دفعها والحفر لها لتخليص إطاراتها من الوحل، أحيانا ننزل البضاعة و أحيانا نرفعها، حينا نفصل الجرار عن المقطورة ليتخلص هو من الوحل وحينا آخر نقطر الجرار بالترلة.. والمحصلة رهق و إعياء لكن ترافقهما همة وصبر فلابد من الوصول.. ولابد من فيو وإن طال السفر.. عند حوالي التاسعة ليلا وصلنا فيو.. سوق القرية مظلم .. والأرض رطبة يبللها المطر والجو صار باردا فكنا نرتجف من البرد، تفرق القوم كل ذهب لداره، بقيت لوحدي لا أدري إلي أين أذهب، مشروعنا تطول المسافة بينه و بيننا، عجبت أن أحدا من المرافقين لم يفكر في دعوتي لأمضي الليل في داره.. ذهبوا جميعهم رجالا ونساءا، و أخذت في قرار عملي أبحث عن مكان جاف أرقد فيه، ملابسي مبتلة ملتصقة ببدني، يداي وأرجلي ووجهي ملطخ بالطين. لم نأكل شيئا من الصباح، أمامي خياران أما أن أفترش الأرض المبللة بالماء و أنام على ذلك الطين وإما أن أواصل سيري فأمضي راجلا إلى مشروعنا و الذي تتجاوز المسافة إليه الإثني عشر كيلومترا.. مسيرة ثلاث ساعات إن تمكنت من المسير.. غلبت الرأي أن أبيت هنا .. حاولت الجلوس على الأرض ، قررت أن أخرج بعض ملابسي فأفرشها على الأرض وأنام على الأرض المبتلة .. وإذ ما أنا أدبر ما سأفعله، فإذا بي أسمع صبيا صغيرا يناديني، يسلم علي، و يطلب مني أن آتي معه.. و تبعته صامتا.. الصبي من أبناء فيو، لا أذكر أنني إلتقيت به من قبل، ومضينا نمشي في ذلك الليل نشق دوربا و نعبر بين القطاطي المتناثرة والبيوت حتى خرجنا خارج القرية .. وواصلنا في تلك الفلوات حتى أدركنا قطية منفردة في أقصى القرية.. الحمد لله، ها أنا أدرك مكانا للمبيت، دخلنا دارا نظيفة، جاءت أمه، رحبت بي، سلمت عليها و أنا أتمتم بكلمات و ألهج بالشكر، أحضرت عنقريبا.. أوقدت نارا في وسط الغرفة.. النار أضاءت لنا المكان وأشاعت فينا دفئا.. بعد فينة أحضرت لنا ماءا شربنا منه، ثم ماءا في إناء أخذت أزيل به ما علق بي من طين إلتصق ببدني وتوضأت .. صليت الظهر والعصر والمغرب والعشاء.... تواصل كرم تلك السيدة بي.. فأحضرت كيزان من الذرة الشامية شواها إبنها بالنار وأخذنا نقرضها، لعلي لم أتناول في حياتي أطعم وأطيب من تلك الوجبة، أكلنا أثنين و تبع الذرة الشامية براد من الشاي الأحمر، إخذنا نرتشف الشاي ونأكل في عيش الريف.. ونستدفئ بالنار أمامنا.. تلك السيدة الفاضلة لم تتركني هكذا أنام بلا غطاء في تلكم الليلة الباردة و مع أزيز و طنين البعوض، بل جلبت لي ثوبها، أعطتني إياه أتدثر به.. حمدت ربي كثيرا على نعمه وكرمه، وانتابني شعور بأن الله شاء لي تلك الليلة أن أزور قوما كي أعرف كيف تكون مكارم الأخلاق. التحية والتقدير بعد أكثر من أربعين عاما لتلك الأسرة التي آوتني ومنحتني تجارب فذة أحكي لكم عنها اليوم والحمد لله من قبل ومن بعد..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وأصوات صبية تدعونا ( انزلوا هووي يا ناس و� (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)
|
تحياتى استاذ الامين متابعين شديد معاك احوال المطر واهله وبلاده الخريف فى سهول البطانه وذلك الجانب الشرقى من البلاد سر عجيب تصدق وانا اقرأ ذكرياتك رايت عيان بيان خيران المطر وشوق واسعه مجرى لانهار صغيرة كانت ملاعب طفولتنا فى ذلك الفردوس يوم ما سلامنا موصول للمطر...احيانا يقرأ القلب ما لايدركه البصر..... اسلوب رائع فى الكتابه نسيت اقول ليك اجمل مكان فى القريه كانت تلك القطيه وسكانها....
| |
|
|
|
|
|
|
|