يمكننا تعميم وتوسيع معنى كلمة : " الصحابة " من محتواها الدلالي لأصحاب النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - الذين اتبعوه وآمنوا به؛ لدائرة أوسع وأشمل وأعم لغير الذين اتبعوه وآمنوا به؛ على ضوء المعنى الحقيقي المراد لكلمة : " صحابة" أو" صحابي". أو " أصحاب " من الناحية اللغوية فقط . أنا أتكلم هنا عن حِقْبَةٍ زمنية محددة بثلاثة وستين سنة هي العمر النبوي الشريف؛ فالذين صَحِبُوه في تلك الفترة من الناس / وهنا موضع توسيع المعنى الحقيقي المراد من اللفظة المعنية / يشمل كل الذين قابلوه أو التقوا به أو عاصروه سواء مشاهدته أو سماعه أو الاثنين معاً . لا علاقة لهذه الصُحْبَة بقضية الإيمان والاتباع أو الكفر والشرك من غيرهما ؛ فهذه المُصَاحَبَة علاقة معاصرة لفترة زمنية معينة لا علاقة عقيدة أو مناصرة ؛ وتمتد هذه المصاحبة منذ مولده الشريف وحتى انتقاله للرفيق الاعلى سواء من سكان قريش أو القرى التي حولها في ثلاثة مستويات مثلاً؛ لتقريب الفهوم؛ وسأتعرض لها لاحقاً إن شاء الله . مصطلح "صحابي " اقترن بقضية منهجية عقدية إيمانية وشاع في العقل الجمعي العربي المسلم بالتحديد شيوعاً ضارباً بجذوره في القداسة التي لا تقبل تصحيحاً لها أو من الصعوبة بمكان؛ تقبل فكرة توسيع معنى دائرة اللفظة "صحابياً " أو "صحابة "لمدلولات جديدة . لا تنفصل بحال من الأحوال الصُحْبَةُ النبوية حين نفصلها أو نحاول وكد جهدنا وكدحنا فصلها بفهمنا الجمعي العقدي لها بعموم معناها الواسع جداً؛ من ربطها واقترانها بالمجتمع البشري المُصَاحِب للنبي في فترة محددة مقدارها ثلاثاً وستين سنة؛ لأنَّها ليست قضية إيمانية عقدية بقدر ما هي قضية معايشة ومشاهدة وسماع ومشافهة ومعاصرة . النبي - صلى الله عليه وسلم- يُمَثِّل نقطة مركز تلك الدائرة الزمنية لمجتمع القرن السابع الميلادي فقط ولا يتعدَّاها من بعدها حِقَبَاً زمنية لاحقة وانتهت بنهاية وجوده على المشهد الحياتي آنذاك .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة