حينما تنضج حبة الذرة في قندولها يكون لبها مكون من النشاء، وفي قشرتها - التي يتباين لونها - يوجد بعض البروتين والدهن والأملاح والفيتامينات، لكن المكون الرئيسي للحبة هو السكر المركب أو ما يعرف بالنشاء، و هذا النشاء هو المخزون الغذائي الذي تدخره الأم لجنينها الذي سينمو يوما ما حينما تصادفه الظروف الموائمة للنمو ، فعندما تدفن الحبة في جوف الأرض ويبللها الماء تحدث تغييرات في تكوين النشاء فيتفكك من سكريات مركبة ( نشاء ) إلى سكريات ثنائية وسكريات أحادية ليكون متاحا للجنين الذي هو في حاجة للطاقة للنمو [الإنبات Germination] والسكريات الأحادية هي أساس إمداد الطاقة لكل المخلوقات الحية. إذاً عند نمو جذير وريشة الجنين الكامن في الحبة يكون السكر بداخل الحبة قد صار سكرا آحاديا ( جلوكوز). و حبة الذرة عند تكونها تبدأ بمراحل منها مرحلة اللبن (milk stage) في تلك المرحلة يكون السكر الذي بدأ تكوينه في أوراق النبات سكرا أحاديا، و من ثم يتركب فيصير ثنائيا و مركبا في مرحلة النضج. والصائم عند الإفطار يكون منهك الجسم في حاجة ماسة إلى سكر أحادي سريع الإمتصاص والتمثيل. إذاً فالذرة كاملة النضج ذات السكريات المركبة لا تصلح لإمداد الجسم بالطاقة السريعة. لكن إذا قطع القندول في مرحلة اللبن يمكن أن يوفر لنا سكرا أحاديا (جلوكوز) [بليلة المليل] .. كما أن الذرة إذا زُرٍّعت يمكن أن توفر سكرا أحاديا. و هذا ما تفتقت عنه العبقرية السودانية في الغذاء، إذ تقطع قناديل الذرة في طور مرحلة اللبن ويعمل على إنضاجها بالمل فتصبح مليلا (بليلة المليل المشهورة في السودان، وفي كردفان خاصة، ولا تضاهيها أي بليلة أخري) فتنضج الذرة لكن بمكون داخلي مختلف هو سكر أحادي (جلوكوز). وهو أيضا ما تفتقت عنه العبقرية السودانية في عملية تزريع الذرة عند إعداد الآبري. فالتزريع يُعمل على تحفيز الجنين للنمو فيتحول السكر المركب إلى أحادي، ثم يوقف التزريع و تطحن الذرة و في داخلها سكر الجلوكوز .. التحية لعبقرية المرأة السودانية التي تصنع من الذرة: - بليلة المليل - والآبري - والمديده - والكسره - والعصيده
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة