♧ قَد لا أكذِبُ و لَكِنِّي فَقَط أتَجَمَّلُ£

{1}
[]بينما العائلة الصغيرة مجتمعةٌ على المائدة إذا بجرس الهاتف
يرنُ. فينطلقُ أصغرُ الأبناء لالتقاط السماعة : ألوووو ، مين معاي؟
[} الطرف الآخر: ياابني وين أبوك؟ هنا يغمزُ الأب المُتَخَفِّي لأبنه بأن :
قول ليهو: أبوي مافيش يا ولد! فيردد الطفل : كما سمعت تماماً يا عمو،
أبوي بقول ليك إنو مافيش . فسُقِطَ في يدي الطرفين .أولاً المتصل ،
جراءَ سماعِه الكذبَ على عينِك يا تاجرُ . ثم ثانياً الأبُ لانفضاحِ أمرِه
أمام الغُرَباء ، و بنيرانٍ صديقةٍ؛ و أما الشافع المسكين فصُعِقَ من هول
كف أبيه، إذ رآها تلوحُ في الهواءِ بأصابعِها الغليظة ، قبل أن تهوي بها
الريح كجلمود صخرٍ حطه السَّيلُ من علٍ لتعانق وجهه البرئ ، بصفعةٍ
مدويةٍ افقدته توازنه..و هو غيرُمستوعبٍ لشيءٍ ما يجري حوله.

ود ال ح ي ش ا ن ال ت ل ا ت ة
مؤذنٌ محجورٌ منزلياً بجزيرة مالطة

●》إذن ، فماذنب هذا الطفل خالي الذهن ؟ طبعن ، نعم لأنو ، ما اقول لي عفوي؛
لا، بل هو (شالق جدن) و يستاهل كمان . لأنو فيها شنو يعني؟ ما كانت كضيبة أبريل بويضاء و لا صفيراء و لا غبيشاء تفوت و لا حدي يموت.. كان عليه أن يتعاون في
هذا الاتجاه فيجنب أباه حرجاً غير محسوب تسبب في إراقة ما وجهه هدراً.

●》أجل، فهنالك كذَباتٌ بمختلف الأحجام و مخبوزة ب بألون الطيف) السبعة.
و كثيرٌ منها كفيل بأن ينتزع من إبليس نفسه ابتسامته الخبيثة، أعجاباً و عجباً
من أناس تفوقوا على شيخهم و برعوا في تفانين صُنع النفاق و السحر الأسوَد.

(10/21)
[}مآخذي على صديق قديم؛ لا يداني النفاق£

{بعيداً عن أبو السياسة و أبو أهلها}

●》يمكنني القول بصراحة , إنه لا حاجة للرجل الذي أنا بصدد
الخوض في سيرته، بتعريف مني , و ليس في كنانة سهامي ما يفي
من الحديث بحقه , أنا أسميه صديقي تجاوزاً و على نحوٍ غير دقيقٍ
تماماً لأننا من جيلين تقريباً. عرفته و أنا يادوب برلوم في سنة خامسة
بجامعة الخرطوم بينما هو في سنته الكم و طاشر تقريباً بعد التخرج .
لكنه مكث بها و لم يبارحها آنذاك كون مسام جلده لا تقوى كما كان
يقول: على فراق نفافيج البركس و حرم الجمبلة و مستحيلة .

●》كان يعشقها و يدب في شعابها ،كشحيحٍ فقد خاتمه في كومة تبنٍ.
أو بالأحرى، كبعير ضاع في الزحام خطامه. و كأن حبل سرته مقطوعٌ
بين سطوح نادي الفلاسفة و أروقة النشاط الذي كان يشكل مع ناس دالي
و القراي و جماعة حلمنتيش للجو الرطب و و مجانين الجامعة إحدى بلابل
دوحها المغردة و قماريها النائحة .و كي لا يذهب ذهن الناس بعيداً ويفهم أنه
كان عالة على الدولة أذكر بأننا عندما ننزل يومياً من داخلية كسلا قاصدين السفرة ال(Main) كان"صديقي"فقيد القلم ، الراحل/ محمد طه محمد أحمد يصادفنا في اتجاه معاكس من داخلية مروي قاصداً مطعم مستشفى العيون المجاور ليتغدى يومياً بصحن بلدي بي رشوشة من حلة قوز بحجم مصفاة الجيلي، منفقاً عليها من حر ماله.

●》هذا علماً بطبيعة الحال أن سفرة الجامعة الشهيرة كانت حينذاك عبارة
عن تكية مفتوحة بمصراعيها الغاشي و قبلة أنظار حتى لأبناء السبيل و المشردين .
كان المعدمون يغدون إليها خماصاً و يروحون منها بطاناً {حتى الطير يجيها جيعان
تلقاه من طرف تقيها شبع} سواقين التاكسي الواحد تلقاه يطرح نهاره كله و ساعة القيلولة يجي يبركن و يشيل صينيته و طوالي يروح راكب الصف يملاً يعبئ مما لذ له و طاب.
●》الطريف مرة عمك السفرجي الحلفاوي سأل واحد تكاسي دائم التردد عليها :ي
اهي أنت متين (بتتهرج ) داك عسيلاتي شفت و مدردح واقع من السما بسنونو
رد ليه: و منو قالك ي عمك بتخرج يا عمك أغرف بس؛ أنا لسة يا دوبك برلوم!!

[} لن أبالغ لأوضع أخينا محمد طه بمنزلة شهيد وطن
مع ناس قرنق مثلاً ، إخواناً على سررٍ متقابلين، كي لا
أُضطَر بعدها للرجوع في كلامي لأقول راح فيها .(فطيسة)
و ساء و بئس أولئل رفيقاً، و إن كنت أحسب طه - و الله هو
حسيبه - هلهلياً وفي أثوابه بطل هصور ، أو أقول إن فيه مشروع
شهيد جدير برفعه إلى مصاف السادة من شباب أهل الجنة.

●》فهو كان طينة غريبة، كأنه صنيع لحد ذاته
أو نسيج وحده . لا يقرب شجرة العميدة الناصرية/ عيشة حسن .
رغم أنه شبه ساكنٍ مسجد عبيد ختمالمفترى عليه بأنه كان (ملتقي
أحبة للكيزان و الكوزات)آنذاك ، كما وصمه أحد المنسلخين في غمرة
المزايدات السياسية و التنافس المحموم على اتحاد الطلبة.

