لكن قبل كل شئ سأكون مضطراَ لأعرفكم على جدي الفقيه فضل الله قبل حفيدته المصرية رندا .. وأزعم أن الحكي لن يخلو من طرافة!.
هو فضل الله حبيب الله محمد فضل الله احمد والدته امنة بت عيسى.. وهو من كل أجنابه من أصول مسلمية، عركية، جعلية، عبدلابية وأيضاً بطحانية.. وفي التاريخ الابعد ربما كانت هناك عدة مفاجات اخرى.. اي ربما من مملكة علوة المسيحية ذاتها وابعد.. لا ندري على وجه الدقة.
لكن المتواتر لنا انه ولد عام 1775 م خلال العهد السناري، فى شرق النيل ام ضون بان.. وهو في إحدى جوانبه من أسرة الشيخ ود بدر.. اعني من ذات العشيرة التي جاء منها لاحقا الشيخ الجليل العبيد ود بدر. وهم مسلمية/عركية ونشأ في أم ضونبان (أم ضبان) او احدى ارجاء منطقة شرق النيل الازرق.. ودرس القرآن وعلومه واللغة العربية، هناك.
ثم أتى مهاجراً الى منطقة جبل اولياء (أم ارضة) حوالي العام 1810.
فأسس قرية اللدية الفكي فضل الله.. والتي سميت لاحقاً على حفيده من بنته "الحرم": الشيخ حبيب الله أبو كساوي فأصبحت اللدية الشيخ حبيب الله منذ حوالي العام 1940.
وسرعان مع عقد احلافا سياسية واقتصادية وثقافية بحكم الضرورة مع اهل المنطقة من اهمها حلفه مع مردس وابيه على ابو شكير.
حلف الفكي فضل الله ومردس وابيه على أبو شكير أنتج إختلاطاً وزيجات مشتركة متواصلة حتى الآن. حتى أن الجدين أصبحا خلفية للجميع.
(راجع إن شئت حكايات مع حبوبتي آمنة بت حماد مردس).
واستقر الفكي فضل الله فى اللدية .. وولد اولاده وبناته كلهم فيها .. وتوفى فى اللدية جبل اولياء عام 1865 م، ودفن فى مقابر المشمر بكجبي (حاج احمد) جبل اولياء. وانجب احد عشر ولدا وبنتين.
ولكل واحد منهم قصة يطول سردها.. ولكن اليوم سأخبركم ضمنياً عن إبنه الكبير عبد الله الفكي فضل الله .. وأكثر عن إبنه الأوسط محمد الفكي فضل الله (وشخصي الضعيف مسمى عليه بإضافة هدية الله التي جاءت في الحلم الذي رويناه يوم من الأيام لمن مر على القصة الصغيرة من الأهل والصحاب).. وهو جد أبي المباشر (جمال الدين حامد محمد الفقيه فضل الله). والفقيه تعادل درجة الأستاذية (بروف) في لغة هذا العصر إذ في الغالب لا درجة تعليمية آنها فوق ذلك.
وأمتلك الفكي فضل الله (بقدرة قادر) حوالي 40 ألف هكتار في المنطقة الممتدة بين اللدية وأراك صالح وحبيبة في الجزيرة المروية وحتى غرب المناقل.
وأمتلك معظم جزيرة أم أرضة في النيل الأبيض (أم أرضة شمال جبل أولياء شرق) بالتناصف مع مردس على أبو شكير الجعلي (الجد الآخر).
ومعاً كانا حليفان كل الوقت.. وقطع الأتراك يديهما معاً بسبب ثورتهم معاً على نظام الأتراك وإثقالهم بالضرائب.. وذلك كان في حدود العام 1840م.
وعلى أبو شكير (والد مردس) هو مؤسس قرى الجعليين في جبل أولياء شرق او الشق الجعلي منها وفق انثروبولوجيا المجتمع.. والممتدة من قرية السليكاب حتى العسال.. مروراً بود مختار، ود النقيدة، الفيلاب، مسرة، أبو ضريس، قبل جاي، أم قراقير، ود أبودروس، ود بلول، وأم رباح.
وهو بدوره (على أبو شكير) جاء مهاجراً من قوز شاعديناب بالقرب من الدامر في حدود العام 1825.
