من مذكرات سيد احمد الحردلو

Quote: وردي والحردلو .. أصالة نوبية احسب ان وردي عندما غنى للحردلو كان يشعر انه يغني لقيم نوبية بكلمات عربية يعبر بها عن مكنون أهلنا النوبيين والحردلو من منطقة التلاقح الاثني واللغوي بين أجمل الجينات وازكاها نقطة تلاقي النوبة والبديرية الدهامشة وهي قبائل مأصلة في تلك المنطقة بأجمل السحنات الناتجة عن استعراب النوبة واستنواب العرب فكان الجمال شكلاً ومضموناً والعمق الديني اكثر مما هو في أمتداد النوبه البعيد، هي (ناوا) مملكة سحرة فرعون (جزيرة الارواح)، يقول الحردلو (يا بنت يا نهيداتا .. يادوب قايمين) وكان قبله قد وصف الشاعر النوبي جلال البنت التي تجلب الماء من النيل لتسقي الشتلة رمز الحياة والجمال والعطاء ووصفها بأنها تجلب الخير الى الخير ورذاذ الماء يتدفق على صدرها الناهد وجمع بينها وبين النخلة الممتلئة الساق التي تحمل على اعطافها سبائط الخير والنماء، وجاء الحردلو ليعمق تلك الفلسفة الجمالية بعيداً عن كل ما يثير الشهوات والغرائز، يقول الحردلو) يا بنت يا نهيداتا يادوب قايميين، شاليين تخا ورخا، شاليين بنين وبنات ) ويقصد بالرخاء والتخاء أن هذه الانثى المكتنزة الصدر هي أم المستقبل التي ستأتي بكل اسباب القوة التي سوف تفجر خيرات الارض، هي الرضاعة والحليب وهذا الصدر الذي هام به بعض الشعراء من اصحاب الوصف الحسي كان لدى حردلو هو رمز للعطاء فالقوة الجسدية للتربال هي السبيل لتوفير الخير والنماء، فالسواقي تحتاج الى قوة هائلة لتحريكها وكذلك معارك مقاومة الفيضان وكل هذه القوة من تلك البنت، فالشاعرعندما يكون ابن بيئته يطلق الكلمة ويكون قد عايشها مع من حوله، فالام في السابق كانت حريصة على تزويج ابنها من مكتنزات الصدر والجسد لأنها مصدر الغذاء وبناء الجسد ورمز للام المثالية لرجل قوي مفتول العضلات، ليس لأجل حرب او قتال ولكن لتسخير طاقته لمصلحة المجتمع الزراعي الذي يحتاج الى قوة جسدية هائلة لانتاج الخير الوفير، وختاماً لا مقارنة بين الحردلو واصحاب الغزل الحسي والوصف الايحائي ( نهيداتا برتكان يافا) بل وقد عمد البعض الى ادخال حركة وصوت ( النهود تهتز تك تك) وكأنها ساعة حائط، وحتى على النطاق الاوسع فإن تشبيه نذار قباني بـ (كرتان من ثلح الشمال) فيها جمود وخمود .