●》 بعد الغداء ينام محمد طه رائق البال و مفتؤشاً ذراع
يمناه في المسجد و قد تأبط قصاصات من جريدته الحائطية
( الوفاق ) قبل النشر , ريثما يصلي العصر ثم ينهض و يُهرُْع
لا يلوفي على شيء لللحاق بفعاليات نشاط المساء.

●》و لولا ضرورة الترفق بذكر محاسن موتانا لادعيت بأنني عرفت
محمد طه واحداً من سواد الناس.. أغبر أشعث ،كأهل الكهف .نعال شدة
زنوبة شقيانة , و الشق في قدميه جحر ضب ، و النظارة قعر وكباية لبسة
سفاري (عبد الواحد) أنيقة بعض الشيء بلونٍ رماديٍّ باهتٍ ،و لم يفارقها
إلى فرقتنا الدنيا أيظي سبأ قبل أن يفارق هو الدنيا بكل مآسيها !!

●》 أضف كذلك أنه كان محاطاً بجمهرة من الأعداء.. وحتى إن صادق
بعضهم فلا تجده يظفر منهم بسوى الألداء. كان ذا ذهن حاد و علم واسع
و قلم جاد. مشاكس يقول تلك الكلمة الغالية القاسية القاتلة من حرفٍ واحدٍ
ممدود ( لا) و يا ما كم نصحوه بأن يبترها فيقول نصفها ويدع النصف الآخر
لغيره.. لكنها استعصمت هي و أبت إلا أن تقال بحذافيرها كاملة و إلا ف" لا"
وألف "لا" . ذلك لكونها من تحتمل البتر و لا تقبل التجزئة أو القسمة على اثنتين.

●》فحسبها صاحبنا لجةً، ثم خاض فيها و نطق بها ملء شدقيه و لم يخشَ فيها
بأس أحدٍ و لا لومة لائم ؛ لاعتقاد منه وإصرار عجيب بأنها غير مقطوعة و لاممنوعة ، فمشى ورائها ليدخل بها زنقات ضيقة وعويصة جداً حتى أردته قتيلاً. قيل لي أنه تشيع لاحقاً و لعلله نبأ فاسق لم تثبت عند حتى حينه لذا فلن أتعامل معها كرجم بالغيب .

[} لذا فهو بريئ عندي حتى تثبت إدانته.غسل محمد طه يديه من هذه الفانية
و بان بها بينونة كُبرى . و على علمي لو أنه كان يبغي ركوب صهوات المال و الإعلام
لفعل ذلك وأجاد فيه و حذق و بز كثيرين غيره من الأشباه، و لولج نعيم النجومية
من أبوابه الثمانية الخلفية. لكنه كان فقط أصلب عوداً و أصعب مراساً و أنضف يداً
و أثقل ظلاً على كاهل المتنفذين ، ممن كانوا أضيق به ذرعاً . فقط كان غير مهتمٍ حتى بروحه الزاهقة المحمولة على كفيه و لا جتته النحيلة المصلوبة على نعشٍ ما بين ضفتي نهر؛ و لا بكفنه المصرور بين أبطيه. وكأني به قد رأى في منامه أنه لا حاجة لكفن من
أساسه و لشعوره سلفاً بفراسة المؤمن بأنه سوف يُقطَع إرباً ليُحمَل إلى أهله أشلاءً.

[} كان شأنه في هذا شأن ذاك المزين .. مزين الملك , ذاك التعيس ، و الذي
اكتشف بحكم حرفته أن لسيده أذني حمارٍ وحشىٍّ، يخفيهما تحت تاجه العظيم ؛
فقطع هذا الأخير للمزين لسانه . لئلا يدعه يتفوه أو ينبس ببنت شفةليفضح أمره
بشيءٍ مما رأت أم عينه .. فجعل المسكين يصارع الحقيقة كغصةٍ مزمنةٍ ؛ حتى
إذا بلغت منه الحلقوم؛ إلى أن خرج بها في ذات يوم هائماً على وجهه في العراء .

●》و هناك حفر حفرةً غائرةً في الأرض و جعل يصرخ بداخلها ليفرغ في باطنها
سره كاملاً بحذافيره ، بأن أذني الملك حماوووور ؛ تم مات الرجل و استراح بعد أن
وضع عن كاهله فيها بذرةً و دفنها , فعساها تنبت ذات يومٍ و تجد من يعثر عليها.

●》و بالفعل بزغت برعماً و نمت منها فسيلةٌ ثم تفرعت و صارت شجيرةً مورقةً.
ثم بعد حين حضر إلى المكان راعي أغنام يسوق قطيعه، فوجد قصبةً ملقاة , أخذها
وصنع منها ناياً زمبارة قصب. ثم جعل ينفخ فيها فإذا بالناي يصدر ذات اللحن الجنائزي الحزين؛ إنو" الملك إضنينو حماووووور" يصدح و يسري في الآفاق. و هكذا لينفضح
الأمر و يعرف الناس , كل الناس. أن من يتولى أمرهم لم يكن سوى واحداً جحشاً من
حمرٍ أهليةٍ مستنفرةٍ، فرت من قسورةٍ. هذا و دمتم.. دمتم .. دمتم.. سالمين.
♡ ود ال ح ي ش ا ن ال ت ل ا ت ة
مؤذنْ محجورٌ منزلياً بجزيرة مالطة،،

(12/21)
تسلم مولانا هدهد..
و بما أن الشيء بالشيء يذكرُ فلا بأس بتعريجة مرورٍ سريعٍ
و لو كراماً على سيرة مزين مختلف تماما. كان شبهَ أميٍّ ، و منغمساً
لشوشته و بحرية كاملة في شجون الراحلة المقيمة اامرحزمة ثقافة
و شؤونساس يسوس الحمير و البغال يريد ترويضها. . طبعن دا بحكم
وجوده في وسط طلابي منفتح على مصراعيه ل{ ظرفاء قاع المدينة} .
ألا و هو عمنا / حمودة حلاق الجامعة و بالمناسبة هو بلدياتتا.

●》و من أطرف طرائف مواقفه: إنو مرة كان منهمكاً يحلق
لأحد الطلاب ، و كان أصلعَ ، فسمع زول يناديه فقال حموده:"
أصبر ياخي جاييك، بس النخلص من راس ولدنا خالي الذهن دا" .
●》فكان عم حمودة مشهوراً بمقابضتو لكلام كبار كبار من غير فهم.
كسؤاله مثلاً، عن أفريقيا الوسطى دي قال:{متين بتبقي ثانوية}؟؟!!