لكن هذا اليوم المبارك بكم وبالحفيدة المصرية رندا.. دعوني أحدثكم أكثر عن جدي المباشر من ناحية الفقيه فضل الله وهو جد رندا المصرية طبعا.. إذ كثيراً ما حدثتكم في السابق عن جدي الآخر (مردس) في حكايات آمنة بت حماد (مكتوبة ومنشورة منذ عدة سنوات).
وقبل أن أبدا.. استسمحكم في نكتة (طرافة). ولكن مرة ثانية قبل الطرافة لا بد من شوية تمهيد ونذهب إلى الطرافة المزعومة ثم نختم برندا الهمباتية.
جل أبناء الفكي فضل الله ناس (دين وآخرة) وفقرا (فقهاء/فكية) اي كما يقول الناس عبر الزمان.. ومساكين وإشتراكيين وحتى تاريخ اليوم لا يكنزون الذهب والفضة.. وهم كذلك قبل أن يولد الشيخ الجليل كارل بن ماركس.
بالذات نسله من إبنه عبد الله الذي أنتج الشيخين الجليلين (حبيب الله وعبد القادر أبو كساوي).
ونسله من إبنه محمد الذي أنتج كثيراً من معلمي الخلاوي في جبل أولياء وفي الجزيرة المروية. وأنتج أيضاً جدي الخليل وهو إبن محمد الفكي فضل الله .. والذي نحن بصدده في هذه الجزئية من السلسلة (درس وأمتلك كرسي الأستاذية في الأزهر الشريف بمصر). ورحل في حدود العام 1951 بالإسكندرية. والآن أحفاده بالإسكندرية.. تماما كذلك.
غير أن هذا التلاقي بين أبناء وأحفاد الفكي فضل الله ومردس أنتج أيضاً همباتة، وأهمهم أربعة ومنهم رندا.. وفق زعمي هذا .. وهم:
(نايل ود فضل) الذي كان رفيق الهمباتي الشهير الأعظم والشاعر المعروف: ود ضحوية وفي رفقة الدود ود مردس.
والثاني فايز السليك (الصحفي المعروف) والهمباتي الأخير (شخصي الضعيف) شكراً لهذا الشرف العظيم.
وعندما زرت أحفاد جدي الأستاذ الفقيه الخليل في الإسكندرية لأول مرة في حياتي. وجدته أيضاً أنتج ناس آخرة .. ما ناس دنيا.. ما عدا الحفيدة "رندا". جاءت همباتية بجدارة. إذ بعد أن شربت الكازوزة مباشرة بعد ست دقائق من وصولي إليهم وأنا كلي لهفة وتاريخ.
جاءت والدتها العزيزة تسألني (مصرية بالكامل، ليست منا). سألتني سؤالاً لم أتوقعه: "إيش عملتو في أطياننا".. (أراضينا).
إذا لكن برندا مختبئة خلف الشباك "ماما" تعترض. يا لها من حفيدة الفكي فضل الله.. فرحت في خاطري.. يا سلام!.
ثم طمنت الأم بأن الأطيان بخير.. مع أنها في الحقيقة ليست كذلك: "بس أنتو تعالوا، نحن لم نركم منذ الأزل”.
وعندما خرجت من الدار العامرة المباركة.. ذهبت معي رندا لغاية محطة الرمل على شط الإسكندرية. وكانت بهية ومصرية بالكامل ما عدا اللون الخمري/الذهبي الذي يكلل وجهها الجميل.
وفي اللحظة الأخيرة وهي تودعني، بعد، أن ترجلت عنها عدة أمتار: "يا محمد قمال".. نعم يا رندا.. "ما تنساش كلام ماما”.. "تمام"!.
محمد قمال الدين..
وقد تتواصل الحكايات مع جدودنا الوصونا على الوطن او حسب الظروف.
ملاحظات هامة في الختام:
هذا الحكي ياتي وفق انثروبولوجيا المجتمع اي انه منسجم مع المخيال السائد .. واستخدمت خلاله العبارات المتداولة في الواقع في حياد علمي عن مع او ضد او هو زعمي.. (هذه نقطة هامة).
وهو ليس توثيقاً بالضرورة برغم أنه يعتمد على وثائق محققة.. وإنما حكي يأتي على طريقتي الخاصة كمحب للقص لمن يعرفني من الصحاب. كما أنه ليس فخراً أعمى بالجدود (حاشا لله)، فكل فتى معجب بجده. وإنما هي مجرد لحظة وفاء لأناس عظام مضوا عنا وتركونا وحدنا في هذا السودان الصعب وفوق هذا الكوكب الملتهب.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد جمال الدين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست