النقيب حامد الجامد بطل ثورة ديسمبر يكتب وفاءا للثوار ليلة بدء الإعتصام

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 01:05 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-10-2022, 06:13 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
النقيب حامد الجامد بطل ثورة ديسمبر يكتب وفاءا للثوار ليلة بدء الإعتصام

    05:13 PM April, 10 2022

    سودانيز اون لاين
    Nasr-Los Angeles
    مكتبتى
    رابط مختصر



    كتب: النقيب حامد عثمان – حامد “الجامد”

    لم أكن أود أن اكتب عن هذا ولكن كان لابد من كلمة حق تقال في حق شباب كانوا نقطة تحول في تاريخ البلاد، جميعنا قد سمع بكذبة أبريل ولكن انا سأقول حقيقة أبريل.

    في فجر ليلة ٧ أبريل رأيت بأم عيني كيف يكون حب الوطن والثبات على المبادئ لشباب في مقتبل العمر معظمهم ولد في عهد الرئيس المخلوع.

    لم يروا من الحياة الا ضياع الآمال في ظل نظام شمولي عمل على تدمير الوطن وسرقة موارده وذل انسانه وضياع سيادته، رهط من الشباب تبايعوا على ( تغير ذلك النظام وتحقيق حلمهم بوطن ينعم كل ربوعه بالأمن والاستقرار، وطن لا ترى فيه حزن والد ذهب بإبنه للطبيب وعندما كتب له الطبيب العلاج لم يجد ذلك العلاج او وجده ولكن لم يكن يملك ثمنه، وطن يكون الراعي والرعيه فيه سواء أمام القانون ، وطن يتساوى بنيه من أقصى الغرب الي أقصى الشرق ومن أقصى الشمال الي أقصى الجنوب في الحقوق والواجبات ، وطن لا تكسر سيادته لأي جهة كانت ولا يعتمد على الهبات وهو به من المساحات الزراعيه والثروه الحيوانيه والمعادن النفيسه ما يجعل هذا البلد من اغني البلدان في العالم) أو الموت وهم يحاولون ذلك.

    وبالمقابل كان معاوني الطاغية يحملون اسلحتهم لقتل تلك الأحلام التي تشملهم وتشمل حلم أبناءهم واحفادهم ، كانوا يحملون الموت لهولاء الشباب، بينما كان الشباب يحملون لهم الحياة الكريمه ، يومها رايت من الشجاعة ما لا يصدق شباب يرون حتفهم امام اعينهم ولكنهم يسيرون اليه من غير ان ترف جفونهم طالما ان هذا هو الطريق الصحيح، لم يكونو كثر بل كانو ثلاثمائة او يزيدون قليلا ، هؤلاء من كانو في المقدمة واقفين علي خط النار.

    يومها لم اكن اعرف منهم شخص وليقيني ان منهم كثر اتو بمفردهم لم يكونو يعرفون احد من الذين يقفون معهم علي خط النار ، ولسان حالهم يقول:-

    وطنى وطنى

    نحن الأسود الضاريات

    تحدثت عنا المواقع

    لا نرهب اليوم العصيب

    ولا تروعنا المدافع

    كالسهم كالقدر العتى

    وكالرعود وكالقواطع

    فيما يعزك صادقين

    نفنى النفوس

    ولا نلين

    ونفى بوعدك سائرين

    لنرد كيد الكائدين

    لنراك فوق العالمين

    نعم كانوا لا يتعارفون ولكن في الحقيقة كانت قلوبهم تتعارف جميعا في حب الوطن وكل شخص ينظر الي الذي معه كانه اخيه ابن امه وأبيه.

    رايت ذلك في نظراتهم لي بعد هجوم معاوني الطاغية عليهم امام مقر قيادة قواتنا المسلحه التي جاءوا اليها ليقينهم ان من وصل حرم قواته المسلحة فهو أمن لم يذهبوا لاي مكان اخر لثقتهم بقواتهم المسلحة.

    ولكن قيادة القوات المسلحه واللجنة الامنية بمكوناتها جميعا اثرت الخنوع وقررت ان تضحي بارواح من جاءوا اليها خوفا من الطاغية وجبروته وحفاظا علي كرسيه.

    رايت ذلك الحزن والخوف عليا كانهم يعرفونني منذ زمن بعيد ، وكيف انهم يحيطون بي ومستعدون ان يضحو بحياتهم لأجل حياتي وقد فعلو ذلك عدة مرات.

    فعلوها عندما تم ارسال قوات من الشرطه العسكريه لاعتقالي فاعترضوهم قبل ان يقتربو مني، وفعلوها عندما تم اعتقالي اثناء حواري مع ذلك الجبان والذين معه وتبادلو معهم الضرب واللكم حتي خلصوني من بين ايديهم.

    وفعلوها عندما أشرقت شمس السابع من ابريل عندما تحرك احدهم بمدرعة نحوى واعترضوا طريقه واضعين اجسادهم على الارض امام المدرعه بأن ياخذ صاحبها حياتهم قبل أن يصل الي.

    وفعلوها عندما البسوني علم السودان ولبسوه كذلك حتي لا يميز القناص بيننا وهنالك الكثير الذي لا يحكي، يومها رايت الدروع البشرية بعيني دروع برغبتها لا باستخدامها او إجبارها.

    رحم الله الشهداء مآب حنفي وأحمد تبيدي وعمرو جمال وأحمد عبدالرازق فهم أول من قدم روحه ودمه دفاعا عن اعتصام القيادة العامه وضعوا اجسادهم متاريس لغيرهم في اليوم الاول وقدموا دماءهم رخيصه ليحفظوا بها دماء الآلاف من ابناء وبنات الشعب السوداني، والرحمه والمغفره للشهيد المعز عطاي الذي استشهد مع غروب شمس السادس من ابريل بالاربعين.

    والتحية للذين اصيبوا والتحية لرفاقهم الذين صمدوا بعد استشهادهم وواصلوا في قضيتهم في المقدمة على الرغم من قلة عددهم وعلى الرغم من انهم شاهدوا اخوتهم ورفاقهم فارقوا الحياة أمام أعينهم والتحية للذين جاءوا مع شروق الشمس للخط الأمامي وزادو من عزيمة اخوتهم.

    ستظل اُمسية السادس من ابريل وصبيحة السابع من ابريل محفوره في الذاكرة بكل حزنها وخذلانها وكذلك يومها ايقنت ان في السودان شبابا مستعدون لكل شئ من اجل هذا الوطن.

    يومها رايت الشجاعة بعيني بان تواجه الموت بالصدور والحناجر ورأيت الجبن كذلك بان تحمل السلاح وتصوبه نحو أعزل، وكذلك ان تقف متفرجا علي موت شعبك فقط لان الطاغية اراد ذلك.

    الرحمة والمغفرة للشهداء وربنا يشفي المصابين ويرد المفقودين.



    فيسبوك تويتر مشاركة عبر البريد طباعة
    صورة محررو الراكوبة 3
    محررو الراكوبة 3
    تعليق واحد
    يقولابوجاكومة ود كوستي:
    8 أبريل، 2020 الساعة 12:08 ص
    ولك انت اعظم تحية يا “جامد” ولن ينساك الشعب السوداني ابد الآبدين كبطل من ابطاله انحزت للحق ولابناء وطنك في وقت تراجع فيه الجبناء الرعاديد من قولة الحق ووقفة الرجال يطاردهم الخزي الى يوم الدين. اما من اوغلوا في دماء الشهداء فالويل لهم من الواحد الجبار يوم لا ينفع مال ولا بنون.

    لك التحية ولكل اخوتك في القوات المسلحة ممن انحازوا لصالح شعبهم والخزي والعار للكيزان ومن لف لفهم.






                  

04-10-2022, 10:25 PM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النقيب حامد الجامد بطل ثورة ديسمبر يكتب و� (Re: Nasr)

    تعظيم سلام للفتى الصنديد النقيب حامد عثمان،

    تحية الصمود لأجل وطن شامخ يبذُل بنيه مهجهم ودمائهم انتصاراً لوطنيّتهم ..

    والتحايا ليك عزيزي نصر ..

    وشكراً على المقال والكلام آل. بِــيرُدّ الروح ..

    Quote: في فجر ليلة ٧ أبريل رأيت بأم عيني كيف يكون حب الوطن والثبات
    على المبادئ لشباب في مقتبل العمر معظمهم ولد في عهد الرئيس
    المخلوع. لم يروا من الحياة الا ضياع الآمال في ظل نظام شمولي عمل
    على تدمير الوطن وسرقة موارده وذل انسانه وضياع سيادته، رهط من
    الشباب تبايعوا على ( تغير ذلك النظام وتحقيق حلمهم بوطن ينعم كل ربوعه
    بالأمن والاستقرار، وطن لا ترى فيه حزن والد ذهب بإبنه للطبيب وعندما
    كتب له الطبيب العلاج لم يجد ذلك العلاج او وجده ولكن لم يكن يملك ثمنه،
    وطن يكون الراعي والرعيه فيه سواء أمام القانون ، وطن يتساوى بنيه من
    أقصى الغرب الي أقصى الشرق ومن أقصى الشمال الي أقصى الجنوب في
    الحقوق والواجبات ، وطن لا تكسر سيادته لأي جهة كانت ولا يعتمد على
    الهبات وهو به من المساحات الزراعيه والثروه الحيوانيه والمعادن النفيسه
    ما يجعل هذا البلد من اغني البلدان في العالم) أو الموت وهم يحاولون ذلك.



    Quote: رحم الله الشهداء مآب حنفي وأحمد تبيدي وعمرو جمال وأحمد عبدالرازق فهم أول من قدم روحه
    ودمه دفاعا عن اعتصام القيادة العامه وضعوا اجسادهم متاريس لغيرهم في اليوم الاول وقدموا
    دماءهم رخيصه ليحفظوا بها دماء الآلاف من ابناء وبنات الشعب السوداني، والرحمه والمغفره
    للشهيد المعز عطاي الذي استشهد مع غروب شمس السادس من ابريل بالاربعين.



    آل.يقــظَــة .. آل.حــَــذَر .. الاســـتعداد ..

    والأوطان الخيّرة تبنيها سواعد بنيها ..


    وللأوطان في دمِ كُلّ حُـــرِّ ،،، يــَــدٌ ســَــلَـــفتْ وَ دَيْنٌ مُــــســـــتــَـــحــَـــقُّ
    وللحُرية آل.حمــــراءِ بــابٌ ،،، بكلّ يدٍ مُضَرّجةٍ يـــــــــــــــــُـــــــــــدَ قُّ


    حُرية .. سلام .. وعدالة .. ودولة مدنية مؤسّسية راشدة .. خيار واضطرار الشعب .. وَ ســنــنــــتــصـــِــر
                  

04-10-2022, 10:44 PM

محمد البشرى الخضر
<aمحمد البشرى الخضر
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 28869

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النقيب حامد الجامد بطل ثورة ديسمبر يكتب و� (Re: محمد أبوجودة)

    هل هي حقا كتابة النقيب حامد أم كتبها احدهم ونسبها إليه
                  

04-11-2022, 00:12 AM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النقيب حامد الجامد بطل ثورة ديسمبر يكتب و� (Re: محمد البشرى الخضر)


    سلام يا باشمهندس،

    للكتابة ديوانها .. وهذه الوقائع البطولية هناك من قد عاشها .. ويشهد عليها ..

    وقد قرأت للبطل حامد، مقالاً بإحدى صحف الخرطوم، ربما، قبل عامٍ و نيف..




    ــــــــــــــــــــــــــــــ
    آل.مُهم، هل البطل حامد، بخير؟
    أرجو ذلك ويرجوه الكثيرون ..




                  

04-11-2022, 08:31 AM

محمد البشرى الخضر
<aمحمد البشرى الخضر
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 28869

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النقيب حامد الجامد بطل ثورة ديسمبر يكتب و� (Re: محمد أبوجودة)

    Quote: وقد قرأت للبطل حامد، مقالاً بإحدى صحف الخرطوم، ربما، قبل عامٍ و نيف..
    نفس السؤال! هل المقال للنقيب حامد أم .. كالعادة
                  

04-11-2022, 10:50 AM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النقيب حامد الجامد بطل ثورة ديسمبر يكتب و� (Re: محمد البشرى الخضر)

    على رجاحة عقلك في كثيرٍ من اللّفّات،
    إلا أنك في اللياقة "!" ربما تتفوق على
    لياقة أبي.عَلقمة النحوي!



    ههههه
                  

04-11-2022, 11:45 AM

محمد البشرى الخضر
<aمحمد البشرى الخضر
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 28869

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النقيب حامد الجامد بطل ثورة ديسمبر يكتب و� (Re: محمد أبوجودة)

    وألا تستحق الحقيقة قليل من اللياقة المبذولة في الاصرار على عكسها "المريح" للضمير :)
                  

04-11-2022, 05:55 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النقيب حامد الجامد بطل ثورة ديسمبر يكتب و� (Re: محمد البشرى الخضر)

    هذا المقال وجدته منشورا بموقع sudanile في النت
    وأعتقد أنهم بالرصانة بمكان أن ينشروا ما توخوا فيه الصحة
    علي كل
    لحين صدور بيان من حامد الجامد ينفي فيه نسبة المقال إليه
    فإنني سأتعامل معه وكأنه كاتبه
    أليس من بين أعضا المنبر من يعرف حامد الجامد شخصيا ليأتينا منه باليقين

    أرفد هذا البوست بمقال لعبد الله علي إبراهيم عن حامد الجامد
    Quote: معركة "ذات مخالف سيادتك": الخلق الوعر .. بقلم: د. عبد الله علي إبراهيم
    سودانيلنشر في سودانيل يوم 15 - 05 - 2019
    أحاول منذ مدة أن أعرف المزيد عن معركة لم نطلق عليها اسماً على خطرها بينما سمينا من لا يدانيها وسامة مثل معركة قرطبة وذات الكراسي. وسميتها أنا تطوعاً معركة "ذات مخالف سيادتك". وكان بطلها هو النقيب حامد عثمان حامد. ودارت المعركة أمام القيادة العامة فجر 7 إبريل. وجرى التعظيم المشاهد لدور المجلس العسكري في حماية الاعتصام لمجرد أننا فتنا هذه المعركة حوفا. وبلغ من هذا التعظيم أن قال الرويبضة (وهو الرجل التافه في الشأن العام) الطيب مصطفى إن الحراك لو صباها لمائة عام أو تزيد لما استلم الحكم من البشير. وكان النقيب حامد في معركة "مخالف سيادتك" تطبيقاً حرفياً لعبارة أذاعها فينا صلاح أحمد إبراهيم: رجل واحد يشكل أغلبية. فقد قرر وحده أن يحمى الثوار من الكتائب التي هاجمتهم فجر ذلك اليوم. فقد هرش ضابط الأمن من تحرك من الجنود والضباط لرد المعتدين. فتراجعوا إلا حامد الذي أصلى المعتدين من فوق تاتشره بالدوشكا ناراً. فجاءه ضابط عظيم ليأمره بوقف ضرب النار. فقال:
    -الناس بقتلو في أخواني والله ما أخليهم.
    -دي أوامر.
    -مخالف سعادتك. ودي استمارتي والبورية حقي. انا الليلة مواطن.
    ورفض الأمر بإدخال التاتشر حوش القيادة وواصل الضرب. ورجعت الكتيبة إليه بعد ما روضها بثباته. وتلك لحظة مفصلية في الثورة ثبّتت وتد الاعتصام عند القيادة إلى يومنا. ولو لم تنهر دوشكا النقيب حامد الكجر في مطلع ذلك اليوم لقتلوا ما شاء الله لهم ولربما تفرق الاعتصام.



    أمسل الأول وأنا أتابع المحاولة الدموية لفض الاعتصام تساءلت: من اين جاء النقيب حامد وهؤلاء الشباب:
    جايين لمنو
    جايين للموت
    الموت وينو
    الموت قدام
    وكان حاديهم لا يطلب منهم، في وجه الموت، أن يتراجعوا كما ينبغي بل أن يتقدموا. ولم يخطر لأحد منهم أن يتقهقر. لقد احتكر أراذلنا سؤال "من أين جاء هؤلاء؟" ولم نكدح فكراً لنسأل من أين يخرج علينا هؤلاء الذين ربما عنى الواحد منهم أبو تمام بقوله:
    وكان فوت الموت سهلاً فرده إليه الحفاظ المر والخلق الوعر
    لقد حولت صفوتنا دراسة الشخصية السودانية إلى مطاعن نجلاء فيها. وانتهت قبيل ثورة ديسمبر إلى يأس بليغ فينا. فقد تطاول قهر الإنقاذ حتى ظنوه نظاماً في الكون لا عارضاً. وأضيع ما ضاع منا هو علم الفروسية السودانية. والفروسية هي الخلو من رهبة الموت. فقالت بت مازن الكباشية تنعي موسى ود جلي فارس بني جرار:
    الخوف قسمو عيل (إلا) موسى ما حرسه
    فسجل موسى غياباً يوم توزع الناس مادة الخوف فكان لكل منا نصيب إلا هو. وسمعت في مثل هذا الخلو من الخوف من وصف فارساً قائلاً إنه لم يكن ليفزع حتى في صغره من طرقاع الرعد. وكل ملم بالتنشئة السودانية في سومارات الطهور والعرس، التي هي صناعة نسائية خالصة، سيجدها دعوة صريحة للانتحار. فالفتي مدعو لإتلاف المال والروح. فهو مدعو ليذبح الشائلة مما هو سكة للإملاق كما أنه مدعو لسوم الروح.
    والسوابق التاريخية لإتلاف الروح الذي خاضه شباب الاعتصام ليلة أمس الأول بينة. فما كففت من العودة مرة بعد أخرى إلى سيرة القائد المهدوي الشاب محمد ود بشارة حاكم دنقلا الذي واجه الجيش الغازي في 1896. فقد استعر من رأي القادة من تحته للانسحاب من وجه الغازي. فلما تقدم ليقود جنده للمواجهة طوق القادة حصانه وأوثقوه وحملوه منسحبين بعيداً من المعركة. وتوقفت كذلك عند استشهاد ابن الثامنة عشرة محمد ابن الإمام المهدي في كرري. فلما رأى حصاد الغزاة الغزير في أنصار المهدي عصى أمر الأمير يعقوب صائحاً في وجهه: "يا الضايقين حولها مرها ضوقو". واندفع صوب العدو وصرعه وابل من الرصاص. وتجلى هذ الحفاظ المر والخلق الوعر في تاريخ ما بعد المهدية وفي موضع قريب جداً من الموضع الذي ابتلى الله شباب الاعتصام بشارع النيل فصبروا وصابروا. فقد أصلى عبد الفضيل الماظ الإنجليز ناراً من مدفعه بمستشفى النهر في 1924 حتى هدوا عليه المبنى. وكذلك فعل محمد أحمد الريح في يوليو 1971 الذي قاتل متحصناً بمكتب في القيادة العامة حتى مصرعه.



    بدا لي أننا ربما كنا أسوأ دارسين لأنفسنا. فلم ننم نهجاً للعلم بأنفسنا سوى الشكوى منها. وأكثر هذا راجع لصفوة تواثقت على أننا قوم بور وأن الغرب اصطفاها لتأخذ بيدنا إلى مرافئ الحداثة، أو ما سميته ب"تجريعنا" الحداثة. فلسنا شيئاً في الماضي. وسنكونه متى ما ملصنا جلدنا القديم ولبسنا حلة الحضارة.
    غير خاف أن اعتصام القيادة حدث استثنائي. وربما لم نحسن فهمه وتذوقه لو توقفنا عند مفرداته لا كلياته. وساغ لي أن نحلله بمفهوم "الروع" (sublime) في علم الجمال. فالروع في اللغة هو درجة من التسامي والإحسان فيها. وهو صفة في العظمة المتناهية في عالم المادة أو القيم أو الفكر، أو ما وراء الطبيعة، أو الروح، أو الجمال، أو الفنون. ويشير المفهوم بشكل خاص إلى العظمة التي تستعصي على القياس أو التقليد أو الإحصاء. ولربما ساقنا المفهوم إلى علم بالاعتصام الذي هو علم بنا ضللنا عنه طويلا.
    عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
                  

04-14-2022, 07:35 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النقيب حامد الجامد بطل ثورة ديسمبر يكتب و� (Re: Nasr)

    مقطع من المقال
    Quote: وفعلوها عندما البسوني علم السودان ولبسوه كذلك حتي لا يميز
    القناص بيننا وهنالك الكثير الذي لا يحكي، يومها رايت الدروع البشرية بعيني
    دروع برغبتها لا باستخدامها او إجبارها.

    رحم الله الشهداء مآب حنفي وأحمد تبيدي وعمرو جمال وأحمد عبدالرازق
    فهم أول من قدم روحه ودمه دفاعا عن اعتصام القيادة العامه وضعوا
    اجسادهم متاريس لغيرهم في اليوم الاول وقدموا دماءهم رخيصه


    هؤلاء هم أبطالنا الأسطوريين
    المجد للشهدءا منهم والأحياء
    حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de