♧من نوادر قصص الفراسة و الذكاء في التراث الأموي£
●《 حيث: كما بقول مثلنا الدارج: 《 ما يتحير إلا نغير 》

●》يحكى أن كلثوم أبن الأغر (المعروف بدهائه وذكائه) كان قائداً في جيش
الخليفة الأموي عبدالملك ابن مروان، وكان الحجاج ابن يوسف الثقفي يبغض كلثوم،
فدبر له مكيده جعلت عبدالملك ابن مروان يحكم على كلثوم ابن الأغر بالاعدام بالسيف.
●》فذهبت أم كلثوم إلى عبدالملك ابن مروان تلتمس عفوه فاستحى منها لأن عمرها
جاوز المائه عام، فقال لها سأجعل الحجاج يكتب في ورقتين الأولى يعدم وفي الورقه الثانيه لايعدم ونجعل ابنك يختار ورقه قبل تنفيذ الحكم فإن كان مظلوماً نجاه الله.

●》فخرجت والحزن يعتريها فهي تعلم ان الحجاج يكره ابنها والارجح أنه سوف
يكتب في الورقتين يعدم، فذهبت في زيارة لإبنها كلثوم وأخبرته بالأمر، فقال لها
ابنها لا تقلقي يا أماه ودعي الأمر لي.
●》و على ما يبدو أن الحجاج قام فعلاً بكتابه كلمة يعدم في الورقتين ،
وتجمع الملأ في اليوم الموعود ليروا ما سيُفعل بكلثوم، و لما جاء كلثوم
في ساحة القصاص و نظر للحجاج فوجده متهللاً، فقال له الحجاج متشفياً:
اختر واحدةً ، فتبسم كلثوم واختار ورقه و قال: اخترت هذه.ثم قام بابتلاعها
دون ان يقرأها، فاندهش الملك وقال ماصنعت ياكلثوم!! لقد أكلت الورقه
دون ان نعلم مابها !!
●》قال كلثوم: يامولاي اخترت ورقةً مثلما أمرتم وأكلتها دون أن أعلم
مابها و لكي نعلم مابها، انظر للورقة الاخرى فهي عكسها حيث بأضادها
تُعرَف الأشياءُ.فنظر الملك إلى الورقة الباقيه فكانت (يعدم) ثن قالوا :
لقد اختار كلثوم الورقة التي كتب بها (لا يعدم).
●》و هكذا ، لقد نجا كلثوم بجلده من ميتةٍ شنعاءً مدبرةٍ
و محققةٍ بفضل العنلية الإلاهية ثم بفطنته وحسن حيلته.

(14/21)
// سيك سيك معلق فيك//

{الملك الماكر والرجل الذكى}

أعلن أحد الملوك في أرجاء مملكته ما يلي :
" إذا تمكن أحد من أن يختلق كذبة أقول له :-
هذا كذب .. سأعطيه نصف مملكتي "

●》فجاء إليه راع وقال له أطال الله عمر مليكنا.
كان عند أبي عصا طويلة يمدها إلى السماء و يحرك
بها النجوم . فقال الملك : يا له من شيء غريب ، لكنه
يحدث ، وجدّي كان له غليون يشعله من الشمس مباشرة،
و ذهب الراعي دون أن ينال شيئا.

●》وجاء خياط إلى الملك وقال له : إعذرني أيها
الملكالهمام و القائد الملهم، فلقد تأخرت إذ كنت مشغولاً
فقد هبت البارحة عاصفة شقق فيها البرق السماء فذهبت
لأصلحها. فأجاب الملك : أحسنت عملاً لكنك لم تحسن
رفايتها بشكل جيد فاليوم صباحاً تساقط رذاذ من
المطر ، وذهب الخياط أيضاً دون أن ينال شيئاً .

●》 ثم جاء دور رجلٍ آخر يتأبط برميلاً ..فقال له الملك :
ما شأنك أنت والبرميل؟فأجاب : جئت أسترد برميل الذهب
الذي أقرضتك إياه فصاح الملك : أأنا مدين لك ببرميل من الذهب!¿
فأجاب الرجل : نعم فقال الملك : لا .. هذا كذب فقال الرجل: إن كان
هذا كذباً .. فأعطني نصف مملكتك فأجاب الملك على الفور : لا لا./
هذا صحيح! فقال الرجل:إن كان هذا صحيحاً فأعطني برميل
الذهب؛ {كدا و لا كدا ياهو سيك سيك معلق فيك}
{يعني نظام دا حار ودا أصلي ما بنكوي بيه} !!

(15/25)
//الملكُ النُعمانُ و جَزاءُ سِنِمَّارٍ//

●》 من أشهر مضارب الأمثال العربية، إلى يومنا هذا / جَزاءُ سِنِمَّارٍ) فقد ذكر في كتب السير أن إمارة الحيرة، إمارة عربية وكان سكانها أصلهم من بني لخم وهم مزيج من قضاعة والأزد الذين هاجروا من اليمن، بعد انهيار سد مأرب، كانت الحيرة تابع لدولة الفرس، وكان على رأس الحيرة في ذلك الوقت النعمان بن امرء القيس بن عمر اللخمي، وكان يطلق عليه ملك العرب، كعادة ملوك الحيرة في ذاك الوقت.أراد النعمان ملك الحيرة أن يبني قصراً ليس كمثله قصرٌ، يفتخر به على العرب، و يفاخر به أمام الفرس ، حيث أن ابن سابور ملك الفرس كان سيقيم بهذا القصرو قد وقع اختيار النعمان على سِنِمَّارٍ لتصميمِ و بناءِ ذاك القصر، و زعموا أن سِنِمَّاراً هذا كان بَنَّاْءً رومياً مبدعاً في البناء. بل ، يقال إنه مهندسٌ آراميٌّ نبطيٌّ من أصلاء أهل اليمامة؛ و ينسب إليه بناءُ قصرِ الخَوَرْنَقِ الشهيرِ.

●》 استدعَى النعمانُ هذا البَنَّاء وكلفه ببناءِ قصرٍ ليس له مثيلٌ، يليقُ بسيده/ ابنِ سابورٍ الذي سينزل فيه. و يُعْتَقدُ أن سِنِمَّاراً قد عربدت به أحلامٌ طائشة وعقد عليها آمالاً عراضاً لِيظفرَ بعطيةٍ مجزيةٍ من ملك العرب فور انجازِه لتحفة قصره الأعجوبة الذي يقال إنه استغرق في بناءِه عشرين سنة ، و يزيد.

●》 ما أن فرغ سِنِمَّارٌ من بناء القصر على أتم ما يرام ؛ وأطلقوا عليه اسم الخورنق، حتى انهمرت الجموع تعجبون من من حسنه و بهائه . ثم خرج النعمان متفقدا ليعاين البناء؛ يستعرضه و يطوف بأرجائه، ثم بعد محادثة قصيرة مع سِنِمَّارٍ، أمر رجاله بإلقائه من أعلى
القصر فسقط سِنِمَّارٌ و قال وهو يلفظ أنفاسها الأخيرة:" جزاني لا جزاهُ الله خَيْراً إنْ النعمانُ شراً جزاني رَصَصْتُ بُنيانَه عشرين حِجَّة؛ و حينَ أتممتُه عنه رمانِي". ولكن ما هذا الحوار الذي انتهى بقتل سِنِمَّارٍ.

●》 يزعم كتاب السير أن سِنِمَّاراً قال للنعمان:"أما والله لو شِئْتٌ حينً بنيتٌه جعلتٌه يدورُ مع الشمسِ حيثُما دارتْ. فسأله النعمان : إنك إذاً، لتُحسنُ أنْ تبنيَ أبدعَ من هذا ؟ ثم أمر برميه على عنقه من أعلى القصر ليلقى حتف أنفه) و يقولون أن سِنِمَّاراً قال له : إني أعرف موضع أجَرَةٍ - يعني حجرةَ أو طوبةً - لو زالت انقض البنيان من قواعده فيخوي الصرح على عروشه ! فسأله الملك : أويعرفها أحدٌ سواك؟ قال: لا. فقال : لأدعنَّها و ما يعرفُها أحدٌ بعدَك. فأمر به فقذف به من أعلى الصَّرْحِ ليَقْضِيَ نحْبَه كأسوأِ جزاءٍ لخير صَنيعِ في التاريخ) و أيَّاً كان السَّببُ فذاك جزاءُ المعروف عند سُلطانٍ جائِرٍ، و من يومها طارت مثلاً يقولون:" جزاء سنمار". لكل من صنع البر لغير أهله!!

《》حلاة الكضب بس عند أمي》

{فضلت تكضب علي من تبيت لحد ما وافاها الأجل. يومئذ انهمرت دموعي و أمي
تحاول عبثاً مواساتي فقالت : لا تبكي يا ولدي فأنا لم أكن أكذب و لكني فقط أتجمل}

*) بدت الحكاية منذ نعومة أظفاري ، كابن وحيد و يتيم لأسرة شبه معدمة. إذا وجدنا يوما بعض ما يسد الرمق. كانت أمي تؤثرني بنصيبها وتقول تناول يا ولدي و كل ، أنا ماكلة
..............
*) مرة أنهت شغل البيت و أدلت البحر . صادت سمكتين وجات نفسا قايم تنجضن لغداي و حلفت، علا تكتفي بفتات( الكرتة) رف قلبي و ناولتها لبمة بيدي. ردتها علي و قالت: عاد ماك عارفني ما بريد الحوت؟! بالهنا يا عزيوي.

*) و لما شبيت عن طوقي ألحقتني بالمدرسة ، و لم يكن لدينا ما يكفي من مصروف، فاتفقت أمي مع محل للملابس ، على أن تدور على المنازل لتسويق البضاعة لدى ربات البيوت، و في ذات ليلة خريف ماطرة ، تأخرت أمي في و كنت منتظراً على جمر تهبو الريح. مرقت أكوس ليها ولمّا تغيب عن الميعاد .. بفتِّش ليهَا في التاريخ .. و أسأل عنَّها الاجدادواسأل عنّها المستقبلاللسّع سنينو بُعادبفتِّش ليها في اللوحات.. مَحَل الخاطر الما عادفي شهقَة لون وتكيَة خط وفي أحزان عيون الناسوفي الضُّل الوقَف ما زاد. أتطهم في الشوارع ، لقيتا شايلة على راسا قفة بضائع وتطرق أبواب البيوت فتوسلتها للعودة سريعاً حيث تأخر الوقت عز البرد . ابتسمت أمي و قالت لي: الدخري أنا ماني مرهقة. لكن أرح النعشيك و ترقد أنومك بدري في حضني.

*) { و رجعت حابس أدمعي ..في الليلة ديك .. و شفت الدموع خلف الرموش .. مكبوتة بي حسرة و ضياع .. و رعشة الكف الخضيب.. مقرونة بي نظرة وداااع جابو القدر في سكتي}

*) في يوم امتحانات آخر العام الدارسي ، أصرت أمي على مرافقتي إلى هناك حيث دخلت و بقيت هي تنتظر خروجي تحت الشمس حارقة، و عندما دق الجرس وانتهى الامتحان خرجت لها فاحتضنتني بقوة و دفء و بشرتني بالتوفيق بإذن الله ، و معاها شربات لبمون محضراه لي لأبرد جوفي لكن حضنها كان علي أكثر بردا وسلاما ً. و لما لمحت وجهها يتصبب عرقاً ناولتها :لتبل ربقا منو بجغمة؛ لكنها فطردته كعادتها. متذرعة بأنها رويانة.

*) نشأت يتيماً مع أمي الأرملة في شظف من العيش . كان يجاورنا عم لي طيب القلب و يجود علينا بفائض موجوده، و لما رأى الجيران رقة حالنا، ألمحوا لأمي بأن تتزوج رجلا ينفق علينا فهي لازالت صغيرة ، لكنها كانت زاهدة ، نجند نفسها أما و أبا
...................
*) بعد تخرجي متفوقاً، حصلت على وظيفة لا بأس بها ، واعتقدت أن الوقت قد حان لأتحمل عن أمي عبء كة شيء. فحتى الحمار إذا ولد وربى استراح.

و هي لما لم تعد قادرة على تطواف بالبيوت ، فلجأت لبيع الخضار جالسة ،
و لما خصصت لها جزءاً من راتبز،.لم تأخذ منه شيئاً؛ بل تدخره لي قائلة :
يا و لدي احتفظ بقرشك الأبيض ليومك الأسود، وأنا ماعدت محتاجة لشيء.

*) لما منحوني فرصة للعمل بالخارج سعدت بذلك كثيراً وأنا حالم ببداية جديدة
وحياة رغيدة ، وبعدما سافرت وهيأت الظروف، كتز ما فكىت له انتسال أمي من بؤسها.اتصلت بها أدعوها لكي تأتيل للإقامة معي ولكنها لم تحب أن تضايقني و
قالت: يا ولدي أنالست معتادة على المعيشة المترفة ، فدعني أموت حيث نشأت.

*) بلغت ست الكل من الكبر عتياً، و وهن العظم منها واشتعل الرأس شيباَ. مرضت بالسرطان. و بقت أحوج لأكون بجانبها كي أمارضها، و لكن ماذا أفعل فبيني و بينها
أميال سحيقة. خليت أي حاجة و هُرِعت لأرعاها. فلقيتا طريحة الفراش بعد إجراء
العملية. لامن شافتني دارت إحاسيساً و جازفت لتباداني ابتسامة رضا مغصوبة،
رأيتها تنتزعها انتزاعاً بأسنانها، من بين خليط شعور بالفخر و الألم. لكن قلبي كان
يحترق لأنها كانت هزيلة جدا. تب مي ياها أمي ديك البعرفا. شافت دموعي تنهمر
فمدت يدها لتمسحا بعناء شديد؛ و قالت لي مواسية:تعال أبشرك يا جنا حشاي ،
فمرضي غير مؤلمٍ ، و إن كان قاتلاً ، لامحالة. فبكل راضا إلى رفيقي الأعلى.
..........((((((+)))))))..........

* هناكظاهرة الكاميرا الخفية..فدعوني أولاً أهنئ أولئك الذين ابتكروها كونهم
ليسوا بأقل خبثاً من أولئك الغشماء،الذينيقعون يومياً فيشراكها المنصوبة هنا وهناك,
تتطفل على سوءات خلق الله و تشفتصرفاتهم شفاً ،وتنقلها بالصورة والصوتعلى رؤوس
الأشهاد. نحن بصدد أداة خطيرة و آلة مدمرة لهامنتجون ومخرجون, مناتخذوا منها كنتين
(تشاشة) متنقل لابتزاز العالم والاتجار بهفوات وسقطاتالأبرياء في نخاسة(القرية الواحدة).

* نعمهي مادة ربحية وحيلة ماكرة اتجهت إليها فئة مرتزقة من قدامى الفنانين
غيرالمبدعين وساقطين من (قد قفة)النجومية،فأصبح الواحد منهمفيذعر من الموت
مهملاً بعد صراع طويل مع المرض أو بعلة لمتمهل طويلاً.

* بقي أن المفارقة فيأنالتسمية ذاتها "Candid camera" آفة أفرنجية المنشأ تعنيفي لاتينيتها:
الكاميرا النزيهة، أي العبيطةيعني ما تجامل(اللي على عدستها طوالي على شاشتها) ؛ ولا أدري
من أينأتينشامتنا العربان بهذه الترجمة النشاز؟!.لعله اكذبة هيالأخرى علىطريقتنا.. وهي فعلاً عبيطة
لأنها في حيرة من أمرها فأيهما الأولىبالفضح؟هلكان عليها أن تحرجمنساقتهم أقدارهم لتضعهم في مرمى
نيران عدساتها الحارقة؟!أمعليها أن تفضحوتعريتلك الأرواح الشريرة التي تسكن مصممي الكاميرا؟!!

* إذن فقد ضرب الكذب أطنابه في قلب الأمة وصار هو و قبيله السلعة الأكثر
رواجاً؛ فالرجل يكذب على أهلبيته ؛المجتمع يغرر بأفراده,وولي الأمر مع رعيته
لا يريهم إلا ما يرى ولا يهديهم ألاسبيل الرشاد (من وجهة نظره,طبعاً ).

* يحكى أنه لجأ وفد من القوم لفيه فقيه لديهم، يتظلمون لديه من جور
السلطان و فيما هم جلوس عنده،مر بهم السلطان شخصياًفي موكبه المهيب؛
هنا سقط في يد الفقيه وكاد يبتلع لسانه منورطة حقيقية وجد نفسه متلبساًبها .

إذ لا قبل له بمناصرة هؤلاء المستضعفين أمام الحاكم وجبروته.. فلجأ بدوره إ
لى ملاذ التورية والعروض ( لعل فيه مندوحة عن الكذب) ،فبادر الوالي بسؤالٍ
من كلمة واحدة من حرفين فيها تعريض وإبهام قال : (لم؟) ،فرد عليه الوالي بغطائها
أيضاً كلمة واحدة قال: (كما!)،ثم مضىلشأنه؛ هنا تنفسشيخنا الصعداء؛ وقبل أن ينفض
سامرا لحضور أوقفهم وشرح لهم: أولاً سألته لم؟)،وكانه يعاتبة بقوله:لم لم تقم بين رعيتك
بالقسط؟ ولكن رد السليطان جاء بأبلغ منها: (كما!) أي: " كما تكونوا يُولى فؤُمر عليكم".
أنا أتصور أنه وجب على ذاكالسلطان أن يطأطئ رأسه تجلة لعبقرية ذاك الفقيهويشكر
له صنيعه بأن وفرعليه عناء التوقف ولو لبرهة أمامنظرات المتظلمين.

* و نسمع هذه الأيام عن تقليعة جديدة اسمها الشفافية والمحاسبية وهما عبارتان
رنانتان ، لكنهما فارغتان ،وهما حاضرتان في الاذهان ثقيلتان على الأذان, وغريبتان
على هذه الأزمان. و لا ثقل لهما في الميزان, ميزان الأفعال.فلا يكاد مقال أو خطاب
أمام حضور كريم أو مؤتمرين من ساسة أو رجالات أعمال أو صحافة يخلوا منهما،
بل ويترصع صدرك ل كلام ويتدبج متن كل هراء بهذا البزخ اللغوي الفاحش.

* أقول هذا و عيني على الحقيقة التي سطوا عليها فكمموا فمها وحشروها في
(قمقم) ضيق يوم أن حشرت "البغلة في الإبريق".أقول هذا ايضاً و لايزال في قيعان
ذاكرتي شيء من حتى الزمن التليد الجميل, يوم أن ولي أمرنا ولاة زهادفي الإمارة,
ممن حكموا فأمنوا لماأقاموا العدل بين الناس فناموا نوم قرير العين هانئها. ويوم أن
لوسرقت فاطمةبنت محمد لتعهد محمد بقطع يدها.اللهم أرض عنا ورضنا,واعف
عنا وعافنا, واهدنا اللهم واهدبنا و جعلنا سبيلاً لم اهتدى..الهم آميـن

《 نجي بعدا عاد للكضب البصح 》
●》شوية إكسسورات كدا نضيفها هنا و هناك و رتوشات
زائفة ٍنظل نرقِّع بها تجاعيدنا لعلها تكسبنا طاقةً (متجددةً )
و بوقودٍ حيويٍّ ذي دفعٍ رباعيٍّ ليعيننا على تقبل تشوهات
نفوسنا الأمَّارةبالسوء على عواهنا و بكل علاتها.

●》فلو قُدِّر لاقنعتنا أن تنخلع لتسقط أمامنا على رؤوس
الأشهاد ، إذن لقُطِّعت معها أواصر أرحامٍ ، و لهُدِّمت صوامعُ
و بيعٌ و صلواتٌ مساجدُ يذكر فيها اسم الله كثيراً!!

●》تحكي إحداهن أن أحدهم كان يريد مداهمتها
بزيارة في دارها غير مرتَّبةٍ و لا مرغوبٌ فيها.و هي قد
تهربت منه بادعائها أنها خارج البلاد؟.و لكن لما كان يتعقبها
بوقع الحافر فوق الحافر و يسير خلفها مباشرةً عرف أنها
تكذب. و هو أيضاً كان يرتدي نفس قناع الخبث و الخبائث
لإخفاء معالم نيته غير السوية و مقاصدة غير الشريفة
فوقعا كلاهما بنفسيهما في مأزق التجميل باذخ القُبح.

●》إذاً، متى نطهر ألسنتا من الكذب فنعفَّ قلوبنا من النفاق؟!
متى يعلو صوت ضمائرنا فوق زيف حقائقنا و صرخات موضاتنا.
ود ال ح ي ش ا ن ال ت ل ا ت ة
مؤذنٌ محجورٌ منزلياً بجزيرة مالطة

® حبيبتي تريد عبثا تفخيم نهديها π√

® تذگران صاحبَي السجن يا صاحبَي السمو العاطفي
يوم كُنَّا رفاقاً في (حريق) تلك المشاهد و الأمكنةِ، ذاك
الذي تنادينا فتخارجنا منه خِفافاً لهُجرانه مرةً و إلى غير
رجعةٍ. حيث گلما {بالت حمـــارة ٌفاستبالت أحمرة وحشيةٌ
فلحقت بها حُمُرٌ أهليةٌ} ؛ و حيث كانوا هناك يعزمون على
شد الرحال إلى حيث {لا إله و الحياة مادةٌ} ؛ و حيث
كانوا يخاطبون الذاتالألهية و كأنما لو كانو يخاطبون
رويعياً للغنم على قراريطَ لأهالي ضيعةٍ ربفية نائيةٍ .

● فذات صرخةٍ ساخطةٍ في وجه هجمة (الاستحلاب)
الحضاري تلك ، وجدتُني أقول لبعض الرفاق : قفا لنبگيَ
دار فتاةٍ تريدُ عبثاً ، تفخيم نهديها و تعريض منكبيها و
تزنيــق خاصرتيها و تفتيح ما بين فخذيها و تقصير ما هو
فوق ركبتيها و تمليس خديها و تنميص حاجبيها و تفليج
ما تحت شفتيها . و كلُّ ذلك كما تزعم هي: بدعوى أنها:
《لا تكذب أبداً و لكن ربما لا، بل إنما هي فقط تتجمل》

♡ كضبة ريدة بين اتنين كادحين♡

♤ مسرح هاتريك《هتركات قديمة 》_______________)1(_____________
المشهد الاول
~ الو
~ مرحب اهلا وسهلا
~ سعاد ، كيفيك....
~ لا معليش ده ما تلفون سعاد
~ غريبه رقمك ده موش نهايته 986
~ كم ستاد دي؟!!
~ 986
~ ايواه الظاهر أنت لخبطت رقمي نهايته 968
~ اوب سوري ... أسف شديد يا أخت ،و الله يا اخت
~ لا لا عادي ..معليش~ احست (( سهى)) أنو الصوت
دا مألوف و أحست بإحساس طشاش بدأ يدغدغ مشاعرا.
ثم بدأت تخمن للحظات ثم سئمت و عادت تواصل عملها
بالمطبعة تجمع أوراق الفواتير وتصفُّها على شكل دفاتر .

حكاية ريدة بين اتنين
_________}2{__________
**********************
المشهد الثاني
المكان / منزل أهل سهى متوسط الحال في الحي الأوسط
الزمان / في عز الليل.. ساعة النسمة ترتاح على هَدَب الدغَش
و تنوم و أنا مساهر.. في هذه الأثتاء يرن هاتف الآنسة سهى.

~الووووو.....قالتها بصوت متعب مبحوح و حيل مهدود
~أنا اسف المرة دي ما غلطت في الرقم قاصد و من حقك تقفلي
الخط طبعن..بس و الله العظيم ما قدرت أتحمل ما اضرب ليك.
~ تقاطعه (( سهى )) لو سمحتا يا أستاذ ، دي تاني مرة، إزعاج يعني.
~ أرجوك اسمعينى أنا صوتك ساقني زي حمار النوم لعوالم بعيده شديد.
فأأأرجوك ما تفهميني غلط. يخفق قلب سهى بسرعة بندول ساعة حائطية:
~ بصراحه كدا أنت منو ؛ صوتكداة ما شكلو غريب علي أبداً داقش أضاني.
~ احتمال كبير ، بل أكيد نكون سمعنا بعض في عالم افتراضي مسحور
كعالم ألِس في بلاد العجائب؛ أوفي زمن تاني خارج إطار توقيت التغطية.
~ لا بالجد إنتا منو و داير منو و أصلن متصل لشنو ، من الآخر كدا؟!
~ يا ستى أنا اسمى(با سل)، و نيتي سليمة و قصدي شريف جظن جدن
~ باسل باسل باسل ؟! معليش جد ما عرفتك ، لا لا مااظن بنعرف بعض.
~ غريبة ، رغم الإلفة و الدفء الأنا حاسي بيهم ؛صوتك بذكرني ماما و بابا
و أخواني.طبعن إنت مع أهلك كلكم تامين لامين و مالين عليك فراغ عريض.
~ لا..أنا براي في الجامعه هنا بقرأ صيدلة(سريرية) و قاعدة مع ناس خالو
~ بس خلاس قبضتك يعني ياحبيبي نحن إتلاقينا مرة .. في خيالي و في
شعوري ألف مرة.طبعن اتلاقينا في إحساسنا المشترك بوحشة الغربة البطالة.
~ يعني أنت أكيد مغترب و جاي هسي نازل في إجازة ؟؟
~ هنا يشعر باسل بنشوة إحراز هدف فيضحك بقهقهة مصطنعة.
~يلا ، ممكن توريني برواقة كدا ، بتضحك مالك يا سيد باسل؟!!
~ أنا ياستي لغاية قبل سنة بس كنت طالب و هسة ماني عارف
نفسي زاتو طالب و لا شغال مع وقف التتفيذ؛والله صحي يا.....؟
بالمناسبة لسة ما تشرفت بحروف اسمك أنا ديك أقول يا منو؟!
~ سهى ؛ لكن بصراحة كدا باين إنك لغز كبير . ثم تعجبت سهى
من أنها كذبت بكل شىء و صدقت في اسمها.و أردفت بسرعة:
~ عاين خالو جاي علي بالعربية عشان ياخدني..يلا باي بتوقع
اتصالك في وقت تاني. وعادت سهى ساهية لتنهمك بعملها.
************************************

المشهد الثالث
المكان/ منزل أهل سهى
الزمان/ قف تأمل مغرب العمرٍ و إخفاق الشعاعٍ£
أم سهى تنادي عليها تصحيها من تعسيلة غرقانة فيها من رجعة الشغل.
~ كر علي يا بتي , قومي ده نوم و لا مووت, يابتي هدوم شغلك ماغيرتيهم
~ حاضر يا أمي ترد سهى بتثاقل؛ تقول بالله رادمين جبل أحد فوق كَتِفَيها.
أم سهى:~ عاد الله يديك ود حلالن يريحك من الجقلبة البرا فايدة دي.وتنهض
سهى متمتمة في سرها:~ ود الحلال باين جاو تتحسر ,, لكن هريتو كضب.
******************************

♧حكاية ريدة بين اتنين كادحين£
_________}4{__________
《المشهد الرابع》
المكان / منزل أهل سهى
الزمان / " يا ليل أبقالي شاهد على نار شوقي جنوني£
سهى تستلقي على سريرها محتضنة تلفونها بوسادتها خاليةً و تتقلب
كما السنسنة الحمراء بعد تردد تضغط على زر الإتصال بأناملَ راجفةٍ.
~》 باسل يرد "من طرف الأثير جات أقرب رسايل": مرحبتين أنا قلت
ما أتصل و أخليك براحتك لكن بصراحة الشوق غلب و القلوب شواهد
~》سهى:طبعن الكلام الطاعم ده بتقولوا لأي واحدة يا (دونجوان)
~》باسل بغضب مفتعل / أرجوووك يا سُهى أنا ما من الصنف ده !!
~》سهى : خلاص يا سيدي سماح؛ ما تزعل و كلمني عن تجارب غربتك
~》باسل: يا سلام على ريدي..الخلاك بقيت {CD} .يو لا يهمك يا ستي نحن
الآن مستقرين في السودان بعد طفشان سنين ضوئية , أهلي كانوا في بلاد
البترو-دولار ,, و أنا عشت حياتي كلها من تبيت هناك بس رهين غربتين!!

~》سهى: ما فاهمة اغتراب في رحم اغتراب و لا كيف يعني!!؟
~》باسل : أيوة يا ستيومحسوبك كنت بدرس طيران في الفلبين
و مما اتخرجتا هسي لي سنة ثمانية شهور حسوماً شبه( طاير ) .
●تسَهِّي سُهَى و تتخيل شاب وسيم و لابس بدلة طيران (WoW)
~》باسل: معاي إنتي؟سارحة مالك يا حبيبة .. ساهية و أفكار
بعيدة بقرا فى عيونك حياتى.. و عاملة مشغولة بجريدة .. بتقرى
فىإيه..كلمينى يا سلام..مهتمة عاملة يعني لازم تقري هسة مقال!
●》سهى : لا و الله معاك .. معاك لكن شايفة خالو زمنو قرب يجي
~》المهم ياستي شهادة طيران و رخصة مدنية و فرص عمل عدم.
~》يعني هسع إنتا ماك شغال و لا شن..ثم مواسية: حال الشباب؟
~》لا كمان نا لدرجة عاطل؛ أنا شغال في شركة (سكوديير ). بنظام
المقطعية يعني زي ما تقولي بالمشوار.و أهو ما متل أبوك لكن بربيك.
~》تضحك سهى محدثة نفسها بنبرة من بدأ يدرك شيئاً فشيئاً(دا تربالي)
حلوة بالمشوار دي ؛ ثم تردف : أوكي ، عن إذنك هدا خالو جاي علي.
****************************************************

♧ كضبة ريدة بين اتنين كادحين£
_________}5{__________/
***********************
《المشهد الخامس والأخير ، الأشد إثارةً》
المكان / طرف الشارع خارج مقر عمل سهى في المطبعة.
الزمان / نهاراً حهاراً (سكت عِمَي) في جنس صننانة تفقع ود العين.
●》سهى واقفة على قارعة الطريق، و قد نال منها الإنهاك، فأفسد الحرُّ
كل ما أصلحه العطَّار عبثاً بمسوحات ( قدر ظروفك). تنتابها نوبة من وخز
إبَر الضمير , لماذا لم تكوني شفافةً مع مشروع هذا الفارس الباسل؟ باين عليه
شاب ود حلال و باين أن صنارته غمزتكِ من جواك في مقتلٍ. أجِشش يا بنات
أمي ، يكونن ديل تباريح الهوى الغلاب فعلن، قتللنا ثم لم يحيين قتلانا؟!
~》ثم تتنبه فجأتن لمرور بتاع ركشة طاير تقول بالله خاتفو عصار لا يلوي
على شيء سوى اللحاق بتلقيط رزقه حلالاً. ركشااااااااااااااو: تناديه (سهى)
فقد فاتها الترحيل الخاص اليوم و ها هي تقف منشحطة على باراتا. إذن ،تقبض
الركشة فراملَ منفعلةً لتتوقف على بعد شبحة من زبونة قىفانة تجرجر رجليها
مع سلسلة من إخفات آمالها البطولية المتراكمة ( Heroic Failures ) و لم تكن
تلك سوى (سهى) بلحمها و شحمها و فرثها و دمها. تصعد إلى متن الركشة بآخر
طقاق قبل ما تمليه خط السير لوجهة مشواراها : الحي الأوسط لو سمحتا يا ود
الناس؛ لفظتها دون أن تلقي نظرةً على سائق الركشة ف"بالي مشغول يا حبيبي"
تمامن بباسل ، و الذي قررتْ فجأة و أخيرن جدن كسر حاجز جدار الصمت أثناء
الرحلة، لتتصل به فتطلب لُقياه للتعرف عليه ثم البوح له اعترافاً بكذباتها التمانية
أخرجت جوالها و بعد أخذ و رد مع قرين النفس توكلتْ و كبستْ زر الإتصال .
هنا ،يلتفت نحوها سائق الركشة مستأذناً بمنتهى اللباقة وافكياسة و التهذيب :
~》لو تسمحي يا أختنا لو ماك مستعجلة ياريت بس ممكن أجنب بيك دقايق
بس عشان أرد على تلفون مهم للغاية!؟ فأومأت ليه ستي (سهى) بكل أريحية أنو :
~》مافي مانع أخد راحتك و رٌد على مهلك عشان هي كمان حتها تاخد راحتا بجاي.
~》ثم يرد سائق الركشة بصةتٍ هامسٍ كزعيم شبكة توشك على نهب مصرف :
~》 ألوووو مرحبتيين سلطانة سهى ، و ينك " يا غايب عن عيني.. مع إنك
في قلبي ؛ شاهد الله أشواقنا بحر دميرة عديل كدا ، و طموحاتنا كميات
( لعطفك الياش ) و هنا تشهق سهى لإحساسها بدفء أنفاسه يعانق أرنبة
أنفها : هييييء وووب عليا الليلة يا باااااسل ، يجازي محنك و يكلبش
لي أباليسك!! تعال هنا، يا بتاع ال(سكودير بالمقطعية و المشوار ) .
●الشاهد: أنه قد سُقِط في يدَي كليهما.إذ اعترف كلٌّ لصاحبه بأنه إنما
كان يمارس(سراً) عادة التجمُّل؛ و التي فيها مندوحةً عن الكذب !!

___________ود ال ح ي ش ا ن ال ت ل ا ت ة__________
☆ مؤذنٌ محجورٌ منزلياً بجزيرة مالطة
♡ خالص مودتنا لناس معزتنا مع هتركات قديمة متجددة !!

بعض اكسسورات نضيفها هنا وهناك لكي تمدنا
بالطاقة الكافية لتقبل انفسنا على عواهنها و علاتها.
فلو سقطت اقنعتناأمامنا لمُئلنا منها ربعاً ،و لقُطِّعت أواصر
و لهدمت صوامع و بيعٌ ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً!!

* إذ تحكي إحداهن أن أحد هم كن يريد مداهمتها في منزلها
بزيارةٍ غير مرغوب فيها .فتهربت منه بادعائها أنها خارج البلد؟
و لما كان يسير خلفها مباشرة عرف أنها تكذبوهو أيضاً لبس قناع
الخبث لإخفاء نيته غير الشريفة .فوقعا كلاهما بنفسيهما في شرِّ مىذق
التجميل القبيح ..إذاً، متى نطهر ألسنتا من الكذب ونعف قلوبنا
من النفاق؟! متى يعلو صوت ضمائرنا فوق زيف حقائقنا.

* ما أحوجنا لوقفات مع النفس تخجل تواضع مفرداتنا العادية حينما
نضفي عليها بعداً سابعاً و لنتذوقها بطعم ثالث من عبقرى الرباب، و قد
سمعت أحدهم ذات مرة يشكو من رمزيتي و ها أنا ذا أترع الكأس بنخبٍ
مُعتقٍ من تعريضٍ محببٍ عسى و لعل تكون فيه مندوحةً عن الكذب البواح.

*..يذكريي هذا برفاق الغابة و الصحراء حين يشرف أي قارئ عزلتي بحضورٍ
عبر أثير هذا المنبر المحتشم .لنمخر سوياً عباب أجواء نيرة بحثاً عن بيادرَ أفسح
براحاً لارتياد الكلام المباح نتناول قضايا من حولنا.. ونبحث عبثاً عن فردوس مفقود ،
كمن يشيع نعشاً محمولاً بين ضفتي نهر و في حنايا جيل بكامله في مقتبل العمر كم يتطلع
لحياة كريمة بسيطة لا تكلف أكثر من لقمة نظيفةٍ في ضل راكوبةٍ حاحاية, فقط بهامة

رفيعة لا تعرف الهوان. هذا شيء يغفل عنه رعاة القوم, ربنا يهديهم ويديهم العافية.
ممن لا يرون لأبعد من أرانب أنوفهم ,و لا يخططون إلا لإسكات كل من قال بغم و لمد
الجزرة إرضاءً لكل من رفع العصا. و لعل خير شاهد ما يجرى كل خريفٍ في عاصمة
"اللاءات" و الصمود القديم, حين يجرفها سيل العرم و يذهب معه جفاءاً ماخف حمله من
بنى تحتية مهلهلة.. مما يحسبونه مفخرة بين الناس و (نقارة لمولد سوينا وسوينا). هذا
و حدث دون إحراج عن عن فضائح كالبذور الفاسدة المستوردة..والتي أتوقع أنها
كفيلة بأن رؤوساً قد أينعت و حان قطافها كي تتنحي بنفسها
لتنصرف لشأنها الخاص قبل أن يأتي الطوفان.

* و أما أنا والبقية من سواد الناس الأعظم فلم يتركوا لنا سوى ملاذين لا ثالث لهما : فإما أن
أداهن كي "يدعوني أعيش" و إما أن أهاجر.كما المستجير من الرمضاء بالنار.ولا يغرنك تقلب
الذين تغربوا في البلاد..فهذا متاع قليل ثم مردهم إلى أشد اللهاث و الضياع, و كل عام ترذلون.
و عاقل من اتعظ بغيره وجاهل من ينتظر ليعتبر بنفسه. صدقني ، مشكلتنا ليست في الأوطان,
بل في الأيمان. لقد ترك أبوناوسيدنا إبراهيم امراة كسيرة الجناح و طفلاً رضيعاً في واد ٍغير
ذي زرع عند بيتالله المحرم؛فلم يخذله ربه, و حفظه فينفسه و في زوجه وولده.

* الألمان أهل إمبراطورية عجوز؛ يدركون كم في بلادانا من خير أكثر مما يكترث له أهلها.
لذا فحينما يقدمون على تزويج فتياتهم من شبابنا فليس ذاك عن خشية إملاق أو بوار؛ و لكنهم
أصبحوا أمماً شائخةً و مهددةً بالانقراض ؛ فهم يخططون لحقن جيناتٍ حاميَّةٍ في مجتماعتهم
الآيلة للزوال ، كي تظل باقيةً على قيد الحياة في قلب الحضارة النابض.